مذكرات يوسف ميخائيل ..التركيَّة والمهديَّة والحُكْم الثنائي في السُّودان

تصدير الطبعة الثالثة (2017م)
صدرت الطبعة المحققة الأولى لمذكرات يوسف ميخائيل عن التركيَّة والمهديَّة والحُكْم الثنائي في السُّودان في القاهرة عام 2004م، تحت إشراف الراحل الأستاذ محمود صالح عثمان صالح (ت. 2014م)، راعي مركز عبد الكريم الثقافي بأمدرمان. وبعد خروجها إلى دائرة الضوء احتلت هذه المذكرات التاريخية مركزاً متقدماً في قائمة إصدارات مركز عبد المركز ميرغني ومبيعاته، مما شجع إدارة المركز على إصدار طبعة ثانية عام 2007م؛ لكنها نفدت من المكتبات، وبنفادها أفسحت الطريق لظهور طبعة ثالثة؛ لتكون في متناول القراء والباحثين. فلا جدال في أن تعدد الطبعات مؤشر إيجابي، يدل على حرص القراء على اقتناء هذه المذكرات، التي حظيت بمراجعات وتعليقات ثلة من الأكاديميين والمهتمين بالشأن السوداني، ونذكر منهم: الأستاذ الدكتور عثمان سيدأحمد إسماعيل البيلي، والأستاذ الدكتور حسن مكي محمد أحمد، والدكتور خالد المبارك، والدكتور مصطفى محمد أحمد الصاوي، والأب فيلوثاوث فرج، والأستاذ عبد المنعم عجب الفيا، والأستاذ ماهر شنودة، ويضاف إلى هذه المراجعات، المناقشات النقدية التي تناولت المذكرات من زوايا مختلفة في بعض الوسائط الاسفيرية.
أشارت استشهادات هؤلاء العلماء والباحثين والقراء إلى أهمية المذكرات الكامنة في توثيقها الدقيق لواقع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في كردفان في أواخر العهد التركي وبدايات المهدية، وكيف شكل ذلك الواقع منصة التأسيس التي انطلقت منها الثورة المهدية، بأهداف مختلفة، لكنها مجتمعة حول شخصية الإمام محمد أحمد المهدي الكارزمية، واستراتيجيته الرامية إلى إسقاط الحكم التركي (1821-1881م) في السُّودان، الذي جثم على صدر البلاد وأنفاس العباد أكثر من نصف قرن. كما أنَّ المذكرات وثَّقت للصراع الجهوي والقبلي الذي أضعف الولاء الوطني للدولة المهدية، وجعل المعارضين يصفونها بدولة القبيلة، التي تحكمها تطلعات الخليفة عبد الله السياسية، وأهل عصبيته الأقربين (أخيه الأمير يعقوب، وابنه عثمان شيخ الدين). ووقفت المذكرات أيضاً عند الاستبداد السُّلطوي الذي أفرز أنماطاً من النفاق السياسي، أسهمت في تفتيت الجبهة الداخلية وأضعفت مقاومة الدولة المهدية للعدو الخارجي. ولعمري، أنَّ هذا التاريخ الاستبدادي المهدوي يُصلح خلفيةً لتحليل المشهد السياسي المعاصر، وفهم الديناميات الانتهازية المحركة للقوى السياسية المتملقة لأهل السُّلطة في السُّودان، كما يساعد في استيعاب مكونات العلاقة الجدلية الجامعة بين الاستبداد السياسي وخُلق التملق السُّلطوي، وإسقاطاتهما السالبة على حوكمة أداء الدولية بجودة عالية. إلى جانب ذلك، كُتبت مذكرات يوسف ميخائيل بلهجة عربية عاميِّة كردفانية، فضلاً عن أنها تذخر ببعض المفردات الإدارية التركية والمصرية. وبهذا التداخل اللغوي تُعدُّ المذكرات مرجعاً مهماً بالنسبة للمهتمين بالدراسات اللغوية والدراسات الاجتماعية التي تستخدم اللغة أداة لتحليل التمازج الاجتماعي والثقافي، وتتبُّع الهجرات البشرية عبر الزمان والمكان. فهذا الثراء المرتبط بسردية التاريخ الشفوي دفع الدكتور مصطفى الصاوي إلى وصف مذكرات يوسف ميخائيل، بأنها “وثيقة وشهادة تاريخية أكثر من كونها تعبير عن الذات”؛ لأنها “كُتبت بحسٍ تاريخيٍ، ضعف فيها السرد الذاتي، كما اهتمت باليومي والمعيشي؛ لذا قدمت الكثير من التفصيل في سياق التاريخ الحضاري والاجتماعي.”
لكن هذه الاشادات بمحتوى النصَّ لا تنفي أنَّ المذكرات فيها بعض القضايا الخلافية والمسائل الإشكالية، التي تحتاج إلى مقايسة حصيفة في ضوء الأدبيات المعاصرة لها، مثل كتابات إسماعيل عبد القادر الكردفاني، سعادة المستهدي بسيرة الإمام المهدي؛ والطراز المنقوش ببشرى قتل يوحنا ملك الحبوش، وأوراق السيِّد علي المهدي، جهاد في سبيل الله، ومذكرات الشيخ بابكر بدري، تاريخ حياتي، وأدبيات سجناء المهدية ذات النزعة الدعائية المناهضة للمهدية فكرةً ودولةً، وكذلك المصادر الأولية المحفوظة بدار الوثائق القومية بالخرطوم، التي تشكل طرفاً من التاريخ الديواني للدولة المهدية وسدنتها.
وفي ختام هذا التصدير، يطيب ليَّ أن اعبِّر عن فائق شكري وامتناني إلى كل الذين رفدوني بتعليقاتهم العلميَّة، أو مراجعاتهم الأكاديميَّة، أو ملحوظاتهم القيمة عن مذكرات يوسف ميخائيل نصاً وتحقيقاً، سواء كان ذلك في شكل تقرظ لمحتوى النصّ التاريخي، أو جرحٍ وتعديلٍ في أهليَّة المؤلف وصدقية رواياته، بحكم أنه كان شاهد عيانٍ على معظم الأحداث والمرويات التي تطرق إليها في مذكراته، أو اشترك في صوغها. ولا أنسى في هذه الفقرة الخاتمة أن أدون جزيل عرفاني إلى مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأمدرمان، الذي أشرف على نشر هذه المذكرات وتوزيع طبعاتها الثلاث، كما عقد حلقة خاصة لتدشينها عام 2005م، وكذلك أشكر الأستاذ غسان علي عثمان الذي استضافني في حلقتين في برنامج الوراق، بثتهما قناة سودانية 24 الفضائية في شهر فبراير 2017م، وكان موضوعهما عن مذكرات يوسف ميخائيل، حيث اجتهد مقدم البرنامج إن يضعها في دائرة الضوء، ويثمنها من منظور رأي المحقق والرأي الآخر عنها.
شكرا يا دكتور أحمد ابو شوك على هذا المجهود القيّم.
عمر عبد الله
يشكر للدكتور ابو شوك انه مهتم باعادة تنقيح وتوثيق تاريخ الجدود الثوري والسياسي فى ارض السودان ، واهتمامه بحقبة المهدية أكثر ، وقرأت له قبل فترة عرض موجز لمذكرات يوسف ميخائيل القبطي الذي كان شاهد عيان ومعاصر للثورة المهدية منذ ان كان المهدي يتردد على الابيض كرجل دين عادي ينزل مع السيد/ المكي اسماعي الولي وتارة اخرى مع الشيخ سوار الذهب ، حتى جاءهم فيما بعد رجل ثوري يريد ازالة الاستعمار من البلاد ومعه جيش عرمرم قادما من مكمنه فى جبل قدير بعد هزيمة الشلالي ، ، حيث هاجم المهدي بجيش كبير مدينة الابيض ولكن حاكم كردفان جراب الفول كان جاهزا للمعركة الاولى هذه وتمت هزيمة الانصار هزيمة كبرى ، وانسحب المهدي بما بقي من انصاره الى ديم الجنزارة شمال غرب الابيض وعسكر هناك ،ينتظر نتائج المعارك التي يدور رحاها فى شمال شرق كردفان وهذه المعارك المهمة كان امراؤها الشيخ المنا اسماعيل زعيم الجوامعة والشيخ رحمة ود منوفل تجاهلهم تماما على الرغم من علمه بان اولئك كانوا الاساس المتين للثورة المهدية بل وهم سبب نجاحها الاول … كتب يوسف ميخائل فى مذكراته ان حامية بارا وحامية التيارة كانتا من اقوى الحاميات للاتراك والانجليز فى كردفان وبسبب سقوط الحاميتين استسلم جراب الفول حاكم كردفان وتمت مبايعته للمهدي .. حيث ورد فى مذكرات ميخائيل ان المهدي بعد علمه بسقوط حامية بارا تحت حصار المنا اسماعيل استبشر بالنصر واطلق الانصار عشرات الاعيرة النارية من مدافعهم احتفاء بسقوط حامية بارا ، وكتب نعوم شقر فى سفره الكبير (تاريخ السودان بان الخرطوم ارسلت حملة من الفي جندي بقيادة علي بك لطلف الملقب( ابو كوكة) وذلك دعما لحامية بارا من السقوط فى يد المنا اسماعيل وهو يحاصرها بعشرين الف محارب ، وعبر نعوم شقيرعن هذه الحملة بقوله، اعترض الفكي رحمة ود منوفل يقود عربان الجوامعة حملة ابوكوكه فى موقع يسمى كو ود جفون وقضى عليها الا مئتي جندي وصلوا بارا هاربين ( راجع نعوم شقير فتوح بارا )القضاء على هذه الحملة كان السبب فى استسلام النور عنقرة حاكم بارا من قبل الاستعمار .. حيث ارسل مندوبه للمهدي فى ديم الجنزارة شمال غرب الابيض يخبره بانه مستعد للاستسلام وتسليم بارا ولكنه لايستطيع تسليمها للشيخ المنا اسماعيل خوفا من انتقامه ، قام المهدي بارسال عبدالرحمن ود النجومي مع بعض المحاربين من الانصار الى بارا حيث استسلم النور عنقرة ورافق ود النجومي الى حيث يقيم المهدي وتمت مبايعته له . لماذا يحتفي المؤرخين فى السودان بود النجومي باعتباره فاتح حامية بارا وهو لم يجلب عليها بخيل ولا ركاب !!!!!!!!
وكتب يوسف ميخائيل بان المهدي بعد سقوط بارا ارسل الى المنا اسماعيل ورحمة ود منوفل يأمرهم بضم قواتهما والتوجه لضرب حامية التيارة وقد كان ، وهذه المعركة وصفها يوسف ميخائيل بانها كانت من اشرس المعارك قبل معركةشيكان، وقبل اقتحام التيارة ارسل جراب الفول نجدة عسكرية الى التيارة خوفا من سقوطها فى يد قوات المنا اسماعيل ورحمة ود منول ، هذه الحملة العسكرية القادمة من الابيض اعترضها الامير عمر حوار الشيخ (ابو ظمبطو) فى موقع يسمى خور الجفيل وتمت هزيمتها تماما مما سهل لللامير المنا اسماعيل اقتحام التيارة … الامير عمر المذكور والذي سمي خور عمر شمال امدرمان باسمه ،وقد اصبحت امارة الجوامعة فى احفاده حتى الان ، والرجل قتل فى معركة القلابات بقيادة الزاكي طمل فى صدام الانصار مع الاحباش ….وكتب السير ونجت باشا فى مذكراته عن المهدية بان جيش المنا اسماعيل فى شمال شرق كردفان كان يفوق كل جيش المهدي من جميع انحاء كردفان ( راجع مذكرات السير ونجت )
ويفهم من مذكرات يوسف ميخائيل رغم ركاكة اللغة التي كتب بها مذكراته بأن كردفان لم تبايع المهدي مبايعة كاملة الا بعد سقوط حاميتي بارا والتيارة فى يد امراء الجوامعة… حيث هرعت جماهير الابيض الى ديم الجنزارة لمبايعة المهدي يتقدمهم الشيخ المكي اسماعيل الولي والشيخ ود ابو صفية والشيخ سوار الذهب والياس باشا امبرير وجراب الفول حاكم كردفان لمبايعة المهدي ، ثم بدء الاعداد لمعركة شيكان التي كانت السبب فى رحيل اغلب حاميات الانجليز من اطراف السودان قبل تصفية غوردون باشا بالخرطوم …
الذي دفعني لهذا السرد هو الظلم الواضح الذي مارسه المؤرخون السودانيون واعلامهم فى قمط حقوق رجال فى الثورة المهديةمن كل قبائل كردفان التي كانت منيعة الجانب كانوا الاساس الاول للثورة وعلى يدهم سقطت اقوى حاميات الاستعمار فى كردفان الامر الذي مهد الطريق لنجاح الثورة المهدية ودحر الاسعمار ،وفى المقابل تم الضرب على اوتار الشهرة لرجال كان دورهم لايزيد عن كونهم مقربين للمهدي ولم يخوضوا معارك الدم والصدام مع المستعمر .. ودونكم مذكرات ميخائل وهو يصف فقط معركة التيارة هذا اذا روعي فى نشرها أمانة النشر والتاليف دون حزف او تنقيح لابراز اقوام ودفن مآثر آخرين ….
امراء المهدية كان المفروض ان يتم تخليدهم فى ذاكرة الاجيال بأن تسمى طرق المدن وكليات الجامعات باسماءهم حتى تعرف الاجيال فى كل العصور ان هؤلاء الرجال ضحوا بدمائهم فى سبيل عزة وكرامة الوطن … هل رأيتم شارع فى عاصمة البلاد باسمائهم ، ويشكر للخليفة انه اطلق اسماء بعضهم على احياء امدرمان العاصمة الوطنية وحتى الان اغلب سكان ود نوباوي لايعرفون من هو هذا الذي سمي حيهم باسمه – ود نوباوي زعيم قبيلة بني جرار في شمال كردفان وهو الذن حز راس غوردون على سلم القصر العتيق – ولم يسمع اكثر ابناء السودان باسم ( البطل عوجه) من قبيلة حمر الذي لقبه المهدي ( عديل ) بعد ان حز رأس هكس باشا وجاء للمهدي يحمله فى مخلاته ) وذلك لقلةالحديث عن اولئك الابطال فى اعلامنا الفاجر والذي اصبح شغله الشاغل انتاج المغنيات الكاسيات العاريات حتى فى شهر رمضان الكريم. ويتولى تقديم البرامج صبية لايعرفون تلت التلاتة كم من تاريخ الوطن العزيز .،
شكرا يا دكتور أحمد ابو شوك على هذا المجهود القيّم.
عمر عبد الله
يشكر للدكتور ابو شوك انه مهتم باعادة تنقيح وتوثيق تاريخ الجدود الثوري والسياسي فى ارض السودان ، واهتمامه بحقبة المهدية أكثر ، وقرأت له قبل فترة عرض موجز لمذكرات يوسف ميخائيل القبطي الذي كان شاهد عيان ومعاصر للثورة المهدية منذ ان كان المهدي يتردد على الابيض كرجل دين عادي ينزل مع السيد/ المكي اسماعي الولي وتارة اخرى مع الشيخ سوار الذهب ، حتى جاءهم فيما بعد رجل ثوري يريد ازالة الاستعمار من البلاد ومعه جيش عرمرم قادما من مكمنه فى جبل قدير بعد هزيمة الشلالي ، ، حيث هاجم المهدي بجيش كبير مدينة الابيض ولكن حاكم كردفان جراب الفول كان جاهزا للمعركة الاولى هذه وتمت هزيمة الانصار هزيمة كبرى ، وانسحب المهدي بما بقي من انصاره الى ديم الجنزارة شمال غرب الابيض وعسكر هناك ،ينتظر نتائج المعارك التي يدور رحاها فى شمال شرق كردفان وهذه المعارك المهمة كان امراؤها الشيخ المنا اسماعيل زعيم الجوامعة والشيخ رحمة ود منوفل تجاهلهم تماما على الرغم من علمه بان اولئك كانوا الاساس المتين للثورة المهدية بل وهم سبب نجاحها الاول … كتب يوسف ميخائل فى مذكراته ان حامية بارا وحامية التيارة كانتا من اقوى الحاميات للاتراك والانجليز فى كردفان وبسبب سقوط الحاميتين استسلم جراب الفول حاكم كردفان وتمت مبايعته للمهدي .. حيث ورد فى مذكرات ميخائيل ان المهدي بعد علمه بسقوط حامية بارا تحت حصار المنا اسماعيل استبشر بالنصر واطلق الانصار عشرات الاعيرة النارية من مدافعهم احتفاء بسقوط حامية بارا ، وكتب نعوم شقر فى سفره الكبير (تاريخ السودان بان الخرطوم ارسلت حملة من الفي جندي بقيادة علي بك لطلف الملقب( ابو كوكة) وذلك دعما لحامية بارا من السقوط فى يد المنا اسماعيل وهو يحاصرها بعشرين الف محارب ، وعبر نعوم شقيرعن هذه الحملة بقوله، اعترض الفكي رحمة ود منوفل يقود عربان الجوامعة حملة ابوكوكه فى موقع يسمى كو ود جفون وقضى عليها الا مئتي جندي وصلوا بارا هاربين ( راجع نعوم شقير فتوح بارا )القضاء على هذه الحملة كان السبب فى استسلام النور عنقرة حاكم بارا من قبل الاستعمار .. حيث ارسل مندوبه للمهدي فى ديم الجنزارة شمال غرب الابيض يخبره بانه مستعد للاستسلام وتسليم بارا ولكنه لايستطيع تسليمها للشيخ المنا اسماعيل خوفا من انتقامه ، قام المهدي بارسال عبدالرحمن ود النجومي مع بعض المحاربين من الانصار الى بارا حيث استسلم النور عنقرة ورافق ود النجومي الى حيث يقيم المهدي وتمت مبايعته له . لماذا يحتفي المؤرخين فى السودان بود النجومي باعتباره فاتح حامية بارا وهو لم يجلب عليها بخيل ولا ركاب !!!!!!!!
وكتب يوسف ميخائيل بان المهدي بعد سقوط بارا ارسل الى المنا اسماعيل ورحمة ود منوفل يأمرهم بضم قواتهما والتوجه لضرب حامية التيارة وقد كان ، وهذه المعركة وصفها يوسف ميخائيل بانها كانت من اشرس المعارك قبل معركةشيكان، وقبل اقتحام التيارة ارسل جراب الفول نجدة عسكرية الى التيارة خوفا من سقوطها فى يد قوات المنا اسماعيل ورحمة ود منول ، هذه الحملة العسكرية القادمة من الابيض اعترضها الامير عمر حوار الشيخ (ابو ظمبطو) فى موقع يسمى خور الجفيل وتمت هزيمتها تماما مما سهل لللامير المنا اسماعيل اقتحام التيارة … الامير عمر المذكور والذي سمي خور عمر شمال امدرمان باسمه ،وقد اصبحت امارة الجوامعة فى احفاده حتى الان ، والرجل قتل فى معركة القلابات بقيادة الزاكي طمل فى صدام الانصار مع الاحباش ….وكتب السير ونجت باشا فى مذكراته عن المهدية بان جيش المنا اسماعيل فى شمال شرق كردفان كان يفوق كل جيش المهدي من جميع انحاء كردفان ( راجع مذكرات السير ونجت )
ويفهم من مذكرات يوسف ميخائيل رغم ركاكة اللغة التي كتب بها مذكراته بأن كردفان لم تبايع المهدي مبايعة كاملة الا بعد سقوط حاميتي بارا والتيارة فى يد امراء الجوامعة… حيث هرعت جماهير الابيض الى ديم الجنزارة لمبايعة المهدي يتقدمهم الشيخ المكي اسماعيل الولي والشيخ ود ابو صفية والشيخ سوار الذهب والياس باشا امبرير وجراب الفول حاكم كردفان لمبايعة المهدي ، ثم بدء الاعداد لمعركة شيكان التي كانت السبب فى رحيل اغلب حاميات الانجليز من اطراف السودان قبل تصفية غوردون باشا بالخرطوم …
الذي دفعني لهذا السرد هو الظلم الواضح الذي مارسه المؤرخون السودانيون واعلامهم فى قمط حقوق رجال فى الثورة المهديةمن كل قبائل كردفان التي كانت منيعة الجانب كانوا الاساس الاول للثورة وعلى يدهم سقطت اقوى حاميات الاستعمار فى كردفان الامر الذي مهد الطريق لنجاح الثورة المهدية ودحر الاسعمار ،وفى المقابل تم الضرب على اوتار الشهرة لرجال كان دورهم لايزيد عن كونهم مقربين للمهدي ولم يخوضوا معارك الدم والصدام مع المستعمر .. ودونكم مذكرات ميخائل وهو يصف فقط معركة التيارة هذا اذا روعي فى نشرها أمانة النشر والتاليف دون حزف او تنقيح لابراز اقوام ودفن مآثر آخرين ….
امراء المهدية كان المفروض ان يتم تخليدهم فى ذاكرة الاجيال بأن تسمى طرق المدن وكليات الجامعات باسماءهم حتى تعرف الاجيال فى كل العصور ان هؤلاء الرجال ضحوا بدمائهم فى سبيل عزة وكرامة الوطن … هل رأيتم شارع فى عاصمة البلاد باسمائهم ، ويشكر للخليفة انه اطلق اسماء بعضهم على احياء امدرمان العاصمة الوطنية وحتى الان اغلب سكان ود نوباوي لايعرفون من هو هذا الذي سمي حيهم باسمه – ود نوباوي زعيم قبيلة بني جرار في شمال كردفان وهو الذن حز راس غوردون على سلم القصر العتيق – ولم يسمع اكثر ابناء السودان باسم ( البطل عوجه) من قبيلة حمر الذي لقبه المهدي ( عديل ) بعد ان حز رأس هكس باشا وجاء للمهدي يحمله فى مخلاته ) وذلك لقلةالحديث عن اولئك الابطال فى اعلامنا الفاجر والذي اصبح شغله الشاغل انتاج المغنيات الكاسيات العاريات حتى فى شهر رمضان الكريم. ويتولى تقديم البرامج صبية لايعرفون تلت التلاتة كم من تاريخ الوطن العزيز .،