الإرتكاز على تفعيل وثيقة نداء السودان من أجل إسقاط النظام

سعد مدني

لابد من تفعيل ميثاق ” نداء السودان” من أجل اسقاط النظام. هذا النداء الذي وقعته بعض قوى المعارضة السودانية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا والذي ينادي بالحل الشامل لقضايا البلاد، والعمل على تفكيك النظام الحاكم، و الذي جاء به “تنادينا للعمل من أجل تفكيك نظام دولة الحزب الواحد لصالح دولة الوطن والمواطنة المتساوية”.

قامت المعارضة في السابق بتكوين الكثير من التحالفات السياسية و عقدت الكثير من الندوات و وقعت الكثير من المواثيق من أجل اسقاط النظام الحاكم، ولكنها لم تأخذ طريقها الى التفعيل الذي يؤدي الى اسقاط النظام، حيث بقيت المواثيق حبيسة الادراج، والتف حولها خيوط العنكبوت، و أمتلأت بالغبار. و لابد في هذا الأوقات الحرجة من تاريخ السودان، التفاف جميع السودانيين حول برناج نداء السودان، و تفعليه بكافة الأساليب الممكنة، لإنقاذ ما تبقى من السودان، و التبشير بمرحلة قادمة، حيث تسود الديمقراطية، و تتحقق العدالة و الشفافية، و احترام خقوق الانسان.

و دواعي اسقاط النظام الحاكم معلومة للجميع، ولا نحتاج الى سردها في هذا المقال. فلابد ان يكون الهدف المرحلي المعلن لنداء السودان هو اسقاط المؤتمر الوطنى من سدة الحكم في السودان، و ليس تفكيك النظام. فالتفكيك هو مرحلة لاحقة تلى اسقاطه، من هيكلة الخدمة المدنية وإعادة التعيين وفقاً للجدارة و الكفاءة، و إعادة تنظيم للقوات النظامية، و مصادرة كل أملاك أعضاء المؤتمر الوطني بالسودان، و ضمها للخزينة العامة، الخ من بنود التفكيك. ان يكون الهدف الثاني هو العمل على تكوين البديل الديمقراطى الذى يخلف المؤتمر الوطنى في حكم السودان، من مختلف الأحزاب المعارضة و الحركات المسلحة و المستقلين. ثم اثناء ذلك لابد من وضع الرؤى العملية لاعادة ترتيب الأوضاع في الفترة الانتقالية التي تلى سقوط النظام.

وهنا لابد من التشديد على تكوين قيادة عليا لنداء السودان، يكون مقرها معلوماً في احدى الدول الصديقة، تقوم بالآتى: الشروع في بناء هيكل تنظيمى لقوى نداء السودان، و توزيع المهام عليه .مثل ترشيح قيادة بالداخل تعمل على تكوين خلايا للثورة في كافة أحياء مدن و قري السودان. تكوين و تسمية قيادات النقابات الشرعية المختلفة، للتمهيد لأعلان العصيان المدنى. تكوين لجان فنية متخصصة لطرح برنامج متكامل لإعادة ترتيب البيت السوداني لأصلاح ما خربه المؤتمر الوطني. طرح كتيبات تعديل كافة قوانين الدولة السودانية بما يتوافق مع الدولة الديمقراطية، ويشمل ذلك الدستور القومى. تكوين قوات نظامية (جيش، شرطة، أمن) موازية للقوات الحالية التي تعمل تحت إمرة المؤتمر الوطنى، و تسمية قياداتها. تكوين و تسمية حكومة موازية لحكومة المؤتمر الوطني غير الشرعية، تستلم الحكم عند انهيار النظام.

و من المهم ايضاً تكوين مجموعة للعمل الدبلوماسي، تتبع للقيادة، و تضم اليها القيادات النشطة في العلاقات الإقليمية و الدولية، تقوم بزيارات للدول المختلفة، خاصة دول الجوار و الدول العربية، من أجل التبشير بنداء السودان، و كسف مساؤي النظام و دعمه للارهاب الإقليمي و العالمي و التبشير بنظام جديد يحترم حسن الجوار و عدم التدخل في الشؤون الداخلية في هذه الدول، و يعمل على احترام حقوق الأنسان.

ولا ننسى ايضاً أهمية عقد مؤتمرات دورية للجاليات السودانية بامريكا و الخليج و اوربا و بقية الدول، لمناقشة بنود نداء السودان، و تبادل الرؤى و المقترحات حول مستقبل السودان، و طرق دعم النداء و تفعيله على ارض الواقع، و اختيار قيادات وطنية تمثله في هذه الدول.

و الاعلام يعتبر من الأولويات في إنجاح تفعيل وثيقة نداء السودان. فبعد تكوين اللجان الإعلامية بنداء السودان، فمهمتها تتمثل في التالي: خلق وسائل اعلامية مختلفة داخلية و خارجية لانجاح الثورة السودانية التي تنادي بها وثيقة نداء السودان و ذلك بإقامة قناة فضائية في خارج السودان و اذاعة خارجية يبثان تطورات الأوضاع بداخل البلاد، و اخبار المعارضة و الفعاليات المختلفة لنداء السودان. و كذلك اقامة صفحات و مواقع ثابتة في الأنترنت تتناول القضايا التي تبشر بالثورة السودانية، و تعبئة الجماهير، و طرح بيانات و فعاليات نداء السودان. وان تعمل ايضاً على كتابة كتيبات تتحدث عن سبب الازمة الحالية و دواعي التغيير و يناقش بخطوط عريضة برامج التغيير، وكتابة رسائل خاصة توزع لكل فئات المجمتع المختلفة ( عمال، مزارعين، تجار، سائقي حافلات، اصحاب كناتين، ألخ) تشرح الازمة و تبشّر بطرق الحل. كما تشرع هذه اللجنة أيضاً في طبع كتيبات صغيرة بكميات كبيرة توضح إخفاقات المؤتمر الوطني، و قصص الفساد و التعذيب والقتل توزع بداخل و خارج السودان.

فيما يختص باللجان الفنية، فمن المفيد دعوة كافة المختصين من أبناء و بنات السودان بداخل او خارج الوطن، للشروع في وضع الخطط و التصورات حول اصلاح الأوضاع في السودان بعد سقوط المؤتمر الوطنى، و هم كثر، يتبؤون مناصب عليا في كافة الدول الخارجية، و ينتظرون إشارة فقط للبدء بمثل هذا العمل الوطني الكبير. امثلة للجان المقترحة اللجنة الصحفية: تقوم باعداد القوانيين المنظمة لعمل الصحافة في السودان. لجنة القوات النظامية: تقوم باعداد القوانيين المنظمة لعمل القوات النظامية في السودان. لجنة التعليم العام: تقييم التعليم العام الحالي و طرق إصلاحه. و كذلك لجان التعليم العالى و الزراعة و الصناعة و الحكم الفدرالى و الصحة و إعادة هيكلة الخدمة المدنية، الكهرباء و المياه و الانتخابات، او أي لجان فنية اخري. و اللجنة القانونية يقع عليها عبء مراجعة كل القوانين بالدولة الحالية التي تتصادم مع الحريات الخاصة والعامة أو التي تعمل على قمع المواطن و أذلاله أو التي تؤسس للسيطرة على الاقتصاد لصالح فئة معينة، و إعداد القوانين البديلة التي تؤسس للحكم الديمقراطي و احترام حقوق الإنسان السوداني و إقامة قوانين تمهد للتحول الديمقراطي. و بالطبع على هذه اللجنة القانونية وضع برنامج متكامل للسلطة القضائية و كيفية محاسبة كل من أنضم لهذا النظام و جاء اسمه مقترناً بقضايا الفساد المالي و الإداري و جرائم الحرب و الاعتقال و التعذيب وغيرها من قضايا المحاسبة.

و من المهم ايضاً في هذا المضمار، دعوة كل القوى المعارضة، و الحركات المسلحة و الشبابية و النسائية و الشخصيات الوطنية المستقلة، من أجل التوقيع على وثيقة نداء السودان، حتى لو استوجب ذلك تعديلها، وفقاً لرؤى جديدة منهم، و صياغتها من جديد، بحيث يكون الحد الأدنى هو اسقاط النظام و إقامة الدولة الديمقراطية، و من ثم مناقشة باقي البنود، و الاتفاق عليها، مع أهمية التركيز في خاتمة المطاف على تفعيل الوثيقة و انزالها الى أرض الواقع لتحقيق آمال الشعب السوداني في دولة مدنية ديمقراطية، تتحقق فيها العدالة و المساواة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كل ماورد بين سطور التقرير, كلام منطقلى وموضوعى ورصين, المعضلة هى(التنفيذ) لان اى وقت مكتسب هو او اى انتظار يصب فى صالح هذه العصابة المغتصبة الخائنة لله والعباد.
    علية كفانا اجتماعات وانفضاضها, عامل الزمن هو فى نفس اهمية الهدف المنتظر.والله ولى التدبير.

  2. يا عالم قلنا عاوزين قناة تلفزيونية ومستعدين للمساهمة مازالت إنتفاضتكم بكماء والمواقع الإلكترونية لها تأثير ولكن لا تكفى بالتعجيل بالإنتفاضة .

  3. لنكون واقعيين وبهدوء وعقلانية حتي لا يصير سوداننا عراق أو يمن أوسوريا أو ليبيا عندما يسقط النظام هل يحكم البلد المتمرديين من دارفور أم عرمان الجنوبي أم الصادق الجعجاع مع كراهيتي للنظام الحالي لا أجد أفضل من البشير في الوقت الراهن وهذه هي الحكمة من أجل السودان

  4. المتتبع للشان السوداني يدرك ان كل من الحكومة السودانية والمعارضة والشعب السوداني يسبحون في اتجاهات مختلفة في كل شئ واي شئ
    الحكومة السودانية لا تقر بفشلها وتتمسك بالحكم خوفا وهلعا من الشعب السوداني والمعارضة كما هو واضح من الاتجاه العام لكتابات السودانيين ويكفي ان هنالك عزم نحو محاكمة الحكومة على التفريط في وحدة السودان وهنالك جرائم محل نظر في المحكمة الجنائية وارتال من قرارات مجلس الامن وهي سيف على عنق الحكومة مما يجعلها في حالة رعب وهلع بالغين
    اما المعارضة السودانية فان ضعفها يكمن في عدم اتفاقها على ثوابت الوطن وميولها نحو التسيد والزعامة في وقت يجب فيه ان تتواضع المعارضة لتوحيد اهدافها وتوزيع الادوار وترك امر الزعامة والريادة الى صناديق الانتخابات بما انها تبتغي من معارضتها الديمقراطية حيث سيحدد صندوق الانتخابات وزن كل حزب مستقبلا باختيار الشعب
    اما الشعب السوداني الذي يمارس ضبط النفس والسكون رغما عن ما نقراه من معاناته من الفقر وعدم توفر اساسيات المواطنة فهذا السكون والهدؤ قطعا فانه الهدؤ الذي يسبق العاصفة هذا بمعايير الشعوب وارادتها ان الامر يشير بوضوح ان السودان الشقيق مقبل على احداث جثام وانتقال كبير

  5. الناس الفى الصورة ديل هم اهل السودان الاصليين والحقيقيين وشكلهم يشرح النفس وفى ظلهم المواطن ما يخاف من اى حاجة الا من القانون والمصريين والاحباش ما يقدروا يقلوا ادبهم ويحتلوا حلايب او يزرعوا الفشقة لانهم بيكونوا عارفين ان ورائهم شعب حر ابى يختلف سلميا داخليا فى دولة الديمقراطية وسيادة القانون وفصل السلطات ويد واحدة ضد اى عدو خارجى واطى وحقير يحتل او يعتدى على السودان وليعرف المصريين والاحباش ان نظام الحركة الاسلاموية بت الكلب وبت الحرام الى زوال وحينها سيعرفون الشعب السودانى على حقيقته!!!!!!!
    تفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على اى انقلاب عسكرى او عقائدى عطل التطور الديمقراطى فى السودان وخلانا بقينا ملطشة للحثالة والقذارة من دول الجوار والعالم !!!!!!ومافى اى دولة مصر ولا غيرها اهم لينا من السودان ارضا وشعبا ورقصنى يا قدع!!!!!!!!!!!!!!!

  6. حقيقة ما ينقص المعارضة هو تفعيل برامجها التي تتبناها من فترة لاخرى
    دايرين مرة واحدة الناس دي يكون اتحاد قوي
    و يقعدوا مع بعض، و الاستفادة من هذا المقال الهام
    و تعديله ثم الانطلاق الى الامام
    الحكومة دي مرتكزة حاليا على عكاز مسوس
    طلعوا منها الميرغني بس

  7. والله المعارضة تقعد مليون سنة
    و لا تقدر تطبق برنامج زي دا…دا داير رجال..و المعارضة ما فيها واحد ضكران
    خلو الكيزان في الحكم…لمن ربنا يقسما…و يتحاربوا مع بعضهم البعض
    انا قنعت حكومة و معارضة…السودان في طريقه الى التلاشي و الانقسام الى دويلات تحارب بعضها البعض….

  8. يا سعد كلامك جميل ومفيد بس انت عارف سبب التعطيل من اجراءات الحكومة وتضيقها للحريات اهو براك شايف الناس الرجعت بعد توقيع نداء السودان حبسوهم قبل يفتحو خشمهم ويورو الناس شي

  9. خليكم من كﻻم المشاطات والحماس الأكثر من الﻻزم …عايزين خطوة جريئة نريد تعبئة الشارع ..خلوا هؤﻻء الوطاويط بدل أخد الصور البرتكولية أن يحركوا كوادرهم وخﻻياهم النايمة والصاحية والسليمة والعرجاء …شبعنا كﻻم وتوقيع إتفاقيات …تبا لكم ايها المتخازلون لقد بعتم الشعب السوداني بشعاراتكم الزائفة وإستمرأتم الترطيب بفنادق الشرق والغرب ….روحو في 60 داهية ياشيخ .

  10. نداء السودان يحتاج لطاقة وفكر الشباب و لكن انظروا الاحزاب لها كوادر شابة ومدركة للعمل الجماهيري وتحريك الشارع لكن هذه الاحزاب تحتاج لقرار جماعي شجاع وتطلق العنان للكوادر الشابة و اؤكد لن يصمد النظام لاسبوع واحد .
    يجب انزال نداء السودان للقواعد على كل المستويات ولايات حتى المحليات ثم يبدأ العمل من القواعد الى اعلى تصاعديا . وستكون ثورة مبدعة وفريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..