مجموعة السبع: تَوافق على فتح حوار تجاري أوروبي – أميركي

غلب على أجواء قمة «مجموعة السبع» إجماع على ضرورة «إجراء حوار» حول التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. إذ أكد مسؤول فرنسي أن هذا الحوار «سيحصل خلال الأسبوعين المقبلين». وأشار إلى إحراز الحلفاء «خطوة متواضعة إلى الأمام» في اجتماع القمة، و»اتُفق على مبدأ إجراء حوار، إذ وافق الجميع بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
وأعلن مسؤول متابع للمحادثات، «على رغم مواجهة زعماء مجموعة السبع ترامب بقدر كبير من البيانات حول الواردات والصادرات، في محاولة لتغيير تفكيره». إلا أن ترامب «رد ببيانات وتمسك بموقفه، بأن الولايات المتحدة تشعر بتضررها بالتجارة الدولية».
لكن الرئيس الأميركي تحدث بنبرة ودية على نحو أكبر بعد لقاء مع ماكرون، وقال إن «الزعيم الفرنسي ساعد في حل مشكلات تجارية». وأوضح أن «شيئاً ما سيحدث، وأعتقد سيكون إيجابياً جداً».
في وقت اعتبر ماكرون أن «من الممكن إحراز تقدم في القضايا التجارية التي تثير انقساماً بين الولايات المتحدة وحلفائها». وأكد بعد لقائه ترامب، «توجد وسيلة للتقدم معاً في موضوع التجارة». وأضاف» لمست استعداداً من جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاقات، ونهج يحقق المنفعة لشعبنا وعمالنا وطبقتنا المتوسطة».
واختار ترامب في قمة مجموعة السبع، أن يمضي أقصر وقت ممكن ويفتح أكبر عدد من الجبهات بعيداً من أي موقع دفاعي، ليفرض وتيرة عمله على شركاء يكاد صبرهم ينفذ.
وأثارت تصريحات قوية للرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون ورئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو، اللذين أعلنا قبل القمة استعدادهما لـ «عزل» الولايات المتحدة، شهية المواجهة، فرد ترامب عبر تغريدات بأنه يعامل في شكل «سيء جداً» في المستوى التجاري. وتوعد «المضي أكثر في معركة الرسوم الجمركية، عند الضرورة».
وعلق المستشار السابق لنائب الرئيس الأميركي مارك لوتر، قائلاً «شن الرئيس حملة للدفاع عن العمال الأميركيين ضد الاتفاقات التجارية الظالمة، التي تحرمنا من الوظائف وتحول ثرواتنا إلى الخارج».
وعن الرسوم الجمركية في كندا على منتجات الألبان الأميركية والصادرات من السيارات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، لفت لوتر إلى أن «الناس يرون الاتجاه الذي سلكه الرئيس، جيداً ويحقق نتائج».
ويبدو أن ترامب نقل عدوى حب المواجهة أقله اللفظية إلى شركائه، إذ أن ماكرون الذي كثف إشارات الود للرئيس الأميركي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، بات يعتمد لهجة أكثر حزماً، معتبراً أن ترامب «ربما لا يهتم بأن يجد نفسه معزولاً، لكن نحن أيضاً لا نكترث إذا اصبحنا ستة في حال اقتضى الأمر».
وبعدما كتب ترامب سلسلة تغريدات عبّر فيها عن غضبه حيال الاتفاقات «غير العادلة» التي تُثقل التجارة الأميركية، ظهر مبتسماً في الصورة الجماعية التقليدية. وجامل ترودو و «صديقه» ماكرون.
وأكدت مصادر من المفاوضات، أن كل من القادة أصرّ على موقفه أثناء اجتماع العمل الرئيس، بحيث حاول الأوروبيون مواجهة «سيل الانتقادات» التي يوجهها ترامب إليهم بحجج مدعمة بأرقام. ورأى مصدر فرنسي أنها لحظة «صعبة»، لكن يمكن أن تكون «ضرورية لتنفيس الاحتقان».
وحاولت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، التي أجرت حديثاً جانبياً مع ترامب، تهدئة الأجواء حيال التجارة، باقتراح إجراء حوار ثنائي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي»، وفقاً لمصدر فرنسي. إذ أكد نيتها الدفاع عن فكرة «آلية تقويم مشتركة» بين الأميركيين والأوروبيين «لمنع حصول أي أزمة أخرى في قطاع آخر غير الفولاذ والألومنيوم»، لا يثقل على التبادلات التجارية العابرة للمحيط الأطلسي. وقال إن «الزعماء الآخرين الذين كانوا موجودين أيدوا الاقتراح».
وتخشى برلين حملة أميركية على صناعة السيارات الألمانية.
إذ انتقد مستشار الرئيس الأميركي للشؤون التجارية بيتر نافارو في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، الرسوم التي اعتبرها «ثقيلة جداً» والمفروضة على صادرات السيارات الأميركية إلى أوروبا، فقال «لا شيء مفاجئ في أن الألمان يبيعون ثلاث سيارات في مقابل سيارة أميركية واحدة مصدرة إلى ألمانيا».
وصرح مسؤول بأن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، عرض القيام بزيارة لواشنطن لـ «إجراء تقويم للتجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للمساعدة في حل الخلاف».
ويعتقد الاتحاد الأوروبي أن الرسوم الأميركية «تستند إلى قراءة خاطئة للبيانات التجارية.»
وأوضح مسؤول قريب من المحادثات أن يونكر، قدم العرض أثناء محادثات زعماء مجموعة السبع في كندا. ونقل عنه مخاطباً ترامب، «أنا مستعد للحضور إلى واشنطن في أقرب وقت ممكن لإجراء تقويم مشترك». وقال «أريد حل هذه القضايا بطريقة ودية». وقال المسؤول إن الرئيس أومأ برأسه في علامة على الموافقة.
لم تخل اللقاءات من مزاح ترامب لدى جلوسه إلى جانب ترودو، قائلاً «وافق جاستن على إلغاء كل الرسوم والمعوقات التجارية». وبنبرة جدّية، أكد ترامب «تحقيق تقدم كبير»، معتبراً أن العلاقات بين البلدين الجاريْن، أفضل من أي وقت مضى».
وعن محاولات إعادة التفاوض حول معاهدة التبادل الحر في أميركا الشمالية «نافتا»، رأى أن «الأمر ربما يكون مختلفاً»، متوقعاً نتائج «مفيدة جداً» للبلدين.
وكانت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند أعلنت، أن فرض واشنطن رسوماً على وارداتها من الصلب والألومنيوم «مخالف للقانون» وسيواجَه بإجراءات انتقامية. وأكدت أن كندا «لن تغيّر رأيها في ما يتعلق بفرض رسوم غير قانونية وغير مبررة على الإطلاق على الصلب والألومنيوم، لا تقتصر على ما تصدّره كندا، بل تطاول ما تصدره كل الدول الحليفة في «مجموعة السبع» المجتمعة هنا».
وتوقع ترامب «صدور بيان مشترك»، وذلك بعدما رجح عدد من المشاركين في القمة، فشل القادة في التوصل إلى اتفاق على بيان مشترك، بسبب الخلاف حول الرسوم التجارية الأميركية.
ورحّب ماكرون بتحقيق تقدّم بشأن التجارة في المفاوضات مع ترامب، وقال للصحافيين لدى بدء لقائه مع ترامب على هامش القمة، «أجرينا مناقشة أولى، تشكل بداية بحث في مواضيع آنية كالتجارة، لكنها سمحت على ما اعتقد بإزالة احتمالات سوء الفهم»، مشدداً على وجود «نية للعمل والتقدم معاً». وأعلن أن «الأمور تتقدم في «مجموعة السبع» لكن لم تُحسم بعد»، من دون أن ينكر «أننا نعيش أوقاتاً صعبة جداً والتي تتطلب حواراً دائماً».
رويترز