
— [ أيُّها الكَافِرُون ] —
يوم العيد , دقَّ لي صديق وجار ، قال تعال الفطور .. فمشيت. وسلمتَ على الحاضرين وقعدنا شوية، جابوا الفطور .. قمتَ أغسل ، ف كانت في طفلة بتلعب في الماسورة .. قلتَ ليها:
– اسمِك منو .؟
= اسمي لينا ..
– ومالِك ما لبستي لبستِك الجديدة حقة العيد .؟
= عشان كولونا ما لبسوني ليها .. بعد كولونا تمشي ح البسها ..
– وكولونا ح تمشي متين ..؟
= بعد شهر .. سبعة يوم ح تمشي.. أديني موية شوية هنا ..
– انتي في الروضة ولّا دخلتِ المدرسة .؟
= أنا في اللوضة ، وبعديين ح أمشي المدرسة.غسِّل لي يدي بالصابون ..
– أدوكن شنو في الروضة ..؟
= أدونا قل هو اللهُ أحد، قل يآيُّها الكافلون ..وتاني
– الكافرون يعني شنو.؟
= ما بعرفم .. ناس كعبين .. نحنَ ما بنحبهم ..
وهكذا , فإنَّ التربية الاسلامية تغرس في هذه الجماجم البتولة، الكراهية بدلاً عن الحُب، البغضاء بدلاً عن المودَّة، الإقصاء بدلاً عن التعايش .. وإذا ذهبنا بالتحليل إلى نهاياته فإنَّ الأزمة المستفحلة على كامل المشهد، والبُؤس المُقِيم، تقبع تحتها التربية الإسلامية .. من جهة أنَّها تُؤَسِّس للكراهية واللا معقولية، ومن جهة أنَّها تربية إذعانية تحجب الجماهير من إدراك الاضطهاد الواقع عليها، وتبدد امكانيات التضامن والتكامل فيما بينهم، والمشاعر الجماعية في نفوسهم فلا يصطفوا في مواجهة مستغليهم.. إضافة إلى أنها تصنع غطاء كاذب يُقَنِّع استعلاء جهوي وعنصري، وسيطرة الطبقات المستغِلَّة.
قبل فترة , ظَلَلْتُ مُقِيماً لفترة مع أُسْرَة تتكَوَّن من الزوجة. {تِلَايْنَشْ}. وهِي إثيوبية َ مسيحية يجب أنْ تكون في العشرينات من عُمْرها. والزوج. {قُبْرُو} . في منتصف العقد الثالث. ليس لَهُ دِينٌ مُحدَّد..
هذه الإقامة أضافت لمدارِكِي أنَّ هُناك حياة سعيدة خالية من الكراهية، وأنَّ هناك أزواج سُعَداء حَقَّاً وصِدْقاً. , لدرجة أنَّني فَكَّرْتُ أنْ أحذو حَذْوَهُما وأتزَوَّج دون الحاجة لمُبارَكة كاهِن أو آلِهَة أو دعَوات مأذون وقسيمته ذات الخمسين جنيهاً.
= وكُنْتُ عندما كُنتُ صغيراً ناشَدْتُ اللهَ أنْ يُزَوِّجني من إنسانة سَمَّيْتُها له بالإسم. اليوم أجِدُنِي شاكِراً له بُعْدَ نَظَرِه, مُمْتَنَّاً لَهُ صِدْقاً أنْ لَمْ يستَجِب دُعائِي..
“شُكْرِي”
[email protected]