ها هى أشراطها قد بدأت بالأغتيالات

صدق الراحل المقيم قرنق بأن السودان لن يكون كما كان وها هى أشراطها قد بدأت بالأغتيالات
حسن على شريف
[email protected]
الأقوال العظيمة لا تأتى الاّ من عظماء وهبهم الله الحكمة كما ورد على لسان القائد التاريخى لعموم بلاد السودان الراحل المقيم / قرنق دى مبيور, تلك النظرة الثاقبة والتى ترجمها بتلك المقولة الماثلة أمامنا الآن, لم تأتى من فراق !!!! بل قرأها بالأقتران مع تصرفات نظام الخرطوم العنصرى من أهداف عنصرية وتوجّه أحادى لبلد يمثّل مكوناته ألأثنية المزيج من العنصر الأفريقى الغالب والعنصر العربى الموجود فى البلاد كحقيقة لا يمكن أنكارها الأ من فى نفسه شىْ من الجاهلية والعنصرية البغيضة .
والشواهد كثيرة بأن نظام الخرطوم قد أتى ببدع كثيرة لم يسبقها من قبل كل الحكومات التى تعاقبت على حكم السودان , وأن كانت موجوده فى كل الحكومات الاّ انها كانت مستتره لا يشعر بها جلّ الشعب السودانى الاّ من كانت لهم أهتمامات سياسية مثل الأحزاب الأقليمية و الحركات المسلحّة التى كانت تنادى فقط بالمساواة والعدالة والمشاركة فى حكم البلاد وهى مرتكزات أساسية لتضع أىّ بلد من بلاد الدنيا فى خانة البلاد المستقرة والمساهمة فى دفع الحضارة الأنسانية الى مراقى الديموقراطية الحقّة وكفالة حقوق الأنسان التى كفلتها الأديان السماوية قبل التشريعات الأنسانية الدنيويّة .
توجّه نظام الخرطوم فى عزل جزء أساسى من المجتمع السودانى فيما نسميه الهامش , بالأستهداف والقتل والتشريد والتجويع , يعدّ من الأعمال الأرهابية التى لا ترقى لمستوى عمل الحكومات , بل هى من صميم أعمال المنظمات الأرهابية الدولية الخارجة عن نطاق القانون الدولى مما أستدعى المجتمع الدولى للأتفاق لمحاربة هذا الأرهاب الذى يؤدّى الى زعزعة الأمن والسلم الدوليين , وهذا ما وضعت فية نظام الخرطوم نفسها , مما تطلب ألأمر توجيه الى عدد من أفراد الحكومة وعلى رأسهم المشير البشير تهم ترقى لمستوى الأبادة الجماعية والتطهيرالعرقى , وما زالت سادرة فى غيّها دون أعتبار للمجتمع الدولى .
التطرّف العنصرى الذى تنتهجه حكومة الخرطوم ضد الهامش قد قسّم السودان الى كتلتين تنتهجان الجانب العنصرى أساسًا للقضية , بينما أصل القضية كانت تكمن فى الشراكة العادلة فى الثروة والسلطة والديموقراطية و الحريات الأساسية لكل السودان , فأذا كان النهج الأحادى الأثنى المفضوح لنظام المؤتمر الوطنى هى السّمة الأساسية لها , فأن من حقّ الآخرين أيضاً أن يعملوا جاهدين لمقاومة هذا النهج , حيث لا يعقل أبداّ أن يصمت الطرف الآخر أن تمرر عليه أجندة لا تتفق مع هويته وثقافته بالعنف والقوة التى تمارسها حكومة الخرطوم على الهامش .وهنا تكمن مقولة القائد العظيم قرنق بأن السودان لن يكون كما كان من قبل .
أستهداف الراحل المقيم الشهيد د/ خليل أبراهيم بتلك الصورة المهنية فيها الكثير من الدلالات بتورط جهات أخرى لها من الأمكانيات التكنولوجية لمعرفة دبيب النمل على أىّ بقعة فى الأرض , مما يشير الى أن أمكانيات النظام المتواضعة تكنولوجياّ كانت عاجزة على الدوام فى قتل د/ خليل فى رحلته الشجاعة من منفاه بليبيا الى الأراضى المحررة بالسودان , فالفرصة كانت أكبر وأسهل للنيل منه عبر الصحراء الممتدة من ليبيا الى السودان . ولكن لم يحدث ذلك لضعف تكنولوجبا المعلومات لدى النظام مما يشير الى تورط دول بعينها فى تلك العملية الجبانة و التى تسيطر على مراكز الأتصالات الدولية من أجل تمكين النظام المتهالك فى المضى قدماً فى كتم أنفاس الشعب السودانى خاصةً أهل الهامش , وأنفاذ ما يسمّى جوراً وبهتاناً التوجّه الحضارى المزعوم . فأنتم قد بدأتم الأغتيالات والغدر فأستعدّوا للرد بمثل ما أقترفت أيديكم , فأنّا لها من أجل أن نكون .
أن أستشهاد المناضل الجسور د/ خليل ليست أصل القضيّة , ولا يعنى أن ذهاب خليل أن القضية قد أنتهت وأن العدل والمساواة قد أصبح فى خبر كان , بل هنالك الملايين القابضين على جمرة القضية وكلهم خليل ,عقار والحلو وعرمان ومنى وعبدالواحد , فأن ذهب كل هؤلاء فى عالم الشهادة , لن يؤثر ذلك على أصل القضية , فهى باقية ما دامت أمهاتنا وأخواتنا تلدن وكل مولود خليل .
رغم الفقد الجلل .على أهل الهامش والجبهة الثورية السودانية أن يمضوا فى كفاححهم نحو تحقيق الغايات النهائية للنضال , فالمسيرة القاصدة لأن نكوّن سوداناً يسع الجميع ماضية , ما دامت سواعد كل أهل الهامش قابضة على الزناد لأزالة طغمة العناد .
الهمّ أرحم خليلاً فهو أحد الملهمين لأهل الهامش والسودان , وأرحم جميع شهداءنا الذين أراقوا دماء الحق من أجل القضيّة , وأنها لثورة حتّى النصر .