الميثاق السياسي للجان المقاومة

وائل محجوب
“نحنا الفي أيدنا القدرة
عدالة العوج والميل
كم جانا سيل
والدنيا ليل
صرفنا.. والفجر أنبلج”
الشاعر الثوري المجيد محمد الحسن سالم حميد
• الميثاق السياسي للجنة مقاومة مدني ومن قبله لجنة مايرنو، والميثاق المرتقب من تنسيقية لجان الخرطوم هي نقلات ضخمة في مسيرة الثورة، وهي مبنية على رؤية القاعدة العريضة للجان المقاومة وما توافقت عليه الأحياء والحلال، وهي جميعا ستقود لميثاق موحد بعدما تطرح اللجان في مختلف انحاء السودان رؤاها ليصبح ذلك مدخلها الذي ستبنى عليه تحالف الحد الاعلى، ويشكل رؤيتها للوضع الانتقالي لما بعد الثورة الذي ستناضل لتحقيقه، وسيبلور رؤيتها حول أهم قضايا الانتقال التي ستسعى لتضمينها في أي تحالف تكون جزء منه.
• هذه المواثيق بوضعها هذا تفتح الباب لتصويب الحالة السياسية، ورفع مستوى الجدية في النقاش والتعامل مع قضايا الثورة والدولة، وهي مادة سياسية وفكرية رفيعة ورصينة، لا يمكن التعامل معها بالتسطيح و”الشنشنة”، وتوزيع الاتهامات حولها بلا هدى، انما الواجب أن يتم التعامل معها احتراما وانطلاقا من اهمية القاعدة التي شاركت في صياغتها من ناحية، وبما حملته من رؤى وافكار من الناحية الثانية، وان يطرح الناس ملاحظاتهم ونقدهم لها بجدية تستحقها وإدارة حوار واسع يساهم في تطويرها.
• إن ما يقال حول ميثاق مدني من حمله لأوجه شبه مع أراء هذا الحزب أو ذاك، وتحديدا محاولة نسبتها لادبيات الحزب الشيوعي ومواقفه، قول مردود وينطوي على عدم حساسية تجاه القواعد التي شاركت برؤاها في صياغة هذا الميثاق، فكل المواثيق التي اطلعت عليها على اختلاف جهاتها ما يجمع بينها أكثر مما يفرق، بل أنك قد تجد عناصر اتفاق بين رؤى احزاب سياسية على طرفي النقيض حيال كثير من القضايا، ذلك أمر طبيعي ومتوقع، لذلك فأن الواجب هو أن يلتف الناس حول ما يتفقون معه في الميثاق، وأن يناقشوا أوجه الخلاف والاختلاف معه ويطرحوا رؤاهم حولها، فذلك هو المنهج الموضوعي الذي يقرب الشقة بين المختلفين، ويوجد الارضية التي ينبني عليها تحالف الحد الأدنى؛
– اتفاق حول القضايا المتفق عليها.
– وحوار حول المختلف عليه وتفاهم على طريقة للتعامل مع الاختلافات.
• إن الجهد الذي انخرطت فيه مختلف الجهات سوأ كانت ثورية أو سياسية أو مطلبية أو مدنية أو مهنية، سعيا لبلورة رؤاها، هو جهد لابد ان يجد التقدير والاهتمام، فهذا العصف الذهني هو إشارة لاستيعاب المأزق الذي وجدت فيه هذه القوى نفسها من قبل في أعقاب الثالث عشر من ابريل، وهي محاولة للإجابة على اسئلة ما بعد اسقاط الانقلاب، ويقيني أن كل هذه الجهود ستقود في آخر المطاف لبلورة رؤية وطنية متماسكة وتحالف حقيقي، يستفيد من أخطأ الماضي ويؤسس لرؤية تقطع مع ماضي دولة ما بعد الاستقلال المأزوم.
• التحية للجنة مقاومة مدني على هذا الجهد المحترم، ومن قبلها لجنة مقاومة مايرنو، ونحث تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم على طرح ميثاقها المرتقب، توطئة للبدء في عملية حوار لتوحيد مختلف القوى الثورية، وبناء تحالف جديد يقوم على برنامج واضح لمواجهة تداعيات الانقلاب والتعامل مع ما بعد اسقاطه.. وسأقوم بتقديم قرأة متعمقة لميثاق مدني مقرؤا مع ميثاقي مايرنو وتجمع المهنيين السودانيين الذين تم طرحهما من قبل.
كلمة أخيرة؛
يتجدد غدا الزحف الثوري، بمليونية ٢٤ يناير التي تصادف ذكرى استشهاد الشهيدين الجسورين عبد العظيم ومحجوب التاج قبل ثلاثة أعوام، وهي استمرار للخطى الثائرة المتوثبة في طريق دولة العدالة والحق والقانون، فأنعم بها من ذكرى، والمجد والخلود لصاحبيها سليلي البطولة، ولجميع شهداء الثورة السودانية الكرام الميامين، ولشعبنا المقدام من قبل ومن بعد.. إن الشوارع لا تخون.
الثورة مستمرة وستنتصر
#مليونية24يناير
#لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية