مقالات متنوعة

من المؤسف أن يجبرنا البشير على محاسبته !! ثم ماذا سنستفيد من محاسبته

حاتم محمد
مدخل مهم :
لا أعتقد أن البشير واعوانه وخاصته واصدقاءه وانتهازيه ووصوليه وابواقه سيقرؤون هذا المقال
وبالجانب الآخر ,, لا أعتقد أن مقالي سيجد حظه من النقد والتفكير فيه , ولسبب بسيط , أن التاريخ الاجتماعي علمنا ,, أن الشعوب والمجتمعات ,تتأثر بسادتها ونجومها ومشاهيرها وصعاليكها اللذين يديرون دفة توجهاتها العامة , والخاصة في بعض الأحيان , والجدير بالذكر هنا , أن هؤلاء السادة – عادة – ما لا يرحبون بأفكار جديده قد تهز عرشه تفكيرهم النمطي
واخيراً
لا أعتقد أيضاً ,, أن حديثي هذا قد يغير كثيراً في الرغبة الجارفة على الانتقام والثأر ( الشخصي منها والعام ) التي انتشرت مع هذه الثورة ذات الأهداف النبيلة ( حرية , سلام , عدالة )
لكن
بعد فترة سيتيقظ الجميع من حالة الهيجان والرغبة العاطفية هذه .. وسنجد ذات الملفات مفتوحه ,, الحاجة للمال من اجل تنمية عامه !! محاربة الفساد والمحسوبية !! انحسار سوق العمل !! والملفات الأخرى الدستور والقانون والوطن والبحث عن قيادات جديده … الخ .
وهذا لا يعني أننا ضد الثورة ,, بل العكس تماماً ,, نحن نؤمن بأننا بحاجة إلى ثورة قومية , ليست فقط من اجل تغيير النظام الحاكم ,, وإنما من اجل نشاء منظومة سودانية محضة .
السؤال القاصم الذي يهرب منه الجميع , هو
: ماذا سنتفيد لو حسبنا البشير أو عدمناه , أو حتى مزقناه ارباً , هو وأهله وعشيرته وقبيلته برمتها , وكل اللذين اجرموا في حق هذا الشعب ؟
والإجابة بلا تردد : لا شيء ؟
بالعكس تماماً أننا سنخسر الآتي :
13 مليار دولار استثمار في ماليزيا
9 مليار دولار تقول التسريبات انها في حساب البشير
حوالي مليار دولار استثمارات في مصر
15 مليون دولار مصنع لبودرة الصمغ العربي في الامارات في دبي , وهذا الأخير تحديداً يمكنه أن يدر على السودان دخلاً يفوق الخمسة ملايين دولار , فسعر طن الصمغ العربي الجاهز كمسحوق حوالي 2500 دولار في اروبا .
•       هذه هي بعض الأرقام المنشورة على شبكة الانترنت , وما خفي كان اعظم
•       مجمل هذه الأرقام حوالي 20 مليار دولار ,, أي ما يقارب نصف ديون السودان الخارجية , والتي تقدر بحوالي 54 مليار دولارالرسالة المهمة جداً :
مازالت أمام البشير فرصة ذهبيه سيتحول منها , من أول دكتاتور ساهم في شق بلاده الى نصفين ,, وتشريد  اكثر من نصف سكان وطنه بين حروب وهجره واعتقالات … الخ .
إلى أول دكتاتور أعاد بناء بلاده من جديد بعد أن ترك السلطة , فقط بإعادة هذه الأموال للبلاد , وبالطبع على شكل مشاريع تنموية , فهو الشخص الوحيد الذي يمكن أن يفعل ذلك قانونياً , فالتاريخ الحديث يؤكد لنا أن ثروات الدكتاتوريين تذهب هباءاً منثورا بعد تعليقهم على حبل المشنقة , والقذافي ليس عليكم ببعيد !!.
وهنا يكمن مربط الفرس ,
يمكن للبشير أن يفعل ذلك , لو كان فعلاً تهمه مصلحة البلاد والشعب ( مع إن تقديرنا الشخصي أنه ليس كذلك , لكن عسى أن يخيب تقديرنا ويصبح عكس ذلك ).
فأمام الرجل ورقة رابحة , ستعيد ترتيب الأشياء من جديد ,
ويمكنه أيضاً ان يفعل ذلك هو خارج السلطة ,  فالمسألة مسألة حسابات واضحة ,
خلاصة الامر , يا أيها السيد عمر البشير ,, اترك السلطة في سلام , وفكر في ما أكتبه الآن , أليس في عشيرتك ومن حولك , رجل رشيد
مع تحياتي .

حاتم محمد <[email protected]

تعليق واحد

  1. قرأت مقالك بتمعن وسؤالي بالنسبة للبشير ليست لديه أية خيارات أخرى غير القتال إلى آخر رمق لانه لا مناص له من الجنائية أو المحاسبة الغليظة من مخاكم الثورة فهل تعتقد ان البشير سيسلم نفسه يتلك البساطة؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..