مقالات سياسية

في عيد ميلاده الواحد وستين : اين اختفت اموال مجدي محجوب !!

بكري الصائغ

١-
***- اليوم الاثنين ٢٤ نوفمبر الحالي جاءت الذكري الواحد وستين علي ميلاد الشهيد مجدي محجوب محمد احمد، الذي ولد في مثل هذا اليوم من عام ١٩٥٤.
٢-
مجدي محجوب يتحدر من أسرة ميسورة، وكان والده من كبار رجال الأعمال، وعمه السفير جمال محمد أحمد وزير الخارجية الأسبق. اعتقل مجدي في يوم ٨ نوفمبر ١٩٨٩، سبب الاعتقال انه لم يقم بتسجيل المبالغ الخاصة في خزانة العائلة لدي بنك السودان حسب القانون الذي سن وقتها من قبل (اللجنة الاقتصادية) التي كان رئيسها صلاح كرار. وهي اللجنة التابعة ل(المجلس العسكري الانتقالي لثورة الانقاذ)، طبقا لإفادة أدلى بها صلاح كرار «عضو المجلس قيادة العسكري ، أن المبلغ الذي اعتقل بسببه مجدي كانت في حدود عشرة آلاف دولار. كانت في حدود عشرة آلاف دولار. من أجل هذا المبلغ مثل مجدي محجوب أمام «محكمة عسكرية» وصدر ضده حكما بالإعدام «شنقا حتى الموت».
٣-
***- الحاجة هانم عباس والدة المرحوم مجدي طرقت كل الابواب لتحول دون إعدام فلذة كبدها..وكان ان تمكنت من الذهاب الى بيت عمر البشير لمقابلته والتوسل اليه…فوجدت امه الحاجة هديه وزوجته….فقالتا لها ان البشير خرج وغير موجود، وظلتا تطمئنان الحاجة هانم بان ابنها لن يعدم، وانهما ستتحدثان الي البشير فور عودته للمنزل…وبينما هي في حديثها معهن اذا بها ترى البشير يخرج من باب جانبي فادركت انهما كذبتا عليه!!
٤-
***- الإستئناف الذي قدم من المحامي تم رفضه، وقرأ عليه قرار رئيس القضاء الذي كان فحواه : ? أن المتهم من الذين يشتغلون بالتهريب، وأنه من أسرة تمتهن التهريب وتخريب الإقتصاد، ويطالب بتوقيع أقسى العقوبة، والتشديد فيها .. وإنه يؤيد .. الإعدام .? وبالقرب من هذا القرار كان هناك توقيع رئيس مجلس الثورة، .. الشهير .. (أوافق)!!.. وأخبره ايضاً، أن تنفيذ الحكم سيتم الليلة.
٥-
***- على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت لإنقاذه من الموت، نفذ حكم الاعدام في ديسمبر عام ١٩٨٩ مع مصادرة جميع أموال الورثة الموجودة بالخزينة. الحكم جاء بعد ستة شهور من الانقلاب، مات مجدي عن عمر ٣٦ عام. وهو اول شهيد مدني.
٦-
المبالغ التي صودرت كانت:
١١٥ ألف دولار أمريكي .
٤ ألف ريال سعودي .
٢ ألف جنيه مصري .
١١ ألف بـُر أثيوبي .
٧٥٠ ألف جنيه سوداني .
٧-
***- مرت ٢٦ عام منذ ان اعدم مجدي في سجن (كوبر)، ورغم طول المدة فان احداثها مازالت متداولة بصورة واسعة، وتفاصيلها الدقيقة حية في اذهان النوبيين. وما ان تجئ ذكري ميلاده او استشهاده الا وراحوا النوبيين -بصورة خاصة- ويعيدون سيرة مجدي الذي سافر لبريطانيا لإكمال تعليمه الجامعي وتحضير درجة الماجستير في هندسة الكمبيوتر، وقبل إكماله لدرجة الماجستير بمعهد (ساوث هامبتون) للدراسات العليا بلندن، عاد للسودان عام ١٩٨٩ أثر علمه بنبأ وفاة والده حيث تم اعتقاله في نوفمبر من نفس العام. وبعدها كانت مهزلة المحاكمة العسكرية برئاسة قاضي عسكري اصلآ لم يدرس الحقوق ولا له علاقة بالقضاء العسكري!!،(هذا القاضي العسكري اعتقل فيما بعد بتهمة اموال مسروقة وسجن في “كوبر” لمدة ثلاثة سنوات وطرد ايضآ من الخدمة العسكرية). النوبيون لا ينسون تفاصيل الاحداث وفي كل يتسألون:(ايـن ذهبت الاموال المصادرة؟!!).
٨-
***- طوال ٢٦ عام ظلت الصحف المحلية-بتوجيهات امنية عليا- ترفض نشر اي اخبار او مقالات عن حدث وقع قبل ٢٦ عام!!..كل الصحف رفضت نشر الحقائق عن اعدام مجدي لان سيقود الي سؤال:(اين اختفت الاموال التي صودرت من خزانة عائلة المرحوم محجوب محمد احمد؟!!)..الصحف المحلية لا تنشر الا اخبار الفساد من النوع الصغير، وتكتب اسماء (الاسماك الصغيرة الفاسدة)!!..تنشر وتبث قصص السرقات والاختلاس التي تمت من قبل صغار اللصوص، اما عن عشرات الآلاف من قصص سرقات واختلاسات والقروض بدون ضمانات التي تمت من قبل كبار المؤتمر الوطني وشيوخ الجبهة الاسلامية فلا مكان لها من النشر!!
٩-
***- رغم الحظر المفروض علي حادثة اعتقال واعدام الراحل مجدي طوال ستة وعشرين عامآ، فهذا لا يمنع اطلاقآ ان نسأل:
***- (اين اختفي المال المصادر؟!!)…
(أ)-
***- هل دخل جيوب جنرالات (المجلس العسكري)؟!!..
(ب)-
***- ام لصالح اعضاء (اللجنة الاقتصادية) التي كان يرأسها الرائد صلاح كرار؟!!..
(ج)-
***- هل بعد مصادرتها من المحكمة العسكرية، قام القاضي العسكري بسرقتها؟!!..هل المسروق الذي قبض مع هذا القاضي وحوكم بسببها هي نفس اموال اسرة الراحل محجوب؟!!
(د)-
***- بعد اتمام عملية مصادرة المبالغ الكبيرة من خزينة عائلة الراحل محجوب، لم تقم لجنة المصادرة بتسليم الاسرة اي مستند او ايصال بالمبالغ المصادرة، الايعتبر هذا التصرف نوعآ من (الهمبتة) او السرقة العلنية تمت بموافقة جهات عليا؟!!…
(هـ)-
***- لماذا سكت عمر البشير ستة وعشرين عامآ عن رد الاعتبار لاسرة الراحل محجوب بعد ان اتضحت الحقيقة حول المحكمة المهزلة والقاضي سئ السمعة ؟!!…
(و)-
***- لماذا – تحديد صلاح كرار- هو دون الاخرين من جنرالات ذلك الزمن محل لعنات النوبيين ليل نهار، ويتهمونه علنآ جهارآ نهارآ انه اصل المصائب والمحن التي لحقت عائلة الراحل محجوب؟!!..وانه هو- لا احد غيره- الذي قتل مجدي لا لشي الا لنهب اموال الاسرة، وارعاب الاخرين الذين عندهم اموال لم يبلغوا عنها لدي الجهات المسؤولة بالعقوبات التي قد تصل للاعدام?!!
(ز)-
***- هل صحيح، ان تلك المقولة المعروفة التي قالها الدكتور علي الحاج للبشير ذات مرة (خلوها مستورة!!)، كان الغرض منها تذكير البشير ان يكف عن اتهامات الاخرين بالفساد، وانه (البشير) نفسه غارق حتي اذنيه في فساد كبير -منها فساد حصته من فلوس الضحايا مجدي وبطرس واركانجلو-وان علي الحاج شاهد عيان علي هذا الفساد?!!
(ح)-
***- لماذا لم يقل وزير المالية وقتها عام ١٩٨٩، ان الاموال المصادرة قد دخلت خزينة الوزارة?!!..
(ك)-
***- ايضآ لماذا لم نسمع ولا قرأنا وقتها بان مدير بنك السودان قد اكد دخول المبالغ المصادرة قد تسلمها من لجنة المصادرة´?!!?فهل نفهم من سكوتهما انه كانت هناك اوامر مشددة من الجنرالات في المجلس العسكري وعدم النشر او التصريح باي بيانات بالاموال المصادرة?!!
١٠-
*** سيظل ملف اغتيال الطالب الراحل مجدي مفتوحآ الي يوم القصاص، والذي هو باذن الله اقرب من قريب، وعزانا حتي ذلك اليوم ان القتلة اصبح عددهم يتناقص واحدآ بعد الاخر في حوادث مفجعة ونهايات اليمة واخرهم صلاح غوش?ومن تبقي منهم اليوم علي قيد الحياة يعيشون لحظات الخوف من المستقبل الذي لا يرون فيه خيرآ، يتوجسون ان تكون نهاياتهم اسوأ من نهايات رجال القذافي ومبارك!!!
١١-
***- الله يرحمك قريبي مجدي، لو كنت الان في عداد الاحياء لوصل عمرك اليوم ٢٤ نوفمبر الحالي الي ٦١ عام تنعم مع عائلة سعيدة واطفال وربما احفاد….ولكن!!

بكري الصائغ
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وقتها اقترحنا لى اخوان مجدى نجيب ليهم cleaner بتكلفة 30 الف دولار عشان ناخد بى تار المرحوم…يا ريت لو سمعوا الكلام كان حسي ريحناهم من الترابي والبشير لكن ما اشتغلوا بي كلامنا…. الكيزان بقيادة النرابى وعصابتوا اختاروا يعملوا من المرحوم عبرة عشان يخوفوا الشعب السودانى….والله لا رحم شمس الدين راجل وداد لانوا كان هو المسؤل المباشر و واقف على امر اعدام المرحوم…فيا شعب السودان الكيزان ديل ما حيمشوا بالكلام والمسايسة لكن بالقطع والقتل…

  2. من هنا بدأت الدغمسه و بدم هذا الشهيد الله سبحنه و تعالى فضحهم بسرقاتهم التى لا تعد و دم مجدى معلق فى رقبة البشير يوم الحساب امام الله

  3. اقترب اليوم يا أخي
    اذا غفلت عدالة الأرض
    فإن عدالة السماء لا تنام
    والحق اسم رب العالمين
    حسبي الله ونعم الوكيل

  4. لماذا تركز على النوبيين وهل هم شريحة تنفصل همومها عن هموم شعب السودان العريض والذى يعد المرحوم مجدى ابنا من ابناءهم

  5. لابد لليل ان ينجلى ولابد للقيد ان ينكسر
    رافع دعوه ضد الترابى اولا والقصر ثانيا .
    الرابع فى الصف للإعدام
    شاهد عيان الإعدامات

  6. الرحمة والغفران للشهيد مجدي والصبر والسلوان لأسرته المكلومة،،،

    لمعرفة القصة كاملة الرجاء قراءة كتاب (( شرقا عبر الجسر : سنوات الهوان والخوف في السودان) لكاتبه ص ع ،، والكتاب يحكي الايام الحالكة الاولى وكيف عاشت البلد الخوف والذل،، والشخصيات المشاركة في جريمة اعدام حملة العملة الصعبة،، والتغاضي عن آخرين،، وموقف عمر البشير حينما ذهبت اليه ام مجدي المكلومة وكيف راوغ عن ملاقاتها،، قصة حزينة وتراجيدية ،،، قراءة الكتاب الذي كتب في أوائل التسعينات جاء كقراءة كاشفة مسبقة لما ستكون عليه حل البلاد،، ان مجدي وجرجس واركانجو قدموا ارواحهم ناقوس خطر للشعب من ما ينتظرهم،، الا رحمهم الله وصبر أهلهم وذويهم على فراقهم القاسي،، بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين وهانحن نرى ذلك رأي العين ،،،،،،

    ((كتاب ))

    شرقا عبر الجسر سنوات الهوان والخوف في السودان،،،

    نعود إلى تلك الليلة، من نوفمبر 1989 م .. وبدايتها عصر في منزل المرحوم ( مجدي محجوب محمد أحمد ). في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصراً، وبعد تناوله طعام الغداء مع اسرته، نال قسطاً قليلاً من الراحة، ارتدى ملابس الرياضة، وحمل مضرب الأسكواش، ونزل من غرفته متجهاً إلى حديقة المنزل حيث سيارته .. استعداداً للذهاب إلى النادي العربي الذي يقع على مبعدة من منزلهم بعدة شوارع تجاه طريق المطار .. لحقت به والدته وشقيقته وإحدى القريبات من نساء الأسرة، طالبات منه أن يوصلهن إلى ( عزاء ) ، بمنزل إحدى القريبات بإمتداد العمارات، شارع(21) ، على أن يعود لإرجاعهن عند مغيب الشمس .. امتثل كعادته للأمر من والدته، وقام بإجراء الواجب نحوهن، وسار لمقر النادي لممارسة هوايته المحببه في هذه اللعبة مع بعض الأصدقاء، وهو لا يدري أن شارع منزلهم، ومنزلهم يضاً وحتى خروجه، كان خاضعا لمراقبة مشدده من أجهزة الأمن منذ الصباح الباكر، وأن لعبة ( الروليت ) القاتله التي يديرها النظام وأوكل امرها للعقيد ( صلاح الدين محمد أحمد كرار ) ، عضو مجلس الثورة و بعضاً من مساعديه قد وقع اختيارها عليه .. قضى مجدي فترة العصر لعباً وركضاً في الملعب مع شلة من الأصدقاء، وكان مرحاً كعادته ونشطاً . عند المغيب وقبله بقليل ودمعه اصدقائه بنفس الروح واتجه إلى سيارته ومن ثم إلى منزله ليغتسل من آثار اللعب ويؤدي فريضة المغرب، ويسارع بعدها إلى والدته وقريباته بشارع (21) العمارات لإرجاعهن إلى المنزل كما وعد .سمع، وهو يستعد للخروج من باب المنزل الداخلي إلى الباب الرئيسي – طرقاً ً عنيفا على الباب الداخلي، وصوت أقدام تركض في ممر الحديقة الأمامية، وفجأة فُتح الباب بعنف، وأقتحم المنزل عدد من الشبان يرتدون ملابس إعتيادية، ولكنهم يحملون اسلحة خفيفة في ايديهم !!. صاح أحدهم : “أنت مجدي محجوب؟ ..” فأجابه بهدوء رغم وقع المفاجأة والدهشة : ” نعم “.. فرد نفس الشخص الذي خاطبه أولاً: ” نريد أن نفتش المنزل “!. وقبل أن يفتشوا كان لابد أن يظهروا أمر بالتفتيش من أي سلطة!؟ ولكنهم لم يفعلوا، وبدأوا في التفتيش بطريقتهم المعهودة، بينما أحاط بكتفيه إثنان منهم .
    نعود إلى تلك الليلة، من نوفمبر 1989 م .. وبدايتها عصر في منزل المرحوم ( مجدي محجوب محمد أحمد ). في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصراً، وبعد تناوله طعام الغداء مع اسرته، نال قسطاً قليلاً من الراحة، ارتدى ملابس الرياضة، وحمل مضرب الأسكواش، ونزل من غرفته متجهاً إلى حديقة المنزل حيث سيارته .. استعداداً للذهاب إلى النادي العربي الذي يقع على مبعدة من منزلهم بعدة شوارع تجاه طريق المطار.. لحقت به والدته وشقيقته وإحدى القريبات من نساء الأسرة، طالبات منه أن يوصلهن إلى ( عزاء ) ، بمنزل إحدى القريبات بإمتداد العمارات، شارع(21) ، على أن يعود لإرجاعهن عند مغيب الشمس .. امتثل كعادته للأمر من والدته، وقام بإجراء الواجب نحوهن، وسار لمقر النادي لممارسة هوايته المحببه في هذه اللعبة مع بعض الأصدقاء، وهو لا يدري أن شارع منزلهم، ومنزلهم يضاً وحتى خروجه، كان خاضعا لمراقبة مشدده من أجهزة الأمن منذ الصباح الباكر، وأن لعبة ( الروليت ) القاتله التي يديرها النظام وأوكل امرها للعقيد ( صلاح الدين محمد أحمد كرار ) ، عضو مجلس الثورة و بعضاً من مساعديه قد وقع اختيارها عليه .. قضى مجدي فترة العصر لعباً وركضاً في الملعب مع شلة من الأصدقاء، وكان مرحاً كعادته ونشطاً. عند المغيب وقبله بقليل ودمعه اصدقائه بنفس الروح واتجه إلى سيارته ومن ثم إلى منزله ليغتسل من آثار اللعب ويؤدي فريضة المغرب، ويسارع بعدها إلى والدته وقريباته بشارع (21) العمارات لإرجاعهن إلى المنزل كما وعد .سمع، وهو يستعد للخروج من باب المنزل الداخلي إلى الباب الرئيسي – طرقاً ً عنيفا على الباب الداخلي، وصوت أقدام تركض في ممر الحديقة الأمامية، وفجأة فُتح الباب بعنف، وأقتحم المنزل عدد من الشبان يرتدون ملابس إعتيادية، ولكنهم يحملون اسلحة خفيفة في ايديهم !!. صاح أحدهم : “أنت مجدي محجوب؟ ..” فأجابه بهدوء رغم وقع المفاجأة والدهشة : ” نعم “.. فرد نفس الشخص الذي خاطبه أولاً : ” نريد أن نفتش المنزل “!. وقبل أن يفتشوا كان لابد أن يظهروا أمر بالتفتيش من أي سلطة!؟ ولكنهم لم يفعلوا، وبدأوا في التفتيش بطريقتهم المعهودة، بينما أحاط بكتفيه إثنان منهم .
    التفت إلى أقربهم طالباً منه تفسير لما يحدث، فرد عليه قا ئلاً :إن معلوماته تقول أنه تاجر عملة . إبتسم رغم سخافة الموقف . خرج أحدهم من غرفته وهو يحمل مبلغاً من المال ولكنه بالعملة المحلية السودانية واتجه نحوه فارد يده بحزمة المال وقال بغضب – يجيدونه في مثل هذه المواقف ” ده شنو ده ؟ ” و أيضاً رغم سخافة السؤال وسائله.. أجاب بهدوء .. بأنها فلوس، وانها مصاريف المنزل ( كانت حوالى ثمانين ألفاً من الجنيهات السودانية .. وهو مبلغ محترم جد اًفي تلك الأيام ). تطاير الشرر من الأعين، والغيظ المكتوم، وواصلت المجموعة تفتيشها للمنزل بطرقهم المعهودة، التي تجعل الأشياء عاليها سافلها .. بعد فترة ندت صيحة إنتصار من فم أحدهم، وهو ينظر في جدار الصالة الداخلي وكان مصنوعاً من الخشب الجيد مما ينم عن ذوق وثراء أصحاب المنزل. صاح رجل الأمن بعد أن بدت فتحه صغيره، ظنها للوهلة الأولى انها لباب خاص، وبالتدقيق النظري عرف انها فتحه لمساحة صغيرة في أسفل جدار الصالة . عاد مسرعاً لقائد القوة المكلفة بالتفتيش وهمس في أذنه وذهب معه ليريه مكان الفتحة . تبادلا نظرات تنبئ عن قرب إنتصارهم على فريستهم .. تقدم نحو ( مجدي ) وحتى قبل أن يسألوه ( قال ): أن وراء جدار الصالة الخشبي، ولصق الجدار مباشرة توجد الخزانة الخاصة بأوراق وأموال المرحوم والده، وهي لم تفتح منذ وفاة والده قبل ثلاث سنوات، لأن الأموال التي بداخلها هي أموال ورثة، وحتى يعود بقية إخوته من خارج البلاد، ولم يتم حصرها حتى الآن .. فغر قائد القوة المكلفة فمه بعناء وغباء، رغم إقتناعه بحسن المنطق، ولكن تلك النظرات المتبادلة بين أفراده أعادته مرة أخرى إلى منطقه الحقيقي فصاح : ” أين المفتاح؟ “.. رد ( مجدي ):” المفتاح كان مفقودا ” وانا وجدته قبل أسبوع واحد ً تقريبا ” ، وأتجه نحو طاولة في وسط الصالة ليخرجه من أحد الأدراج .. وفجأة كعادة التيار الكهربائي وتذبذبه في تلك الأيام السوداء، إنقطع التيار عن المنزل والمنطقة وإزدادت الحياة لحظتهاً ظلاماً على ( ظلام الظلم ).. وأخذت القوة المكلفة تتصايح طالبة فتح الأبوب والنوافذ، وإحضار شمعة، وإحضار مفتاح الخزانة .. و ( مجدي ) وسطهم بهدوئه المعهود ولانه صاحب المنزل ويعرف أماكن الأشياء بداره، حتى في أحلك ساعات الظلام
    .
    أحضر مفتاح الخزانة من مكانه، وعدد من الشموع، وعلبة ثقاب صغيرة . أشعل الشموع
    وثبتها على أطراف الصالة، وسرعان ما أضاءت المكان نوعاً ما .. أدخل المفتاح في خزانة والده وبعد عدة محاولات لم تفتح، إذ أن المفتاح علاه الصدأ كل هذه الثلاث سنوات لعدم الإستعمال وكانوا هم شهودًا على ذلك، وطلب من أحدهم أن يحضر ً زيتا من عربته التي بالخارج، وسارع هذا ( الأحدهم ). وأحضر علبة الزيت وصبّ ( مجدي ) قليلاً من الزيت على المفتاح .. وبعد عدة محاولات قليلة فتحت الخزنة، وتطلعوا ينظرون إليها بنهم، وشغف إنتصار، ولحظتها حتى ( مجدي ) لم يكن يعرف ما بداخلها، ولا أخوته ولا حتى والدته لأن الجميع متفقون على عدم فتحها لحين عودة بقية ألأشقاء من الخارج ..
    لكنها فتحت في تلك الليلة الباردة .. والحالكة السواد .
    *****
    مدّّّّ قائد القوة يده داخل الخزانة، بعد أن شددت الرقابة اللصيقة على ( مجدي ) ، أخرج
    أور اقاً بها معاملات تجارية، نظر فيها قليلاً وألقاها بالداخل مسرعاً، وبدأ في إخراج الأموال التي بداخل الخزانة وتكويمها على الأرض . وعلى ضوء الشموع الذي يتراقص ويلقي بظلال كئيبة
    الغنائم :-
    19
    على المكان . بدأ أحد أفراد القوة في حصر
    (115) ألف دولار أمريكي .
    (4) ألف ريال سعودي .
    (2) ألف جنيه مصري .
    (11) ألف بـُر أثيوبي .
    (750)ألف جنيه سوداني .

    أمر قائد القوة بإحضار (جوال ) ، وتم (حشر ) الأموال بداخله .. حمله أحدهم على ظهره، بينما قاد اثنان منهم ( مجدي ) كل من يد . كان القائد في الأمام، وإثنان آخران يسيران في الخلف .. القوة تحمل المال والسلاح، وأما مجدي لا يحمل إلا إيمانه بربه وإستسلامه لقدره ومصيره .. إنطلقت السيارات إلى شارع (1) بحي العمارات . توقف الموكب ( الظافر ) أمام مركز الشرطة بذلك الشارع
    الساعة تقترب من التاسعة مساء و ( مجدي ) لم يحضر !؟ ليست هذه من عاداته ! ، وقلب الأم دليلها .. لابد أن هناك ً شيئاً!! ). همست الأم وأضطرب قلبها، وطلبت من الإبنة وإحدى القريبات ضرورة الرجوع إلى المنزل . ركبن عربة تاكسي من شارع (21)بحي العمارات مكان العزاء إلى منزلهم في ذلك الحي الهادئ شرق منطقة الخرطوم (.2)
    ( كان ) زوج إحدى بناتها وجارهم وصديقهم السيد عبدالغني غندور يقفان أمام باب المنزل الخارجي، يتهامسان . نزلت الأم مسرعة تجاههما .. ماذا هناك !؟ أين مجدي .. ؟ أخبرها أحدهما بألم أن رجال الأمن حضروا وأخذوه معهم، بعد أن فتشوا المنزل ووجدوا عنده دولارات !!. وكانت ليلة لم يطرف فيها جفن ولم تغمض فيها عين، خاصة بعد أن أذاع التليفزيون خبر القبض على ( مجدي ) في نفس الليلة .. حاول البعض تهدئة والدته بأن القضية تتولاها الشرطة في مركزها بشارع (1) ، وإنها إجراءات بسيطة وستظهر براءته(لم يكن الكثيرين يعرفون بعد أن الشرطة أصبحت جزءاً من لعبة الروليت القاتلة ).. ولكن والدته والكثير من المعارف كانوا في منتهى القلق . مّّّّر عليه نهار الجمعة التالي لليلة القبض مباشرة، مرّّّّ عليه بطيئاً، بعد أن أحضر له زوج شقيقته بعض الملابس، ليغير ملابسه . وفي صباح السبت، وحوالي الساعة العاشرة صباحاً، سمحوا له بزيارة منزله تحت حراسة مشددة، ليغسل جسده المنهك ويتناول بعض الطعام ويطمئن والدته وإخوته . وتم إرجاعه بعد ذلك مباشرة وأودع بحراسة مركز الشرطة مره أخرى

    سريعاً جد .. وبعد إجراءات التحري تم تحويله إلى سجن كوبر الشهير . والأم وقلبها، وكأي أم منذ أن خلق الله الرحمة، صارت تتحرك في جميع الإتجاهات، وتطرق جميع الأبواب، حتى المستحيل منها من أجل إنقاذ إبنها ( مجدي ). لذلك تحرك الأخوة والأخوات، والأصدقاء والمعارف . وفي نهاية نفس الأسبوع ..الخميس – الإسبوع الثاني من نوفمبر 1989 م حضرت إلى منزل الأسرة بالخرطوم (2) سيارة بوكس من نوع تويوتا بها بعض رجال الأمن . نزل منها شخص يبدو انه مسئول يتبعه فرد آخر مسلّح وضغط على جرس الباب الداخلي . تجمع أفراد الأسرة حوله بسرعة البرق، لتوتر أعصابهم . وبعد تحية مقتضبة أخبرهم : بأن غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ستتم محاكمة (مجدي ) بحديقة السيد علي الميرغني( وهي كائنة بشارع النيل، كانت قد تمت مصادرتها أيام الإنقلاب وهي تخص طائفة الختمية وزعيمها محمد عثمان الميرغني، وكان قد تم تحويل مبانيها إلى قاعات لمحاكم ما يسمى بأمن الثورة . أرجعت حا لياً بعد مصالحة هامشية، ). أخبره أحد افراد الأسرة، وهو يبدي الدهشة، بأن هذا الوقت هو وقت أداء صلاة الجمعة،وكيف سيتم الإتصال بمحامي للدفاع عن ( مجدي ).. وكعادتهم ابتسم هذا الشخص ونظر إليهم هازئاً، وهي نظرات يجيدها هؤلاء القوم وبإبتسامات كأنهم يولدون بها .. الغريب انها واضحة على السحنة وفيها أبلغ الكلام وتغني عن الشرح، وتتلقفها القلوب الواعية سر يعاً وتتفهمها جيداً.
    وبدأت تحركات الأسرة للإتصال بالمحامي الذي سيدافع عنه، شكلاً، إذ أنه في مثل هذا النوع من المحاكم العسكرية ( محاكم أمن الثورة ) ، لا يحق لمحامي مخاطبة المحكمة مباشرة، بل عليه أن يتشاور مع المتهم ويلقنه الإجابات أو الأسئلة .. والمتهم هو الذي يخاطب المحكمة ! ؟ الكل في ذلك المنزل الكائن في الخرطوم (2) صار يركض ويلهث، علهم يجدون مخرجاً .. وينقذون ( مجدي )
    يوم المحاكمة يقترب، والأنفاس لاهثة .. وقبلها بعدة أيام، وعند إنتشار خبر القبض على (مجدي) ،وصلت الأخبار إلى معظم ديار الهجرة والإغتراب، خاصة السودانيين منهم والذين كانوا حريصين على تتبع أخبار ( الحكم )! الجديد في بلادهم وسياسته، رغم أن رائحة إتجاههم السياسي بدأت في الإنتشار، ووصلت إليهم .. وسكنت حتى أعصابهم .. في مدينة ( القاهرة ) ، العاصمة المصرية، كان يعيش ممدوح ،أحد أشقاء ( مجدي ) ، بعد أن نقل بعض اعماله التجارية إليها عقب وفاة والدهم .. وكان يسكن معه في شقته صديقه المقرّّّّب، وصديق الأسرة (عادل ) مقدم أ . ح . بالقوات المسلحة السودانية، تمت إحالته للصالح العام بعد الإنقلاب بعدة أيام، مع الكثيرين غيرة من رفقاء السلاح، لأنه ليس منهم، ولجسارته الشديدة، وشجاعته التي اشتهر بها وسط أبناء دفعته، وتشهد أدغال الجنوب، وصراع الحرب الأهلية بثباته عند أحلك الظروف .. تمت الإحالة، وهي تعبير مخفف للفصل من الخدمة ( بدون إبداء الأسباب ) ، طال هذا الأسلوب الكثيرين في مختلف الدوائر الحكومية، والقوات النظامية، لكي تحل كوادر النظام الجديد مكان هؤلاء، وهي للحقيقة .. أعداد مهولة . إنتهز ( عادل ) الفرصة، وسافر للقاهرة بعد إحالته للصالح العام، للإستجمام والراحة قل يلاً والتفكير بمستقبله الجديد والتفاكر مع صديقه ( ممدوح ).. وفي ليلة القبض على ( مجدي ) ، والذي أذاع خبره التليفزيون الحكومي، أتى إلى الشقة بعض السودانيين الذين سمعوا الأخبار .. في نفس الليلة . تلقاها ( ممدوح ) بصمت وذهول .. سمعها منهم ( عادل ) بألم وامتعاض وسارع إلى التليفون وأتصل بالأسرة في الخرطوم (2) ليطمئن .. ؟ . على الجانب الآخر من الخط كانت ( مديحة ) إحدى الشقيقات ترد عليه، وفي محاولة منها لطمئنتهما اخبرنهما بأنه مريض بعض الشيئ .. ولكن القلق صار ينهش في العقول . تم الإتفاق سر يعاً بضرورة رجوع ( عادل ) فور للخرطوم بصحبة الأخ الآخر ( مندور ) الذي كان يسكن في أحدى ضواحي القاهرة بعد إخباره بما جرى، على أن يبقى ( ممدوح ) بالقاهرة، لأنه كان رجل ( سوق وإقتصاد ).. قوي، ويخشى عليه من لعبة ( روليت ) اللجنة الإقتصادية، والتي يديرها رئيس لجنتها التابعة لمجلس الثورة الجديد ( العقيد أ . ح .) صلاح الدين كرارومساعدوه، وعلى رأسهم رئيس لجنة متابعة قرارات اللجنة الإقتصادية !؟ ( العقيد أ . ح .) سيف الدين ميرغني

    في سباق مع الزمن، فجر السبت كانا وبملابس السفر في نقطة شرطة شارع (1) ، بإمتداد
    العمارات، وذلك بعد هبوط الطائرة القادمة من القاهرة بمطار الخرطوم فجراً . أحترم بعض رجال الشرطة رتبة ومكانة (عادل) العسكرية، بعد أن أبرز لهم بطاقة ضابط قوات مسلحة ( بالمعاش ) ، وأخرجوا لهما ( مجدي ) من زنزانته . قابل صديقه، وأخيه ( مندور ) رابط الجأش كعادته، وبالإستفسار علما منه فحوى القصة بكاملها، وأن إجراءات التحري تقول بأنه متهم بالإتجار بالعملة !.
    طلب ( عادل ) من المتحري أن يسمح لهما بأخذه قليلاً إلى منزله ليطمئن والدته وإخوته وبقية أهله . سُمح لهما بذلك برفقة بعض الحراسة المشددة . أثناء الزيارة للمنزل نزل قليل من الهدوء على أفراد الأسرة جميعاً .. خاصة والدته، ولكن يبدو أنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، .. كما يقولون . بعد عدة أيام، وإجراءات الشرطة تطمئنهم، أن (مجدي) ليس هناك ما يؤخذ عليه، خاصة وأن المبالغ المذكورة وجدت داخل منزله، وفي خزانة المرحوم والده، وهي من ضمن ميراث العائلة .. تم القبض ايضاً، وبمسرحية نقلها التليفزيون الحكومي على الهواء مباشرة وفي مطار الخرطوم الدولي، على ( مساعد طيار ) بالخطوط الجوية السودانية هو (جرجس القس بسطس )بينما كان يحمل في حقيبته السفرية، وفي إحدى رحلات هذه الخطوط المتجهة إلى القاهرة، مبالغ مالية تفاصيلها :
    (222.175)ألف ريال سعودي
    (94.925)ألف دولار أمريكي
    (800)شيك سياحي
    (3.400)ألف جنيه مصري .
    حضر فوراً لمطار الخرطوم الدولي ( العقيد أ . ح .) صلاح الدين كرار، ومساعدوه باللجنة الإقتصادية، التابعة لمجلس الثورة، وظهر على شاشات التليفزيون، يرغي ويزبد ويتوعد، حتى قبل التفكير في أي محاكمة، أو يصرح ولو ً تليفزيونيا بذلك .. بل أن بعض شهود عيان قالوا أنه لطمه على خده، وتم عمل مونتاج للشريط ولم تظهر اللطمة .. وعاد إلى سيارته وهو يفرك يديه مسرور لوقوع مثل هذا الصيد الثمين اً في شراك لعبة (الروليت) الإقتصادية .. السودانية !.. (الضحية) هذه المرة من السودانيين (الأقباط) ، والأموال تخص بعض أهله ، كما اثبتت التحقيقات، وكانوا يستعدون لنقل تجارتهم، أو جزء منها إلى خارج الحدود، خوفاً من حالة الفوضى التي كانت تعم كل أرجاء البلاد، وخوفاً أيضاً من الشعارات التي رُفعت في ذلك الوقت . شعر أفراد الأسرة وصديقهم ( عادل ) بالقلق، بعد أن تم نقل ( مجدي ) بسرعة من مركز شرطة شارع (1) بالعمارات، إلى جهاز الأمن، وبعدها إنضم إليه مساعد الطيار ( جرجس ) ، ونقلا يضاً من هناك إلى سجن كوبر العمومي، الذي كان مشرع الأبواب أيامها (ومايزال)! لتلقف المزيد من السياسيين، والمشتبه فيهم إقتصادياً،حسب قرارات اللجنة الإقتصادية، إضافة للمنتظرين فيه، والمحكومين في جرائم أخرى .
    أصبحت المقابلة بالنسبة ( لمجدي ) صعبة بالنسبة لأفراد الأسرة، ولكن ( عادل ) وبحكم وظيفته السابقة، كان يجد الفرصة .. وبعلاقات خاصة في إيصال بعض الإحتياجات العادية إليه .
    *****
    ” غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ظهراً .. ستتم محاكمة ( مجدي ) ، في حديقة السيد علي الميرغني، بشارع النيل !”. عبارة قالها رجل الأمن شفاهة لأفراد الأسرة المجتمعين ، أمام الباب الخارجي لمنزل الأسرة
    بالخرطوم (2) ، وإنصرف ساخراً . ولكنها عبارة ظلت تتردد في آذانهم وقلوبهم وعقولهم طيلة تلك الأيام، اللاحقة والسابقة للأحداث، ويسمعونها حتى في نومهم .. لفظاعتها .. وغد المحكمة !!؟ .
    ومنذ صباحها الباكر، تجمع الأهل، والأصدقاء، والمعارف أمام سور المحكمة بشارع النيل . استطاع البعض الدخول ألى حديقة المكان، وجلسوا تحت اشجارها .. حتى منتصف النهار، لم يحضر ( مجدي ) ، ولا اّّّّياً من حراسته . وانصرف بعض الأخوة، مع بعض الأهل والأقارب لتأدية صلاة (الجمعة) في أحد المساجد المجاورة للمنطقة، وعند عودتهم رأوا .. الرائد ( وقتها ) إبراهيم شمس الدين عضو مجلس الثورة، وأصغر ألأعضاء سناً، وحداثه، .. وحتى رتبة عسكرية، يساعد بعض الجنود في تنظيم كراسي قاعة المحكمة، ويصدر تعليماته بالعدد المسموح له بدخول قاعة المحاكمة .

    حوالي العصر، وقف أمام البوابة الرئيسية للحديقة موكب مكون من ثلاث سيارات، الأولى سيارة من نوع ( لاندكروزر ) ، نزل منها الرائد ميرغني سليمان ، أحد ضباط سلاح الإشارة سابقاً و (ملحوق ) للأمن ( نُقل إلى أديس ابابا عاصمة اثيوبيا في عام 1990 م، بعد المحاكمات، ليعمل قنصلاً في السفارة السودانية !؟ ) ، وكان قائداً لتيم الحراسة المكلف وهم مدججين بالسلاح، والسيارة الثانية نزل منها ( مجدي ) ، ومتهم آخر يدعى علي بشير مريود ، كانا يرتديان الجلابيب السودانية المعروفة ويتبعهما بعض الحرس، أما السيارة الثالثة فكان بها طاقم الحرس . انتظم الموكب داخلاً من بوابة السور الرئيسية، وعبروا الحديقة إلى قاعة المحكمة مباشرة .
    كانت والدة (مجدي) ، وإخوته .. و (عادل) بداخل القاعة التي اكتظت بجمهرة من الناس، رغم أن اليوم عطلة اسبوعية .. أناس حتى الأهل لا يعرفونهم، ولكن كان في نظرات البعض ًتعاطفا لا تخطئه عين .. خاصة نظرات بعض الجنود .. المباني داخل الحديقة مقسمة إلى عدة أجزاء . انعقدت محكمة (مجدي) في جزء منها، وفي الآخر محكمة المتهم (علي بشير المريود) ، والذي وُجد بحوزته، كما قيل ونُشر في صحف تلك الأيام : –
    (37.350)ألف دولار أمريكي .. وألف ومئة دولار أخرى لوحدها .
    محكمة (مجدي) أتخذت إسم المحكمة الخاصة رقم (1) ، و ( المريود ) المحكمة الخاصة رقم (2) ، ولكل قضاتها من العسكريين ، الذين يحاكمون ولأول مرة في تأريخهم العسكري مواطنين مدنيين .
    (مجدي) داخل قاعة (محاكمته) يتبادل إبتسامات مع والدته، وإخوته، والأهل وبعض المعارف .. برغم أن أعصابهم جميعا كانت متوترة ومشدودة .
    قائد المطبعة العسكرية (حالياً لواء بنفس المنطقة) ، والرائد (وقتها) حسن صالح بريمة ل
    بسلاح الطيران (حالياً عقيد أ . ح .) ، أما ثالثهما النقيب مهندس يوسف آدم نورين ل
    دخلت هيئة المحكمة إلى القاعة يتقدمهم : رئيسها المقدم (وقتها) عثمان خليفة
    مهندس من القوات الجوية ( الأخير له قصة لاحقة، إذ تم طرده من القوات الجوية وجُرّد من رتبته العسكرية، وسجن لمدة ثلاث سنوات بسجن منطقة الجريف غرب، بتهمة إستلام المال المسروق، وقبض عليه مرة أخرى بعد إنتهاء محكوميته لإشتراكه في المحاولة الإنقلابية ضد النظام، والتي أدعى النظام قيامها بزعامة شيخهم السابق د . حسن عبدالله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي ).
    الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر 1989 م، بدأت إجراءات المحكمة العسكرية الخاصة رقم (1)
    والمتهم ( مجدي محجوب محمد أحمد ).. والتهمة .. الإتجار في العملة الأجنبية (رغم التوضيح السابق عن كيف وجدت هذه العملة لدى الأسرة، ومن أين أخذها رجال الأمن؟ !).
    حُرم محامي ( مجدي ) ، الاستاذ ( عبدالحليم الطاهر ) من مخاطبة المحكمة مباشرة، وهو أمر يتنافي مع طبيعة الأشياء، خصوصاً وأن الإتهام خطير، والعقوبة المتوقعة أخطر -رغم أن المحكمة سمحت في محاكمات سابقة أن يخاطبها المحامون مباشرة – ولكن محامي ( مجدي ) تم منعه، والمحاكمات السابقة هي :
    (1)محاكمة المتهم والوزير السابق ( عثمان عمر )وكان وز ير اً للإسكان قبل للإنقلاب، وحُوكم بتهمة التصرف في أراضي الدولة بالبيع؟ !!!
    (2) محاكمة الدكتور ( مجذوب الخليفة أحمد ) وكان حاكماً للإقليم الشمالي، واتهم ببيع لبن خُصص للإقليم لتوزيعه على المواطنين كإغاثة إبان كوارث السيول والفيضانات .

    بدأت الإجراءات وقدم رجال الأمن قضيتهم ضد المتهم . قال أحدهم ويدعى (حسن حمد) أن
    المعلومات أفادت أن (مجدي) لديه عملة أجنبية، ستتحرك (يتم نقلها) ، وقال آخر يدعى ( أزهري ) أن المعلومات تقول أن المتهم لديه عمله؟ !.. لم يرد في أقوال الإتهام أو في علمهم الشخصي أن المتهم قام أو يقوم، في أي وقت من الأوقات، بأي نوع من أنواع هذا النشاط، ولا حتى في معلوماتهم، بمعنى أنه لم تقل المعلومات صراحة أن المتهم يتاجر في العملة . إذا كان هناك شكّاً في الأقوال والقاعدة القانونية تقول : ( يفسر الشك د ئماً لصالح المتهم .).. وعلى الإتهام إثبات التهمة ببينة أفضل .. بعد مناقشات بين المحامي والمتهم، (كصديق)! ؟، وشهود الإتهام .. والمحكمة .. أتضح أن ( مجدي ) لم يضبط وهو يتاجر في العملة، بل أ ُخذت من منزله ..! ومن داخل خزانة المرحوم والده !!.. وهو لم يجمعها من برندات الأسواق أو المتاجر المختلفة، كما يفعل غيره .. كما لم يسمح له بإستدعاء محامي (التركة ) ، والذي سيشهد بأن الأموال التي والساعة تقترب من الرابعة بعد الظهر (غروب الشمس ). كاد رئيس المحكمة أن يقرأ الحكم الجاهز قبل إعطاء المتهم فرصة هل أن هناك أسباباً تدعو لتخفيف الحكم، وهي الطريقة المتبعة ً قانونا بأن يسأل القاضي المتهم مثل هذا السؤال؟ ! وعندما أحس بهذا الخطأ القانوني، بعد أن همس له أحد الأعضاء بذلك، أمر برفع الجلسة لمدة (5)دقائق .. للتداول في الحكم بين الأعضاء الثلاث؟ !!
    كانت (5) دقائق حاسمة تمثل الفاصل بين العبث والحقيقة .. بين الحق والباطل . مرت
    بطيئة كأنها دهر ، خيّم خلالها الصمت على الرؤوس .. وعادت هيئة المحكمة .. ومباشرة .. وفور جلوسهم قرأ رئيسها الحكم :-
    ” جاء في أسباب إدانة المحكمة للمتهم، أن شهود الإتهام أثبتوا أن المتهم يتاجر في العملة
    الأجنبية، وذلك لما توفر لديهم من معلومات، وأنه تعرف على مفتاح الخزانة .. في الظلام، وبإقراره بحيازة هذا النقد الأجنبي، وبناء عليه حكمت المحكمة بإعدام المتهم مجدي محجوب محمد أحمد، شنقاً حتى الموت، ومصادرة المبالغ موضوع الإتهام، وإعادة مبلغ ال (750)ألف جنيه سوداني لشاهد الدفاع ( عادل أحمد محمد الحاج )..
    ذهول .. وصمت مطبق، خيم على جميع من بالقاعة؟ ! وأنهمرت الدموع .. دموع رجال غالية .. وأم .. بدأ قلبها في التمزق وكبدها في التلاشي .. اخوة ألجمت المفاجأة ألسنتهم، .. و ( عادل ).. أنفعل وقاد قتالاً شرساً (مشادة كلامية) حماية لصديقه .. و (مجدي). المتهم وكعادته كان يهدئ من ثورة الجميع،
    طالباً منهم بحرارة، أن يدعو الله له .. وأن يلزموا الصبر .. ويفوضوأ أمرهم إلى الله .
    في نفس التوقيت .. كانت المحكمة الخاصة رقم (2) قد انتهت من إجراءاتها، وحكمت
    على المتهم (علي بشير المريود).. بالإعدام ً شنقا حتى الموت؟
    خرج الجميع، خارج قاعة المحكمة .. على شارع النيل، وحفيف الأشجاروأوراقها التي تتساقط على الشارع وتحدث صو تا كأنه الدموع .. دموع الطبيعة .. والنيل الأزرق .. هذا العملاق الأبدي يشاهد كل هذه الأحداث .. بصمته الرهيب .. والمحيّر . و ( مجدي ).. هذا الصامد .. في أحلك الظروف .. وبعد ليلة إلقاء القبض عليه بمنزله، تم إلقاء
    القبض على مساعد الطيار، بالخطوط السودانية (جرجس ) ، نقل من مركز شرطة شارع (1) بحي العمارات إلى مبنى جهاز الأمن، وهناك ا ُجريت له تحقيقات من نوع فريد، ليلاً ونهار اً. لم يسمح له بتناول كفايته من الأكل، أو النوم، أو الإستحمام . رُحّل بعدها إلى سجن (كوبر ) قبل المحاكمة بسبعة أيام، حيث أ ُدخل في قسم المعتقلين السياسيين . كان عددهم حوالى (650)معتقلا سياسياً في الأقسام المختلفة .. أصدر مدير السجن بالإنابة، العميد سجون ( موسى الماحي ) أمر بأن يوضع مع مجموعة من المعتقلين السياسيين في القسم (ج ) ، منهم : الصحفي محجوب عثمان الوزير السابق أيام الرئيس نميري، والأمير نقدالله من قيادات حزب الأمة، والمهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد ، والدكتور المرحوم خالد الكِّد ، والأستاذ المحامي مصطفى عبدالقادر ، والقاضي عبد القادر محمد أحمد ، والدكتور سمعان تادرس ،والدكتور سعيد نصر الدين ، والمقدم (م) عمر عبد العزيز وستة أفراد آخرين من الحرس الخاص للسيد الصادق المهدي، رئيس الوزراء السابق قبل الإنقلاب !.. والقسم (ج) هذا .. به غرفتان فقط .
    أتى ( مجدي ) بصحبة حرس من السجون .. إلى هذا القسم، يقوده (وكيل عريف) سجون
    إسمه ( دومينكو ) . كان في حالة ضعف نوعا ما، ولكنه متماسك وواثق من نفسه وسأل مجموعة الحاضرين : (من أنتم؟) ، وطلب منهم أن يستحم ويغسل جسده المنهك .. رحب به الحاضرون،الذين كانت قد وصلتهم أخبار القبض عليه .. وعرّفوه بأنفسهم، وهدأت ثائرته قليلاً بعد أن تعرّف على أحد المعتقلين وهو المهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد وهما من منطقة واحدة في شمال السودان (منطقة حلفا).. نال إستحماما هادئاً، واسترخت عضلاته المتوترة، إلاّ أن وجهه كان ينبئ عن هدوء مثير، ووضاءة لا تخطئها عين .. أحبوه جميعا لدماثة خلقه، ومشاركته لنفير طعامهم الذي كان يؤتى به من منزل أحدهم
    بالتناوب، وكل يوم تعد أسرة أحد المعتقلين بالقسم (ج) وجبة دسمة، بدلاً عن طعام السجن (المعروف)..
    وأخذ سهمه معهم في ذلك، وأحضرها إليهم (عادل) في المداومة اليومية معهم كعادته، صباحا .. ومساءا ًتمت المحاكمة في يوم (الجمعة ) ، كما ذكرنا آنفاً، وأحضروه إليهم هذه المره وهو محكوما عليه بالإعدام .. ووضع في زنزانة أخرى مع المحكومين بهذا الحكم .. كان بها الدكتور (مأمون يوسف)أخصائي أمراض النساء، في قضية (إضراب الأطباء الشهير ) ، وأضيف لهما ( علي بشير المريود ) والذي حوكم في نفس وقت وساعة محاكمة (مجدي ) ، بالمحكمة الخاصة رقم (2) ، ومساعدالطيار (جرجس) ، والطالب (اركانجلو داقاو ) من أبناء الجنوب، والذي تم ضبطه بمطار الخرطوم، وكان يستعد للإلتحاق بجامعة (ماكريري ) بدولة يوغندا، وهو يحمل معه مصاريف دراسته بالعملات الحرة، بعد أن باع جزء من أبقار أهله بالجنوب .. ومتهم آخر يدعى (هانئ وليم شكور )تم إستبدال حكم الإعدام ضده بمبلغ (30) مليون جنيه سوداني، لأن والدته ذكرت أنه وحيدها .. وتم دفع المبلغ .. وأطلق سراحه لاحقاً . وكان يسمح لهم جميعاً بزيارة معتقل السياسيين في قسمهم نهاراً، وتبادل الأحاديث معهم
    الأيام تمر ببطء، والكل في إنتظار نتيجة الإستئناف الذي تقدم به المحامي الأستاذ (عبد الحليم الطاهر ) ، نيابة عن (مجدي).. تم تقديم الإستئناف للسيد رئيس القضاء (وقتها ) والرئيس الحالي !! للمحكمةالدستورية القاضي (جلال علي لطفي )ورغم ذلك كان الكل يركض في جميع الإتجاهات، بحثا عن مخرج أو بصيص أمل .. حتى بعض السفراء الأجانب استغربوا من قسوة هذا الحكم وكان يقود محاولاتهم السفير المرحوم (عبدالله السريّع ) سفير دولة الكويت، وسفير حتى السودانيين داخل بلادهم .. لما امتاز به من حسن الخُلق، وطيب المعشر، وعلاقات شتى مع قطاعات عريضة من مجتمع الخرطوم .
    ما زالت الأيام تمر ببطء .. والدته تحركت مع مجموعة من الشقيقات، ونساء الأهل والمعارف علهن يحلن دون وصول حبل المشنقة إلى رقبة (مجدي). قابلن السيد رئيس القضاء بمنزله، علّه يطلب منهم تقديم إسترحاماً .. أو ينير الطريق أمامهن بصورة قانونية .. ولكن سيادته قال لهن جملة واحدة،أصابت الكثيرات منهم بالإحباط : ” اخوته .. هم الذين تقدموا بالبلاغ ضده “. انتهت المقابلة وطُردن من المنزل .. حاول معه السيد محمد توفيق، والسيد داؤود عبداللطيف رجل الأعمال المعروف .. ولكن !.
    حاولت (الأم ) عدة مرات مقابلة رئيس مجلس قيادة الثورة (الفريق) عمر البشير .. في أحداهاقابلها رجل متوسط العمر، به شبه منه، قال لها إنه إبن عم الرئيس، وطلب منها أن تحضر في صباح الغد مبكرةً، ليدخلها المنزل الرئاسي (الجديد) مع الرجل الذي يأتي باللبن يوم يا .. نفّذت نصيحته .. أتت في الصباح الباكر، وجدت الرجل الذي قال لها إنه أخبر (الرئيس) ، الذي يطلب منها الحضور بعد ستة أيام، لأنه مسافر .. إلى أين لا تدري؟ ولا إجابة للهفتها على إبنها، .. ستة أيام .. كثيرة جد .. خاصة وان حبل المشنقة صار يقترب، ويتأرجح .طرقت أبواب أصدقاء زوجها .. أحمد سليمان المحامي المعروف (أحد مفكري الإسلاميين، بعد أن كان عضو مشهورًا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ، وأحد أعمدته).. عز الدين السيد رجل الإقتصاد المعروف .. عبد اللطيف دهب، سفير السودان الأسبق بالمملكة العربية السعودية .. ولكن لا شيئ !!
    بعضهم حاول .. وبعضهم (غفر الله له)!..الساعات تتناقص وتركض نحو لحظة التنفيذ .. والأم زرعت العاصمة طولاً وعرضاً، تحاول وتحاول ..وتحاول مرة أخرى .. وتتصل .. عسى أن يكون هنالك بصيصاً من الأمل .. وصلتها معلومة مفادها أن (رئيس مجلس الثورة ) سيكون في (استاد الخرطوم) عصر اليوم، ليشهد حفلاً لتخريج دفعة جديدة من ضباط القوات المسلحة .. ذهبت وبناتها وبعض النسوة من الأقارب .. انتظرن أمام بوابة الخروج الرئيسية ..!.. ولكن ، كعادة حكام العالم الثالث، خرج موكب السيد (الرئيس) بسرعة لم تمكنها حتى من رؤيته، فضلاً عن الحديث معه، ولكنهن لحقن به .. وبسرعة يضا إلى (منزله) بالقيادة العامةللقوات المسلحة .. أحد الحرس أمام بوابة المنزل الضخمة .. سمح لها هي فقط بالدخول .. دخلت إلى صالة الإنتظار التي بها عدة كراسي
    للجلوس، تهاوت على أحدها من الألم .. والغبن .. والقهر، ولكنها لم تكن تشعر بالتعب أو الجوع .. كانت زوجة الرئيس (الأولى) ? ( إذ أنه تزوج مرة ثانية .. من زوجة زميله عضو مجلس الثورة العقيد -لاحقاً- إبراهيم شمس الدين، الذي أحترقت به طائرته العسكرية مع بعض قيادات القوات المسلحة .. في جنوب السودان )!..كانت زوجة ( الرئيس ) تتبادل الحديث مع إحدى ضيفاتها، وتصف لها روعة الإحتفال الذي كانت
    قادمة منه مع زوجها .. جاءت والدة (الرئيس) وجلست بالقرب منها .. أخبرتها الأم بقصتها، وانها والدة (مجدي).. أبدتً تعاطفا معها، ونهضت وإتجهت إلى غرفة في نهاية الصالة، تفصلها ستارة من القماش الخفيف لا تمنع الرؤية بعد التدقيق بالنظر بالنسبة للجالسين بالصالة، خلفها كان يقف السيد (الرئيس ) مستعد للخروج .. وشاهدت الأم من مكانها طيف والدة الرئيس .. وهي تخاطب إبنها (الرئيس)..! وقليلاً ً من الوقت عادت لتقول لها : أن (الرئيس) خرج، وهو غير موجود ! ؟ .. نظرت الأم إليها بدهشه، لكنها صمتت ولم ترد عليها إلا بالقيام مسرعة لتواصل محاولاتها .. ولم تستمع الأخرى إليها .. وهي تدعو الله ..دعاء حار من قلب أم .. بدأ فعلاً في الإحتراق .. وكانت حرم (الرئيس) كل ذلك الوقت، تحكي لضيفتها عن ( روعة ) إحتفال، ضباط القوات المسلحة، في ذلك اليوم .الساعات تتراكض نحو النهاية ..و (الأم ) لم تفقد الأمل، هرولت (إن صح التعبير) ، نعم هرولت إلى سجن (كوبر ) لتملئ عينها من (مجدي ) ، وكان قلبها يحدثها – وقلب الأم د ئما دليلها – إن هؤلاء ( الناس ) ينوون شر بإبنها .. وإن الحكم ي سينفّذ !. لم تستطع مقابلته وطلب منها الضابط (المناوب ) بالسجن أن تحاول الإتصال بالسيد (زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر) أحد رجالات (نميري ) الأقوياء، وأحد نجوم مجتمع الخرطوم وقتها .. فعلاً ذهبت هي وإبنتها .. وتعاطف الرجل معها بشدة، هو وزوجته، وركبا معه في سيارته وعند بوابة منزل (الرئيس ) بالقيادة العامة، إعترضهما الحرس .. عرّفهم بنفسه ولكنهم أجابوه بغلظة واضحة : “الرئيس .. غير موجود ” ؟ !. أخبرهم بالقصة .. وأن والدة ( مجدي ) معه بالسيارة، ولم يتبق إلاّ ساعات لتنفيذ حكم الإعدام .. ولكنهم هذه المرة أشهروا مسدساتهم وهم يرددون : ” الرئيس .. غير موجود “!.. لحظتها بكى هذا الرجل .. القوي، من القهر .. وأنسحب . رجعت (الأم ) إلى المنزل ومعها إبنتها، وكل الخرطوم في ذلك الوقت كانت بالمنزل، ولكن ..لعبة ( الروليت ).. كانت قد بدأت في الدوران .
    *****
    ( عادل ).. تحرك في جميع الإتجاهات . لم يترك باباً إلاّ وطرقه آملاً في نجاة صديقه . كان يأتي يومياً .. في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً إلى سجن (كوبر) ، يحمل معه اللبن، والجرائد، والمجلات، وبعض ألعاب الكمبيوتر الصغيرة .. يتبادلان الحديث، والمدهش أن (مجدي ) كان يتصرف، ويتحدث بتلقائيته المعهودة، بينما كان (عادل ) يجاهد ليبدو طبيعياً، وكان صوته يخرج عميقا ومرهقاً، كأنه قادم من أعماق سحيقه داخل نفسه، ويتجنب النظر في عيني صديقه حتى لا يرى ألمه الهائل .. وفي المساء يحضر معه طعاماً، وبعض الملابس ويجلس معه لفترة . أخبره في أحدى هذه الزيارات أن (الوالده ) لها محاولات مع السيد (الرئيس ) حاكم النظام الجديد . أمتعض وطلب منه أن ينقل إليها رفضه لذلك .. والدائرة تدور ..والساعات تتناقص نحو المصير .. المحتوم .
    *****
    كأي يوم سبت عادي، أشرقت شمس ذلك اليوم على الخرطوم، في منتصف ديسمبر 1989م
    ظهرت صحف ( الثورة ) ، كالعادة تُمجِّد رجالها، وتلعن الأحزاب ورجال الحكم السابق، ولكن لفت نظرالناس أن هناك عناويناً بارزة في كل الصحف ذلك الصباح تقول :ً
    ” تم أمس تنفيذ حكم الإعدام على تاجر عملة .. ومخدرات .” الخبر بصورته تلك، كان يُقرأ على أن تاجر العملة هو نفسه تاجر المخدرات .. رغم أن المقصود بتاجر العملة (مجدي)..! أما المخدرات فكانت تخص مو اطناً مصرياً، اُتهم مع بعض السودانيين، ولكن
    الأدلة أثبتت انه صاحبها .. كما يقولون . وكان الخبر أيضا لقراءة رد الفعل لدى الشارع السياسي، وخاصة ً لدى العسكريين منهم، الذين في الخدمة أو الذين تم طردهم منها تحت مُسمى ( الصالح العام ) ، وخاصة رد فعل (خبر ) قتل (مجدي ). أكتمل شروق الشمس، والمعتقلين السياسيين يتجولون في فناء السجن، بحثاً عن الدفء في بداية هذا اليوم البارد، وبالقرب منهم بقية المحكومين، والمنتظرين لأحكام .. و (مجدي) ومجموعة الإعدام .. أي أنه كان حيّاً يرزق . تقاطر أهله أمام بوابة السجن فور قراءتهم لخبر صحف ذلك اليوم . وجاء (عادل )مسرعا .. همس أحد المعتقلين السياسيين لجاره بالأخبار .. لم يصدقها لأنه أشار بيده ناحية (مجدي ) ، الذي كان وقتها يقترب منهم ليبادلهم التحية ويجلس معهم .. ولم يخبروه .مدير السجن العمومي اللواء سجون (حجازي عابدون ) عندما قرأ الخبر هرول إلى بوابة السجن الرئيسية، حيث تجمع أهل (مجدي) تتقدمهم والدته وأخوته، وأخبرهم أن الخبر غير صحيح !.. طلب منهم الدخول فدخلوا إلى مكتبه، حيث أحضر لهم (مجدي ).. ولم تنطق الشفاه .. ولكن الدموع كانت تنساب بحرقة، ملهبة حتى للقلوب .. طمأنهم (مجدي ) أنه بخير وطلب عودتهم للمنزل، كما طلب من صديقه (عادل ) أن يحضر له بعض الأشياء الخاصة عند عودته مساء بطعام (الغداء).. وخرجوا .. لكن نظرات ( الأم ) كانت تقول أن هناك ً شيئا !.
    انتظر (عادل ) قليلاً مع صديقه لحين إكتمال إنصراف أفراد الأسرة للمترل، عندما نهض ليودعه، على أمل اللقاء به في ظهر ذلك اليوم كالعادة، همس له مدير السجن : (بأن يأتي إليه لوحده الساعة الحادية عشر قبل الظهر !) ، حينها كان (مجدي ) متجها بصحبة حرسه إلى زنزانته، بينما كان (عادل )يجاهد الأّ تقع عيناه عليه، واضطرب وجيب قلبه .. ولكنه تماسك .. خارجاً، لايدري إلى أين؟!
    عاد مسرعا إلى مكتب مدير السجن، وطلب منه أن يخبره بالحقيقة مباشرة، وإنه أو (مجدي ) سيتحملان هذه الحقيقة .. مهما كانت النتائج .. كان الحزن يكسو وجه المدير، الذي أخبره بصوت متأثر، بأن الإستئناف المقدم من المحامي تم رفضه، وقرأ عليه قرار رئيس القضاء الذي كان فحواه : ” أن المتهم من الذين يشتغلون بالتهريب، وأنه من أسرة تمتهن التهريب وتخريب الإقتصاد، ويطالب بتوقيع أقسى العقوبة، والتشديد فيها .. وإنه يؤيد .. الإعدام .” وبالقرب من هذا القرار كان هناك توقيع رئيس مجلس الثورة، .. الشهير .. (أوافق)!!.. وأخبره ايضاً، أن تنفيذ الحكم سيتم الليلة، بعد أن أحضر (الملف) إبراهيم شمس الدين، عضو مجلس الثورة .. أحضره بنفسه إلى إدارة السجن، حيث سيتم التنفيذ .. والإعدام .ولأنه مقاتل، وخاض غمار الحروب، خاصة في جنوب البلاد ورأى فيها ما رأى، تلقى (عادل )الأمر بثبات الفرسان عند المحن، وطلب من المدير أن يسمح له بمقابلة ( مجدي ).. أستجاب لطلبه .. أندهش (مجدي) عندمل رأى صديقه بالمكتب وهو لم يفارقه إلاّ منذ قليل، ورأى في نظرات صديقه لمعاناً وبريقاً، يبدو كالضوء الخافت قادماً من على البعد، وبادره قائلاً : ” عادل .. ماذا هناك؟ !!”. لم يتمالك (عادل ) نفسه أخبره بفحوى قرار السيد رئيس القضاء وتأييده من رئيس مجلس الثورة .. وهو الإعدام، وسيتم التنفيذ ..الليلة .
    لم يصدقا نفسيهما عندما رأيا (مجدي ) يبتسم وهو يمازح صديقه قا ئلاً : ” هل تصدق يا عادل انني حلمت بأبي اليوم ..” . وصار يهدئه، مو اصلاً أن الأمر لله وحده .. وأجهش (عادل ) ومدير السجن بالبكاء هذه المرة .. ولكن بصوت مكتوم، كدوي المدافع، ومراجل الصدور عندما يعتريها الغضب والشعور بالغبن والمهانة . أمر المدير بفك قيوده، وأجلسه قرب صديقه، وجلس ليدون على بعض الأوراق إجراءات الإستعداد .. لإعدام (مجدي ).. و (مجدي ) هاد ئاً يوصي صديقه :-
    ” بداية أوصي الجميع بالصبر، لأنها إرادة الله . لا تعملوا لي مأتماً .. ووالدتي بعد الوفاة تذهب إلى القاهرة، تبتعد عن البلد لفترة، لعل الزمن يداوي جراحها . آرجو أن يأتي فوراً محمد ومندور وكذلك الأخ مجدي مأمون حسب الرسول . وحساباتي المالية عندك، أرجو أن تتركها معك، إذا ظهرت لي ديون من أي شخص، أرجو أن تسددها بنفسك لألقى الله بريئا منها، وإذا تبقى منها شيئ وزعه على الفقراء من ( الأهل .. والناس ).. كان هاد ئاً وهو يتكلم ، و (عادل ) في حالة لا يعلمها إلاّ الله ولكنه يحاول التماسك .. في حوالى الساعة الواحدة بعد الظهر تم إجراء الكشف الطبي عليه، وتم أخذ وزنه وطوله .. وهوكان رائعاً كالعهد به، شامخا بتاريخ أسرته .. ووالده .. وفي منتهى الثبات . كان الوحيد الذي تابع معه هذا الإجراءات (عادل ).. هذا الوفيِّ حتى في لحظات الموت الذي يخيم بشبحه الرهيب على المكان .. و يضا كان يراقب الأحداث بصمت، لأن زمن الخوف .. والرهبة أنتهى، وأصبح الأمر و اقعاً .. وهم اولئك الجلادون، حتى غريزة الخوف داخل النفوس ! ، وعندما تموت مثل هذه الغريزة (الإنسانية ) داخل النفوس ! تبدأ لحظات المواجهة مع التحدي، ورغم الألم، ومرارة الإنتظار، لابد أن تشتعل جذوة الأمل في الحق .. والحقيقة .. والإنتصار .
    أنتهت ” مراسم ” الإستعداد، لإعدام ( مجدي ) ، وسار بهدوء يتبعه حرسه، وتشيعه نظرات مدير السجن، (عادل) وبقية الموظفين الذين كانت دموعهم تسبق إجراءاتهم إلى زنزانته، وفي الطريق إليها عبر القسم (ج) ، حيث كانت أنظار كل المعتقلين السياسيين تتابعه، وبعضهم أجهش بالبكاء، وانسابت دموع البعض .. بهدؤ وهم يهدئون زملائهم .. ابتسم لهم (مجدي ) ، وأقترب من أحدهم، وهو (محامي ) مشهور طالباً منه بأدبه الجم ، أن يرسل إليه كو با من الشاي .. أرسله إليه في زنزانته مع حارس عابر في الممر والعبرات تكاد تخنقه من الحزن على هذا الشاب الوضئ .. الخلوق .. المهذب والهادئ حتى في أحلك الظروف .. وفي المساء أ ُضيئت الأنوار الكاشفة، بعد المغرب مباشرة، داخل السجن وخارجه، وانعدم الهمس والكلام بين الناس بداخله، حتى موظفي السجن كانوا يقومون بأعمالهم، وهي أشياء تعودوها بالممارسة ..كانوا يقومون بذلك في صمت، ونظرات زائغة، كأنها شعور بالذنب .. والظلم .
    *****
    إتصل ( عادل ) بممدوح في القاهرة، وأخبره بتسارع الأحداث والمستجدات . هرول الشقيق وسط زحام القاهرة المعروف إلى منزل الرئيس الأسبق ( نميري ) ، طالباً تدخله .. إتصل الأخير بالرئيس المصري ( حسني مبارك ) ، الذي بادر فور تلقيه النبأ بالإتصال بقائد (الثورة) الجديد في السودان، الذي أفاده أن ضرورة إستمرار الثورة تقتضي قرارات حاسمة !.. عادت كل هذه الإتصالات (لممدوح ) بفقدان الأمل وأخبر ( عادل ) في الخرطوم بذلك .. كانت الساعة تقترب من التاسعة مساءً (في ) ذلك اليوم، و (عادل ) مرابط داخل مباني السجن . أتاه ضابط سجون وأخبره أن التنفيذ .. بعد قليل وأنه سيذهب إلى (مجدي ) في زنزانته ليقرأ معه بعض آيات من القرآن الكريم .
    نعم .. لقد أحب هذا الشاب كل من رآه . خرج (عادل) وجهز تصاريح المرور اللازمة لمرور جثمان (مجدي) إلى أهله عبر نقاط التفتيش العسكرية، لوجود حالة الطوارئ وحظر التجوال أيامها .. وفعلاً، جهّز أوراقاً لأكثر من ثلاثين عربة كانت تخص الأهل والأصدقاء والمعارف، المتجمعين خارج أسوار السجن .. ًوعند عودته في منتصف تلك الليلة، قابله (ملازم ) سجون خارجاً من غرفة الإعدام وهو يبكي بألم، وقال : ً” ياسيد (عادل).. أخوكم مات .. راجل؟

    أستلم أحد الأقارب حاجيات (مجدي ): النظارة، وبعض الملابس، بينما تطايرت أوراق تصاريح المرور من يد (عادل ) ، الذي كان مذهولاً وقتها، حتى جمعها أحد الجنود من الأرض ووضعها في يده .أصطفت سيارات الأهل والأصدقاء والمعارف، بعد منتصف الليل بقليل، خارج أسوار السجن، وجاء(عادل ) واشقاء (مجدي ) يحملون جثمانه من الداخل عبر البوابة الرئيسية، ووضعوه في سيارة صديقه (مرتضى حسونه ) ، واتجهت السيارات عبر (جسر ) القوات المسلحة متجهة جنوبا إلى منزل الأسرة بالخرطوم (2) سمحت نقاط التفتيش وقتها بمرورهم السريع، لأن على جانبي الطرق كانت تتحرك
    سيارات أخرى تراقب .. وتتابع هذا الموكب .. بداخلها (الزبير محمد صالح) ، (فيصل أبو صالح ) وكان وز يرا ً للداخلية، و (صلاح الدين كرار ).. و (إبراهيم شمس الدين).. أعضاء مجلس الثورة (الحاكم ) ، ولكن لعبة( الروليت ).. ما زالت مستمرة .. ولابد لها من أهداف أخرى .وصل الموكب إلى المنزل، حيث كانت كل الأنوار مضاءة .. والزحام رهيب، ولا يوجد موضع لقدم أو مكان لسيارة .. كل الأهل هناك في الخرطوم ) ).. 2 وكل أصدقاء الأسرة .. وحتى أ ُناس لا يعرفو??مأتوا .. والأقارب الذين أتوا من (سُُُرّة) وبعض قرى حلفا القديمة، وحلفا الجديدة، وسفراء وقناصل بعض الدول يتقدمهم صديق الأسرة .. وكل السودانيين، سفير دولة الكويت المرحوم (عبدالله السريُع ) ، وبعض
    رجال المال والأعمال والإقتصاد من أصدقاء والده المرحوم (محجوب) ، وبعض الدبلوماسيين من أصدقاء المرحوم (جمال محمد أحمد).. ذلك الدبلوماسي والأديب الرائع الذائع الصيت، في حياته .. وبعد مماته، وكل أبناء وبنات الأهل .. وكل كهولهم .. بإختصار كل من كان يعرف تلك الليلة .. بالخرطوم وما يدور فيها، خاصة سكان الأحياء القريبة من الخرطوم (2) ، والذين تحدُوا حظر التجوال، وهي ش

  7. كم دولار الان مع اشقاء البشير
    كم دولار الان مع عبد الباسط حمزه صاحب عفراء مول وغيره
    كم دولار الان مع علي بابا والمليون حرامي
    كم
    وكم
    وكم

  8. مجدي ضحية نظام ديكتاتوري وحشي .. إلا أنك بوصفك له بالنوبي قد قزمت القضية وادخلتها في حيز عنصري …مجدي شهيد لكل السودان وليس للنوبة…

  9. استاذنا الرائع بكري الصائغ لك ألف تحية وتقدير…

    لن ننسى هذا اليوم وهو في داخلنا إلى يوم أن تأتي العدالة وتأخذ القصاص من من أرتكب كل الفظائع في السودان من عام 89 إلى يوم الحساب العسير..

    مجدي في قلوبنا … ولن ننساه … وكل الشهداء الذين سقطوا في هذا العهد محفورين بأحرف من نور داخلنا…. وننتظر هذا اليوم الذي يرون أنه بعيد … ولكن نرى أنه قريب..

    تحياتي لك ولشخصك الغالي

  10. سنشرب من دمهم قريب….ما يفتكروا اننا اتخدعنا و لا انشغلنا بالكلام الفارغ و الزوبعة مع مصر و لا بالاشاعات البنشرها جهاز الامن ولابالغناء و الرقيص و النكت البنشرها المتعاونين مع جهاز الامن…ما تفتكروا المخدرات البتحاولو تنشروها خربت مخنا ولا نستنا ..نحن جيل شرب كراهية الكيزان من كنا اطفال….لسا في الاف الشباب الواعي و فاهم كويس الخداع البحاول يمارسه النظام لتطويل عمره…لكن كل يوم بتنكشف اساليبكم و خدعمك الغبية التي لا تخدع اي طفل ساذج..واحب اقول ليكم انه نهايتكم قربت شديد…..صدقوني انا شاب و عايش وسط الشباب و الناس البسطة في الحلة و الجامعة و الشارع..خلاص صدقونيجاكم العذاب.لكن يؤسفني اني اقول ليكم ان نهايتك حتكون بشعة لدرجة انه نهاية القذافي حتكون رحيمة جدا مقارنة بالحنعمله فيكم وفي كلاب الحراسة الحارسنكم ..

  11. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
    نحسبه شهيد قتل ظلما ونسأل الله له الجنه

    صعب فى بداية الإنقلاب الناس تتحدث عن خزينة الدولة أو وزارة المالية فتم إعلان بيت المال جيبوب المسؤولين كل مايدفع لمسؤوول فى الدولة هو مال الله ينفق فيه كيف يشاء (سرا) وعلانية وإلى يومنا هذا الصراع مع التجنيب والتمكين مستمر والفطام صعب عليهم حيث كان كل مؤسسة او مسؤول فى الدولة يمثل وزراة مالية قائمة بذاتها لمؤسسته يتم التحصيل والإنفاق المباشر والدولة رفعت يدها من تمويل القضاء او الولايات او المحليات او المحافظات كل جهة من هذه الجهات اصبحت غول على المواطنين والتجارة /وكل التراكمات فى تدمير الإقتصاد ومشاريع البلاد وافقار المواطن الذى نشهدها اليوم هو ان الدولة طوال العقدين ونيف السابقين ما كانت تعرف حاجة اسمها خزانة او وزارة مالية بشكلها النظامى المعروف فى كل دولة تحترم النظام و القوانيين والدستور/ ووزراة المالية كانت مثلها مثل اى مؤسسة عادية ليس لديها القدرة والسيطرة الكلية على موارد الدولة وكانت تستجدى رزقها من بقية المؤسسات وباقى الأموال يتم تجنيبها يتصرف فيها مسؤولين تلك المؤسسات دون رقيب او حسيب يعنى المسؤول لو شال هذه الأموال ودخلها فى جيبو ما فى زول بقول له تلت التلاته كم لهذا ذهبت كثير من اموال الناس وارواحهم هدرا والسائد منذ ذلك الحين الحكم بالاعدام او غيره بالإيعاذ الشخصى فيما اعتقد وليست بالقانون والقانون يرود لهذه الرغبات لتعبئة مستندات الحكم وصياغتها بعقلية محددة والله اعلم بما فى صدور هؤلاء القوم من قل تجاه هذا الشعب الطيب/

    وآثار هذه المظالم ظهر الآن فى تراجع الدولة وعدم ازدهارها واعتمادها على الشحدة والقروض والهبات وهذه اقصى عقوبة نسأل الله السلامة مما اقعدها تماما عن التقدم والتطور / وياريت لو كان هذه الأموال المشحودة تذهب للدولة ولكن يتم توزيعها على النافذين تجارة وسياسة حزب ثرى بأموال الدولة المشحودة والمسلوبة من المواطنين واعادة تهريبها واستثمارها فى الخارج ولن تجد تفسير غير ذلك لما نشهده اليوم والبلد مقبلة على مجاعة وبنية تحتية منعدمة/ و40 مليار ديون كانت كفيلة من جعل السودان من ارقى بلاد العالم

    وتوزيع مال الأحياء والأموات لم يكفيهم اطماعهم مازالت مستمرة على رفات ابناء هذا البلد الطيب وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله

  12. أكاد اجزم بأن هذا المجدي ربما كانت له صلة بالحزب الشيوعي لان شبهة التهريب وتخريب الاقتصاد بعيدة جداً والشيء المحير لأن هنالك قادة نوبين كبار كانو ضمن غادة الثورة وكلمتهم هي العلية إذا ارادو اخارجه من حبل المشنقة وكمثال الزبير وبكري وعبدالرحيم وطارق وسيد الي ارخر القائمة ولكن لزمو الصمت ومالذي تغير الان هل هي المبادي ام القيم في ظل إنتشار تجارالعملة بل اصبح وزراء يتاجرون به

  13. يعني أهل المرحوم مجدي عارفين محل القاضي الحكم عليه بالاعدام وماشاء الله سرق كمان وبيتفسح مع اولادو 000 شعب غريب !!!!!!!!!!!!!!

  14. غايتو بعد قراءة الحيثيات دي مجدي راح اونطه ساكت
    الدليل
    نعتبر ان مجدي الله يرحمه كان يمارس التهريب وغيره مما ذكر .. يعني ما كان ممكن يتحلل اوتصادر أمواله … عموما مجدي راح مع هيجة الثوره الأولى عندما كان ناس الإنقاذ يعتقدون بانهم منقذين قبل ان يتمرنوا على الفساد ويعرفوا طريق المال العام وقد يكون قروش مجدي الما دخلت خزينة الدوله أولى قطرات الفساد قبل الانطلاقه الكبرى في علوم ومنهج الفسادوالله اعلم

  15. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فإن قتل النفس بغير وجه حق، من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وقد نهى الله تعالى عنه في كتابه فقال:وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [الإسراء:33].
    وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اجتنبوا السبع الموبقات…- وعدَّ منها-… قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
    فمن قتل مسلماً متعمداً قَتْلَه، فإنه ينتظره من الوعيد ما ذكره الرب عز وجل في قوله:وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [النساء: 93].
    والواجب على من قتل المسلم هو القصاص إلا أن يعفو أولياء القتيل، أو يقبلوا بالدية، وإن كان القتل خطأ أو شبه عمد فإن الواجب الدية، والكفارة، وهي: تحرير رقبة مؤمنة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، قال تعالى:وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً [النساء:92].

  16. عقولهم سوداء..قلوبهم سوداء ..وجوههم سوداء…نفوسهم سوداء ضمائرهم…أفكارهم سوداء…لذلك كتب عليهم السواد في الدنيا والآخرة…نسأل الله أن يجعل مكانكم في الدرك الأسفل من الجحيم…

  17. الغريبة في تلك الأيام ورغم اعدام مجدي والطيار القبطي كان سوق العملة الموازي شغال عادي وليس هناك ما يخيف ( بالطبع بعد انتهاء المهلة التي تقرر فيها ان على كل من يملك عملة الذهاب واستبدلاها بالسعر الرسمي وكنت استغرب من هؤلاء الناس الواقفين في طابور تحت اشعة الشمس المحرقة ينتظرون دورهم لتبديل العملة ومنهم من يملك مئة او مائتين دولار ويظل طول اليوم منتظرا دوره يا لسخافتنا من بشر ومن شعب وما اجبننا حتى ان بعض من أصدقائي واقربائي كنت اكلمهم ان يحفظوا ما عندهم لوقت فريب سوف تنجلى فيه هذه التقليعة ولكن من خوفهم تمسكوا بالوقوف في الصفوف) حتى اني بعت شوية دولارات في السوق العربي في عرض الشارع وكان صغار التجار يلاحقون المارة بكلماتهم الرتيبة دولار- ريال شيك سياحي..

  18. وعزانا حتي ذلك اليوم ان القتلة اصبح عددهم يتناقص واحدآ بعد الاخر في حوادث مفجعة ونهايات اليمة واخرهم صلاح غوش?ومن تبقي منهم اليوم علي قيد الحياة يعيشون لحظات الخوف من المستقبل الذي لا يرون فيه خيرآ، يتوجسون ان تكون نهاياتهم اسوأ من نهايات رجال القذافي ومبارك!!!

    كفيت ووفيت يا استاذي الفاضل

  19. ارى ان تنشط المعارضة فى وضع ملصقات بهذه الصورة وبنفس العبارات التى كتبت عليها على الحوائط والجدران بمدينة الخرطوم اغاظة لهذه الحكومة ومافعلته من جرم

  20. عندما اعدم المرحوم مجدى لم يكن البشير حاكما للسودان فالكل يعلم انه كان يعمل بالاجرة للجبهة الاسلاميه ليمثل دور الجيش فى الانقلاب بلا سلطات هو والمدعو صلاح كرار وبقية حمير مجلس قيادة الثورة .
    والحاكم الفعلى كان الخيش حسن الترابى وكل الشعب يعلم انه كان الآمر الناهى اما اموال اسرة المرحوم مجدى فاسألوا شيخ الاسلام حسن الترابى ليشرح لكم فقه الفئ والغنيمه فهو عالم فى هذا المجال.
    عينكم فى الفيل وتطعنوا فى ضله ؟..

  21. وأين أموال أسامة بن لادن؟ وأين مبلغ 35 مليون دولار أخذها نظام البشير من البنك الدولي لتشييد 5 طرق و3 مجاري وتم تشييدهما والمقاول لم ينل مستحقاته؟ وأين تذهب أموال النفايات ولا نفايات تزال من الطرق ونحن ندفع أموال إزالتها؟ وأين أموال الضرائب التي يدفعها الشعب مقابل الخدمات الصحية والتعليمية وخلافها وليست هناك أية خدمات؟ لا بل وأين أموال السودان كله من بترول وذهب وخلافه؟ أين 70 مليار دولار نظام البشير متهم بأنه بددها من عائدات البترول – لا بل قل سرقها نظام البشير؟

  22. اجمل حاجة يا بكرى الصائغ انك تحيى ذكرى مجدى وجرجس واركانجلو بارك الله فيك لانها جرائم ما عملها الاستعمار البريطانى وبكل بساطة يزهقوا النفس التى حرم الله الا بالحق ليخوفوا الشعب السودانى من الاتجار بالعملة الصعبة التى كانوا فى امس الحاجة اليها ولا يسالوا الكيزان عن الاتجار بها لانهم مع النظام ويعدموا الناس البيفتكروا انهم ضعاف وما منهم خوف او ما ناس انتقام ولكن نسوا الله فانساهم انفسهم والله يمهل ولا يهمل فمنهم من قضى نحبه وبصورة بشعة ومنهم من ينتظر وهو ملىء بالخوف من الخارج ومن يوم التغابن يوم لا جهاز امن او حراسة تحميك من خالق البشر وتنشر صحائفك كلها!!!
    اللهم يا مجرى السحاب ورافع السماء بغير عمد ترونها احصى ناس الحركة الاسلاموية عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا انك سميع مجيب الدعاء!!
    كسرة:هل عندما فتح الرسول الكريم مكة قتل رجالها او سبى نسائها او هدم بيوتها وهم الذين آذوه واخرجوه منها وكادوا يقتلونه لولا نجاه الله منهم ويقول الاسلامويين بدون خجل او حياء ودون ان تطرف لهم عين ان الرسول هو قدوتهم خسؤوا وبطلت اعمالهم وان مصيرهم جهنم وبئس المهاد!!!
    لك الشكر والتقديسر يا بكرى الصائغ على فتح هذا الجرح الاليم حتى لا ينسى الناس من هم هؤلاء الاسلامويين!!!!!
    ايها الاسلامويين السفلة الاوغاد السودانيين ما ضد الاسلام او شرع الله لكن الفيكم اتعرفت!!!
    اللهم ارحم مجدى ورفاقه وكل من قتل او عذب على يد هذه الفئة الضالة عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين!!!

  23. بسم الله الرحمن الرحيم
    ألاستاذ بكري الصائغ ، لك التحية والسلام.
    شكرا لك على تذكرينا بذكرى أستشهاد الاخ مجدي محجوب، له الرحمة والمغفرة ولآله حسن العزاء. أرجوا ان أعلق على مقالك في نقاط، أرجو ان تعتبرها:
    أولا: أعتقد أن أختيار عنوان المقال بهذه العبارة “أين إختفت أموال مجدي”، إختيار غير موفق في رأيي، ففيه تطفيف لهول الجرم، كأن الهم الاساسي للمقال هو السعي وراءالمال المنهوب،او تتبعه ، في حين أن الشيئ المحوري هو الظلم الذي وقع على الشهيد وعلى أسرته ، هذا على الرغم من مشروعية السؤال، لكن امر المال وأين ذهب ياتي في الدرجة الرابعة او الخامسة من ترتيب الاوليات في نظري. ثم كون ان محافظ البنك المركزي او وزير المالية لم يعلن عن اين ذهب المبلغ، او أننا لم نسمع او نقرأ عن إعلانهم، فهذا ليس دليلا على ان المال ذهب لجيوب افراد بعينهم. على كل ، حال أنا ارى ان مسألة السؤال عن المال واين ذهب هي مسألة هامشية قياسا بما حاق بالاسرة.
    ثانيا: أختلف معك في عرض القضية ، وكأنها تخص النوبيين وحدهم، فالقضية قضية قومية في المكان الاول ، ومجدي إبن الشعب السوداني كله ، وما حاق به من ظلم يخص كل السودانيين، هذا بالطبع مع إحترامي لكل النوبيين ? فأنا على سبيل المثال لست نوبيا ولكن تربطني علاقة صداقة مع بعض اسرة مجدي ولي علاقات صداقة كبيرة مع العديد من الاسر النوبية، الذين لم أجد فيهم غير الكرم والنبل وحسن المعشر ولولا ان الظرف لا يسمح لحدثك عن هذه العلاقات والصداقات وما حملته من معاني تصلح ان تضرب مثلا عاما لنبل الشعب السوداني.
    ثالثا: يجب على المهتمين من أمثالك بقضايا الظلم ملاحقة السلطات حتي لا تنسى القضية وحتي يتم القصاص من المجرمين ، هذا يجب ان يتم في كل قضايا الظلم كقضية الاخ جرجس و شهداءرمضان وغيرها من الجرائم. يمكن ان تقوم حملة في هذا الشأن وتواصل كتابة المذكرات والمطالبة بالقصاص بالطرق السلمية في ظل هذا النظام الى ان يأذن الله بزوال هذا النظام وياتي من يحاكم الظلمة امام المحاكم العادلة.
    رابعا: عن قولك (( الله يرحمك قريبي مجدي، لو كنت الان في عداد الاحياء لوصل عمرك اليوم ٢٤ نوفمبر الحالي الي ٦١ عام تنعم مع عائلة سعيدة واطفال وربما احفاد))
    فأنا نحسب الاخ مجدي في حساب الشهداء، والله حسيبه ولا نزكي على الله أحد، وهم أحياء عند ربهم يرزقون (( وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ)) صدق الله العظيم
    هذا مع تحياتي

  24. لعنة مجدى جعلت اياديهم ملطخة فعم الفساد ومن سخرية الاقدار البشير بنفسه يعلن على الملأ عن فساد لا اتجرأ واقول الكل من اعضاء حكومته ولكن معظمهم وهنالك اشخاص فى داخل وخارج الحكومة اى حتى بعد ان مثلوا بانهم تركوا الحكم ولكن اياديهم وسلطاتهم تطغى نحن فى محنة وصلنا بها الى درجة حاويات تكشف فى مينائنا وخفايا وخبايا هذه المخدرات تتناقلها الاساطير كانما جنية هى التى شحنتها وليس بشرا ليكشفوا … على الحاج بالرغم من انك من الطغمة لقد قلتها مدوية حلوها مستورة ورحم الله مجدى الذى تسخر رروحه المزهقة لما ال اليها حال البلاد مش تهريب عملة يا مجدى بوراك تهريب حاويات مخدرات وهم يتنفسون وينتعشون ويتكرشون وانت ذهبت روحك الى بارئها ومن بعدها انفلت العقال وتلك الفساد على عنانه فعم القرى والحضر رحمة الله عليك ملت وكلها حفنة من المبالغ والان الحاوية الواحدة ما بجوفها يعادل 23 مليار جنيه ليس الوفا كما هو موضح اعلاه زلا ملايين ولكن مليارات اما عن الشاهقات من المبانى والاراضى التى يمتلكها من ازهقوا روحك الطاهرة فحدث ولا حرج والى الله المشتكى

  25. الله يرحمة
    عزيزي قربنا نصل الي عمر الشهيد مجدي المغدور ولا امل ف زوجة او اولاد سنلحقة هو السابق ونحن اللاحقون رجال ونساء غيره كقر احياء هو ف باطن الارض ونحن ف خارجها ك الاموات اشباح تتحرك كبف نموت الله اعلم

  26. ادعو الله ان يمد فى عمر والدته خالتنا الصبورة هانم حتى ترى ماتما فى كل دار من ديار من اشترك فى قتل ابنها اسكنه الله فسيح جناته

  27. وصلتني ٢١ رسالة حول المقال من اخوات واخوة اعزاء يقيمون في السودان وبدول الغربة والشتات، وكتبوا.
    ١-
    الرسالة الاولي من موسكو:
    ****************
    (..اكتب لنا ياعمي الصايغ عن “اللجنة الاقتصادية” وعن رئيسها صلاح كرار . صراحة لم اسمع بها من قبل، لكن مادام رئيسها كان “صلاح دولار ” يبقي لازم نعرفها).
    ٢-
    الرسالة الثانية من الخرطوم:
    ******************
    (..بالله ده كلو حصل سنة ١٩٨٩؟!!..والله نحنا مغيبين تمامآ عن الحقائق. وشنو حكاية زول يكتلوه في فلوسه؟!!..).
    ٣-
    الرسالة الثالثة من الخرطوم:
    ******************
    (..ياعمي الصايغ انت كتبت انو الشهيد مجدي هو اول قتيل في زمن الانقاذ، لكن الشهيدة التاية الطالبة في جامعة الخرطوم هي الاولي ومعها الشهيد فيصل)…
    ٤-
    الرسالة الرابعة من لندن:
    ****************
    (..الراحل مجدي تاريخ ميلاده ٢٤ نوفمبر ١٩٥٤، واعدم شنقآ في يوم ١٩ ديسمبر ١٩٨٩، دفن في مقابر فاروق في الخرطوم بجوار قبر الراحل والده، مقابر فاروق لاتبعد كثير عن منطقة العمارات التي يسكن فيها صلاح كرار)..
    ٥-
    الرسالة الخامسة من الخرطوم:
    *******************
    (..سمعت بقصص كتيرة عن فظائع الانقاذ، لكن ماكنت متصور يصلوا للحد ده!!..اول مرة اعرفها من المقالة دي. حسبي الله ونعم الوكيل)..
    ٦-
    الرسالة السادسة من ميونيخ:
    *******************
    (..مفروض ان يعتذر البشير شخصيآ لاسرة الراحل محجوب زي ما اعتذر للجنوبيين)…
    ٧-
    الرسالة السابعة من امستردام:
    ********************
    (..هل صحيح ان الرائد ابراهيم شمس الدين ارغم القاضي العسكري علي اصدار حكم الاعدام؟!! وان شمس الدين ارسل ورقة مطبقة سلمت للقاضي فيها امر باصدر حكم الاعدام؟!!، وان شمس الدين ضغط علي البشير عدم معارضته لقرار القاضي العسكري؟!!)..
    ٨-
    الرسالة الثامنة من نيويورك:
    ******************
    (..بالفعل وبعيدآ عن عملية الاعدام، اين اختفت اموال العائلة المصادرة؟! !ولماذا سكتت العائلة ستة وعشرين عام عليها؟!!)..
    ٩-
    الرسالة التاسعة من القاهرة:
    ******************
    (..عندما اشاهد هنا في القاهرة الفلل الفاخرة التي امتلكوها كبار الشيوخ المسلمين السودانيين وكبار الضباط..اتذكر الراحل مجدي، بفلوسه وفلوس ضحايا اخرين ناس الجبهة الاسلامية اشتروا الكثير من المباني في القاهرة والاسكندرية)..
    ١٠-
    الرسالة العاشرة من برلين:
    ****************
    (..ارجوك ياعمي الصائغ، تألف كتاب توثق فيه هذه الحادثة ومعها قضية اعدام بطرس واركانجلو، وانا متكفل بكافة مصاريف الطبع، والله بتكلم جد وعندك الايميل بتاعي، وبناشد الاخرين بمساندة الاقتراح وتقديم العون والدعم المتعلق بالوثائق)..
    ١١-
    الرسالة الحادية عشر من لندن:
    ********************
    (..مرة يقولو مجدي كان تاجر عملات..ومرات يقولو كان طالب في لندن، وين الحقيقة؟!!)..
    ١٢-
    الرسالة الثانية عشر من الخرطوم:
    ********************
    (..اعدام مجدي كان السبب في عزل صلاح كرار من اللجنة الاقتصادية بعد ما ظهرت عليه علامات الغني والرفاهية وهو لسه رائد!!)…
    ١٣-
    الرسالة الثالثة عشر من برلين:
    ********************
    (..ياعمي الصايغ، ارجو ان توضح بصورة اكتر دور ابراهيم شمس الدين في القضية).
    ١٤-
    الرسالة الرابعة عشر من القاهرة:
    *********************
    (..هل حقآ ارغم الرائد ابراهيم شمس الدين الرئيس العميد عمر البشير علي التوقيع بتنفيذ حكم الاعدام علي الشهيد مجدي؟!!..كيف رائد يأمر عميد؟!!)..
    ١٥-
    الرسالة الخامسة عشر من واشنطن:
    ***********************
    (..والله ياعمي بكري حقو عمر الجزلي يعمل معاك حلقة تلفزيونية، لكن من ناحية ما بتمناها لك، لان عمر الجزلي زول نحس، اي واحد عمل معاه اتوفي بعدها. قالوا مرة اتقابل مع الفنان عبدالعزيز داؤود واقترح عليه اجراء لقاء تلفزيوني، رد عليه عبدالعزيز:”نويت علي ولا شنو ياالجزلي؟!! ) ..
    ١٦-
    الرسالة السادسة عشر من السويد:
    **********************
    (..والله قصة ولا في الف ليلة وليلة!!..يا أخونا شنو الحصل علينا؟!!.. ليه بقينا كده؟!!)..
    ١٧-
    الرسالة السابعة عشر من بلغراد:
    *******************
    (..هناك بعض الامور غامضة شديد في المقال وطلاسم لم يفك احد بعد شفرتها، مثلآ، هل كانت اللجنة الاقتصادية عندها قوة عسكرية خاصة بها اعتقال الناس وتفتيش منازلهم؟!!..ام اعتقال مجدي وبطرس واركانجلو قرار فردي من صلاح كرار؟!!)..
    ١٨-
    الرسالة الثامنة عشر من هولندا:
    *****************
    (..انت ياعمي الصايغ قبل ستة اعوام كتبت نفس الموضوع وما شايف اي جديد في المقال اليوم!!..ما تعليقك؟!!)..
    ١٩-
    الرسالة التاسعة عشر من الخرطوم:
    **********************
    (..البرد جانا، وبعد ده حنتدفئ بمقالات الراكوبة، كتروا منه،ا وكتروا البهارات والشطة الحبشية!!)..
    ٢٠-
    الرسالة العشرين من لاهاي:
    *****************
    (..ما هي حقيقة استلام القاضي العسكري مال مسروق؟!! وردت هذه المعلومة في المقال دون توضيح!!)..
    ٢١-
    الرسالة رقم واحد وعشرين:
    *******************
    (..اكتمال لل مقال كنت اود ان تعرفنا بالاسرة الكريمة، اقصد عائلة الراحل محجوب محمد احمد واين هم الان؟!!)…

  28. غايتو يا الترابي ويا علي عثمان ويا بشة وغيرهم وغيرهم شيلو شيلتكم، مجرد ما حتموتو حتشوفو كل الفلم ده ماري قدام عيونكم والكتلتوهم ديل وكل الشعب واقف قدامكم بيتفرج عليكم وانتو واقفين في نار جهنهم ولسه ما تم حسابكم، غايتو طلعتو وهم واتغشيتو بالدنيا دي، اها يا بشة عملت قروش وعرست البت الكانت في نفسك لما كنت يتزورهم زمان في بيتهم التعبان ولمل تخت ليك صينية الاكل وتديك ضهرها كنت بتسرق ليك كم نظرة وتمني نفسك بيها، اها حسي رايك شنو؟ الموضوع كان بيستاهل؟

    اما انت يا الجثة القربت تتوارى في التراب المنه اشتق اسمك، رايك شنو حسي وانت على ابواب الموت في العملتة في الشعب السوداني.

  29. اخي بكري
    أختلف معك في عرض القضية ، وكأنها تخص النوبيين وحدهم، فالقضية قضية قومية في المقام الاول. مجدي شهيدنا كلنا.

  30. الف رحمة ونور عليك يامجدي… كان والدي الحاج محمد عابدين احمد شريف يحك لى كيف كانو يذهبونا عند منتصف اليالي ويطرقون ابواب المسأولبن ومعهم الحاجة هانم وقد ذكر لي زأت مره عندما ذهبو لي منزل الزبير محمد صالح وكيف كان يكذبون ويقلو لهم ارجعو منازالكم وانشالله مافى مشكله ولكثير من الشخصيات فى ذالك الزمان وكيف كانو يعانون من المعامله السياء منهم..لك الرحمة مجدي

    حلفا سرة شرق

  31. من هنا بدأت الدغمسه و بدم هذا الشهيد الله سبحنه و تعالى فضحهم بسرقاتهم التى لا تعد و دم مجدى معلق فى رقبة البشير يوم الحساب امام الله

  32. اقترب اليوم يا أخي
    اذا غفلت عدالة الأرض
    فإن عدالة السماء لا تنام
    والحق اسم رب العالمين
    حسبي الله ونعم الوكيل

  33. لماذا تركز على النوبيين وهل هم شريحة تنفصل همومها عن هموم شعب السودان العريض والذى يعد المرحوم مجدى ابنا من ابناءهم

  34. لابد لليل ان ينجلى ولابد للقيد ان ينكسر
    رافع دعوه ضد الترابى اولا والقصر ثانيا .
    الرابع فى الصف للإعدام
    شاهد عيان الإعدامات

  35. الرحمة والغفران للشهيد مجدي والصبر والسلوان لأسرته المكلومة،،،

    لمعرفة القصة كاملة الرجاء قراءة كتاب (( شرقا عبر الجسر : سنوات الهوان والخوف في السودان) لكاتبه ص ع ،، والكتاب يحكي الايام الحالكة الاولى وكيف عاشت البلد الخوف والذل،، والشخصيات المشاركة في جريمة اعدام حملة العملة الصعبة،، والتغاضي عن آخرين،، وموقف عمر البشير حينما ذهبت اليه ام مجدي المكلومة وكيف راوغ عن ملاقاتها،، قصة حزينة وتراجيدية ،،، قراءة الكتاب الذي كتب في أوائل التسعينات جاء كقراءة كاشفة مسبقة لما ستكون عليه حل البلاد،، ان مجدي وجرجس واركانجو قدموا ارواحهم ناقوس خطر للشعب من ما ينتظرهم،، الا رحمهم الله وصبر أهلهم وذويهم على فراقهم القاسي،، بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين وهانحن نرى ذلك رأي العين ،،،،،،

    ((كتاب ))

    شرقا عبر الجسر سنوات الهوان والخوف في السودان،،،

    نعود إلى تلك الليلة، من نوفمبر 1989 م .. وبدايتها عصر في منزل المرحوم ( مجدي محجوب محمد أحمد ). في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصراً، وبعد تناوله طعام الغداء مع اسرته، نال قسطاً قليلاً من الراحة، ارتدى ملابس الرياضة، وحمل مضرب الأسكواش، ونزل من غرفته متجهاً إلى حديقة المنزل حيث سيارته .. استعداداً للذهاب إلى النادي العربي الذي يقع على مبعدة من منزلهم بعدة شوارع تجاه طريق المطار .. لحقت به والدته وشقيقته وإحدى القريبات من نساء الأسرة، طالبات منه أن يوصلهن إلى ( عزاء ) ، بمنزل إحدى القريبات بإمتداد العمارات، شارع(21) ، على أن يعود لإرجاعهن عند مغيب الشمس .. امتثل كعادته للأمر من والدته، وقام بإجراء الواجب نحوهن، وسار لمقر النادي لممارسة هوايته المحببه في هذه اللعبة مع بعض الأصدقاء، وهو لا يدري أن شارع منزلهم، ومنزلهم يضاً وحتى خروجه، كان خاضعا لمراقبة مشدده من أجهزة الأمن منذ الصباح الباكر، وأن لعبة ( الروليت ) القاتله التي يديرها النظام وأوكل امرها للعقيد ( صلاح الدين محمد أحمد كرار ) ، عضو مجلس الثورة و بعضاً من مساعديه قد وقع اختيارها عليه .. قضى مجدي فترة العصر لعباً وركضاً في الملعب مع شلة من الأصدقاء، وكان مرحاً كعادته ونشطاً . عند المغيب وقبله بقليل ودمعه اصدقائه بنفس الروح واتجه إلى سيارته ومن ثم إلى منزله ليغتسل من آثار اللعب ويؤدي فريضة المغرب، ويسارع بعدها إلى والدته وقريباته بشارع (21) العمارات لإرجاعهن إلى المنزل كما وعد .سمع، وهو يستعد للخروج من باب المنزل الداخلي إلى الباب الرئيسي – طرقاً ً عنيفا على الباب الداخلي، وصوت أقدام تركض في ممر الحديقة الأمامية، وفجأة فُتح الباب بعنف، وأقتحم المنزل عدد من الشبان يرتدون ملابس إعتيادية، ولكنهم يحملون اسلحة خفيفة في ايديهم !!. صاح أحدهم : “أنت مجدي محجوب؟ ..” فأجابه بهدوء رغم وقع المفاجأة والدهشة : ” نعم “.. فرد نفس الشخص الذي خاطبه أولاً: ” نريد أن نفتش المنزل “!. وقبل أن يفتشوا كان لابد أن يظهروا أمر بالتفتيش من أي سلطة!؟ ولكنهم لم يفعلوا، وبدأوا في التفتيش بطريقتهم المعهودة، بينما أحاط بكتفيه إثنان منهم .
    نعود إلى تلك الليلة، من نوفمبر 1989 م .. وبدايتها عصر في منزل المرحوم ( مجدي محجوب محمد أحمد ). في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصراً، وبعد تناوله طعام الغداء مع اسرته، نال قسطاً قليلاً من الراحة، ارتدى ملابس الرياضة، وحمل مضرب الأسكواش، ونزل من غرفته متجهاً إلى حديقة المنزل حيث سيارته .. استعداداً للذهاب إلى النادي العربي الذي يقع على مبعدة من منزلهم بعدة شوارع تجاه طريق المطار.. لحقت به والدته وشقيقته وإحدى القريبات من نساء الأسرة، طالبات منه أن يوصلهن إلى ( عزاء ) ، بمنزل إحدى القريبات بإمتداد العمارات، شارع(21) ، على أن يعود لإرجاعهن عند مغيب الشمس .. امتثل كعادته للأمر من والدته، وقام بإجراء الواجب نحوهن، وسار لمقر النادي لممارسة هوايته المحببه في هذه اللعبة مع بعض الأصدقاء، وهو لا يدري أن شارع منزلهم، ومنزلهم يضاً وحتى خروجه، كان خاضعا لمراقبة مشدده من أجهزة الأمن منذ الصباح الباكر، وأن لعبة ( الروليت ) القاتله التي يديرها النظام وأوكل امرها للعقيد ( صلاح الدين محمد أحمد كرار ) ، عضو مجلس الثورة و بعضاً من مساعديه قد وقع اختيارها عليه .. قضى مجدي فترة العصر لعباً وركضاً في الملعب مع شلة من الأصدقاء، وكان مرحاً كعادته ونشطاً. عند المغيب وقبله بقليل ودمعه اصدقائه بنفس الروح واتجه إلى سيارته ومن ثم إلى منزله ليغتسل من آثار اللعب ويؤدي فريضة المغرب، ويسارع بعدها إلى والدته وقريباته بشارع (21) العمارات لإرجاعهن إلى المنزل كما وعد .سمع، وهو يستعد للخروج من باب المنزل الداخلي إلى الباب الرئيسي – طرقاً ً عنيفا على الباب الداخلي، وصوت أقدام تركض في ممر الحديقة الأمامية، وفجأة فُتح الباب بعنف، وأقتحم المنزل عدد من الشبان يرتدون ملابس إعتيادية، ولكنهم يحملون اسلحة خفيفة في ايديهم !!. صاح أحدهم : “أنت مجدي محجوب؟ ..” فأجابه بهدوء رغم وقع المفاجأة والدهشة : ” نعم “.. فرد نفس الشخص الذي خاطبه أولاً : ” نريد أن نفتش المنزل “!. وقبل أن يفتشوا كان لابد أن يظهروا أمر بالتفتيش من أي سلطة!؟ ولكنهم لم يفعلوا، وبدأوا في التفتيش بطريقتهم المعهودة، بينما أحاط بكتفيه إثنان منهم .
    التفت إلى أقربهم طالباً منه تفسير لما يحدث، فرد عليه قا ئلاً :إن معلوماته تقول أنه تاجر عملة . إبتسم رغم سخافة الموقف . خرج أحدهم من غرفته وهو يحمل مبلغاً من المال ولكنه بالعملة المحلية السودانية واتجه نحوه فارد يده بحزمة المال وقال بغضب – يجيدونه في مثل هذه المواقف ” ده شنو ده ؟ ” و أيضاً رغم سخافة السؤال وسائله.. أجاب بهدوء .. بأنها فلوس، وانها مصاريف المنزل ( كانت حوالى ثمانين ألفاً من الجنيهات السودانية .. وهو مبلغ محترم جد اًفي تلك الأيام ). تطاير الشرر من الأعين، والغيظ المكتوم، وواصلت المجموعة تفتيشها للمنزل بطرقهم المعهودة، التي تجعل الأشياء عاليها سافلها .. بعد فترة ندت صيحة إنتصار من فم أحدهم، وهو ينظر في جدار الصالة الداخلي وكان مصنوعاً من الخشب الجيد مما ينم عن ذوق وثراء أصحاب المنزل. صاح رجل الأمن بعد أن بدت فتحه صغيره، ظنها للوهلة الأولى انها لباب خاص، وبالتدقيق النظري عرف انها فتحه لمساحة صغيرة في أسفل جدار الصالة . عاد مسرعاً لقائد القوة المكلفة بالتفتيش وهمس في أذنه وذهب معه ليريه مكان الفتحة . تبادلا نظرات تنبئ عن قرب إنتصارهم على فريستهم .. تقدم نحو ( مجدي ) وحتى قبل أن يسألوه ( قال ): أن وراء جدار الصالة الخشبي، ولصق الجدار مباشرة توجد الخزانة الخاصة بأوراق وأموال المرحوم والده، وهي لم تفتح منذ وفاة والده قبل ثلاث سنوات، لأن الأموال التي بداخلها هي أموال ورثة، وحتى يعود بقية إخوته من خارج البلاد، ولم يتم حصرها حتى الآن .. فغر قائد القوة المكلفة فمه بعناء وغباء، رغم إقتناعه بحسن المنطق، ولكن تلك النظرات المتبادلة بين أفراده أعادته مرة أخرى إلى منطقه الحقيقي فصاح : ” أين المفتاح؟ “.. رد ( مجدي ):” المفتاح كان مفقودا ” وانا وجدته قبل أسبوع واحد ً تقريبا ” ، وأتجه نحو طاولة في وسط الصالة ليخرجه من أحد الأدراج .. وفجأة كعادة التيار الكهربائي وتذبذبه في تلك الأيام السوداء، إنقطع التيار عن المنزل والمنطقة وإزدادت الحياة لحظتهاً ظلاماً على ( ظلام الظلم ).. وأخذت القوة المكلفة تتصايح طالبة فتح الأبوب والنوافذ، وإحضار شمعة، وإحضار مفتاح الخزانة .. و ( مجدي ) وسطهم بهدوئه المعهود ولانه صاحب المنزل ويعرف أماكن الأشياء بداره، حتى في أحلك ساعات الظلام
    .
    أحضر مفتاح الخزانة من مكانه، وعدد من الشموع، وعلبة ثقاب صغيرة . أشعل الشموع
    وثبتها على أطراف الصالة، وسرعان ما أضاءت المكان نوعاً ما .. أدخل المفتاح في خزانة والده وبعد عدة محاولات لم تفتح، إذ أن المفتاح علاه الصدأ كل هذه الثلاث سنوات لعدم الإستعمال وكانوا هم شهودًا على ذلك، وطلب من أحدهم أن يحضر ً زيتا من عربته التي بالخارج، وسارع هذا ( الأحدهم ). وأحضر علبة الزيت وصبّ ( مجدي ) قليلاً من الزيت على المفتاح .. وبعد عدة محاولات قليلة فتحت الخزنة، وتطلعوا ينظرون إليها بنهم، وشغف إنتصار، ولحظتها حتى ( مجدي ) لم يكن يعرف ما بداخلها، ولا أخوته ولا حتى والدته لأن الجميع متفقون على عدم فتحها لحين عودة بقية ألأشقاء من الخارج ..
    لكنها فتحت في تلك الليلة الباردة .. والحالكة السواد .
    *****
    مدّّّّ قائد القوة يده داخل الخزانة، بعد أن شددت الرقابة اللصيقة على ( مجدي ) ، أخرج
    أور اقاً بها معاملات تجارية، نظر فيها قليلاً وألقاها بالداخل مسرعاً، وبدأ في إخراج الأموال التي بداخل الخزانة وتكويمها على الأرض . وعلى ضوء الشموع الذي يتراقص ويلقي بظلال كئيبة
    الغنائم :-
    19
    على المكان . بدأ أحد أفراد القوة في حصر
    (115) ألف دولار أمريكي .
    (4) ألف ريال سعودي .
    (2) ألف جنيه مصري .
    (11) ألف بـُر أثيوبي .
    (750)ألف جنيه سوداني .

    أمر قائد القوة بإحضار (جوال ) ، وتم (حشر ) الأموال بداخله .. حمله أحدهم على ظهره، بينما قاد اثنان منهم ( مجدي ) كل من يد . كان القائد في الأمام، وإثنان آخران يسيران في الخلف .. القوة تحمل المال والسلاح، وأما مجدي لا يحمل إلا إيمانه بربه وإستسلامه لقدره ومصيره .. إنطلقت السيارات إلى شارع (1) بحي العمارات . توقف الموكب ( الظافر ) أمام مركز الشرطة بذلك الشارع
    الساعة تقترب من التاسعة مساء و ( مجدي ) لم يحضر !؟ ليست هذه من عاداته ! ، وقلب الأم دليلها .. لابد أن هناك ً شيئاً!! ). همست الأم وأضطرب قلبها، وطلبت من الإبنة وإحدى القريبات ضرورة الرجوع إلى المنزل . ركبن عربة تاكسي من شارع (21)بحي العمارات مكان العزاء إلى منزلهم في ذلك الحي الهادئ شرق منطقة الخرطوم (.2)
    ( كان ) زوج إحدى بناتها وجارهم وصديقهم السيد عبدالغني غندور يقفان أمام باب المنزل الخارجي، يتهامسان . نزلت الأم مسرعة تجاههما .. ماذا هناك !؟ أين مجدي .. ؟ أخبرها أحدهما بألم أن رجال الأمن حضروا وأخذوه معهم، بعد أن فتشوا المنزل ووجدوا عنده دولارات !!. وكانت ليلة لم يطرف فيها جفن ولم تغمض فيها عين، خاصة بعد أن أذاع التليفزيون خبر القبض على ( مجدي ) في نفس الليلة .. حاول البعض تهدئة والدته بأن القضية تتولاها الشرطة في مركزها بشارع (1) ، وإنها إجراءات بسيطة وستظهر براءته(لم يكن الكثيرين يعرفون بعد أن الشرطة أصبحت جزءاً من لعبة الروليت القاتلة ).. ولكن والدته والكثير من المعارف كانوا في منتهى القلق . مّّّّر عليه نهار الجمعة التالي لليلة القبض مباشرة، مرّّّّ عليه بطيئاً، بعد أن أحضر له زوج شقيقته بعض الملابس، ليغير ملابسه . وفي صباح السبت، وحوالي الساعة العاشرة صباحاً، سمحوا له بزيارة منزله تحت حراسة مشددة، ليغسل جسده المنهك ويتناول بعض الطعام ويطمئن والدته وإخوته . وتم إرجاعه بعد ذلك مباشرة وأودع بحراسة مركز الشرطة مره أخرى

    سريعاً جد .. وبعد إجراءات التحري تم تحويله إلى سجن كوبر الشهير . والأم وقلبها، وكأي أم منذ أن خلق الله الرحمة، صارت تتحرك في جميع الإتجاهات، وتطرق جميع الأبواب، حتى المستحيل منها من أجل إنقاذ إبنها ( مجدي ). لذلك تحرك الأخوة والأخوات، والأصدقاء والمعارف . وفي نهاية نفس الأسبوع ..الخميس – الإسبوع الثاني من نوفمبر 1989 م حضرت إلى منزل الأسرة بالخرطوم (2) سيارة بوكس من نوع تويوتا بها بعض رجال الأمن . نزل منها شخص يبدو انه مسئول يتبعه فرد آخر مسلّح وضغط على جرس الباب الداخلي . تجمع أفراد الأسرة حوله بسرعة البرق، لتوتر أعصابهم . وبعد تحية مقتضبة أخبرهم : بأن غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ستتم محاكمة (مجدي ) بحديقة السيد علي الميرغني( وهي كائنة بشارع النيل، كانت قد تمت مصادرتها أيام الإنقلاب وهي تخص طائفة الختمية وزعيمها محمد عثمان الميرغني، وكان قد تم تحويل مبانيها إلى قاعات لمحاكم ما يسمى بأمن الثورة . أرجعت حا لياً بعد مصالحة هامشية، ). أخبره أحد افراد الأسرة، وهو يبدي الدهشة، بأن هذا الوقت هو وقت أداء صلاة الجمعة،وكيف سيتم الإتصال بمحامي للدفاع عن ( مجدي ).. وكعادتهم ابتسم هذا الشخص ونظر إليهم هازئاً، وهي نظرات يجيدها هؤلاء القوم وبإبتسامات كأنهم يولدون بها .. الغريب انها واضحة على السحنة وفيها أبلغ الكلام وتغني عن الشرح، وتتلقفها القلوب الواعية سر يعاً وتتفهمها جيداً.
    وبدأت تحركات الأسرة للإتصال بالمحامي الذي سيدافع عنه، شكلاً، إذ أنه في مثل هذا النوع من المحاكم العسكرية ( محاكم أمن الثورة ) ، لا يحق لمحامي مخاطبة المحكمة مباشرة، بل عليه أن يتشاور مع المتهم ويلقنه الإجابات أو الأسئلة .. والمتهم هو الذي يخاطب المحكمة ! ؟ الكل في ذلك المنزل الكائن في الخرطوم (2) صار يركض ويلهث، علهم يجدون مخرجاً .. وينقذون ( مجدي )
    يوم المحاكمة يقترب، والأنفاس لاهثة .. وقبلها بعدة أيام، وعند إنتشار خبر القبض على (مجدي) ،وصلت الأخبار إلى معظم ديار الهجرة والإغتراب، خاصة السودانيين منهم والذين كانوا حريصين على تتبع أخبار ( الحكم )! الجديد في بلادهم وسياسته، رغم أن رائحة إتجاههم السياسي بدأت في الإنتشار، ووصلت إليهم .. وسكنت حتى أعصابهم .. في مدينة ( القاهرة ) ، العاصمة المصرية، كان يعيش ممدوح ،أحد أشقاء ( مجدي ) ، بعد أن نقل بعض اعماله التجارية إليها عقب وفاة والدهم .. وكان يسكن معه في شقته صديقه المقرّّّّب، وصديق الأسرة (عادل ) مقدم أ . ح . بالقوات المسلحة السودانية، تمت إحالته للصالح العام بعد الإنقلاب بعدة أيام، مع الكثيرين غيرة من رفقاء السلاح، لأنه ليس منهم، ولجسارته الشديدة، وشجاعته التي اشتهر بها وسط أبناء دفعته، وتشهد أدغال الجنوب، وصراع الحرب الأهلية بثباته عند أحلك الظروف .. تمت الإحالة، وهي تعبير مخفف للفصل من الخدمة ( بدون إبداء الأسباب ) ، طال هذا الأسلوب الكثيرين في مختلف الدوائر الحكومية، والقوات النظامية، لكي تحل كوادر النظام الجديد مكان هؤلاء، وهي للحقيقة .. أعداد مهولة . إنتهز ( عادل ) الفرصة، وسافر للقاهرة بعد إحالته للصالح العام، للإستجمام والراحة قل يلاً والتفكير بمستقبله الجديد والتفاكر مع صديقه ( ممدوح ).. وفي ليلة القبض على ( مجدي ) ، والذي أذاع خبره التليفزيون الحكومي، أتى إلى الشقة بعض السودانيين الذين سمعوا الأخبار .. في نفس الليلة . تلقاها ( ممدوح ) بصمت وذهول .. سمعها منهم ( عادل ) بألم وامتعاض وسارع إلى التليفون وأتصل بالأسرة في الخرطوم (2) ليطمئن .. ؟ . على الجانب الآخر من الخط كانت ( مديحة ) إحدى الشقيقات ترد عليه، وفي محاولة منها لطمئنتهما اخبرنهما بأنه مريض بعض الشيئ .. ولكن القلق صار ينهش في العقول . تم الإتفاق سر يعاً بضرورة رجوع ( عادل ) فور للخرطوم بصحبة الأخ الآخر ( مندور ) الذي كان يسكن في أحدى ضواحي القاهرة بعد إخباره بما جرى، على أن يبقى ( ممدوح ) بالقاهرة، لأنه كان رجل ( سوق وإقتصاد ).. قوي، ويخشى عليه من لعبة ( روليت ) اللجنة الإقتصادية، والتي يديرها رئيس لجنتها التابعة لمجلس الثورة الجديد ( العقيد أ . ح .) صلاح الدين كرارومساعدوه، وعلى رأسهم رئيس لجنة متابعة قرارات اللجنة الإقتصادية !؟ ( العقيد أ . ح .) سيف الدين ميرغني

    في سباق مع الزمن، فجر السبت كانا وبملابس السفر في نقطة شرطة شارع (1) ، بإمتداد
    العمارات، وذلك بعد هبوط الطائرة القادمة من القاهرة بمطار الخرطوم فجراً . أحترم بعض رجال الشرطة رتبة ومكانة (عادل) العسكرية، بعد أن أبرز لهم بطاقة ضابط قوات مسلحة ( بالمعاش ) ، وأخرجوا لهما ( مجدي ) من زنزانته . قابل صديقه، وأخيه ( مندور ) رابط الجأش كعادته، وبالإستفسار علما منه فحوى القصة بكاملها، وأن إجراءات التحري تقول بأنه متهم بالإتجار بالعملة !.
    طلب ( عادل ) من المتحري أن يسمح لهما بأخذه قليلاً إلى منزله ليطمئن والدته وإخوته وبقية أهله . سُمح لهما بذلك برفقة بعض الحراسة المشددة . أثناء الزيارة للمنزل نزل قليل من الهدوء على أفراد الأسرة جميعاً .. خاصة والدته، ولكن يبدو أنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، .. كما يقولون . بعد عدة أيام، وإجراءات الشرطة تطمئنهم، أن (مجدي) ليس هناك ما يؤخذ عليه، خاصة وأن المبالغ المذكورة وجدت داخل منزله، وفي خزانة المرحوم والده، وهي من ضمن ميراث العائلة .. تم القبض ايضاً، وبمسرحية نقلها التليفزيون الحكومي على الهواء مباشرة وفي مطار الخرطوم الدولي، على ( مساعد طيار ) بالخطوط الجوية السودانية هو (جرجس القس بسطس )بينما كان يحمل في حقيبته السفرية، وفي إحدى رحلات هذه الخطوط المتجهة إلى القاهرة، مبالغ مالية تفاصيلها :
    (222.175)ألف ريال سعودي
    (94.925)ألف دولار أمريكي
    (800)شيك سياحي
    (3.400)ألف جنيه مصري .
    حضر فوراً لمطار الخرطوم الدولي ( العقيد أ . ح .) صلاح الدين كرار، ومساعدوه باللجنة الإقتصادية، التابعة لمجلس الثورة، وظهر على شاشات التليفزيون، يرغي ويزبد ويتوعد، حتى قبل التفكير في أي محاكمة، أو يصرح ولو ً تليفزيونيا بذلك .. بل أن بعض شهود عيان قالوا أنه لطمه على خده، وتم عمل مونتاج للشريط ولم تظهر اللطمة .. وعاد إلى سيارته وهو يفرك يديه مسرور لوقوع مثل هذا الصيد الثمين اً في شراك لعبة (الروليت) الإقتصادية .. السودانية !.. (الضحية) هذه المرة من السودانيين (الأقباط) ، والأموال تخص بعض أهله ، كما اثبتت التحقيقات، وكانوا يستعدون لنقل تجارتهم، أو جزء منها إلى خارج الحدود، خوفاً من حالة الفوضى التي كانت تعم كل أرجاء البلاد، وخوفاً أيضاً من الشعارات التي رُفعت في ذلك الوقت . شعر أفراد الأسرة وصديقهم ( عادل ) بالقلق، بعد أن تم نقل ( مجدي ) بسرعة من مركز شرطة شارع (1) بالعمارات، إلى جهاز الأمن، وبعدها إنضم إليه مساعد الطيار ( جرجس ) ، ونقلا يضاً من هناك إلى سجن كوبر العمومي، الذي كان مشرع الأبواب أيامها (ومايزال)! لتلقف المزيد من السياسيين، والمشتبه فيهم إقتصادياً،حسب قرارات اللجنة الإقتصادية، إضافة للمنتظرين فيه، والمحكومين في جرائم أخرى .
    أصبحت المقابلة بالنسبة ( لمجدي ) صعبة بالنسبة لأفراد الأسرة، ولكن ( عادل ) وبحكم وظيفته السابقة، كان يجد الفرصة .. وبعلاقات خاصة في إيصال بعض الإحتياجات العادية إليه .
    *****
    ” غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ظهراً .. ستتم محاكمة ( مجدي ) ، في حديقة السيد علي الميرغني، بشارع النيل !”. عبارة قالها رجل الأمن شفاهة لأفراد الأسرة المجتمعين ، أمام الباب الخارجي لمنزل الأسرة
    بالخرطوم (2) ، وإنصرف ساخراً . ولكنها عبارة ظلت تتردد في آذانهم وقلوبهم وعقولهم طيلة تلك الأيام، اللاحقة والسابقة للأحداث، ويسمعونها حتى في نومهم .. لفظاعتها .. وغد المحكمة !!؟ .
    ومنذ صباحها الباكر، تجمع الأهل، والأصدقاء، والمعارف أمام سور المحكمة بشارع النيل . استطاع البعض الدخول ألى حديقة المكان، وجلسوا تحت اشجارها .. حتى منتصف النهار، لم يحضر ( مجدي ) ، ولا اّّّّياً من حراسته . وانصرف بعض الأخوة، مع بعض الأهل والأقارب لتأدية صلاة (الجمعة) في أحد المساجد المجاورة للمنطقة، وعند عودتهم رأوا .. الرائد ( وقتها ) إبراهيم شمس الدين عضو مجلس الثورة، وأصغر ألأعضاء سناً، وحداثه، .. وحتى رتبة عسكرية، يساعد بعض الجنود في تنظيم كراسي قاعة المحكمة، ويصدر تعليماته بالعدد المسموح له بدخول قاعة المحاكمة .

    حوالي العصر، وقف أمام البوابة الرئيسية للحديقة موكب مكون من ثلاث سيارات، الأولى سيارة من نوع ( لاندكروزر ) ، نزل منها الرائد ميرغني سليمان ، أحد ضباط سلاح الإشارة سابقاً و (ملحوق ) للأمن ( نُقل إلى أديس ابابا عاصمة اثيوبيا في عام 1990 م، بعد المحاكمات، ليعمل قنصلاً في السفارة السودانية !؟ ) ، وكان قائداً لتيم الحراسة المكلف وهم مدججين بالسلاح، والسيارة الثانية نزل منها ( مجدي ) ، ومتهم آخر يدعى علي بشير مريود ، كانا يرتديان الجلابيب السودانية المعروفة ويتبعهما بعض الحرس، أما السيارة الثالثة فكان بها طاقم الحرس . انتظم الموكب داخلاً من بوابة السور الرئيسية، وعبروا الحديقة إلى قاعة المحكمة مباشرة .
    كانت والدة (مجدي) ، وإخوته .. و (عادل) بداخل القاعة التي اكتظت بجمهرة من الناس، رغم أن اليوم عطلة اسبوعية .. أناس حتى الأهل لا يعرفونهم، ولكن كان في نظرات البعض ًتعاطفا لا تخطئه عين .. خاصة نظرات بعض الجنود .. المباني داخل الحديقة مقسمة إلى عدة أجزاء . انعقدت محكمة (مجدي) في جزء منها، وفي الآخر محكمة المتهم (علي بشير المريود) ، والذي وُجد بحوزته، كما قيل ونُشر في صحف تلك الأيام : –
    (37.350)ألف دولار أمريكي .. وألف ومئة دولار أخرى لوحدها .
    محكمة (مجدي) أتخذت إسم المحكمة الخاصة رقم (1) ، و ( المريود ) المحكمة الخاصة رقم (2) ، ولكل قضاتها من العسكريين ، الذين يحاكمون ولأول مرة في تأريخهم العسكري مواطنين مدنيين .
    (مجدي) داخل قاعة (محاكمته) يتبادل إبتسامات مع والدته، وإخوته، والأهل وبعض المعارف .. برغم أن أعصابهم جميعا كانت متوترة ومشدودة .
    قائد المطبعة العسكرية (حالياً لواء بنفس المنطقة) ، والرائد (وقتها) حسن صالح بريمة ل
    بسلاح الطيران (حالياً عقيد أ . ح .) ، أما ثالثهما النقيب مهندس يوسف آدم نورين ل
    دخلت هيئة المحكمة إلى القاعة يتقدمهم : رئيسها المقدم (وقتها) عثمان خليفة
    مهندس من القوات الجوية ( الأخير له قصة لاحقة، إذ تم طرده من القوات الجوية وجُرّد من رتبته العسكرية، وسجن لمدة ثلاث سنوات بسجن منطقة الجريف غرب، بتهمة إستلام المال المسروق، وقبض عليه مرة أخرى بعد إنتهاء محكوميته لإشتراكه في المحاولة الإنقلابية ضد النظام، والتي أدعى النظام قيامها بزعامة شيخهم السابق د . حسن عبدالله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي ).
    الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر 1989 م، بدأت إجراءات المحكمة العسكرية الخاصة رقم (1)
    والمتهم ( مجدي محجوب محمد أحمد ).. والتهمة .. الإتجار في العملة الأجنبية (رغم التوضيح السابق عن كيف وجدت هذه العملة لدى الأسرة، ومن أين أخذها رجال الأمن؟ !).
    حُرم محامي ( مجدي ) ، الاستاذ ( عبدالحليم الطاهر ) من مخاطبة المحكمة مباشرة، وهو أمر يتنافي مع طبيعة الأشياء، خصوصاً وأن الإتهام خطير، والعقوبة المتوقعة أخطر -رغم أن المحكمة سمحت في محاكمات سابقة أن يخاطبها المحامون مباشرة – ولكن محامي ( مجدي ) تم منعه، والمحاكمات السابقة هي :
    (1)محاكمة المتهم والوزير السابق ( عثمان عمر )وكان وز ير اً للإسكان قبل للإنقلاب، وحُوكم بتهمة التصرف في أراضي الدولة بالبيع؟ !!!
    (2) محاكمة الدكتور ( مجذوب الخليفة أحمد ) وكان حاكماً للإقليم الشمالي، واتهم ببيع لبن خُصص للإقليم لتوزيعه على المواطنين كإغاثة إبان كوارث السيول والفيضانات .

    بدأت الإجراءات وقدم رجال الأمن قضيتهم ضد المتهم . قال أحدهم ويدعى (حسن حمد) أن
    المعلومات أفادت أن (مجدي) لديه عملة أجنبية، ستتحرك (يتم نقلها) ، وقال آخر يدعى ( أزهري ) أن المعلومات تقول أن المتهم لديه عمله؟ !.. لم يرد في أقوال الإتهام أو في علمهم الشخصي أن المتهم قام أو يقوم، في أي وقت من الأوقات، بأي نوع من أنواع هذا النشاط، ولا حتى في معلوماتهم، بمعنى أنه لم تقل المعلومات صراحة أن المتهم يتاجر في العملة . إذا كان هناك شكّاً في الأقوال والقاعدة القانونية تقول : ( يفسر الشك د ئماً لصالح المتهم .).. وعلى الإتهام إثبات التهمة ببينة أفضل .. بعد مناقشات بين المحامي والمتهم، (كصديق)! ؟، وشهود الإتهام .. والمحكمة .. أتضح أن ( مجدي ) لم يضبط وهو يتاجر في العملة، بل أ ُخذت من منزله ..! ومن داخل خزانة المرحوم والده !!.. وهو لم يجمعها من برندات الأسواق أو المتاجر المختلفة، كما يفعل غيره .. كما لم يسمح له بإستدعاء محامي (التركة ) ، والذي سيشهد بأن الأموال التي والساعة تقترب من الرابعة بعد الظهر (غروب الشمس ). كاد رئيس المحكمة أن يقرأ الحكم الجاهز قبل إعطاء المتهم فرصة هل أن هناك أسباباً تدعو لتخفيف الحكم، وهي الطريقة المتبعة ً قانونا بأن يسأل القاضي المتهم مثل هذا السؤال؟ ! وعندما أحس بهذا الخطأ القانوني، بعد أن همس له أحد الأعضاء بذلك، أمر برفع الجلسة لمدة (5)دقائق .. للتداول في الحكم بين الأعضاء الثلاث؟ !!
    كانت (5) دقائق حاسمة تمثل الفاصل بين العبث والحقيقة .. بين الحق والباطل . مرت
    بطيئة كأنها دهر ، خيّم خلالها الصمت على الرؤوس .. وعادت هيئة المحكمة .. ومباشرة .. وفور جلوسهم قرأ رئيسها الحكم :-
    ” جاء في أسباب إدانة المحكمة للمتهم، أن شهود الإتهام أثبتوا أن المتهم يتاجر في العملة
    الأجنبية، وذلك لما توفر لديهم من معلومات، وأنه تعرف على مفتاح الخزانة .. في الظلام، وبإقراره بحيازة هذا النقد الأجنبي، وبناء عليه حكمت المحكمة بإعدام المتهم مجدي محجوب محمد أحمد، شنقاً حتى الموت، ومصادرة المبالغ موضوع الإتهام، وإعادة مبلغ ال (750)ألف جنيه سوداني لشاهد الدفاع ( عادل أحمد محمد الحاج )..
    ذهول .. وصمت مطبق، خيم على جميع من بالقاعة؟ ! وأنهمرت الدموع .. دموع رجال غالية .. وأم .. بدأ قلبها في التمزق وكبدها في التلاشي .. اخوة ألجمت المفاجأة ألسنتهم، .. و ( عادل ).. أنفعل وقاد قتالاً شرساً (مشادة كلامية) حماية لصديقه .. و (مجدي). المتهم وكعادته كان يهدئ من ثورة الجميع،
    طالباً منهم بحرارة، أن يدعو الله له .. وأن يلزموا الصبر .. ويفوضوأ أمرهم إلى الله .
    في نفس التوقيت .. كانت المحكمة الخاصة رقم (2) قد انتهت من إجراءاتها، وحكمت
    على المتهم (علي بشير المريود).. بالإعدام ً شنقا حتى الموت؟
    خرج الجميع، خارج قاعة المحكمة .. على شارع النيل، وحفيف الأشجاروأوراقها التي تتساقط على الشارع وتحدث صو تا كأنه الدموع .. دموع الطبيعة .. والنيل الأزرق .. هذا العملاق الأبدي يشاهد كل هذه الأحداث .. بصمته الرهيب .. والمحيّر . و ( مجدي ).. هذا الصامد .. في أحلك الظروف .. وبعد ليلة إلقاء القبض عليه بمنزله، تم إلقاء
    القبض على مساعد الطيار، بالخطوط السودانية (جرجس ) ، نقل من مركز شرطة شارع (1) بحي العمارات إلى مبنى جهاز الأمن، وهناك ا ُجريت له تحقيقات من نوع فريد، ليلاً ونهار اً. لم يسمح له بتناول كفايته من الأكل، أو النوم، أو الإستحمام . رُحّل بعدها إلى سجن (كوبر ) قبل المحاكمة بسبعة أيام، حيث أ ُدخل في قسم المعتقلين السياسيين . كان عددهم حوالى (650)معتقلا سياسياً في الأقسام المختلفة .. أصدر مدير السجن بالإنابة، العميد سجون ( موسى الماحي ) أمر بأن يوضع مع مجموعة من المعتقلين السياسيين في القسم (ج ) ، منهم : الصحفي محجوب عثمان الوزير السابق أيام الرئيس نميري، والأمير نقدالله من قيادات حزب الأمة، والمهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد ، والدكتور المرحوم خالد الكِّد ، والأستاذ المحامي مصطفى عبدالقادر ، والقاضي عبد القادر محمد أحمد ، والدكتور سمعان تادرس ،والدكتور سعيد نصر الدين ، والمقدم (م) عمر عبد العزيز وستة أفراد آخرين من الحرس الخاص للسيد الصادق المهدي، رئيس الوزراء السابق قبل الإنقلاب !.. والقسم (ج) هذا .. به غرفتان فقط .
    أتى ( مجدي ) بصحبة حرس من السجون .. إلى هذا القسم، يقوده (وكيل عريف) سجون
    إسمه ( دومينكو ) . كان في حالة ضعف نوعا ما، ولكنه متماسك وواثق من نفسه وسأل مجموعة الحاضرين : (من أنتم؟) ، وطلب منهم أن يستحم ويغسل جسده المنهك .. رحب به الحاضرون،الذين كانت قد وصلتهم أخبار القبض عليه .. وعرّفوه بأنفسهم، وهدأت ثائرته قليلاً بعد أن تعرّف على أحد المعتقلين وهو المهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد وهما من منطقة واحدة في شمال السودان (منطقة حلفا).. نال إستحماما هادئاً، واسترخت عضلاته المتوترة، إلاّ أن وجهه كان ينبئ عن هدوء مثير، ووضاءة لا تخطئها عين .. أحبوه جميعا لدماثة خلقه، ومشاركته لنفير طعامهم الذي كان يؤتى به من منزل أحدهم
    بالتناوب، وكل يوم تعد أسرة أحد المعتقلين بالقسم (ج) وجبة دسمة، بدلاً عن طعام السجن (المعروف)..
    وأخذ سهمه معهم في ذلك، وأحضرها إليهم (عادل) في المداومة اليومية معهم كعادته، صباحا .. ومساءا ًتمت المحاكمة في يوم (الجمعة ) ، كما ذكرنا آنفاً، وأحضروه إليهم هذه المره وهو محكوما عليه بالإعدام .. ووضع في زنزانة أخرى مع المحكومين بهذا الحكم .. كان بها الدكتور (مأمون يوسف)أخصائي أمراض النساء، في قضية (إضراب الأطباء الشهير ) ، وأضيف لهما ( علي بشير المريود ) والذي حوكم في نفس وقت وساعة محاكمة (مجدي ) ، بالمحكمة الخاصة رقم (2) ، ومساعدالطيار (جرجس) ، والطالب (اركانجلو داقاو ) من أبناء الجنوب، والذي تم ضبطه بمطار الخرطوم، وكان يستعد للإلتحاق بجامعة (ماكريري ) بدولة يوغندا، وهو يحمل معه مصاريف دراسته بالعملات الحرة، بعد أن باع جزء من أبقار أهله بالجنوب .. ومتهم آخر يدعى (هانئ وليم شكور )تم إستبدال حكم الإعدام ضده بمبلغ (30) مليون جنيه سوداني، لأن والدته ذكرت أنه وحيدها .. وتم دفع المبلغ .. وأطلق سراحه لاحقاً . وكان يسمح لهم جميعاً بزيارة معتقل السياسيين في قسمهم نهاراً، وتبادل الأحاديث معهم
    الأيام تمر ببطء، والكل في إنتظار نتيجة الإستئناف الذي تقدم به المحامي الأستاذ (عبد الحليم الطاهر ) ، نيابة عن (مجدي).. تم تقديم الإستئناف للسيد رئيس القضاء (وقتها ) والرئيس الحالي !! للمحكمةالدستورية القاضي (جلال علي لطفي )ورغم ذلك كان الكل يركض في جميع الإتجاهات، بحثا عن مخرج أو بصيص أمل .. حتى بعض السفراء الأجانب استغربوا من قسوة هذا الحكم وكان يقود محاولاتهم السفير المرحوم (عبدالله السريّع ) سفير دولة الكويت، وسفير حتى السودانيين داخل بلادهم .. لما امتاز به من حسن الخُلق، وطيب المعشر، وعلاقات شتى مع قطاعات عريضة من مجتمع الخرطوم .
    ما زالت الأيام تمر ببطء .. والدته تحركت مع مجموعة من الشقيقات، ونساء الأهل والمعارف علهن يحلن دون وصول حبل المشنقة إلى رقبة (مجدي). قابلن السيد رئيس القضاء بمنزله، علّه يطلب منهم تقديم إسترحاماً .. أو ينير الطريق أمامهن بصورة قانونية .. ولكن سيادته قال لهن جملة واحدة،أصابت الكثيرات منهم بالإحباط : ” اخوته .. هم الذين تقدموا بالبلاغ ضده “. انتهت المقابلة وطُردن من المنزل .. حاول معه السيد محمد توفيق، والسيد داؤود عبداللطيف رجل الأعمال المعروف .. ولكن !.
    حاولت (الأم ) عدة مرات مقابلة رئيس مجلس قيادة الثورة (الفريق) عمر البشير .. في أحداهاقابلها رجل متوسط العمر، به شبه منه، قال لها إنه إبن عم الرئيس، وطلب منها أن تحضر في صباح الغد مبكرةً، ليدخلها المنزل الرئاسي (الجديد) مع الرجل الذي يأتي باللبن يوم يا .. نفّذت نصيحته .. أتت في الصباح الباكر، وجدت الرجل الذي قال لها إنه أخبر (الرئيس) ، الذي يطلب منها الحضور بعد ستة أيام، لأنه مسافر .. إلى أين لا تدري؟ ولا إجابة للهفتها على إبنها، .. ستة أيام .. كثيرة جد .. خاصة وان حبل المشنقة صار يقترب، ويتأرجح .طرقت أبواب أصدقاء زوجها .. أحمد سليمان المحامي المعروف (أحد مفكري الإسلاميين، بعد أن كان عضو مشهورًا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ، وأحد أعمدته).. عز الدين السيد رجل الإقتصاد المعروف .. عبد اللطيف دهب، سفير السودان الأسبق بالمملكة العربية السعودية .. ولكن لا شيئ !!
    بعضهم حاول .. وبعضهم (غفر الله له)!..الساعات تتناقص وتركض نحو لحظة التنفيذ .. والأم زرعت العاصمة طولاً وعرضاً، تحاول وتحاول ..وتحاول مرة أخرى .. وتتصل .. عسى أن يكون هنالك بصيصاً من الأمل .. وصلتها معلومة مفادها أن (رئيس مجلس الثورة ) سيكون في (استاد الخرطوم) عصر اليوم، ليشهد حفلاً لتخريج دفعة جديدة من ضباط القوات المسلحة .. ذهبت وبناتها وبعض النسوة من الأقارب .. انتظرن أمام بوابة الخروج الرئيسية ..!.. ولكن ، كعادة حكام العالم الثالث، خرج موكب السيد (الرئيس) بسرعة لم تمكنها حتى من رؤيته، فضلاً عن الحديث معه، ولكنهن لحقن به .. وبسرعة يضا إلى (منزله) بالقيادة العامةللقوات المسلحة .. أحد الحرس أمام بوابة المنزل الضخمة .. سمح لها هي فقط بالدخول .. دخلت إلى صالة الإنتظار التي بها عدة كراسي
    للجلوس، تهاوت على أحدها من الألم .. والغبن .. والقهر، ولكنها لم تكن تشعر بالتعب أو الجوع .. كانت زوجة الرئيس (الأولى) ? ( إذ أنه تزوج مرة ثانية .. من زوجة زميله عضو مجلس الثورة العقيد -لاحقاً- إبراهيم شمس الدين، الذي أحترقت به طائرته العسكرية مع بعض قيادات القوات المسلحة .. في جنوب السودان )!..كانت زوجة ( الرئيس ) تتبادل الحديث مع إحدى ضيفاتها، وتصف لها روعة الإحتفال الذي كانت
    قادمة منه مع زوجها .. جاءت والدة (الرئيس) وجلست بالقرب منها .. أخبرتها الأم بقصتها، وانها والدة (مجدي).. أبدتً تعاطفا معها، ونهضت وإتجهت إلى غرفة في نهاية الصالة، تفصلها ستارة من القماش الخفيف لا تمنع الرؤية بعد التدقيق بالنظر بالنسبة للجالسين بالصالة، خلفها كان يقف السيد (الرئيس ) مستعد للخروج .. وشاهدت الأم من مكانها طيف والدة الرئيس .. وهي تخاطب إبنها (الرئيس)..! وقليلاً ً من الوقت عادت لتقول لها : أن (الرئيس) خرج، وهو غير موجود ! ؟ .. نظرت الأم إليها بدهشه، لكنها صمتت ولم ترد عليها إلا بالقيام مسرعة لتواصل محاولاتها .. ولم تستمع الأخرى إليها .. وهي تدعو الله ..دعاء حار من قلب أم .. بدأ فعلاً في الإحتراق .. وكانت حرم (الرئيس) كل ذلك الوقت، تحكي لضيفتها عن ( روعة ) إحتفال، ضباط القوات المسلحة، في ذلك اليوم .الساعات تتراكض نحو النهاية ..و (الأم ) لم تفقد الأمل، هرولت (إن صح التعبير) ، نعم هرولت إلى سجن (كوبر ) لتملئ عينها من (مجدي ) ، وكان قلبها يحدثها – وقلب الأم د ئما دليلها – إن هؤلاء ( الناس ) ينوون شر بإبنها .. وإن الحكم ي سينفّذ !. لم تستطع مقابلته وطلب منها الضابط (المناوب ) بالسجن أن تحاول الإتصال بالسيد (زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر) أحد رجالات (نميري ) الأقوياء، وأحد نجوم مجتمع الخرطوم وقتها .. فعلاً ذهبت هي وإبنتها .. وتعاطف الرجل معها بشدة، هو وزوجته، وركبا معه في سيارته وعند بوابة منزل (الرئيس ) بالقيادة العامة، إعترضهما الحرس .. عرّفهم بنفسه ولكنهم أجابوه بغلظة واضحة : “الرئيس .. غير موجود ” ؟ !. أخبرهم بالقصة .. وأن والدة ( مجدي ) معه بالسيارة، ولم يتبق إلاّ ساعات لتنفيذ حكم الإعدام .. ولكنهم هذه المرة أشهروا مسدساتهم وهم يرددون : ” الرئيس .. غير موجود “!.. لحظتها بكى هذا الرجل .. القوي، من القهر .. وأنسحب . رجعت (الأم ) إلى المنزل ومعها إبنتها، وكل الخرطوم في ذلك الوقت كانت بالمنزل، ولكن ..لعبة ( الروليت ).. كانت قد بدأت في الدوران .
    *****
    ( عادل ).. تحرك في جميع الإتجاهات . لم يترك باباً إلاّ وطرقه آملاً في نجاة صديقه . كان يأتي يومياً .. في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً إلى سجن (كوبر) ، يحمل معه اللبن، والجرائد، والمجلات، وبعض ألعاب الكمبيوتر الصغيرة .. يتبادلان الحديث، والمدهش أن (مجدي ) كان يتصرف، ويتحدث بتلقائيته المعهودة، بينما كان (عادل ) يجاهد ليبدو طبيعياً، وكان صوته يخرج عميقا ومرهقاً، كأنه قادم من أعماق سحيقه داخل نفسه، ويتجنب النظر في عيني صديقه حتى لا يرى ألمه الهائل .. وفي المساء يحضر معه طعاماً، وبعض الملابس ويجلس معه لفترة . أخبره في أحدى هذه الزيارات أن (الوالده ) لها محاولات مع السيد (الرئيس ) حاكم النظام الجديد . أمتعض وطلب منه أن ينقل إليها رفضه لذلك .. والدائرة تدور ..والساعات تتناقص نحو المصير .. المحتوم .
    *****
    كأي يوم سبت عادي، أشرقت شمس ذلك اليوم على الخرطوم، في منتصف ديسمبر 1989م
    ظهرت صحف ( الثورة ) ، كالعادة تُمجِّد رجالها، وتلعن الأحزاب ورجال الحكم السابق، ولكن لفت نظرالناس أن هناك عناويناً بارزة في كل الصحف ذلك الصباح تقول :ً
    ” تم أمس تنفيذ حكم الإعدام على تاجر عملة .. ومخدرات .” الخبر بصورته تلك، كان يُقرأ على أن تاجر العملة هو نفسه تاجر المخدرات .. رغم أن المقصود بتاجر العملة (مجدي)..! أما المخدرات فكانت تخص مو اطناً مصرياً، اُتهم مع بعض السودانيين، ولكن
    الأدلة أثبتت انه صاحبها .. كما يقولون . وكان الخبر أيضا لقراءة رد الفعل لدى الشارع السياسي، وخاصة ً لدى العسكريين منهم، الذين في الخدمة أو الذين تم طردهم منها تحت مُسمى ( الصالح العام ) ، وخاصة رد فعل (خبر ) قتل (مجدي ). أكتمل شروق الشمس، والمعتقلين السياسيين يتجولون في فناء السجن، بحثاً عن الدفء في بداية هذا اليوم البارد، وبالقرب منهم بقية المحكومين، والمنتظرين لأحكام .. و (مجدي) ومجموعة الإعدام .. أي أنه كان حيّاً يرزق . تقاطر أهله أمام بوابة السجن فور قراءتهم لخبر صحف ذلك اليوم . وجاء (عادل )مسرعا .. همس أحد المعتقلين السياسيين لجاره بالأخبار .. لم يصدقها لأنه أشار بيده ناحية (مجدي ) ، الذي كان وقتها يقترب منهم ليبادلهم التحية ويجلس معهم .. ولم يخبروه .مدير السجن العمومي اللواء سجون (حجازي عابدون ) عندما قرأ الخبر هرول إلى بوابة السجن الرئيسية، حيث تجمع أهل (مجدي) تتقدمهم والدته وأخوته، وأخبرهم أن الخبر غير صحيح !.. طلب منهم الدخول فدخلوا إلى مكتبه، حيث أحضر لهم (مجدي ).. ولم تنطق الشفاه .. ولكن الدموع كانت تنساب بحرقة، ملهبة حتى للقلوب .. طمأنهم (مجدي ) أنه بخير وطلب عودتهم للمنزل، كما طلب من صديقه (عادل ) أن يحضر له بعض الأشياء الخاصة عند عودته مساء بطعام (الغداء).. وخرجوا .. لكن نظرات ( الأم ) كانت تقول أن هناك ً شيئا !.
    انتظر (عادل ) قليلاً مع صديقه لحين إكتمال إنصراف أفراد الأسرة للمترل، عندما نهض ليودعه، على أمل اللقاء به في ظهر ذلك اليوم كالعادة، همس له مدير السجن : (بأن يأتي إليه لوحده الساعة الحادية عشر قبل الظهر !) ، حينها كان (مجدي ) متجها بصحبة حرسه إلى زنزانته، بينما كان (عادل )يجاهد الأّ تقع عيناه عليه، واضطرب وجيب قلبه .. ولكنه تماسك .. خارجاً، لايدري إلى أين؟!
    عاد مسرعا إلى مكتب مدير السجن، وطلب منه أن يخبره بالحقيقة مباشرة، وإنه أو (مجدي ) سيتحملان هذه الحقيقة .. مهما كانت النتائج .. كان الحزن يكسو وجه المدير، الذي أخبره بصوت متأثر، بأن الإستئناف المقدم من المحامي تم رفضه، وقرأ عليه قرار رئيس القضاء الذي كان فحواه : ” أن المتهم من الذين يشتغلون بالتهريب، وأنه من أسرة تمتهن التهريب وتخريب الإقتصاد، ويطالب بتوقيع أقسى العقوبة، والتشديد فيها .. وإنه يؤيد .. الإعدام .” وبالقرب من هذا القرار كان هناك توقيع رئيس مجلس الثورة، .. الشهير .. (أوافق)!!.. وأخبره ايضاً، أن تنفيذ الحكم سيتم الليلة، بعد أن أحضر (الملف) إبراهيم شمس الدين، عضو مجلس الثورة .. أحضره بنفسه إلى إدارة السجن، حيث سيتم التنفيذ .. والإعدام .ولأنه مقاتل، وخاض غمار الحروب، خاصة في جنوب البلاد ورأى فيها ما رأى، تلقى (عادل )الأمر بثبات الفرسان عند المحن، وطلب من المدير أن يسمح له بمقابلة ( مجدي ).. أستجاب لطلبه .. أندهش (مجدي) عندمل رأى صديقه بالمكتب وهو لم يفارقه إلاّ منذ قليل، ورأى في نظرات صديقه لمعاناً وبريقاً، يبدو كالضوء الخافت قادماً من على البعد، وبادره قائلاً : ” عادل .. ماذا هناك؟ !!”. لم يتمالك (عادل ) نفسه أخبره بفحوى قرار السيد رئيس القضاء وتأييده من رئيس مجلس الثورة .. وهو الإعدام، وسيتم التنفيذ ..الليلة .
    لم يصدقا نفسيهما عندما رأيا (مجدي ) يبتسم وهو يمازح صديقه قا ئلاً : ” هل تصدق يا عادل انني حلمت بأبي اليوم ..” . وصار يهدئه، مو اصلاً أن الأمر لله وحده .. وأجهش (عادل ) ومدير السجن بالبكاء هذه المرة .. ولكن بصوت مكتوم، كدوي المدافع، ومراجل الصدور عندما يعتريها الغضب والشعور بالغبن والمهانة . أمر المدير بفك قيوده، وأجلسه قرب صديقه، وجلس ليدون على بعض الأوراق إجراءات الإستعداد .. لإعدام (مجدي ).. و (مجدي ) هاد ئاً يوصي صديقه :-
    ” بداية أوصي الجميع بالصبر، لأنها إرادة الله . لا تعملوا لي مأتماً .. ووالدتي بعد الوفاة تذهب إلى القاهرة، تبتعد عن البلد لفترة، لعل الزمن يداوي جراحها . آرجو أن يأتي فوراً محمد ومندور وكذلك الأخ مجدي مأمون حسب الرسول . وحساباتي المالية عندك، أرجو أن تتركها معك، إذا ظهرت لي ديون من أي شخص، أرجو أن تسددها بنفسك لألقى الله بريئا منها، وإذا تبقى منها شيئ وزعه على الفقراء من ( الأهل .. والناس ).. كان هاد ئاً وهو يتكلم ، و (عادل ) في حالة لا يعلمها إلاّ الله ولكنه يحاول التماسك .. في حوالى الساعة الواحدة بعد الظهر تم إجراء الكشف الطبي عليه، وتم أخذ وزنه وطوله .. وهوكان رائعاً كالعهد به، شامخا بتاريخ أسرته .. ووالده .. وفي منتهى الثبات . كان الوحيد الذي تابع معه هذا الإجراءات (عادل ).. هذا الوفيِّ حتى في لحظات الموت الذي يخيم بشبحه الرهيب على المكان .. و يضا كان يراقب الأحداث بصمت، لأن زمن الخوف .. والرهبة أنتهى، وأصبح الأمر و اقعاً .. وهم اولئك الجلادون، حتى غريزة الخوف داخل النفوس ! ، وعندما تموت مثل هذه الغريزة (الإنسانية ) داخل النفوس ! تبدأ لحظات المواجهة مع التحدي، ورغم الألم، ومرارة الإنتظار، لابد أن تشتعل جذوة الأمل في الحق .. والحقيقة .. والإنتصار .
    أنتهت ” مراسم ” الإستعداد، لإعدام ( مجدي ) ، وسار بهدوء يتبعه حرسه، وتشيعه نظرات مدير السجن، (عادل) وبقية الموظفين الذين كانت دموعهم تسبق إجراءاتهم إلى زنزانته، وفي الطريق إليها عبر القسم (ج) ، حيث كانت أنظار كل المعتقلين السياسيين تتابعه، وبعضهم أجهش بالبكاء، وانسابت دموع البعض .. بهدؤ وهم يهدئون زملائهم .. ابتسم لهم (مجدي ) ، وأقترب من أحدهم، وهو (محامي ) مشهور طالباً منه بأدبه الجم ، أن يرسل إليه كو با من الشاي .. أرسله إليه في زنزانته مع حارس عابر في الممر والعبرات تكاد تخنقه من الحزن على هذا الشاب الوضئ .. الخلوق .. المهذب والهادئ حتى في أحلك الظروف .. وفي المساء أ ُضيئت الأنوار الكاشفة، بعد المغرب مباشرة، داخل السجن وخارجه، وانعدم الهمس والكلام بين الناس بداخله، حتى موظفي السجن كانوا يقومون بأعمالهم، وهي أشياء تعودوها بالممارسة ..كانوا يقومون بذلك في صمت، ونظرات زائغة، كأنها شعور بالذنب .. والظلم .
    *****
    إتصل ( عادل ) بممدوح في القاهرة، وأخبره بتسارع الأحداث والمستجدات . هرول الشقيق وسط زحام القاهرة المعروف إلى منزل الرئيس الأسبق ( نميري ) ، طالباً تدخله .. إتصل الأخير بالرئيس المصري ( حسني مبارك ) ، الذي بادر فور تلقيه النبأ بالإتصال بقائد (الثورة) الجديد في السودان، الذي أفاده أن ضرورة إستمرار الثورة تقتضي قرارات حاسمة !.. عادت كل هذه الإتصالات (لممدوح ) بفقدان الأمل وأخبر ( عادل ) في الخرطوم بذلك .. كانت الساعة تقترب من التاسعة مساءً (في ) ذلك اليوم، و (عادل ) مرابط داخل مباني السجن . أتاه ضابط سجون وأخبره أن التنفيذ .. بعد قليل وأنه سيذهب إلى (مجدي ) في زنزانته ليقرأ معه بعض آيات من القرآن الكريم .
    نعم .. لقد أحب هذا الشاب كل من رآه . خرج (عادل) وجهز تصاريح المرور اللازمة لمرور جثمان (مجدي) إلى أهله عبر نقاط التفتيش العسكرية، لوجود حالة الطوارئ وحظر التجوال أيامها .. وفعلاً، جهّز أوراقاً لأكثر من ثلاثين عربة كانت تخص الأهل والأصدقاء والمعارف، المتجمعين خارج أسوار السجن .. ًوعند عودته في منتصف تلك الليلة، قابله (ملازم ) سجون خارجاً من غرفة الإعدام وهو يبكي بألم، وقال : ً” ياسيد (عادل).. أخوكم مات .. راجل؟

    أستلم أحد الأقارب حاجيات (مجدي ): النظارة، وبعض الملابس، بينما تطايرت أوراق تصاريح المرور من يد (عادل ) ، الذي كان مذهولاً وقتها، حتى جمعها أحد الجنود من الأرض ووضعها في يده .أصطفت سيارات الأهل والأصدقاء والمعارف، بعد منتصف الليل بقليل، خارج أسوار السجن، وجاء(عادل ) واشقاء (مجدي ) يحملون جثمانه من الداخل عبر البوابة الرئيسية، ووضعوه في سيارة صديقه (مرتضى حسونه ) ، واتجهت السيارات عبر (جسر ) القوات المسلحة متجهة جنوبا إلى منزل الأسرة بالخرطوم (2) سمحت نقاط التفتيش وقتها بمرورهم السريع، لأن على جانبي الطرق كانت تتحرك
    سيارات أخرى تراقب .. وتتابع هذا الموكب .. بداخلها (الزبير محمد صالح) ، (فيصل أبو صالح ) وكان وز يرا ً للداخلية، و (صلاح الدين كرار ).. و (إبراهيم شمس الدين).. أعضاء مجلس الثورة (الحاكم ) ، ولكن لعبة( الروليت ).. ما زالت مستمرة .. ولابد لها من أهداف أخرى .وصل الموكب إلى المنزل، حيث كانت كل الأنوار مضاءة .. والزحام رهيب، ولا يوجد موضع لقدم أو مكان لسيارة .. كل الأهل هناك في الخرطوم ) ).. 2 وكل أصدقاء الأسرة .. وحتى أ ُناس لا يعرفو??مأتوا .. والأقارب الذين أتوا من (سُُُرّة) وبعض قرى حلفا القديمة، وحلفا الجديدة، وسفراء وقناصل بعض الدول يتقدمهم صديق الأسرة .. وكل السودانيين، سفير دولة الكويت المرحوم (عبدالله السريُع ) ، وبعض
    رجال المال والأعمال والإقتصاد من أصدقاء والده المرحوم (محجوب) ، وبعض الدبلوماسيين من أصدقاء المرحوم (جمال محمد أحمد).. ذلك الدبلوماسي والأديب الرائع الذائع الصيت، في حياته .. وبعد مماته، وكل أبناء وبنات الأهل .. وكل كهولهم .. بإختصار كل من كان يعرف تلك الليلة .. بالخرطوم وما يدور فيها، خاصة سكان الأحياء القريبة من الخرطوم (2) ، والذين تحدُوا حظر التجوال، وهي ش

  36. كم دولار الان مع اشقاء البشير
    كم دولار الان مع عبد الباسط حمزه صاحب عفراء مول وغيره
    كم دولار الان مع علي بابا والمليون حرامي
    كم
    وكم
    وكم

  37. مجدي ضحية نظام ديكتاتوري وحشي .. إلا أنك بوصفك له بالنوبي قد قزمت القضية وادخلتها في حيز عنصري …مجدي شهيد لكل السودان وليس للنوبة…

  38. استاذنا الرائع بكري الصائغ لك ألف تحية وتقدير…

    لن ننسى هذا اليوم وهو في داخلنا إلى يوم أن تأتي العدالة وتأخذ القصاص من من أرتكب كل الفظائع في السودان من عام 89 إلى يوم الحساب العسير..

    مجدي في قلوبنا … ولن ننساه … وكل الشهداء الذين سقطوا في هذا العهد محفورين بأحرف من نور داخلنا…. وننتظر هذا اليوم الذي يرون أنه بعيد … ولكن نرى أنه قريب..

    تحياتي لك ولشخصك الغالي

  39. سنشرب من دمهم قريب….ما يفتكروا اننا اتخدعنا و لا انشغلنا بالكلام الفارغ و الزوبعة مع مصر و لا بالاشاعات البنشرها جهاز الامن ولابالغناء و الرقيص و النكت البنشرها المتعاونين مع جهاز الامن…ما تفتكروا المخدرات البتحاولو تنشروها خربت مخنا ولا نستنا ..نحن جيل شرب كراهية الكيزان من كنا اطفال….لسا في الاف الشباب الواعي و فاهم كويس الخداع البحاول يمارسه النظام لتطويل عمره…لكن كل يوم بتنكشف اساليبكم و خدعمك الغبية التي لا تخدع اي طفل ساذج..واحب اقول ليكم انه نهايتكم قربت شديد…..صدقوني انا شاب و عايش وسط الشباب و الناس البسطة في الحلة و الجامعة و الشارع..خلاص صدقونيجاكم العذاب.لكن يؤسفني اني اقول ليكم ان نهايتك حتكون بشعة لدرجة انه نهاية القذافي حتكون رحيمة جدا مقارنة بالحنعمله فيكم وفي كلاب الحراسة الحارسنكم ..

  40. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
    نحسبه شهيد قتل ظلما ونسأل الله له الجنه

    صعب فى بداية الإنقلاب الناس تتحدث عن خزينة الدولة أو وزارة المالية فتم إعلان بيت المال جيبوب المسؤولين كل مايدفع لمسؤوول فى الدولة هو مال الله ينفق فيه كيف يشاء (سرا) وعلانية وإلى يومنا هذا الصراع مع التجنيب والتمكين مستمر والفطام صعب عليهم حيث كان كل مؤسسة او مسؤول فى الدولة يمثل وزراة مالية قائمة بذاتها لمؤسسته يتم التحصيل والإنفاق المباشر والدولة رفعت يدها من تمويل القضاء او الولايات او المحليات او المحافظات كل جهة من هذه الجهات اصبحت غول على المواطنين والتجارة /وكل التراكمات فى تدمير الإقتصاد ومشاريع البلاد وافقار المواطن الذى نشهدها اليوم هو ان الدولة طوال العقدين ونيف السابقين ما كانت تعرف حاجة اسمها خزانة او وزارة مالية بشكلها النظامى المعروف فى كل دولة تحترم النظام و القوانيين والدستور/ ووزراة المالية كانت مثلها مثل اى مؤسسة عادية ليس لديها القدرة والسيطرة الكلية على موارد الدولة وكانت تستجدى رزقها من بقية المؤسسات وباقى الأموال يتم تجنيبها يتصرف فيها مسؤولين تلك المؤسسات دون رقيب او حسيب يعنى المسؤول لو شال هذه الأموال ودخلها فى جيبو ما فى زول بقول له تلت التلاته كم لهذا ذهبت كثير من اموال الناس وارواحهم هدرا والسائد منذ ذلك الحين الحكم بالاعدام او غيره بالإيعاذ الشخصى فيما اعتقد وليست بالقانون والقانون يرود لهذه الرغبات لتعبئة مستندات الحكم وصياغتها بعقلية محددة والله اعلم بما فى صدور هؤلاء القوم من قل تجاه هذا الشعب الطيب/

    وآثار هذه المظالم ظهر الآن فى تراجع الدولة وعدم ازدهارها واعتمادها على الشحدة والقروض والهبات وهذه اقصى عقوبة نسأل الله السلامة مما اقعدها تماما عن التقدم والتطور / وياريت لو كان هذه الأموال المشحودة تذهب للدولة ولكن يتم توزيعها على النافذين تجارة وسياسة حزب ثرى بأموال الدولة المشحودة والمسلوبة من المواطنين واعادة تهريبها واستثمارها فى الخارج ولن تجد تفسير غير ذلك لما نشهده اليوم والبلد مقبلة على مجاعة وبنية تحتية منعدمة/ و40 مليار ديون كانت كفيلة من جعل السودان من ارقى بلاد العالم

    وتوزيع مال الأحياء والأموات لم يكفيهم اطماعهم مازالت مستمرة على رفات ابناء هذا البلد الطيب وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله

  41. أكاد اجزم بأن هذا المجدي ربما كانت له صلة بالحزب الشيوعي لان شبهة التهريب وتخريب الاقتصاد بعيدة جداً والشيء المحير لأن هنالك قادة نوبين كبار كانو ضمن غادة الثورة وكلمتهم هي العلية إذا ارادو اخارجه من حبل المشنقة وكمثال الزبير وبكري وعبدالرحيم وطارق وسيد الي ارخر القائمة ولكن لزمو الصمت ومالذي تغير الان هل هي المبادي ام القيم في ظل إنتشار تجارالعملة بل اصبح وزراء يتاجرون به

  42. يعني أهل المرحوم مجدي عارفين محل القاضي الحكم عليه بالاعدام وماشاء الله سرق كمان وبيتفسح مع اولادو 000 شعب غريب !!!!!!!!!!!!!!

  43. غايتو بعد قراءة الحيثيات دي مجدي راح اونطه ساكت
    الدليل
    نعتبر ان مجدي الله يرحمه كان يمارس التهريب وغيره مما ذكر .. يعني ما كان ممكن يتحلل اوتصادر أمواله … عموما مجدي راح مع هيجة الثوره الأولى عندما كان ناس الإنقاذ يعتقدون بانهم منقذين قبل ان يتمرنوا على الفساد ويعرفوا طريق المال العام وقد يكون قروش مجدي الما دخلت خزينة الدوله أولى قطرات الفساد قبل الانطلاقه الكبرى في علوم ومنهج الفسادوالله اعلم

  44. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فإن قتل النفس بغير وجه حق، من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وقد نهى الله تعالى عنه في كتابه فقال:وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [الإسراء:33].
    وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اجتنبوا السبع الموبقات…- وعدَّ منها-… قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
    فمن قتل مسلماً متعمداً قَتْلَه، فإنه ينتظره من الوعيد ما ذكره الرب عز وجل في قوله:وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [النساء: 93].
    والواجب على من قتل المسلم هو القصاص إلا أن يعفو أولياء القتيل، أو يقبلوا بالدية، وإن كان القتل خطأ أو شبه عمد فإن الواجب الدية، والكفارة، وهي: تحرير رقبة مؤمنة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، قال تعالى:وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً [النساء:92].

  45. عقولهم سوداء..قلوبهم سوداء ..وجوههم سوداء…نفوسهم سوداء ضمائرهم…أفكارهم سوداء…لذلك كتب عليهم السواد في الدنيا والآخرة…نسأل الله أن يجعل مكانكم في الدرك الأسفل من الجحيم…

  46. الغريبة في تلك الأيام ورغم اعدام مجدي والطيار القبطي كان سوق العملة الموازي شغال عادي وليس هناك ما يخيف ( بالطبع بعد انتهاء المهلة التي تقرر فيها ان على كل من يملك عملة الذهاب واستبدلاها بالسعر الرسمي وكنت استغرب من هؤلاء الناس الواقفين في طابور تحت اشعة الشمس المحرقة ينتظرون دورهم لتبديل العملة ومنهم من يملك مئة او مائتين دولار ويظل طول اليوم منتظرا دوره يا لسخافتنا من بشر ومن شعب وما اجبننا حتى ان بعض من أصدقائي واقربائي كنت اكلمهم ان يحفظوا ما عندهم لوقت فريب سوف تنجلى فيه هذه التقليعة ولكن من خوفهم تمسكوا بالوقوف في الصفوف) حتى اني بعت شوية دولارات في السوق العربي في عرض الشارع وكان صغار التجار يلاحقون المارة بكلماتهم الرتيبة دولار- ريال شيك سياحي..

  47. وعزانا حتي ذلك اليوم ان القتلة اصبح عددهم يتناقص واحدآ بعد الاخر في حوادث مفجعة ونهايات اليمة واخرهم صلاح غوش?ومن تبقي منهم اليوم علي قيد الحياة يعيشون لحظات الخوف من المستقبل الذي لا يرون فيه خيرآ، يتوجسون ان تكون نهاياتهم اسوأ من نهايات رجال القذافي ومبارك!!!

    كفيت ووفيت يا استاذي الفاضل

  48. ارى ان تنشط المعارضة فى وضع ملصقات بهذه الصورة وبنفس العبارات التى كتبت عليها على الحوائط والجدران بمدينة الخرطوم اغاظة لهذه الحكومة ومافعلته من جرم

  49. عندما اعدم المرحوم مجدى لم يكن البشير حاكما للسودان فالكل يعلم انه كان يعمل بالاجرة للجبهة الاسلاميه ليمثل دور الجيش فى الانقلاب بلا سلطات هو والمدعو صلاح كرار وبقية حمير مجلس قيادة الثورة .
    والحاكم الفعلى كان الخيش حسن الترابى وكل الشعب يعلم انه كان الآمر الناهى اما اموال اسرة المرحوم مجدى فاسألوا شيخ الاسلام حسن الترابى ليشرح لكم فقه الفئ والغنيمه فهو عالم فى هذا المجال.
    عينكم فى الفيل وتطعنوا فى ضله ؟..

  50. وأين أموال أسامة بن لادن؟ وأين مبلغ 35 مليون دولار أخذها نظام البشير من البنك الدولي لتشييد 5 طرق و3 مجاري وتم تشييدهما والمقاول لم ينل مستحقاته؟ وأين تذهب أموال النفايات ولا نفايات تزال من الطرق ونحن ندفع أموال إزالتها؟ وأين أموال الضرائب التي يدفعها الشعب مقابل الخدمات الصحية والتعليمية وخلافها وليست هناك أية خدمات؟ لا بل وأين أموال السودان كله من بترول وذهب وخلافه؟ أين 70 مليار دولار نظام البشير متهم بأنه بددها من عائدات البترول – لا بل قل سرقها نظام البشير؟

  51. اجمل حاجة يا بكرى الصائغ انك تحيى ذكرى مجدى وجرجس واركانجلو بارك الله فيك لانها جرائم ما عملها الاستعمار البريطانى وبكل بساطة يزهقوا النفس التى حرم الله الا بالحق ليخوفوا الشعب السودانى من الاتجار بالعملة الصعبة التى كانوا فى امس الحاجة اليها ولا يسالوا الكيزان عن الاتجار بها لانهم مع النظام ويعدموا الناس البيفتكروا انهم ضعاف وما منهم خوف او ما ناس انتقام ولكن نسوا الله فانساهم انفسهم والله يمهل ولا يهمل فمنهم من قضى نحبه وبصورة بشعة ومنهم من ينتظر وهو ملىء بالخوف من الخارج ومن يوم التغابن يوم لا جهاز امن او حراسة تحميك من خالق البشر وتنشر صحائفك كلها!!!
    اللهم يا مجرى السحاب ورافع السماء بغير عمد ترونها احصى ناس الحركة الاسلاموية عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا انك سميع مجيب الدعاء!!
    كسرة:هل عندما فتح الرسول الكريم مكة قتل رجالها او سبى نسائها او هدم بيوتها وهم الذين آذوه واخرجوه منها وكادوا يقتلونه لولا نجاه الله منهم ويقول الاسلامويين بدون خجل او حياء ودون ان تطرف لهم عين ان الرسول هو قدوتهم خسؤوا وبطلت اعمالهم وان مصيرهم جهنم وبئس المهاد!!!
    لك الشكر والتقديسر يا بكرى الصائغ على فتح هذا الجرح الاليم حتى لا ينسى الناس من هم هؤلاء الاسلامويين!!!!!
    ايها الاسلامويين السفلة الاوغاد السودانيين ما ضد الاسلام او شرع الله لكن الفيكم اتعرفت!!!
    اللهم ارحم مجدى ورفاقه وكل من قتل او عذب على يد هذه الفئة الضالة عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين!!!

  52. بسم الله الرحمن الرحيم
    ألاستاذ بكري الصائغ ، لك التحية والسلام.
    شكرا لك على تذكرينا بذكرى أستشهاد الاخ مجدي محجوب، له الرحمة والمغفرة ولآله حسن العزاء. أرجوا ان أعلق على مقالك في نقاط، أرجو ان تعتبرها:
    أولا: أعتقد أن أختيار عنوان المقال بهذه العبارة “أين إختفت أموال مجدي”، إختيار غير موفق في رأيي، ففيه تطفيف لهول الجرم، كأن الهم الاساسي للمقال هو السعي وراءالمال المنهوب،او تتبعه ، في حين أن الشيئ المحوري هو الظلم الذي وقع على الشهيد وعلى أسرته ، هذا على الرغم من مشروعية السؤال، لكن امر المال وأين ذهب ياتي في الدرجة الرابعة او الخامسة من ترتيب الاوليات في نظري. ثم كون ان محافظ البنك المركزي او وزير المالية لم يعلن عن اين ذهب المبلغ، او أننا لم نسمع او نقرأ عن إعلانهم، فهذا ليس دليلا على ان المال ذهب لجيوب افراد بعينهم. على كل ، حال أنا ارى ان مسألة السؤال عن المال واين ذهب هي مسألة هامشية قياسا بما حاق بالاسرة.
    ثانيا: أختلف معك في عرض القضية ، وكأنها تخص النوبيين وحدهم، فالقضية قضية قومية في المكان الاول ، ومجدي إبن الشعب السوداني كله ، وما حاق به من ظلم يخص كل السودانيين، هذا بالطبع مع إحترامي لكل النوبيين ? فأنا على سبيل المثال لست نوبيا ولكن تربطني علاقة صداقة مع بعض اسرة مجدي ولي علاقات صداقة كبيرة مع العديد من الاسر النوبية، الذين لم أجد فيهم غير الكرم والنبل وحسن المعشر ولولا ان الظرف لا يسمح لحدثك عن هذه العلاقات والصداقات وما حملته من معاني تصلح ان تضرب مثلا عاما لنبل الشعب السوداني.
    ثالثا: يجب على المهتمين من أمثالك بقضايا الظلم ملاحقة السلطات حتي لا تنسى القضية وحتي يتم القصاص من المجرمين ، هذا يجب ان يتم في كل قضايا الظلم كقضية الاخ جرجس و شهداءرمضان وغيرها من الجرائم. يمكن ان تقوم حملة في هذا الشأن وتواصل كتابة المذكرات والمطالبة بالقصاص بالطرق السلمية في ظل هذا النظام الى ان يأذن الله بزوال هذا النظام وياتي من يحاكم الظلمة امام المحاكم العادلة.
    رابعا: عن قولك (( الله يرحمك قريبي مجدي، لو كنت الان في عداد الاحياء لوصل عمرك اليوم ٢٤ نوفمبر الحالي الي ٦١ عام تنعم مع عائلة سعيدة واطفال وربما احفاد))
    فأنا نحسب الاخ مجدي في حساب الشهداء، والله حسيبه ولا نزكي على الله أحد، وهم أحياء عند ربهم يرزقون (( وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ)) صدق الله العظيم
    هذا مع تحياتي

  53. لعنة مجدى جعلت اياديهم ملطخة فعم الفساد ومن سخرية الاقدار البشير بنفسه يعلن على الملأ عن فساد لا اتجرأ واقول الكل من اعضاء حكومته ولكن معظمهم وهنالك اشخاص فى داخل وخارج الحكومة اى حتى بعد ان مثلوا بانهم تركوا الحكم ولكن اياديهم وسلطاتهم تطغى نحن فى محنة وصلنا بها الى درجة حاويات تكشف فى مينائنا وخفايا وخبايا هذه المخدرات تتناقلها الاساطير كانما جنية هى التى شحنتها وليس بشرا ليكشفوا … على الحاج بالرغم من انك من الطغمة لقد قلتها مدوية حلوها مستورة ورحم الله مجدى الذى تسخر رروحه المزهقة لما ال اليها حال البلاد مش تهريب عملة يا مجدى بوراك تهريب حاويات مخدرات وهم يتنفسون وينتعشون ويتكرشون وانت ذهبت روحك الى بارئها ومن بعدها انفلت العقال وتلك الفساد على عنانه فعم القرى والحضر رحمة الله عليك ملت وكلها حفنة من المبالغ والان الحاوية الواحدة ما بجوفها يعادل 23 مليار جنيه ليس الوفا كما هو موضح اعلاه زلا ملايين ولكن مليارات اما عن الشاهقات من المبانى والاراضى التى يمتلكها من ازهقوا روحك الطاهرة فحدث ولا حرج والى الله المشتكى

  54. الله يرحمة
    عزيزي قربنا نصل الي عمر الشهيد مجدي المغدور ولا امل ف زوجة او اولاد سنلحقة هو السابق ونحن اللاحقون رجال ونساء غيره كقر احياء هو ف باطن الارض ونحن ف خارجها ك الاموات اشباح تتحرك كبف نموت الله اعلم

  55. ادعو الله ان يمد فى عمر والدته خالتنا الصبورة هانم حتى ترى ماتما فى كل دار من ديار من اشترك فى قتل ابنها اسكنه الله فسيح جناته

  56. وصلتني ٢١ رسالة حول المقال من اخوات واخوة اعزاء يقيمون في السودان وبدول الغربة والشتات، وكتبوا.
    ١-
    الرسالة الاولي من موسكو:
    ****************
    (..اكتب لنا ياعمي الصايغ عن “اللجنة الاقتصادية” وعن رئيسها صلاح كرار . صراحة لم اسمع بها من قبل، لكن مادام رئيسها كان “صلاح دولار ” يبقي لازم نعرفها).
    ٢-
    الرسالة الثانية من الخرطوم:
    ******************
    (..بالله ده كلو حصل سنة ١٩٨٩؟!!..والله نحنا مغيبين تمامآ عن الحقائق. وشنو حكاية زول يكتلوه في فلوسه؟!!..).
    ٣-
    الرسالة الثالثة من الخرطوم:
    ******************
    (..ياعمي الصايغ انت كتبت انو الشهيد مجدي هو اول قتيل في زمن الانقاذ، لكن الشهيدة التاية الطالبة في جامعة الخرطوم هي الاولي ومعها الشهيد فيصل)…
    ٤-
    الرسالة الرابعة من لندن:
    ****************
    (..الراحل مجدي تاريخ ميلاده ٢٤ نوفمبر ١٩٥٤، واعدم شنقآ في يوم ١٩ ديسمبر ١٩٨٩، دفن في مقابر فاروق في الخرطوم بجوار قبر الراحل والده، مقابر فاروق لاتبعد كثير عن منطقة العمارات التي يسكن فيها صلاح كرار)..
    ٥-
    الرسالة الخامسة من الخرطوم:
    *******************
    (..سمعت بقصص كتيرة عن فظائع الانقاذ، لكن ماكنت متصور يصلوا للحد ده!!..اول مرة اعرفها من المقالة دي. حسبي الله ونعم الوكيل)..
    ٦-
    الرسالة السادسة من ميونيخ:
    *******************
    (..مفروض ان يعتذر البشير شخصيآ لاسرة الراحل محجوب زي ما اعتذر للجنوبيين)…
    ٧-
    الرسالة السابعة من امستردام:
    ********************
    (..هل صحيح ان الرائد ابراهيم شمس الدين ارغم القاضي العسكري علي اصدار حكم الاعدام؟!! وان شمس الدين ارسل ورقة مطبقة سلمت للقاضي فيها امر باصدر حكم الاعدام؟!!، وان شمس الدين ضغط علي البشير عدم معارضته لقرار القاضي العسكري؟!!)..
    ٨-
    الرسالة الثامنة من نيويورك:
    ******************
    (..بالفعل وبعيدآ عن عملية الاعدام، اين اختفت اموال العائلة المصادرة؟! !ولماذا سكتت العائلة ستة وعشرين عام عليها؟!!)..
    ٩-
    الرسالة التاسعة من القاهرة:
    ******************
    (..عندما اشاهد هنا في القاهرة الفلل الفاخرة التي امتلكوها كبار الشيوخ المسلمين السودانيين وكبار الضباط..اتذكر الراحل مجدي، بفلوسه وفلوس ضحايا اخرين ناس الجبهة الاسلامية اشتروا الكثير من المباني في القاهرة والاسكندرية)..
    ١٠-
    الرسالة العاشرة من برلين:
    ****************
    (..ارجوك ياعمي الصائغ، تألف كتاب توثق فيه هذه الحادثة ومعها قضية اعدام بطرس واركانجلو، وانا متكفل بكافة مصاريف الطبع، والله بتكلم جد وعندك الايميل بتاعي، وبناشد الاخرين بمساندة الاقتراح وتقديم العون والدعم المتعلق بالوثائق)..
    ١١-
    الرسالة الحادية عشر من لندن:
    ********************
    (..مرة يقولو مجدي كان تاجر عملات..ومرات يقولو كان طالب في لندن، وين الحقيقة؟!!)..
    ١٢-
    الرسالة الثانية عشر من الخرطوم:
    ********************
    (..اعدام مجدي كان السبب في عزل صلاح كرار من اللجنة الاقتصادية بعد ما ظهرت عليه علامات الغني والرفاهية وهو لسه رائد!!)…
    ١٣-
    الرسالة الثالثة عشر من برلين:
    ********************
    (..ياعمي الصايغ، ارجو ان توضح بصورة اكتر دور ابراهيم شمس الدين في القضية).
    ١٤-
    الرسالة الرابعة عشر من القاهرة:
    *********************
    (..هل حقآ ارغم الرائد ابراهيم شمس الدين الرئيس العميد عمر البشير علي التوقيع بتنفيذ حكم الاعدام علي الشهيد مجدي؟!!..كيف رائد يأمر عميد؟!!)..
    ١٥-
    الرسالة الخامسة عشر من واشنطن:
    ***********************
    (..والله ياعمي بكري حقو عمر الجزلي يعمل معاك حلقة تلفزيونية، لكن من ناحية ما بتمناها لك، لان عمر الجزلي زول نحس، اي واحد عمل معاه اتوفي بعدها. قالوا مرة اتقابل مع الفنان عبدالعزيز داؤود واقترح عليه اجراء لقاء تلفزيوني، رد عليه عبدالعزيز:”نويت علي ولا شنو ياالجزلي؟!! ) ..
    ١٦-
    الرسالة السادسة عشر من السويد:
    **********************
    (..والله قصة ولا في الف ليلة وليلة!!..يا أخونا شنو الحصل علينا؟!!.. ليه بقينا كده؟!!)..
    ١٧-
    الرسالة السابعة عشر من بلغراد:
    *******************
    (..هناك بعض الامور غامضة شديد في المقال وطلاسم لم يفك احد بعد شفرتها، مثلآ، هل كانت اللجنة الاقتصادية عندها قوة عسكرية خاصة بها اعتقال الناس وتفتيش منازلهم؟!!..ام اعتقال مجدي وبطرس واركانجلو قرار فردي من صلاح كرار؟!!)..
    ١٨-
    الرسالة الثامنة عشر من هولندا:
    *****************
    (..انت ياعمي الصايغ قبل ستة اعوام كتبت نفس الموضوع وما شايف اي جديد في المقال اليوم!!..ما تعليقك؟!!)..
    ١٩-
    الرسالة التاسعة عشر من الخرطوم:
    **********************
    (..البرد جانا، وبعد ده حنتدفئ بمقالات الراكوبة، كتروا منه،ا وكتروا البهارات والشطة الحبشية!!)..
    ٢٠-
    الرسالة العشرين من لاهاي:
    *****************
    (..ما هي حقيقة استلام القاضي العسكري مال مسروق؟!! وردت هذه المعلومة في المقال دون توضيح!!)..
    ٢١-
    الرسالة رقم واحد وعشرين:
    *******************
    (..اكتمال لل مقال كنت اود ان تعرفنا بالاسرة الكريمة، اقصد عائلة الراحل محجوب محمد احمد واين هم الان؟!!)…

  57. غايتو يا الترابي ويا علي عثمان ويا بشة وغيرهم وغيرهم شيلو شيلتكم، مجرد ما حتموتو حتشوفو كل الفلم ده ماري قدام عيونكم والكتلتوهم ديل وكل الشعب واقف قدامكم بيتفرج عليكم وانتو واقفين في نار جهنهم ولسه ما تم حسابكم، غايتو طلعتو وهم واتغشيتو بالدنيا دي، اها يا بشة عملت قروش وعرست البت الكانت في نفسك لما كنت يتزورهم زمان في بيتهم التعبان ولمل تخت ليك صينية الاكل وتديك ضهرها كنت بتسرق ليك كم نظرة وتمني نفسك بيها، اها حسي رايك شنو؟ الموضوع كان بيستاهل؟

    اما انت يا الجثة القربت تتوارى في التراب المنه اشتق اسمك، رايك شنو حسي وانت على ابواب الموت في العملتة في الشعب السوداني.

  58. اخي بكري
    أختلف معك في عرض القضية ، وكأنها تخص النوبيين وحدهم، فالقضية قضية قومية في المقام الاول. مجدي شهيدنا كلنا.

  59. الف رحمة ونور عليك يامجدي… كان والدي الحاج محمد عابدين احمد شريف يحك لى كيف كانو يذهبونا عند منتصف اليالي ويطرقون ابواب المسأولبن ومعهم الحاجة هانم وقد ذكر لي زأت مره عندما ذهبو لي منزل الزبير محمد صالح وكيف كان يكذبون ويقلو لهم ارجعو منازالكم وانشالله مافى مشكله ولكثير من الشخصيات فى ذالك الزمان وكيف كانو يعانون من المعامله السياء منهم..لك الرحمة مجدي

    حلفا سرة شرق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..