مكي عبد الرحيم .. والمنطق المشوي !

محمد وداعة
السيد مكي عبد الرحيم ممثل وزير المالية انتقد دور الاعلام في طرح القضايا الاقتصادية بطريقة غير منطقية اومنهجية قال ( بس هم بيركزوا على المصروفات في الموازنة ، كأنها القروش جاهزة في المالية والناس تمش تصرفها ) ، السيد مكي عبد الرحيم اضاف ( اي زول عاوز يعرف قيمة رخص تعرفة الكهرباء والمياه يوقف كهربة الحكومة ويشغل المولد ثم يشتري الموية بالبرميل ) ، بالله دا كلام !، يعني دا ياهو المنطق الذي يتحدث عنه الرجل !، هذا الرجل عليه أن يصمت و لا يتحدث بمنطق اوبدون منطق ، الحقيقة ان حوالي ( 40% ) من سكان الخرطوم لا ينعمون بخدمات الكهرباء اوالمياه ، ويشربون المياه بالبراميل من عربات الكارو ويستخدمون المولدات ويعرفون تكلفتها ،
منطق السيد مكي الحكومي يقول ( كهربة الحكومة ) ، هذا المنطق ذكرني مسرحية مدرسة المشاغبين حين تسأل الست الناظرة مرسى الزناتى ( بتعرف إيه عن المنطق ) ، فيقول (اعرف انه كويس )، و يضيف( لما واحد يضرب واحد على دماغوا يبقى ما فيش منطق) ، والمنطق فى النهاية مشوى، وهو كذلك ،من اراد ان يعرف رخص تعرفة الكهرباء عليه ان يوقف كهربة الحكومة ، لا حسابات و لا تكاليف و لا موازنات ، عليك فقط ان تتكهرب من المولد و تشرب من البراميل لتعرف الفرق ، هذا هو المنطق و المنهجية التى ودت البلد فى ( ستين ) داهية ، هو منطق حكومى متسلسل ، قبل ذلك قاله على محمود وزير المالية السابق ، و قال به مصطفى عثمان اسماعيل الامين السياسى للمؤتمر الوطنى، وليس اخرهم الحاج ادم مساعد رئيس الجمهورية السابق ، انه منطق اهل الانقاذ ، اى منطق هذا …
كان قادة الانقاذ من اعضاء مجلس قيادة الثورة في ايامهم الاولى يظهرون وهم يرتدون الميرى و السفارى « المكرمش» ، وكانوا يأكلون الفول على قول النائب الاول وينكرون انهم جبهة اسلامية وفقا للقول المشهورالذي كان يتردد فى معرض نفي (تهمة) انهم جبهة (بالله الرجال ديل جبهة) .. ورويدا رويدا تسلل اهل «الجبهة» وفقاً لخطة محكمة كان مركز فعلها قول الدكتور الترابى (اذهب الى القصر رئيساً و ساذهب للسجن حبيساً)، وقد كان اهل الجبهة يتقدمون بشكل حثيث و يتراجع نفوذ المجلس العسكرى الذى قاد انقلاب 1989م، و ما ان جاء العام 1995م حتى كان 11 ضابطاً من مجلس الثورة خارج الحكم و انقسم الاسلاميون الى المؤتمر الوطنى الحاكم و المؤتمر الشعبى المعارض، فى تلك الايام و صل التمويه حداً من الاتقان لم يلحظه ستة من الضباط اعضاء مجلس الانقلاب، حيث علموا بانهم قاموا بانقلاب لمصلحة (الجبهة الاسلامية القومية بعد عدة ايام) حسب اعترافاتهم و لكن اكتشاف هذه الحقيقة حسب ( المنطق المشوى ) لم يشكل فارقاً لديهم فاستمروا اعضاء فى مجلس قيادة الثورة ، منهم من استقال بعد سنوات و منهم من اقيل، تخلص هؤلاء الرجال من السفارى و اطلقوا اللحى واعترفوا بأنهم (جبهة) وشيئا فشيئا تلاشت الملامح الاولى وحلت محلها ملامح ( واما بنعمة ربك فحدث )، ولا أحد منا يعلم على وجه التحديد هل لايزال صحن الفول موجودا وله مكان على موائدهم، ام انها محض ذكريات مؤلمة، وأخفى أهل الانقاذ تواصلهم فان كانت لديك حاجة عند أحدهم وترددت عليه اياما فى مكتبه ولم تتمكن من مقابلته فلك أن تتصيده عند ابواب اى مسجد يرتاده أو فى صالات الأفراح وعند ( صالات ) المآتم ، حتى جاء وقت قالوا فيه على الناس (بان من كان منكم يملك قميصا واحدا الان دولابه مليان ) او كما قال الحاج ادم ، اين المنطق فى هذا ،،
[email][email protected][/email]