حلم مزعج !!!

عدت للمنزل بعد يوم عمل مرهق ومضني ، وبعد أن قمت ببعض الواجبات من مراجعة بعض دروس الأبناء والسؤال عن أحوال بعض الأهل والجيران ، لجأت لمرقدي وأنا آمل في نومة هادئة تزيل عني رهق اليوم وكآبة الواقع المتمثل في صعوبة الحصول علي عدة أرغفة ، وصعوبة الحصول علي أنبوبة غاز وإذا وجدت فان ثمنها يزيدك ضجراً ، والإرتفاع الجنوني في الأسعار ، كل ذلك جعلني أطمع في نومة هادئة .
وبمجرد خلودي للنوم رأيت فيما رأيت أرتالاً من البشر تزحف نحو مكتب المسئول الرفيع ، وعلمت أنهم أهل قتيل احد القري والذي أغتيل علي يد مليشيات الجنجويد ، وعند وصولهم خرج لهم أحد المسئولين وهو يزعق فيهم ( يا أخوانا ديل قوات إسناد وجات عشان تدافع عنكم ، وبعدين شهيدكم ربنا يرحمه وهو لو يومو ما تم ما كان مات ، ودي إرادة ربنا … وبعدين انتو بتتكلموا عن بعض التفلتات ، وزمان السواقين البحارة ما كان بعملو اكتر من كده ، الجديد شنو ؟ ) . دهشت لسماع مثل هذه اللغة من مسئول يتحدث عن مجتمع محافظ ومحترم مثل مجتمع كردفان ودهش معي كثيرون ، حاول بعض الشباب الإعتداء علي المسئول ولكن بعض كبار السن رفضوا ذلك بدواعي عدم الإستعجال .
تحرك الجميع لمكتب مدير أحد الجهات النظامية المسئولة عن حفظ أمن وممتلكات المواطن وبعد ان شرحوا قضيتهم رد عليهم المدير ببساطة بعد ان عبر عن تضامنه معهم ، بانه ليس لديه السلطة في إنفاذ حكم القانون في مواجهة هؤلاء وانه امامه عدة بلاغات ولم يجد الوسيلة لإحضارهم لساحات العدالة ..
خرج الجميع والكل محتار بما يسمع …
لجأ الجميع لشجرة لالوب كبيرة تقع في الجزء الجنوبي من المدينة وطرحوا قضيتهم ، فمنهم من رأي مواصلة التواصل مع السلطات العامة والعدلية ، ومنهم من رأي بأن ياخذوا حقهم عنوة وإقتداراً ، ولكن هذا الرأي لم يرق لآخرين فرأوا ضرورة الخروج من القري والسكن في بيت كردفان حتي تعود قراهم آمنة ، وهنالك آراء أخري منها الجرئ ومنها المسالم ومنها المهادن ، وطرحت جميع الأراء للتصويت في حضور كل قادة الإدارة الأهلية ، وإلتزم الجميع بإحترامهم وإنفاذهم لرأي الأغلبية ، وقبل إعلان الرأي الفائز سمعت آذان الفجر يعلن عن وقت صلاة الفجر ، فنهضت منزعجاً أردد ( خير اللهم أجعله خير ) .
هل يمكن ان يحدث ذلك علي ارض الواقع بهذه التفاصيل المرعبة وفي دولة تحترم نفسها وشعبها ؟
كنت اتمني أن أعرف قرار اهلنا ؟ وما هو رأيك سيدي إذا تمت إستشارتك في ذلك ؟
حدو حقكم بالقوة
التغيير آتى وعلى نار هادئة كما قال احد قادة المؤتمر ولكن سيأتى برؤوس كبيرة وسينقلب الوضع السياسى فى البلد رأساً على عقب للأفضل طبعاً … وهم يتقدون أن الإصلاح يجرى بأفكارهم وعلمهم ولكن هذا تغيير من الله و بأيديهم والغلبة ستكون لصالح جميع الشعب السودانى ، وربنا سبحانه وتعالى يريدبهذا الشعب ن وسيكون تغيير ابيض شامل ، والسبب المظالم التى ارتكبت فى هذا العهد الظلامى 25 عاما بلاهدى ولا كتاب منير ، وبسبب الأرواح التى زهقت ظلما وعدونا من الأطفال والنساء والشيوخ والأطفال فى جميع مناطق السودان … والله اعلم ..