مع السفير المُنتظِر

لدي قناعة بأن سعادة السفير عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان في القاهرة ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية يؤدي مهامه بكفاءة عالية وشجاعة كاملة وهو من الدبلوماسيين السودانيين القلائل الذين مروا بمحطة القاهرة دون أن (يمصرنوا) ويميعوا موقف السودان من القضايا والملفات الخلافية والمعقدة بين البلدين .
وأسباب التعقيد في هذه العلاقة معظمها مرتبطة بسياسات الأنظمة المصرية المتعاقبة تجاه السودان لكننا نعتقد أنه وبرغم تطور العلاقات التي تربط بين قيادتي البلدين في هذه المرحلة تحديداً والذي قد يبعث بالأمل في تأسيس علاقات أكثر تعافياً بين البلدين إلا أن هناك علة حقيقية في سياسات النظام المصري الحالي ليس تجاه السودان وحده بل هي علة عامة في طريقة تعاطيه مع ملفات استراتيجية أخرى بالنسبة لمصر مثل ملف علاقات مصر مع المملكة العربية السعودية نفسها حيث لا تقدم مصر المواقف النموذجية للانسجام المطلوب مع مواقف حليفتها السعودية على قدر مستوى العلاقات التي تربط بين البلدين والواجبات المستحقة على مصر للوفاء بما تتطلبه هذه العلاقات الاستراتيجية، وهذه العلة في مواقف مصر الإقليمية – في أحسن الظنون بها – نصفها بأنها علة إدراك .
ففي علاقاتها مع السودان هناك إرادة معلنة ومتجددة بين قيادتي البلدين في الدفع بالعلاقات الثنائية وتطويرها ومعالجة القضايا العالقة.. وتعتبر زيارة البشير الحالية لمصر للمشاركة في قمة الاستثمار بشرم الشيخ المنعقدة اليوم السبت هي الزيارة الخامسة للرئيس البشير إلى القاهرة في فترة قصيرة وستشهد قمة جديدة مع السيسي وبالمقابل حضر السيسي إلى الخرطوم عدة مرات.. ولو جمعنا عدد الزيارات المتبادلة فسيصل مجموعها إلى ضعف هذا الرقم من اللقاءات بين الرئيسين لبحث واقع وآفاق العلاقات الثنائية، وفي كل مرة تخرج القمة بأطيب الكلام لكن يصعد على راحلة التنفيذ لمخرجاتها بعد نهاية كل لقاء (شيطان) التباطؤ والمماطلة والتأخير من جانب مصر .
هذا الشيطان ليس هو (شيطان التفاصيل) المعروف للجميع في ثقافة الحوارات والتفاهمات.. لا، لأن شيطان التفاصيل يأتي بعد فتح الملفات وأثناء بحثها لكن هذا الذي نعنيه هو شيطان فريد من نوعه فهو كثيراً ما يضرب بالمتفق عليه عرض الحائط مبدءاً وتوقيتاً وتفصيلا..
وهذا هو الذي جعل حوار الأستاذة صباح موسى مع سفير السودان في القاهرة حوار مع (السفير المُنْتَظِرْ) بكسر الظاء ..
سفير السودان في القاهرة لا يزال ينتظر من الجانب المصري مراجعة ممتلكات المعدنين السودانيين وإعادتها لهم .
وينتظر من الجانب المصري لايزال تقرير مقتل 22 سودانياً على الحدود المصرية الإسرائيلية وينتظر من الجانب المصري رد الأموال التي (قلعتها) السلطات المصرية من بعض السودانيين في تلك الأحداث الشهيرة ..
أما نحن فننتظر معه كل هذه النتائج مضافاً إليها أو قبلها ننتظر مغادرة المصريين لحلايب وشلاتين المحتلة .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالي
اقتباس:
وينتظر من الجانب المصري لايزال تقرير مقتل 22 سودانياً على الحدود المصرية الإسرائيلية وينتظر من الجانب المصري رد الأموال التي (قلعتها) السلطات المصرية من بعض السودانيين في تلك الأحداث الشهيرة ..
————-
أرجو قراءة موضوع الطالب الإيطالي الذي قتلته أجهزة الأمن الداخلية في مصر وكيف أن الحكومة المصرية تتعامل وتعاملت مع إيطاليا في هذا الموضوع , وكيف أن موت طالب إيطالي يكون حدث عظيم عندهم ,,, ولتري كيف نحن السودانيون نبدوا في العيون المصرية ؟ انظروا كيف تتعامل معنا ومع الدول الأخري؟؟؟
إليك الموضوع المنقول:
———-
قالت وزارة الداخلية المصرية، صباح اليوم الإثنين، إنها ليست متورطة في مقتل الشاب الإيطالي، جوليو ريجيني(28 عاماً)، أو أنها قبضت عليه قبلها، ولم تصل لمعلومات مؤكدة حول أسباب وفاته بعد.
ووفق بيان سابق للسفارة الإيطالية في القاهرة، فإن الشاب جوليو ريجيني (28 عاماً، طالب دكتوراه في جامعة كامبريدج)، كان متواجداً في القاهرة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، لتحضير أطروحة دكتوراة حول الاقتصاد المصري، واختفى مساء 25 من يناير/ كانون ثان الماضي في حي الدقي، بمدينة الجيزة الواقعة جنوبي القاهرة، حيث كان لديه موعد مع أحد المصريين، قبل العثور على جثته الأسبوع قبل الماضي في أحد الطرق غربي العاصمة المصرية.
وبحسب بيان الداخلية المصرية، اليوم، “نفى مسئول مركز الإعلام الأمني صحة ما تداولته بعض وسائل الإعلام والصحف الغربية حول إلقاء القبض على الشاب الإيطالي جوليو ريجيني قبل وفاته من قبل عناصر أمنية مصرية”.
وأكدت الداخلية، أن بعض الصحف الغربية قد نشرت معلومات غير صحيحة نهائيا تتصل بظروف اختفاء الشاب الإيطالي قبل وفاته، وأن فريق البحث الموسع المكلف بكشف ظروف وملابسات الواقعة يواصل جهوده على مدار الساعة، في إطار كامل من التعاون مع الجانب الإيطالي في هذا الشأن”، مشيرة أنه “سوف يتم الإعلان عن نتائج جهود البحث في هذه القضية حال التوصل إلى معلومات مؤكدة.
جنازة الطالب الإيطالي الذي قتل في القاهرة – رويترز
وهذا ثاني تأكيد أمني، خلال أسبوع تستبعد فيه الداخلية رسميًا تورطها في الحادث، حيث قال وزير الداخلية، مجدي عبدالغفار، الاثنين الماضي ، إن الأمن المصري ليس متورطًا في قتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عثر على جثته قبل أيام غربي القاهرة وعليها آثار ضرب وتعذيب.
وكان مصدر في الطب الشرعي بمصر قد كشف لـ” رويترز” أن تشريح جثة ريجيني أظهر وجود كسور وإصابات مختلفة، إضافة إلى علامات صعق بالكهرباء في مكان حساس، وأضاف المصدر أن جثة الشاب الإيطالي حملت علامات على جروح قطعية بآلة حادة، مشيرا إلى أنه تعرض على الأرجح إلى اعتداء بعصى ولكم وركل، وأنه تم تسجيل إصابات داخلية في مختلف أنحاء جسم ريجيني ونزيف في المخ.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد نقلت عن مسؤولين أمنيين مصريين أن الشرطة احتجزت ريجيني قبل العثور عليه مقتولا، وكان الطالب اختفي في 25 يناير/كانون الثاني الماضي في ذكرى الثورة المصرية.
ونقلت الصحيفة عن أحد أصدقاء القتيل قوله إن كاميرات مراقبة لمحال تجاري أظهرت اقتياد ريجيني من قبل رجلين يبدو أنهما من رجال الأمن المصري.
وقالت وكالة أسكا نيوز الإيطالية للأنباء أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث مع الرئيس الإيطالي في لقائهما بالبيت الأبيض مؤخرا حول قضية مقتل الطالب ريجيني، وبحسب مصادر إيطالية، فإن واشنطن أعربت عن استعدادها للتعاون في كشف حقيقة مقتل ريجيني
الى الأعلى
المصدر: الجزيرة مباشر + الأناضول + رويترز
—————-
يبدو أن مصر مقبلة على أزمة جديدة مع دولة إيطاليا بعد العثور على جثة الطالب الإيطالي، جوليو ريجينى، المفقود منذ يوم 25 يناير الماضي بمنطقة 6 أكتوبر اليوم، ومازالت ملابسات الحادث مجهولة حتى الآن، خاصة بعد العثور على أثار تعذيب بجسده.
من جانبها، طالبت نيابة حوادث جنوب الجيزة، بتحريات أجهزة الأمن لكشف ملابسات الواقعة، في ظل توقعات بأن تكون الوفاة نتيجة تعذيب، وصرّحت النيابة بتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة، وكذا تحليل عينة البصمة الوراثية للمتوفى.
كما طالبت النيابة الأمن بالتحري حول الواقعة ومعرفة هوية مرتكب الجريمة لسرعة القبض عليه، فيما تبين من خلال مناظرتها أنه يرتدى ملابس في النصف العلوى من جسده فقط، ومصاب بكدمات وسحجات وجروح تدل على تعرضه للاعتداء.
وعلى الجانب الآخر، دعت الحكومة الإيطالية السلطات المصرية لبذل كل جهد ممكن للتأكد من حقيقة ومسار الأحداث، مطالبة بإجراء تحقيق مشترك في القضية بمشاركة خبراء إيطاليين.
يقول مختار منير، المحامي الحقوقي بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، إن مصر تتحمل المسؤولية الجنائية في عدم حماية الرعايا الأجانب، لافتا إلى مصيبة دولية بانتظار مصر إذا كانت متورطة في قتل الطالب الإيطالي.
وأضاف منير أن الحادث سيؤثر علي الدولة من حيث الاستثمارات والاقتصاد، وسيكون ذريعة لبعض الدول في منع مواطنيها من السفر إلى مصر بحجة أنها غير آمنة وغير قادرة علي حماية رعاياها.
فيما ألقى المحامي الحقوقي محمد صبحي بالمسؤولية على الحكومة مؤكدا على أن الحادث يضع مصر في مأزق أمام العالم؛ خاصة أنه ليس الأول، لافتا إلى تناقض في تصريحات المسؤولين الأمنيين حول طبيعة الحادث، فيما يخص أثار التعذيب الموجودة على جسد الطالب، مطالبا الدولة بضرورة بدء تحقيق معلن وشفاف لكشف ملابسات الواقعة، وإلا ستكون هناك فضيحة دولية جديدة لمصر.
————-
ربما لم يكن يعلم طالب الدكتوراه الإيطالي? جوليو ريجيني? أنه سيذهب ضحية الانفلات الأمني أو القمع غير المنضبط الذي تعيشه العديد من الأوساط المصرية منذ سنوات عديدة، حتى لا تزال طريقة وفاة الطالب الإيطالي حبيسة روايات متضاربة في ظل عدم وجود رواية رسمية إلى الآن.
ويأتي مقتل ?ريجيني? بعد شهور قليلة من مقتل الرهينة الكرواتي ?توميسلاف سالوبيك? ذبحًا بقطع رأسه على يد تنظيم? ولاية سيناء? عقب خطفه وانتهاء مهلة مدتها ?48? ساعة حددها التنظيم لإعدامه إذا لم تطلق السلطات المصرية سراح ?النساء? المعتقلات لديها في السجون.
ومن بين أبرز الأحداث الأمنية التي ضربت مصر هي سقوط الطائرة الروسية في سيناء أواخر أكتوبر الماضي، وسقوط جميع الركاب على متنها وعددهم 224
شخصًا، وسط جدل سياسي محلي ودولي إلى ما وصلت إليه المنظومة الأمنية في مصر.
بالعودة إلى مقتل الطالب العشريني? ريجينو? والتنكيل بجثته، واختفائه مدة 10
أيام متواصلة، نستعرض في هذا التقرير بداية قصة الطالب الإيطالي وأهم الاحتمالات المتداولة لقصة قتله المثيرة للجدل.