السيد علي الميرغني/ ملكا على السودان .. تعقيبا على ما نشره د. حسن عابدين

السيد علي الميرغني/ ملكا على السودان .. تعقيبا على ما نشره د. حسن عابدين بسودانايل ..

++++
تعقيبا على ما نشره الاستاذ الدكتور حسن عابدين في صحيفة سودانايل أقول: انا مع الرأي الذي ادلى به الأستاذ الدكتور حسن عابدين المحترم، حول رواية عرض منصب أو وظيفة ملك للسودان على مولانا السيد علي الميرغني طيب الله ثراه، من خلال عملي البحثي في وثائق السودان، لايوجد اي اثر وثائقي ، على الأقل لحد هذه اللحظة، يشير الى مقترح او راي مدون بأي شكل، من قبل كافة دوائر الاختصاص سواء في لندن او في السودان، حول الشخصيات السودانية التي يمكن أن تحتل مثل هذه الوظيفة، فيما لو اراد الانكليز توظيف أحد القادة بها، ومن خلال دراستي للدكتوراه في جامعة اكستر/ بريطانيا عام 1988، والتي كانت تحت عنوان ” اسهامات السيد علي الميرغني، زعيم الختمية، في التطور السياسي للسودان، 1884-1968″، لم اعثر على ما يوثق هذه الرواية التي يتناقلها المحبين من غير الأكاديميين، لا في دار الوثائق البريطانية في لندن، ولا في مركز الوثائق السودانية بجامعة درهم، او في سجلات الدار الوطنية للوثائق/ الخرطوم، أو في وثائق قصر عابدين/ القاهرة. باستثناء الرواية التي أكدها لي السيد محمد عثمان الميرغني اطال الله عمره، زعيم الطريقة الختمية الحالي، وشقيقه المرحوم السيد احمد الميرغني، في مقابلتي لهم في الخرطوم. ويمكنني القول كذلك ، لم اجد للرواية صدى لدى العديد ممن قابلتهم فيكل من الخرطوم، رفاعة، كسلا ، طوكر، وسواكن، ومنهم المرحوم احمد خير المحامي، د أحمد السيد حمد، ابو سن، محمود الفضلي، طه الريفي، التيجاني عامر، ورئيس اول برلمان وطني، وشخصيات أخرى ممن عاصروا المرحلة انذاك، ?. والشئ نفسه ينطبق على السيد عبد الرحمن المهدي وطموحه الملكي، لحد الآن، الذي انكره في اكثر من مناسبة، ولكن هو الاخر لم يعرض عليه احدا من الانكليز منصب ملك للسودان، على الرغم من تحسس الانكليز بطموحه الملكي، وعملهم على كبح هذا الطموح بهدف الموازنة بين زعماء البلد، واتفق تماما مع الدكتور حسن، في قوله ان اقتراحا من هذا النوع لا ينسجم مع سياسة بريطانيا “بل يقوض ركناً أساسياً من أركانها وهو حفظ توازن القوي والنفوذ بين زعماء الطوائف والقبائل السودانية وخاصة بين طائفتي الأنصار والختمية وزعيميها السيد علي الميرغني والسيد عبد الرحمن المهدي طيب الله ثرائيهما”…. ولا يفوتني ان انوه الى اني الأن منكب على تأليف كتاب عن طيب الذكر المرحوم ” الامام السيد عبد الرحمن المهدي ودوره الرائد في تحقيق استقلال السودان”، والذي جاء وصفه في آخر رسالة موجهة اليه قبل وفاته بعشرة، لآعلامه بقرار جامعة درهم بمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية. وآمل ان اوفق بايجاد دار نشر لهذا الكتاب قريبا، لأكون قد اديت الامانة العلمية وحققت موازنة لعملي السابق بتأليف كتاب عن القطب الآخر للمعادلة في بلدي العزيز السودان.
? Richard Hill, ?Father of modern Sudan
وانشر هنا النص المترجم من اطروحتي:
السيد علي الميرغني ملكاً على السودان: في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى عندما نشأت الملكيات في الحجاز والعراق والأردن، بدت إمكانية ملك السودان غير مستبعدة، وساند أتباع السيد علي الميرغني والسيد عبد الرحمن المهدي كلاهما ادعاءات زعمائهم الشخصيين . وفي الحقيقة، فأنه حتى أثناء الحرب ذكرت تقارير حكومة السودان”شائعات عاصفة” حول طموحات السيد علي الميرغني ، وبعد فترة طويلة عندما سأل السيد علي الميرغني في مقابلة فيما إذا كان قد اقترح عليه قبول منصب ملك السودان، أجاب بأنه لم يقدم اقتراحاً مكتوباً ولكن المسؤولين البريطانيين تحدثوا إليه حول ذلك، ولم يوافق السيد علي الميرغني على الاقتراح محاجا بأن منصب الملك الذي تعطيه بريطانيا يجعله أداتهم ، وقد أكد ذلك لكاتب هذه السطور السيد محمد عثمان الميرغني، الزعيم الحالي للطريقة، والذي أعلن أن السيد علي الميرغني كان باستطاعته القيام بدور الملك ولكنه لم يستطع الموافقة على ذلك لأسباب دينية .
هناك أدلة وثائقية قليلة حول الموضوع، وتبعاً ليوسف نحاس، فقد عرض البريطانيون على السيد علي منصب سلطان السودان ولكنه رفض الاقتراح ، وكتب فكري أباظة مقالاً سياسياً تهكمياً في جريدة (اللواء) في 4 مايس عام 1919 زاعماً ان اللنبي قام بزيارته ليجد ملكاً للسودان، واعتقد الكاتب ان السيد علي الميرغني كان المرشح المختار، وفي نهاية المقال يوجه التماساً له بأن لا يصبح ألعوبة للإنكليز ويقسم وادي النيل . والأكثر جدية، ان صحافة القاهرة في تغطيتها لزيارة اللبني في عام 1922، كتبت تقارير عن شائعات عن التغيرات التي ستعقبها هناك، والأكثر أهمية في هذه الشائعات هو النية في تأسيس ملكية في السودان والمرشحون المحتملون كانوا السيد علي الميرغني والسيد عبد الرحمن المهدي والأمير عادل طوسون والأمير محمود علي ، وأعلن كاتب لاحق ان فكرة الملكية كانت تطرح من وقت لآخر لإحراج السيد علي الميرغني والسيد عبد الرحمن المهدي أو بصورة بديلة كتحذير لمصر . وقد أمتدح السيد علي الميرغني في الثناء الذي أسبغ عليه بوفاته، أمتدح لرفضه الموافقة على عرض منصب الملك وإدراكه بأنه لو فعل ذلك فأنه سيمزق السودان إرباً .
ومهما يكن شعور السيد علي الميرغني حول عرض منصب الملك عليه، فأنه مما لا شك فيه أنه كان يتخوف من العواقب فيما إذا نجح الأنصار في هدفهم بتأمين العرش للسيد عبد الرحمن المهدي. وبينما كانت الشائعات تنتشر من خلال الصحافة المصرية فان السيد عبد الرحمن المهدي بقي صامتاً مما أضاف إلى شكوك السيد علي الميرغني ومخاوفه، وقد بقيت هذه المخاوف والشكوك معه حتى المرحلة الانتقالية التي قادت إلى استقلال السودان عندما أعلن السيد عبد الرحمن المهدي في 12 آب عام 1953 بصورة علنية تفضيله للجمهورية بعد تحقيق الاستقلال
===

د. ظاهر جاسم محمد الدوري/ العراق
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اتذكر الباحث ظاهر جاسم محمد الدوري من العراق دارسا لشئون الخنمية إبان عملي مساعدا للباحثيين في دار الوثائق السودانية وصادف حضوره تواجد الباحث حاج موسى كوكو الباحث في التطور الإحتماعي لطائفتي الأنصار والختمية،، لاحظنا أن الباحث العراقي قد منح الإذن بمراجعة مكتبة الدائرة الميرغنية التي كان يستحيل على الباحثين الحظوة بها لغغرض غير مبرر.. المهم أن هذا الباحث العراقي كان ينسخ من مجموعة الكتب العربية وكلها كانت باللغة العربية،، أما الباحث حاج موسي فقد كان يعتمد على مجموعة ملفات تقارير السكرتير الإداري والمخابرات مما ميز بحثه بقدر من المصداقية والمنطق،، ودار الوثائق من منطلق مساعدة الباحث الجاد بتوفير المصادر غير الماحة له توسطنا بين الباحثين لمساعدة كل منهما الأخر وتبادل المعلومات مما أتاح لكليهما امكانيات أوسع وأشمل وأنفع،،إلا أن الدكتور حسن عابدين يعتبر مرجعاً واستاذاً للباحثين ولم يؤرخ بشكل مباشر إلى اسناد ملكية السودان لأيٍ من الزعيمين بل ذكر في البرنامج المشار إلية ووثق بوضوح في مؤلفاته بأن الإدارة الأجنبية كانت تتوخي سياسة الجزرة والعصا في تعاملها مع الزعيمين وفق الظروف، كما تختلف أراء الكثير من الباحثيين حول مبدأ تطبيق خيار الملكية في السودان كما كان في الخليج بل ويميلون إلى أنه كان من المخطط له أن يكون في السودان نظام المؤتمر العام المطبق في الهند والتي منها كان إستقراء مؤتمر الخريجين ومن ثم أحزاب المدارس الإتحادية المندمجة في الوطني الإتحادي عام 52.

  2. هنالك معلومة أخري تحتاج لاثبات أو نفي و هي الزعم بأنالسيد/علي الميرغني قد جاء في حملة كتشنر بدرجة ملازم ثاني- يعني ضابط بدبورتين ! و عند إستقلال السودان وصل لرتبة لواء في المخابرات و قد طالب بحقوقه من الأزهري !!

  3. اتذكر الباحث ظاهر جاسم محمد الدوري من العراق دارسا لشئون الخنمية إبان عملي مساعدا للباحثيين في دار الوثائق السودانية وصادف حضوره تواجد الباحث حاج موسى كوكو الباحث في التطور الإحتماعي لطائفتي الأنصار والختمية،، لاحظنا أن الباحث العراقي قد منح الإذن بمراجعة مكتبة الدائرة الميرغنية التي كان يستحيل على الباحثين الحظوة بها لغغرض غير مبرر.. المهم أن هذا الباحث العراقي كان ينسخ من مجموعة الكتب العربية وكلها كانت باللغة العربية،، أما الباحث حاج موسي فقد كان يعتمد على مجموعة ملفات تقارير السكرتير الإداري والمخابرات مما ميز بحثه بقدر من المصداقية والمنطق،، ودار الوثائق من منطلق مساعدة الباحث الجاد بتوفير المصادر غير الماحة له توسطنا بين الباحثين لمساعدة كل منهما الأخر وتبادل المعلومات مما أتاح لكليهما امكانيات أوسع وأشمل وأنفع،،إلا أن الدكتور حسن عابدين يعتبر مرجعاً واستاذاً للباحثين ولم يؤرخ بشكل مباشر إلى اسناد ملكية السودان لأيٍ من الزعيمين بل ذكر في البرنامج المشار إلية ووثق بوضوح في مؤلفاته بأن الإدارة الأجنبية كانت تتوخي سياسة الجزرة والعصا في تعاملها مع الزعيمين وفق الظروف، كما تختلف أراء الكثير من الباحثيين حول مبدأ تطبيق خيار الملكية في السودان كما كان في الخليج بل ويميلون إلى أنه كان من المخطط له أن يكون في السودان نظام المؤتمر العام المطبق في الهند والتي منها كان إستقراء مؤتمر الخريجين ومن ثم أحزاب المدارس الإتحادية المندمجة في الوطني الإتحادي عام 52.

  4. هنالك معلومة أخري تحتاج لاثبات أو نفي و هي الزعم بأنالسيد/علي الميرغني قد جاء في حملة كتشنر بدرجة ملازم ثاني- يعني ضابط بدبورتين ! و عند إستقلال السودان وصل لرتبة لواء في المخابرات و قد طالب بحقوقه من الأزهري !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..