مقالات سياسية

المقاومة السودانية ضد الجنجويد

اتيحت للنخب المسيطرة علي الدعم السريع و الراعية لمشروع الدولة العرقية ، فرصة تاريخية لتحقيق المصالحة في دارفور و المساهمة مع السودانيين في وضع ركائز السودان الجديد.

المطلوب حينها ، إعتذار تاريخي لضحايا الإبادة الجماعية، إخراج المستوطنين الذين تم توطينهم في حواكير الجماعات الافريقية، و العمل علي تسليم مرتكبي الابادة للعدالة.

شروط بسيطة ، و يمكن تحقيقها بسهولة و بالتالي تهيئة المناخ للمصالحة . لقد كانوا يمتلكون كل الأدوات لتحقيق ذلك.

لكن عوضا عن الذهاب في ذاك الاتجاه، قاموا بابراز انيابهم و اطماعهم السلطوية. وفي هذا الإطار تم تمديد السياسات التوسعية عبر الهجوم علي الكيانات الأخري مثلما حدث في أحداث كرينك و قلاب .

توجت هذا الاطماع باشعال حرب ١٥ إبريل، و التأسيس العملي لمشروع الدولة العرقية عبر تدمير البني الاقتصادية و الإنتاجية لكل الكيانات التي صنفت كاعداء و نهب املاكهم و تدمير بنيتهم التحتية بشكل كامل بما فيها المرافق الصحية و المدارس و مصادر المياه في تكرار لنفس التكتيك الذي استخدم في حرب دارفور الأولى .

النتيجة استعداء كل السودانيين، وفقدان اي أهلية أخلاقية و سياسية و بالتالي توفير الشروط الموضوعية للمقاومة السودانية ضد الجنجويد.

الآن بدأ السودانيين في الانتظام و ترتيب الصفوف لتحرير منازلهم و املاكهم و استعادة الدولة التي خربت بشكل كامل.

يعلم السودانيين حجم التشوهات التي أصابت المؤسسة العسكرية، ومدي خضوعها للكيزان ، لكن مع ذلك هم مضطرون للقتال الي جانبه.

هذا لا يعني أنهم يقاتلون لصالح ” الكيزان ” ، علي العكس أنهم سوف يقاتلون من أجل الثأر لمن تعرضن للاعتداء، ومن دفنوا أحياء ، وكل الأطفال الذين ذبحهم الجنجويد في الجنينة.

السودانيين اليوم أمام خيارين ؛ أما الخضوع للجنجويد أو استعادة دولتهم.

لم تكن يوما مصلحة السودانيين وسوف لن تكن ابدا مع الجنجويد. لا أحد يمكن أن يقايض مؤسسات الدولة بجيش عرقي يسيطر عليه اخوان مطعم ببعض أبناء جلدتهم وبعض الانتهازية و المرتزقة المستجلبين من الخارج.

مليشيا لا تؤمن علي الإطلاق بالدولة الوطنية أو التعايش خارج إطار علاقات السادة و الامبايات.

مليشيا كل همها تحويل البلاد لمنجم ذهب او محطة وقود لرعاتهم الاقليمين . ومن أجل هذا هي مستعدة للدوس علي رؤؤس السودانيين و استبعادهم.

لن يطبع السودانيين مطلقا مع مثل هذه المليشيا، وهو ما يعني انخراط المزيد و المزيد من السودانيين في مشروع المقاومة.

‫4 تعليقات

  1. هذا من أفضل المقالات، وأزيدك من الشعر بيت، انا كنت في الشهرين الأوائل ضد الحرب وضد البرهان، واراه مع حميدتي وقحط جزء مما حصل، لكن الآن أنا قلبا وقالبا مع الجيش، بل ارتب الان للانخراط رسميا في صفوف المقاومة الشعبية ولو أدى ذلك للتضحية بحياتي.. ليس لدي ما أخسره .. بيتي اتنهب والجنجويد عاسوا فيو فسادا وحتى عجلات أطفالي سلبوها ، وكل بيوت الحي سلبوها ولازال بعضهم يقيمون فيها.

    تاني جنجويدي يحكموا البلد دي ويدمروا مستقبل أطفالنا مافي.. وحنقيف مع الجيش لو كان كلو كيزان من اكبر ضابط لأصغر جندي، ونفس الكيزان ال ثورنا ضدهم وسقطناهم حنقيف معاهم بقوة طالما انهم يقاتلون هؤلاء البرابرة، بل لم يعد هناك بديل غيرهم لحكم السودان وتقريبا دي أصبحت قناعة راسخة لملايين السودانيين..
    وبالنسبة لي حاليا أصغر كوز مقاتل هو ارفع منزلة من حمدوك وقحط وكل الزباله دي. فل ستوب.

  2. ياخي بطلوا عوارة وقفوا الحرب و اطلبوا من الأمم المتحدة الوصايا تحت البند السابع بلا مقاومة وطنية بلا عوارة معاك

  3. حقيقة واحدة هى ان اصحاب المليشيا قد استعدوا الشعب كاملا بممارساتهم غير الاخلاقية فقد كانوا يحاربون الشعب وليس الجيش او الفلول كما يزعمون علما بان الشعب ضد الفلول والاخوان المسلمين عموما ولن يتسامح مع النظام السابق وزبانيته مهما حدث لكن ما يحدث الان هو استعداء الدعم لكل الشعب السودانى.

  4. الكيزان كانوا بيدمروا و ينهبوا البلد تلتين سنة و يعذبوا و يقتلوا المواطنين طول التلاته عقود الفاتت و دارفور أبغض مثال. دا غير ما حدث بعد اقتلاع حكمهم، و برغم كده تدعون للوقوف خلف الجيش الكيزاني الذي أشعل الحرب و تسبب في كل هذا الدمار في الممتلكات و في اذهاق الأرواح لكنكم تظلون تذكرون آثار الحرب و تغضون الطرف عن من اشعلها. لعنة الله على الكيزان و على من تبعهم و على لجان مقاومتكم ان كانت بهذا المستوى الضحل من الفهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..