استوصوا بالقبط خيرا ..!!

                                       
كان مسجد سيدة سنهوري مكتظا بالحضور في ذاك اليوم..بعيد صلاة العصر سيتم عقد قران كريمة الدكتور كامل ادريس..بعد التحيات الطيبات لمحت رجلا يكتسى جلبابا أسودا ويظهر عليه سمت الأقباط.. ملامح الرجل تقول انه الاب فيلوثاوس فرج اسقف كنيسة الشهيدين   ..عاجلني جاري باحتجاج على دخول مسيحي الى المسجد.. صديق فقيه رد بسرعة ان الامر يجوز وقد سبق لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان استقبل وفد من نصارى نجران في مسجده..التزم ذاك المتنتطع الصمت ووقفت أتأمل لوحة التسامح التى عنوانها (قديس في المسجد).

امس الاول احتفت الصحف بحدث اعتناق فتاة قبطية للإسلام..مختصر القصة لمن فاتهم الاستماع يقول ان الفتاة كرستينا هربت مع والدتها القبطية الى فرنسا بعد اعتناق والدها الاسلام..بعد عشرة سنوات وعن طريق (الفيس بوك ) تعرفت كرستينا على شاب سوداني اصبح حلقة وصل بين الابنة الغائبة والأب الصابر..عادت كرستينا الى والدها في نوفمبر من العام المنصرم بعد ان ساعدتها القنصلية السودانية في باريس بوثيقة سفر اضطرارية.

اول امس نظم مركز الدعوة والدراسات المقارنة احتفالا ضخما بقاعة الشهيد الزبير.. المنطقة كانت محاطة برتل من سيارات الشرطة.. الشابة كرستينا التي بلغت التسعة عشر ربيعا رددت الشهادة وسط حفاوة كبيرة من الحضور .. من بين ثنايا الاحتفال علمنا ان هنالك منظمة اسمها (جمعية المسلمين الأقباط ).. المنظمة تهتم بمساعدة الأقباط الذين هداهم الله واصبحوا مسلمين..رئيس المنظمة يقول ان عدد افراد منظمته بلغ زهاء الثمانمائة فردا وان حكومتنا لا تهم بأمرهم ولا توفر لهم معينات مادية.. وشرح الرجل الظروف الاجتماعية المحيطة بهذه المجموعات عبر الضغوط التي تمارسها عليهم  طائفة الأقباط التي تبلغ المليون مواطن على حد تقديره.. ومن ذات المناسبة الحاشدة علمنا ان مركز الدعوة والدراسات المقارنة جاء الى الوجود بعد ان تكاثرت حالات الردة عن الاسلام.

في تقديري ان المعالجة الإعلامية والتعامل مع حدث عادي بوتيرة غير عادية يزيد من التوترات الاجتماعية ويزيد من بوادر الشقاق مع إخوتنا الأقباط..الحدث عادي لان عدد كبير من المسيحيين يعلنون إسلامهم من المساجد..بعضهم من الجنوب الشقيق وبعضهم من منطقة جبال النوبة وعدد قليل من الأجانب المقيمين بالسودان .. الترحاب لا يغادر صحن المسجد مع أمينات طيبات من جمهور المصلين ان يثبت القادمين على دين الاسلام.. أقباط السودان كانوا دوما حريصين على حفظ وشائج الاحترام مع إخوتهم السودانيين .. لم ينصرفوا للتبشير بالمسيحية تقديرا لهذه الصلات الطيبة.

بعيد انفصال الجنوب ظن بعض الساسة ان واحدة من الفوائد تناقص عدد النصارى بالسودان .. بالطبع كان ذاك سيكون إنجازا لهم لو ان هؤلاء اصبحوا مسلمين بعد ان تأثروا بالمعاملة الحسنة ولكن الحقيقة ان ربع سكان السودان فروا بجلدهم باحثين عن وطن اخر..ذات الحساسية جاءت من الطرف الاخر الذي استشعر بالغربة في الوطن (الفضل).. الاب فيلو ثاوس فرج كاهن كنيسة الشهيدين اكد ان عدد المسيحيين في السودان نحو سبعة مليون مواطن.. بالطبع القديس (بالغ شوية ) و جمع الأقباط مع مسيحيي  جبال النوبة فاصبح الرقم كبيرا.

بصراحة بدا الوطن يضيق بنا.. الاعتراف بالآخر باتت مساحته ضيقة جداً.. يوم الجمعة الماضية كان خطيب المسجد في الخرطوم جنوب يهاجم الجميع .. فتح مولانا النار على الصوفية الذين ابتدعوا الاحتفال بمولده رسولنا عليه افضل الصلاة والتسليم .. في نهاية الخطبة بدا شيخنا يرسل الدعوات بان يهلك اليهود والنصارى ويشتت شملهم.. لم يكتفي بذلك بل الحق طائفة من المسلمين اسماهم بالشيعة والرافضة بقائمة المغضوب عليهم .
استبشرت خيرا بقرار اصدره والي الخرطوم بتعين مسيحي في مجلس وزرائه.. ويبقى السؤال لماذا تاه بين رئاسة المؤتمر الوطني والقصر الجمهوري قرار تعيين الدكتورة صفوت فانوس وزير دولة بوزارة الخارجية.. من حق كل الطوائف والأثنيات ان تجد تمثيلا ولو رمزيا في سنام السلطة وتذكروا ان رسولنا الأعظم أوصانا خيرا بقبط مصر.
الأهرام اليوم
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مقال رائع استاذ ظافر تصحيح بسيط “الدكتور” صفوت فانوس استاذ العلوم السياسية المشهور وليست دكتورة

  2. يبدو ان الاستاذ الظافر يغرد خارج السرب . الناس تتحدث عن الازمة الاقتصادية في السودان بعد انفصال الجنوب والذي تم بموافقة ما يسمى الاسلام السياسي بالسودان وتتحدث عن ازمة طاحنة في الخبر والخبز والمواصلات والاستاذ يتحدث عن التسامح الديني واعتناق فتاة الاسلام ولا يذكر ارتداد الكثير عن الاسلام وفتاة الحاج يوسف ليست ببعيده .
    بالطبع كان ذاك سيكون إنجازا لهم لو ان هؤلاء اصبحوا مسلمين بعد ان تأثروا بالمعاملة الحسنة ولكن الحقيقة ان ربع سكان السودان فروا بجلدهم باحثين عن وطن اخر..ذات
    لا يستطيع المواطن السوداني ان ينسى دور تنظيم الظافر في كل ما حصل في السودان ولو لا المفاصلة الشهيرة لكنتم في نفس المركب والكمبارس . لا تستطيع ان تنفي ذلك ؟؟
    لابد من التفريق بين الاسلام الحقيقي والاسلام السياسي الذي فشل في مصر وليبيا والسودان اكبر دليل – لا ذمة لا ضمير لا دين لا اخلاق – ملفات الفساد في كل اوصال الدولة – سرق عيني عينك باسم الدين . مرة بالتمكين ومرة باسماء مختلفة وتكريث الثروة في يد قلة والمصيبة كل ذلك باسم الدين وهي لله يا شيخ الظافر .
    لا يعود الاسلام السياسي مقنعا الان بعد تجربة السودان باستطلاع بسيط لن تجد شخص واحد يؤيد هذه الفكرة عندها تستوى هذه الفكرة بالادين – لانه لا يوجد فرق اخلاقي بل تجد ان كثير من الانظمة العلمانية اكثر شفافية وعدلا .

  3. احتفاءنا بمن يعتنقون الاسلام يجب ان يكون فرحا بهم و تشجيعا لهم و عونا على تعلم الدين السمح … الاحتفالات الضخمة التي حكيت عنها هي مجرد تهريج سياسي يضر اكثر مما يصلح … نحتاج لجمعيات دينية خالصة التوجه لله تعتني بالمسلمين الجدد و توفر لهم معينات العلم و الدعم الاجتماعي و الدعم المادي اذا احتاجوا له و هؤلاء المسلمون الجدد نعتقد انهم من المؤلفة قلوبهم و هم مصرف من مصارف الزكاة التي لا ندري اين تذهب اموالها …. و المهم جدا ان يبتعد المؤتمر الوطني عن هؤلاء حتى لا يضلهم و يفسدهم و يدخلهم في دين نافع و المشير الراقص و فقه السترة و الضرورة فتحبط اعمالهم و يضلوا ضلالا بعيدا

  4. فرحانين وقابلين الدنيا علي بنت واحدة بقت مسلمة بكرة بتعرس ليها واحد يطلع الاسلام كله من راسهالمن يقوليها مثني وثلاث ورباع ، وفاتحين للاف الشباب الذين انجرفوا للالحاد كنتيجة حتمية للتدين الزائف والاسلام الانتقائي ، ،،،، بعض المساجد والدعاء اصبحوا تخصص نكد ،،، ما ان يحين موعد الصلاة الا ويحين معاه موعد الجحيم لجميع القاطنين بالقرب من المسجد ،،، لان الصوت يصم الاذان وبعد الصلاة تفتح بوابات جنهم علي الجميع من عظات المفترض انها تعليمية ولكنها بقدرة قادر تتحول الي دروس جنسية من شخص يعاني من حالة شبق او دروس في كراهية الاخر من شخص يعاني من عقد نفسية ينفسها عبر المايكرفون ، وبعد هذا نتوقع من ابناءنا ان يبقوا مسلمين لا ادري كيف ،
    صدقوني عندما وصل الحال الي هذه النقطة اخذت اسرتي وهربت علي بلاد الكفار حتي احافظ علي اسلامي واسلام ابنائي وخوفا عليهم من تسونامي الالحاد في السودان ،،، الجيمع ينكر بل ويهدد ولكن اعتقد الوضع اصعب مما نتوقع ونتخيل ،،، افيقوا اتركوا كل في دينه اهتموا بنا نحن اصحاب الدين نحن اولي بالمعروف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..