المحكمة الجنائية – أخر محطات الطغاة

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية إعلان ملاحقة جنود جيش الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بتهم إرتكاب جرائم تعذيب في حروب العراق وأفغانستان، ولم تكن امريكا جزء من ميثاق روما الذي تم بموجبه إنشاء المحكمة الجنائية، لكن رغم ذلك لم تتوقف المحكمة في ملاحقة المجرمين والمطالبة بمثولهم أمام القضاء العالمي تحقيقا للعدلة.
كانت المحكمة الجنائية في عهد مدعيها العام السيد/ أوكامبو: قد اصدرت مذكرات توقيف بحق الرئيس الإنقاذي عمر البشير: وتحمل المذكرات في طياتها العديد من الإتهامات المسنودة بدلائل وبراهين لإرتكاب السلطة الإنقاذية جرائم التعذيب والإبادة الجماعية في السودان، لكن وقتها رفض البشير التعامل مع المحكمة الجنائية وأصر علي مواصلة نشاطه الحربي، كما واصل أسفاره الي الدول التي تحكمها حكومات دكتاتورية يعلم قادتها بأنهم يوما ما سيأتي دورهم.
وفي السنوات الأخيرة تم إنتخاب السيدة/ فاتو بنسودة: لمنصب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وتمكنت من تقليل النشاط الخارجي للرئيس الإنقاذي، كما حركت الجمود في مجلس الأمن الدولي بعد تصعيدها لملف السودان.
وفي عهدها حدثت نقلات كبيرة لهذه القضية، وتمت محاصرة البشير في نجيريا وجنوب إفريقيا وغيرها من قبل نشطاء المنظمات الحقوقية.
وحاول الرئيس تجيش بعض الدول الإفريقية ذات الحكومات الإنكفائية لمساندته وخلق رأي عام في إفريقيا يصدر مفهوم مغاير لأهداف المحكمة الجنائية، وبالطبع اعلنت عدد من الدول إنسحابها من المحكمة ووصفها بالمحكمة (المسيسة) التي تتبع للولايات المتحدة الأمريكية.
لكن التطور الأخير الذي شاهدناه يعكس الصورة الحقيقية لنزاهة المحكمة، ويظهر الممانعين والمشككين علي هيئة (التعري من ثياب الحياء)، وهذا يكشف للشعوب الإفريقية السبب الأساسي لرفض هؤلاء القوم الإستجابة للقانون الدولي والتعامل الإيجابي مع المحكمة الجنائية لترجيح ميزان العدالة وضمان حقوق الشعوب.
الآن بعد صدور مذكرات ملاحقة للجنود الأمريكان، تأكد لكل المتابعين حياد المحكمة، وفي نفس الوقت بانت الحقائق التي حاول البعض إخفاء آثارها رغم وضوحها.
الرؤسا الذين رفضوا التعامل وفق القانون الدولي، هم اصلا لا يحترمون القانون ولا تهمهم مصالح شعوبهم، وهم يسعون لتخدير المجتمعات بالدعايات المضادة التي لا تتفق مع المنطق مهما كانت المقاربات والمقارنات علي أرض الواقع، وهم يريدون مواصلة مشوار الحرب وتعذيب المواطنيين، وربما نسي بعضهم أن السلطة التي تمسك بها طغاة شمال إفريقيا مثل معمر القذافي في ليبيا وبن علي في تونس وآخرون جميعهم سقطوا كما تسقط أوراق (الشجرة اليابسة)، ويمكننا قياس الثورة التحررية في سرعتها وقوتها بسرعة وقوة الريح التي لا تتوقف في اكتساح العالم إلا حين يتم إكتشاف نظرية جديدة توقف المد الثوري الذي تحركه المشاعر الوطنية في نفوس الجماهير، والذي يدفع الجميع في إتجاه واحد منتهاه إسقاط النظام، وهنا لا يمكن التحايل علي الجماهير بالخطابات المفخخة بالشعارات الفضفاضة التي لا تزيل الجوع عن الفقراء ولا تكسي العرايا ولا تعالج المرضى ولا تفتح للحرية نوافذها الطبيعية لتشع انوارها ويتبين المجتمع طريقه نحو التطور والتقدم الي الحضارة الإنسانية بشكل طبيعي.
هذه الحكومات ما زال قادتها يعتقدون في أنفسهم الذكاء رغم الغباء الذي يظهر في سلوكهم وافعالهم اليومية، وهم يعتقدون بأنهم قادرين علي بناء جمهوريات وراثية يستعمرون فيها الشعوب بالقوانيين الظلامية، ولكنهم لم يدرسوا التاريخ جيدا ولم ينظروا الي ما يدور من حولهم ولم يضعوا في حسبانهم إحتمالات الرحيل الي لاهاي بشكل إجباري يجعلهم يسكنون السجون بدلا عن القصور التي افسدوها بظلمهم.
هكذا ظل النظام السوداني يعتقد في إمكانية إستمراره بخداع الشعب ومرواغة المجتمع الدولي طوال السنوات السالفة، وهكذا هم يعيشون في نعيم السلطة ولا يهمهم إن إختنق الشعب بؤسا ام إحترق، لأن المصالح الذاتية الضيقة هي التي تهمهم، ولأن تلك المصالح لا تتحقق إلا في اجواء تسودها الحروب المرعبة، فهم في مثل هذه الحالة يتاجرون بحياة المجتمع ويدخلون سوق المخدرات والأسلحة وتجارة البترول والإستثمارات الأخرى من اوسع ابواب الفساد، يفعلون فيها ما يحلو لهم، ويكدسون الأموال في جيوبهم وفي البنوك الداخلية والخارجية ويسكنون افخم واضخم المساكن، والفقراء مكانهم القطاطي والخيام إن وجدت.
إنه الجشع الذي يسيطر علي عقولهم ويطبل قلوبهم ويعمي أبصارهم، فلا يفكرون ولا يشعرون ولا يبصرون، ماضون في طريقهم الي الهلاك، فلو قبلوا بتسليم السلطة الي الشعب وحزموا معاطفهم وغادروا طوعا الي يحيث المحكمة الجنائية الدولية لكان خيرا لهم من كنسهم بثورة غضب شعبي وإرسالهم مكبلين الي هناك، ولو فعلوا ذلك لتم تجنيب البلاد من الإنحدار أكثر فاكثر الي الفقر والحرب والتشرد، ولكنهم حتما لم يفعلوا ذلك مهما كلفهم الأمر.
إذن في ظل هذا الوضع العجيب لا بد من الصعود الي الخيار الوحيد وهو التنسيق بين كافة المجموعات الوطنية ووضع رؤية مشتركة للمقاومة وتثوير الشعب والنزول الي الشوارع دون خوف من خطابات التخويف والتخوين، فالنظام المفلس سياسيا واخلاقيا تجده يستخدم اسلوب إستعراض العضلات امام الشعب بمعني (اسدا علينا وفي الحروب نعام)، وينطبق هذا الحديث علي قادتهم الذين يهربون اليوم من قبضة المحكمة الجنائية ويصرخون في قاعة الصداقة والبرلمان، في محاولة منهم للضحك علي الناس وإخفاء الخيبة التي تظهر في وجوههم.
اما التفاوض مع مثل هذه الأنظمة لإنهاء الأزمات فهو لن يجدي إذا لم تتوازن القوى، وطالما هم يتتبعون مكامن خلل المقاومة لن يقبلوا بالحل السلمي الشامل، لأنهم يعتقدون في رفضهم للحلول وضغطهم علي المعارضة وتضيق المساحات سوف يؤدي ذلك الي تنازل المعارضيين عن بعض المطالب والتي لا ينفع التنازل عنها ابدا مهما حدث، وبهذا يستمرون في السلطة يوما بعد يوم، لذلك لا بد من تفعيل الضغط الشعبي بكل الوسائل المتاحة ومحاصرتهم داخليا وخارجيا وإجبارهم علي قبول السلام والتحول الديمقراطي بكل الشروط الضامنة لنجاح عملية التغيير في بلادنا.
ثورتنا ناجحة ومستمرة وتحتاج الي المزيد من الدعم والتماسك بين المناضلين في كل الجبهات، وسيحل الفجر قريبا ويرحل عن بلادنا الظلام، وسيأتي يوم نسطر فيه أمل جديد لأجيال الغد التي يجب علينا تأمين حياتها ومستقبلها قبل أن تأتي الي الدنيا.
سعد محمد عبدالله
[email][email protected][/email]
وينهم الجنود الأمريكان العاقبوهم!!!
حسة بوتين انسحب من الجنائية كان رجال ينضموا معاه
شغال قصف لحلب يومي
عمر البشير( لص كافوري ) مجرم حقيقي هو ومن معه من المجرمين سفاكي الدماء قاتلي الأبرياء ( أهلنا في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وغيرهم من الشهداء شهداء الحق ) هؤلاء الحثالى أمثال علي عثمان ونافع وهارون وحميتي وجنرالات الحرب مصيرهم الحتمي محاكمة عادلة وذلك كن يتحقق إلا عبر الجنائية الدولية لا يمكن بل ويستحيل عقلا أن يفلت هؤلاء دون عقاب سماوي عادل كل ما في الأمر مسألة زمن لا غير