أخبار السودان

المبادرة السعودية ورحيل البرهان

عماد خليفة

رشحت بعض المعلومات عن المبادرة السعودية التي تحدث عنها وزير الخارجية السعودي في اتصاله بداية هذا الإسبوع برئيس السلطة الإنقلابية عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك والتي ابدى فيها رغبة المملكة العربية السعودية في التوسط لتقريب وجهات النظر بين المدنيين والعسكريين. رشح بإن المبادرة تتضمن مقترحا برحيل البرهان عن المشهد وتوفير ملاذ آمن له ولإسرته بالمملكة العربية السعودية، وهو نفس العرض الذي رفضه المخلوع البشير قبيل سقوط نظامه المقبور في أبريل 2019.

إن صحت هذه التسريبات فإن رحيل البرهان ورغما عن سقف المطالب العالية للشارع الثائر، سيشكل بداية مناسبة لحل حالة الإختناق وإنسداد الأفق السياسي التي أفرزها الإنقلاب المشروم في الخامس والعشرين من أكتوبر من العام الماضي، الذي أزهق اثنتان وخمسين روحا من خيرة شباب هذا الوطن دون ذنب سوى مطالبتهم بعودة المسار الإنتقالي وتسليم السلطة للمدنيين، كما تم تعطيل كافة مناحي الحياة وتوقف الإنتاج تماما وتفاقمت احداث القتل والتشريد في غرب دارفور وفي معسكرات النازحين بشمال دارفور نتيجة التفلتات الامنية التى تسببت فيها السلطة الإنقلابية ممثلة في المكون العسكري بمجلس السيادة بمماطلته في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية التي وردت ضمن البنود العاجلة في سلام جوبا، وغيرها من الإخفاقات الأخرى التى تسببوا فيها عن قصد تمهدا لإنقلابهم على السلطة الإنتقالية والأنفراد بها بزريعة ضبط وحفظ الأمن في البلاد.

فوجود البرهان في اي موقع من سلطات الفترة الأنتقالية اصبح امرغير مرغوب فيه، فالرجل قد عافه الشعب تماما شبابه، كنداكاته وقواه السياسية والمدنية، عافوه لنكوصه عن العهود والمواثيق، فقد تعهد بحماية اعتصام القيادة فغدر بالمعتصمين العزل صبيحة يوم عيد الفطر، تعهد بتفكيك وتصفية خلايا وعناصر حزب المؤتمر الوطني داخل القوات المسلحة ولم يفي بوعدخ، وتعهد بحماية الإنتقال وانقلب عليه لينفرد بالسلطة وحده تحقيقا لحلم أبيه. لذلك من العسير جدا أن يثق فيه احد حتى داخل المنظومة الأمنية التى عمل على اضعافها بدعمه وانحيازه الواضح لقوات الدعم السريع وقائدها لارتباطها بمصالح اقتصاديه ولتورطهما في جرائم الحرب والإبادة الجماعية في دارفور وجبال النوبة وجريمة فض الاعتصام وقتل المتظاهرين بعد انتصار ثورة ديسمبر المجيدة في ابريل 2019.

رحيله ربما يفتح افقا للحوار بين مكونات الثورة والقوات المسلحة حول عملية ترتيب تسليم السلطة كاملة للمدنيين وكذلك يحقق المطلب العاجل بإعادة هيكلة القوات المسلحة وتطهيرها من العناصر المؤدلجة التى تتبع لحزب المؤتمر الوطني المحلول، وكذلك الاهتمام بتدريبها وتطويرها كمؤسسة سيادية حامية للشعب وثورته وللدستور، والعمل على إبعادها تماما عن العمل السياسي لتقوم بدورها الوطني بعيد عن التقاطعات السياسية ولتحافظ على قوميتها المنصوص عليها في الدستور.

من المتوقع أن تدعم الولايات المتحدة الأمريكية ودول الترويكا والإتحاد الأفريقي هذا الإتجاه حال طرحه رسميا في المبادرة السعودية المتوقعة، لأن الجميع بات مقتنعا بأن البرهان لم يعد مرغوبا فيه وأصبح يشكل عقبة في مسار الإنتقال والتحول الديمقراطي، بل ربما يؤدى وجوده في السلطة إلي تشطي وإنهيار الدولة السودانية والذي سيشكل تهديدا كبيرا للأمن والسلم في دول الإقليم والعالم.
الديمقراطي

 

‫18 تعليقات

  1. ‏‎أشعر بالفخر والثقة بذاتي عندما يختار الساسة والقادة ما اطرحه من حلول وأفكار
    صحيح الله يعطي الحلق ((الخرز)) لمن لا إذن له

    1. حلول شنو وأفكار شنو؟ الفضل للشارع فقط ..هو الذي يفرض كلمته..السعودية همهم بقاء الجنود السودانيين في محرقة اليمن ويتحركون لضمان ذلك بعد أن حرق الشارع كرت البرهان الوسخان.

  2. ما فيش مبادرة من دولة تتضمن رحيل رئيس دولة دي من عندياتكم ساكت يا ناس الراكوبة فلول القحاتة
    تقريب وجهات النظر لا تعني الغاء طرف فمهتوووووووووو؟

    1. الثوري الاصيل هههههههههه
      اتلهي يا مصري يا ملقوط يا بقايا المماليك (عبيد الاتراك) يا حثالة الشعوب ،،
      تاني يا اولاد الكلب تشموها قدحة ،، بس خلونا نخلص من بقايا الكيزان ديل ،، عشان ننظف السودان من بقايا المماليك ،،،
      تفووووووو عليكم اينما حللتم

    2. طيب كيف ألغي هذا الغبي، وبجرة قلم، شركاء الفترة الإنتقالية، ممزقاً بهذه الخطوة الوثيقة الحاكمة للإنتقال ؟؟؟؟؟؟

      ثم بغباء إصطناعي فريد، وفي ليل بهيم، توهم أن بإمكانه الإنقلاب علي الثورة ؟؟؟

      بعد ده كلو، هل يُعقل ان يأتمنه أحد علي الوطن ؟؟؟؟؟؟

  3. لماذا يوفر للمجرم ملاذ امن ولماذا الافلات من العقاب يجب ان يبقى حتى يكنسه الشعب ولجنته الامنية وتقديمهم جميعا للمحاكمات الفورية ومعه قيادات حركات الارتزاق العميلة عبدة الدينار.

  4. بئس المصير !!

    توفير مخرج آمن كان مصير عدد من الطغاة والقتلة عيدي أمين دادا أومي وزين العابدين بن علي فى السعودية ومصر “استضافت” السفاح جعفر نميرى وقبله “الشاهنشاه” محمد رضا بهلوى دكتاتور ايران..
    إذا استمر الحال على ما هو عليه من القمع والقتل … فإن اخوة الدم ابرهه وحميدتى سوف يتبرأ منهما حتى ابو منشار..

    اتوقع لحميدتى مصيرا شاديا بحتا على درب إدريس ديبي أتنو فى كبسيبة مع متفلتين من حركته …

    اما ابرهه الجنرال العوقة فيسير وقع الحافر على خطى صديقة كوشيب وينتهى به المطاف فى لاهاى ربما عن طريق انجمينا ذلك بعد ان تنسد -او تسد امامه- كافة المخارج ….

  5. يحاكم على القتل في دارفور وفض الاعتصام وعن كل القتلى.. مخرج أمن مرفوض فالمحرم لابد أن يحاكم…. ولو بعد حين لاهاي بس لا ثقه في قضاء الرقاص

  6. الحل يكمن برحيل البرهان وصحبه واختيار قائد اخر للجيش يرضي به الجميع ليعمل فقط كوزير دفاع.كما يتضمن تعديل الوثيقه الدستوريه والغاء مجلس السياده واختيار الدكتور حمدوك كرئيس جمهوريه انتقالي بكل سلطاته التنفيذيه علي ان يعين جماعة الحركات مستشاريين للرئيس.

  7. إن صحت هذه التسريبات تكون سطحيه خاااالص، لأن البرهان ذات نفسه تم اختياره بواسطة قحط نفسها، لو رجعنا لارشيف الثوره والاعتصام نجد أن إبراهيم الشيخ هو أول من إستقبل البرهان بالاحضان، قحت رفضت بن عوف، وزين العابدين، وغيرهم وأتت بالبرهان وحميدتي الضكران الأدب الكيزان! الآن بقى ليهم( بمبي) والله لن ترضى قحط حتى لو ذهب البرهان هؤلاء يريدون أن يحكموا (سمبله) بدون تفويض شعبي

    1. البرهان اختارته لجنة البشير الامنيه ودفعته طعما ابتلعه السياسيون والثوار معا ويمكن اثبات ذلك من وثائق جهاز الامن المسربه التي فاض بها الفيسبوك.

  8. والله كلام
    لو صح الكلام دة يبقى تأكد لي السعودية وراء الازمة الحالية
    ربنا يلطف بنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..