نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني: النظام خرج عن السلمية بالقتل والاعتداء والاعتقال، وهو أكبر مصدر للعنف بالبلاد

ندعو للمقاومة السلمية ولكفالة الحقوق التي تحفظ لكل إنسان في هذه البلاد كرامته ولإحلال السلام بديلاً عن الإحتراب
واجب المعارضة أن تضطلع بمهمة التصدي لكل ما يمس حق المواطن في حياة كريمة وفي شق دروب جديدة نحو المستقبل
ندوة عطبرة خطوة في الإتجاه الصحيح، فما يجمع بين قوى المعارضة أكبر مما يفرق بينها
سفراء الإتحاد الأوروبي وضعوا في بيانهم قيم حقوق الإنسان وكرامته في الدرج الأسفل من طاولة اهتماماتهم
الخرطوم ـ اخبار الوطن
أكد نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف ان واجب المعارضة أن تضطلع بمهمة التصدي لكل ما يمس حق المواطن في حياة كريمة وفي شق دروب جديدة نحو مستقبل زاهر بالسلام والحرية والعدالة الاجتماعية، وأشار الى انها تدعو للمقاومة السلمية ولكفالة الحقوق التي تحفظ لكل إنسان في هذه البلاد كرامته ولإحلال السلام بديلاً عن الإحتراب، مشددا على عدم وجود مبررا ولا سند دستوريا ولا قانويا للاعتقالات التي طالت قيادات في المعارضة وناشطين وطلاب، وقال في هذا الحوار القصير مع “اخبار الوطن”إن من خرج عن السلمية فهو النظام الذي قتل مواطناً بالجنينة، واعتدى على الطلاب والطالبات بالاعتقال والضرب والغاز المسيل للدموع.
* تتعرض قوى المعارضة دائماً لانتقادات في مثل هذه الظروف .. وتطالب بالدفاع عن حق المواطن في حياة كريمة؟ ما تعليقك؟
– ـ هذا النقد أحياناً يكون موضوعياً ومصدره عشم أكيد في بروز بديل سياسي حقيقي لكل ما يمثله هذا النظام. واجب المعارضة أن تضطلع بمهمة التصدي لكل ما يمس حق المواطن في حياة كريمة وفي شق دروب جديدة نحو مستقبل زاهر بالسلام والحرية والعدالة الاجتماعية. هنالك صعوبات جمة تعترض طريقها وجبال من القهر والظلم والعسف تحول دونها ودون إنجاز مهامها بالكفاءة المرجوة، ولكن لا يجب أن نستسلم لها وواجبنا أن نتجاوزها مهما علت ووعرت دروبها.
*ما هو المتاح لقوى المعارضة للاعتراض على السياسات الحكومية الاقتصادية؟*
– ـ نحن في حزب المؤتمر السوداني اخترنا طريق المقاومة السلمية منهجاً لنا لا نحيد عنه البتة، السلطة تخشى كلمة الحق وتشهر بنادقها في وجه كل من يمارس حقه الطبيعي في إبداء الرأي وفي العمل لتشكيل الوطن الذي يحفظ لأهله حقوقهم وكرامتهم، وهو منهج بائس ومعتل ويراكم الغضب الذي ظل يتفجر في وجوههم باستمرار على مدار ال 29 عاماً الماضية. دروس وعبر التاريخ تقول أن إرادة الشعوب في التحرر لا يمكن كبح جماحها، وأن الإستبداد حالة عارضة لا يمكن استدامتها.
*كيف تعلقون على عملية قمع الطلاب في الجامعات ، والمواطنين في مدن مختلفة اثناء احتجاجهم على الغلاء؟
ـ هذا هو منهج الإنقاذ منذ فجر انقلابها وحتى الآن، السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هل نجحوا في إخماد جذوة المقاومة؟ الحقيقة الناصعة هي أن المقاومة ظلت تتفجر وتتجدد وتنوع في أساليبها ووسائلها يوماً بعد يوم، وإن القمع يراكم الغضب ولا يعالج جذور المشكلة. احتجاجات الناس التي تفجرت في أعقاب القرارات الأخيرة هي احتجاجات ذات مطالب مشروعة، فالشعب السوداني الذي قاوم اتاوات التركية الأولى وحارب إمبراطوريتها رفضاً للاستعباد، ولم يقم حينها وزناً لبنادقها وقوتها المادية، هو ذات الشعب الذي يقاوم هذا النظام الآن ولن يقبل أن يعيش في وطنه مستعبداً لكائن من كان.
هل تخللت اعمال الاحتجاج تلك مظاهر خروج عن السلمية ؟*
– ـ إن كان هنالك من خرج عن السلمية فهو النظام الذي قتل مواطناً بالجنينة، واعتدى على الطلاب والطالبات بالاعتقال والضرب والغاز المسيل للدموع. النظام هو أكبر مصدر للعنف في البلاد ونحن من جانبنا نعمل على بناء وطن جديد تتراجع فيه لغة البنادق وتحل بدلاً عنها سلطة القانون والعدالة. العنف يدمر ولا يبني، و ميراث العنف الذي خلفته الإنقاذ قسم البلاد وأزهق الأرواح وشرد أبناءها وبناتها ودمر نسيجها الإجتماعي وحط من مكانتها بين الدول. رد فعلنا لن يكون من جنس عملهم البتة، فنحن نقيض وبديل لكل ما مثلوه، سنظل ندعو للمقاومة السلمية ولكفالة الحقوق التي تحفظ لكل إنسان في هذه البلاد كرامته ولإحلال السلام بديلاً عن الإحتراب. هذا هو الطريق الشاق لبناء بلاد مزدهرة تتسع لجميع أبناءها وبناتها دون تمييز أو إقصاء.
** اذا ما الذي يبرر الاعتقالات الكثيرة والمستمرة في اوساط المواطنين والقوى السياسية والطلاب؟
ـ لا مبرر لهذه الاعتقالات ولا سند لها دستوراً وقانوناً
** الندوة التي اقامتها القوى السياسية المعارضة مجتمعة بمدينة عطبرة تعد تطور لافت لدى مراقبين .. ما تعليقك؟
– ـ ندوة عطبرة خطوة في الإتجاه الصحيح، فما يجمع بين قوى المعارضة أكبر مما يفرق بينها. إن حالة التفكك التي سادت ردحاً من الزمان لا تعطل إنجاز مهمة التغيير فحسب، بل إن خطورتها تكمن في أنها تضع مستقبل البلاد نفسه على المحك، فالامم العظيمة بنيت بقدرة أبناءها وبناتها على التوافق فيما بينهم على قواعد للتعاقد الإجتماعي، وهو أمر ظللنا نفتقر إليه في بلادنا بفعل بعض نخبها التي أضلها حب الاستئثار بكل شيء. دخل المستعمر إلى السودان من ثقوب الانقسامات الداخلية بين شعوبه وقبائله، وبلادنا الآن على محك التشظي والتفكك بعامل العجز عن إدارة الإختلاف حتى داخل من يجمعهم ذات المعسكر وذات المصالح وذات الأهداف.
* ما موقع البيان الصادر مؤخرا عن الاتحاد الاوربي من الأزمة الماثلة، وماهو تقييمكم له؟*
– ـ ما حك جلدنا مثل ظفرنا، وبيان الإتحاد الأوروبي الأخير يقف شاهداً على ذلك. وضع سفراء الإتحاد الأوروبي في بيانهم قيم حقوق الإنسان وكرامته في الدرج الأسفل من طاولة اهتماماتهم، مرة عبر الاستحياء من مجرد إدانة الاعتقالات وعسف السلطة في مواجهة المتظاهرين، ومرة أخرى حين وجهوا صوت المطالبة بالسلمية لمن يتبناها قولاً وفعلاً، وتغافلوا عن من ينتهكها صباحاً ومساء. عموماً هذه قضية ثانوية في سياق اهتماماتنا فواجبنا الآن هو الانصراف لشأننا المحلي وفق معطياته الداخلية، ونحن نثق في قدرتنا وقدرة هذا الشعب على تصحيح الأوضاع بشكل كلي، وعلى بناء دولة قوية تحتكم لإرادة أهلها ومصالحهم، مهما عتمت الرؤية الآن فإن انبلاج الفجر هو موعدنا الذي لن يتخلف ابداً… وهذا هو دافعنا الذي نمسي ونصبح عليه وتعلوا وتهبط انفاسنا به..
* هل الأزمة المعيشية الطاحنة نتاج سياسات حكومية ام قلة موارد؟
– بل أن قلة الموارد ذاتها هي نتاج للسياسات الإقتصادية التي ظل نظام الإنقاذ يتبعها ويفرضها على البلاد. يطحن الشعب السوداني اقتصادياً مرتين، اولاهما عبر سياسات اقتصادية تعتمد على عوائد الريع وتخاصم الإنتاج في مظانه الحقيقية من زراعة وصناعة وتكنولوجيا وغيرها من مضارب الإنتاج، هذا الريع السريع المنقطع يتبع سياسات في الصادر تدفع بخيرات البلاد إلى الخارج في حالتها الأولية وتحول القيمة المضافة إلى ما وراء البحار، ليتبقى لشعب السودان الفتات وشح الموارد. وتظلمنا هذه السياسات الاقتصادية مرة أخرى بسوء توزيع هذه العوائد الشحيحة وعدم توظيفها في الصحة والتعليم وتوفير الوظائف وتشييد البنى التحتية، لتذهب لجيوب القلة ولأولويات المتسلطين ولتمويل الحروب وتأمين كرسي الحاكم.
* هل كان من الممكن لحكومة اتخاذ إجراءات أخرى غير الإجراءات التي ضيقت على المواطن؟*
– لا مساحيق تجميلية الآن ستنجح في إخفاء تشوهات الإقتصاد السوداني. المطلوب هو جراحة دقيقة وجذرية تمس جذور السياسة والحكم قبل الاقتصاد، فالأزمة الإقتصادية مرتبطة بمنهج الحكم وأولوياته. المطلوب هو تغيير شامل يبدأ من وقف التطاحن الداخلي حتى لا نزهق أرواح بعضنا البعض، ونضيع موارد الشعب في تسابق النخب نحو حيازة كل شيء كل الوقت. المطلوب هو بناء وطني جديد تكون فيه الحاكمية للشعب، يحدد أولوياته بنفسه ويمتلك موارده ويضاعفها ويوزعها بعدالة بين الكل دون تمييز أو هيمنة، عبر مؤسسات لا تتحكم فيها أهواء الأفراد أو بعض الجماعات، وتخضع للمحاسبة والمراقبة تحت ظل حكم القانون. حينها ستجيء السياسات الإقتصادية متسقة مع حاجة المواطن لتفك الضائقة عنه.
** مفردات الميزانية الجديدة وجدت رفض واسع..ماهي أبرز الاختلالات لهذه الميزانية؟
– الميزانية هي تبيان لأمرين.. اولاهما موارد الدولة وثانيهما أوجه صرف هذه الموارد. كما أسلفت فإن الخلل في الاقتصاد والسياسة هو خلل هيكلي، كل ما تفعله الميزانية هو أن تترجم هذه الاختلالات رقمياً، كما أنها تحمل تصور الحاكمين للمعالجات ولطالما ظلوا ذاهلين عن الأسباب الجذرية للأزمة الإقتصادية فإن معالجاتهم ستتسم بالبعد عن إيجاد الحلول. هذا النظام للأسف يلجأ لحلين اثنين يفضلهما عما سواهما أولاهما تحميل فاتورة الفشل الاقتصادي للمواطن عبر زيادة الجبايات والاتاوات غير العادلة، وثانيهما عبر الإجراءات الأمنية والاعتقالات والقمع لإسكات الأصوات التي تنبه للخلل وترفض طحن مواطني ومواطنات البلاد بالفقر والمصيبة. هذه إجراءات تضاعف الأزمة وتعاظم الإحتقان السياسي والاجتماعي وتضيف عدداً للحريق الشامل الذي يأكل البلاد..
* هل سوف يتوقف الأمر على زيادة سعر الخبز.. ام قد يشمل سلع اخرى؟
– لن تتوقف على الخبز ولم تتوقف بالفعل، فزيادة الضرائب غير المباشرة عبر زيادة الدولار الجمركي لها أثر تضخمي على غالب السلع والخدمات، ومع عدم وجود سياسات لرفع الإنتاج أو زيادة التوظيف أو الاستثمار في القطاعات التنموية سيكون لهذا الغلاء أثر طاحن على معاش الناس. الوضع كارثي ويتطلب أن نتصدى له دون تهاون أو تباطؤ.
* كيف سوف تتعاملون مع لا مبالاة الحكومة بالآثار الكارثية لقرارتها؟
– ـ تعاملنا منذ الساعات الأولى من إصدار هذه القرارات بما يمليه علينا واجبنا ومسؤولياتنا تجاه بلادنا وأهلها الكرام، أصدرها موقفاً نرفض فيه هذه الزيادات واتبعنا الموقف بعمل دؤوب على الأرض نبصر فيه بخطورة هذه القرارات وندعو لمقاومتها بشتى السبل السلمية المتاحة، واجهنا النظام جراء ذلك بصنوف من التنكيل والعسف والاعتقالات ومصادرة وسائطنا الإعلامية، لإسكاتنا والحيلولة دوننا وتوصيل موقفنا هذا، ولكننا سنستمر في التمسك بحقنا في التعبير السلمي عن ارائنا، وفي صناعة واقع جديد لبلادنا يخرج بها من متلازمات الحروب والفقر والجوع والمرض التي ترزح فيها الآن.
* هل سوف تؤثر تباينات المعارضة في ردة فعلها على الغلاء؟
– ـ لا تباينات الآن.. الموقف واضح والمتطلبات واضحة.. وهمنا الأول والأخير هو هذه البلاد وانسانها ولا شيء سيتقدم على ذلك.
* ماهي الرسالة التي توجهونها للشعب في هذه الظروف؟
– ـ الشعب السوداني هو الذي يوجه لنا الرسائل ونحن علينا أن نمتثل له وأن نظهر له فروض الولاء والطاعة. نحن مدينين للفقراء من أبناء وبنات شعبنا وللمهمشين منهم بالكثير، بنيت هذه البلاد على اكتافهم وتلقينا تعليمنا وعلاجنا وادراكنا بكل شيء على أيديهم، وواجبنا أن نرد بعض هذه الأفضال ما كان في العمر بقية.
أخبار الوطن
لا صوت لا يعلو على صوت البندقية البلد في حالة استعداد لرد عدوان خارجي غاشم
فليضرب جهاز الامن بيد من حديد الله اكبر
لا صوت لا يعلو على صوت البندقية البلد في حالة استعداد لرد عدوان خارجي غاشم
فليضرب جهاز الامن بيد من حديد الله اكبر