ودسعاد

اسماعيل إبراهيم على احمد
الفصل الأول :
السودان بلد يمتاز بنسيجه الاجتماعي المترابط الجميل وتنوع الثقافات واختلاف العرقيات والاثنيات والايدلوجيات أضفى علي هذا التنوع والتباين الواضح في انسان هذا الوطن قيم انسانيه وتضحيات متعدده في مناحي الحياة المختلفه ومن تلك التضحيات لحواء السودانيه ريع لايهضم يشار له بالبنان ومن هذا المنطلق نرتحل سويا إلى قريه (تكال سعيد) في تلك المنطقه من ربوع كردفان نشاء وترعرع ودسعاد في كنف والدته التي كانت له والده ووالد فهو يتيم توفي والده في الشهر الرابع من حمله ، في مساء ليله قمريه اشتد المخاض وبلغ ذروته على سعاد بت الشريف يسمع انينها من على البعد فهدوء المكان كان يجعل الصوت ينتقل إلى القريه كنداء استغاثه في دقائق معدوده امتلاء فناء حوش الشريف بالنسوه والرجال يرفع الجميع اكفه بالضراعه بأن تضع سعاد مولودها في سلام ، في دقائق معدوده حضرت (الدايه) ام الخير بت العوض تحمل يدها حقيبه كتب عليها (من اجل حواء الريف) فهي من المشاريع التي نفذتها منظمه تعمل في مجال الصحه الإنجابيه آنذاك وكانت ام الخير من خريجي تلك المنظمه لحظات عصيبه مرت كالهشيم في دار الشريف على كل الحاضرين خرجت ام الحسن تتبسم وتزغرد واتجهت صوب ودالشريف صائحه ياود الشريف سعاد جابت ليك جني يشيل اسمك باشرها مهللا ومكبرا وأخرج من جلبابه رزمه من المال كبشاره علي خبرها الذي نزل عليه برد وسلام ، انفض الجميع بعد أن اطمانو على بت الشريف ، نشاء ود سعاد في كنف جده وأمه سعاد بت الشريف كان يعتمد عليه في الفريق فهو شهم وذاء ضراع أخضر يساعد كل من يطرق جنابه ، مرت الايام والليالي واصبح ود سعاد يساعد جده الشريف في التجاره التي كان يمتهنها فهو من التجار الذين يشار لهم بالبنان فهو يعمل في أسواق ام دورور وهي من الأسواق المتجوله وديدنها كل يوم يكون التجار في قريه أو فريق أو حله ، برع ودسعاد في التجاره واصبح يدير عمل جده في حال غيابه أو وعكاته الصحيه التي أصبحت تلازمه الفينه تلو الأخرى لقد بلغ ودالشريف من العمر عتيا فالسفر المتواصل يرهقه ، أصبح ودالشريف لايستطيع الحركه فمسيره ستون عاماً قضاءها متجولا بين فرقان وقرى عديده نالت من جسده وانحله ، انتهج ودسعاد نهج جده الشريف في التجاره واصبح يعمل في تجاره المحصول جنباً إلى عمله في التجاره نجح واصبح من كبار التجار فله كلمته في السوق ويكن له الجميع الاحترام والتقدير.
شرع ودسعاد في توسعه تجارته واصبح يفكر في الانتقال إلى العاصمه وبعد مشاورات عديده اتجه إلى العاصمه وإنشاء شركه ودسعاد للتجاره المحدوده ، توسعت تجارته واصبح يعمل في تصدير المحصول إلى الصين والهند وغيرها من الدول فأصبح يشارك في مؤتمرات عده للتجار وأصبحت تجربته من التجارب الملهمه فتم إعداد سمنار من غرفه التجار نوقشت تجربته تحت عنوان تجربه ودسعاد ، دارت الايام وإنشاء فروع في كل ولايات السودان وكان يفتخر عندما ينده له بود سعاد فامه كانت مصدر فخر والهام له فهي كانت له بلسما في صغره ونبراس في حياته، ذات صباح وهو يحتسي البن على عادته كل صباح أمام شركته مرت من أمامه فتاه في عشرينات عمرها مفرهده كزهره غشها الربيع خلسه في الرياض مقلتيها كسلاح في يد طفل أن رشقتك بنظره فإنك ميت لامحاله نهديها كالتين في رياض حيفاء كثه الارداف تمشي الهوينا وجهها مدور كالقمر في ليله اكتماله كقوس تشلو أصبح ودسعاد يتمتم في لحظات تبارك الخالق سبحان الله سبحان الله ترك البن في مكانه وتوجهه صوب دكان مبارك وحمد فالجميله تبتاع حاجيتها من ذاك العطار دخل وصاح له ودالمبارك تعال لي جاي أتاه ودسعاد صباح الخير رد له دا صباح ولا ليل اسمعني البنيه دي من يأت كوكب ضحك ورد له دي بت الحسن بدهشه مصحوبه بالدعابه الحسن البصري ، لا ياودسعاد الحسن جارنا بتاع القماش عاد ادراجه واصبح قلبه يخفق العشق أصابه واصبح يتمتم بكلمات الا ان ولج دكانه ، فكر بأن صباح الغد سيقصد ود الحسن محدثا بطلب يد بنته مر الليل عليه كمنتظر في سجون البؤس لم يذق طعم النوم أصابه ما أصابه من دا الوله فود سعاد لم يطرق قلبه اي طارق من قبل.