سبع ولا ضبع

العنوان أعلاه مقولة من الثرات الشعبي العربي تعبر عن خلاصة أو نتيجة عمل معين ، هل خرجت منه كاسبا أم خاسرا .. الكثيرون يتساءلون اليوم عن خلاصة ما يمكن أن تأتي به الحكومة الجديدة هل يكون سبعا أم ضبعا ؟، البعض الآخر يخشى أن يكون انتظارهم لها مثل انتظار جودو، وفي رواية سودانية خالصة مثل ( الراجي الري ) ، وعلى كل حال من السابق لأوانه التكهن بشئ مازال في رحم الغيب وتحت التخلق ، وما علينا سوى الانتظار الذي نرجو ان لا يكون مثل انتظار جودو أو ( الراجي الري ) ..
قبل أكثر من ستين عاماً كتب المسرحي الايرلندي الشهير ورائد المسرح الطليعي، صمويل بيكيت، مسرحيته الشهيرة ( في إنتظار جودو )، التي أصبح عنوانها هذا مضرباً للمثل على كل حالة إنتظار مملة وغير مثمرة وبلا جدوى، والذين لا يعرفون انتظار جودو ولم يسمعوا بها من أهلنا الغبش، يستخدمون عبارة أخرى تماثلها تماماً في المعنى هي ( راجي الري ) فإذا قال لك أحدهم ( إنت راجي الري ) فهو إنما يسخر من إنتظارك العبثي لشيء لن يأتي أبداً، ولا أعرف لهذه العبارة حكاية أو قصة، ولكني وقفت على بعض الأشعار الشعبية والأغاني الدكاكينية التي أتت على ذكرها، مثل تلك الأغنية التي يدرجها النقاد الفنيون في عداد ما يسمونه الأغاني الهابطة، ويقول أحد مقاطعها ( الجداد الحي يا عوض دكام، ناكلو مشوي وني يا عوض دكام، يوم الخميس الكي يا عوض دكام، هلالنا راجي الري يا عوض دكام )، ومنها قول شاعر شعبي:
صابر قلبي بي أشواقو * زي صبر السّلم في الصي
بدّل لي إبر أوراقو * عشان يفضل حي
صامد لي السموم يتحدى * في الوادي البلا حمبي
عينو على الخريف يتعدى * صابر وبرضو راجي الري
ومنها كذلك أغنية شهيرة للفنان جعفر السقيد يقول فيها:
تحبي سواي وتنسى وفاي وتغدري بي
تهدّي مناي تقرري تاني ترجعي لي
أكون لليلة مستنيك وراجي الري
ياخي ما معقول?
وهو ذات اللامعقول الذي جعل شخصيات معدمة ومهمشة ومنعزلة تنتظر شخصا يدعى جودو ليغير حياتهم نحو الأفضل، ولكن المدعو جودو لا يأتي أبداً كما في مسرحية صمويل بيكيت المشار اليها.. إنتظار جودو أو إنتظار الري، هذا ما لا يتمناه كل من ينتظر شيئاً أو شخصاً، وهذا أيضاً ما لا يتمناه بل ويخشاه الناس مع الحكومة المنتظرة ولسان حالهم يقول لعل ( كل حركة معاها بركة )، وها قد إنتهت حركة حوار الوثبة وفي إنتظار بركاته، وكل ما يأملونه أن لا يكون هو إنتظار ( الراجي الري ) أو انتظار عودة جودو الذي لا يأتي، وانما إنتظار البركة التي أمّلوا فيها، وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل !..
الصحافة
يمكنك أن تتوقع تسعين وزيراً فالرئيس الفاشل لا بد له من تسعين وزير يتملقونه حتى يشعر أنه يمثل شيئاً في الساحة السياسية!
يالمكاشفى شكلك راجى الرى من الحكومة الجديدة
يمكنك أن تتوقع تسعين وزيراً فالرئيس الفاشل لا بد له من تسعين وزير يتملقونه حتى يشعر أنه يمثل شيئاً في الساحة السياسية!
يالمكاشفى شكلك راجى الرى من الحكومة الجديدة