في التنك

في التنك

بشرى الفاضل
[email protected]

ظل السودان عرضة لانتهاك سيادته الوطنية منذ عقدين من الزمان ومن أخطر هذه الانتهاكات كان ضرب مصنع الشفاء والإعتدائين الإسرائليين الغامضين خلال الثلاث سنوات الأخيرة .ومما يزيد من غموض هذين الإعتدائين الأخيرين هو صمت الجهة المعتدية (إسرائيل )عن التفاصيل وحيرة الحكومة السودانية
فبالأمس ولدى زيارته لموقع الحادث ببورسودان جدد الفريق عبد الرحيم محمد حسين موقف السودان الواضح من القضية الفلسطينية والإسلامية وقال: “إننا ضُربنا لأننا نرفع راية الشريعة الإسلامية لذلك نحن مستهدفين وأن دماء الشهيدين لن تضيع هدراً” .
موقف السودان من القضية الفلسطينية لا يشابه موقف معظم الدول العربية التي تقف في خط المواجهة وهو وقف يساند حماس بأكثر من العمل على رأب الصدع الفلسطيني إذ لا يساند السلطة الفلسطينية في رام الله بالقدر نفسه.
إسرائيل تنتهك سيادتنا الوطنية بصورة مهينة فمجال أجواء حدودنا الشرقية مفتوح أمام طائراتها الطوافة العادية. وهذه الطائرات تضرب بدقة تشير إلى وجود مساندة أرضية من مخابرات معادية .قال وزير الدفاع إننا ضربنا لأننا نرفع راية الشريعة الإسلامية وهذا القول مردود فدول عديدة ترفع راية الشريعة الإسلامية لكنها لم تضرب .نحن ضربنا لأن علاقتنا تجاه مسألة تهريب السلاح وشبهة تمريره لحماس غامضة ولأن حدودنا غير آمنة فلو كانت الحكومة تقف مساندة للقضية الفلسطينية والإسلامية بصلابة كما أعلنت فعليها أن تكون قدر المسئولية الجسيمة التي تلقيها على عاتقها هذه المساندة فتؤمن أجواءها. (مد رجليك قدر لحافك).
الغموض حول حادثتي الإعتداء الإسرائيلي لم يتكشف بعد.فتارة يتم الحديث عن تهريب مواطنين أفارقة لأوروبا عن طريق شريط البحر الأحمروأن إسرائيل أخطأت ووجهت ضربتها. وتارة يقال أن القتيلين الأخيرين كانا من تجار المواشي وأنهما مواطنان سودانيان عاديان .
ما الذي يجري بحق مما تخفيه السلطات السودانية عنا؟ إننا نضرب في التنك كل محاولة لإخفائه عن الرأي العام.