مشروع تأهيل السجان ..!ا

هنــاك فرق.

مشروع تأهيل السجان ..!

منى ابو زيد

وزارة العدل التي أعلنت الحرب على الحصانات المعيقة لبعض وجوه تطبيق العدالة – نظرياً حتى الآن! ? أكدت دعمها الكامل لحقوق المحكومين والمنتظرين داخل سجون البلاد وذلك (وفقاً للنظم والقوانين والمواثيق الدولية)، قبل أن تعلن عن سعيها الحثيث لتأهيل السجناء ..! حسناً، أما المعايير الدولية ? بذاتها وصفاتها – فذاك (شعر ما عندنا ليه رقبة)، وأما أضعف إيمان المعايير الإنسانية فإنه يكاد يكون معدوماً في سجون هذه البلاد، ليس بسبب تقصير الدولة فقط، وإنما لأن سجون بلادنا قد أصبحت ? باسم الله ماشاء الله! ? من أكبر مراكز التجارة العالمية (التجارة في مقابل الحقوق والخدمات) ..! بعد زيارة لأحد سجون البلاد قال السيد وزير العدل: إن الأوضاع فيه تسير بصورة طيبة، فمن كان شاهده على ذلك يا ترى ؟! .. هل هو السجان الذي كان يعلم ? في الغالب – بأمر زيارته، فأعد عدته لها، أم المسجون الذي لا يجرؤ على أدنى درجات البوح لأن العقاب دوماً حاضر ؟! .. أم لعله صمت الجدران ..؟! على ماذا نزايد ؟! .. وفيم نكابر ؟! .. وفوق كم ؟! .. لا مجال للتأهيل والإصلاح في مناخات السجون التي نعرف، إذ كيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟! .. ولتسمح لنا وزارة العدل التي فتحت الموضوع بنفسها أن نأتي من الآخر ..! سياسات إدارة السجون ومناهج المعاملة بين جدرانها كانت وما تزال مناخاً مشجعاً على ارتفاع معدلات الجرائم داخل جدرانها، ولو اجتهد بعض منسوبيكم، على طريقة المحقق كولومبو واخترقوا صمت أسوارها لأخبروكم عجباً، وكله من ذلك العرف الفاسد علاقة المنفعة المتبادلة التي تحكم علاقة السجين بالسجان ..! يكفي أن يستخدم السيد وزير العدل سلطاته في الاطّلاع على كم الأرصدة الهائلة المحولة من هواتف بعض سجناء قانون (يبقى لحين السداد) إلى هواتف بعض السجانين في مناسبات بعينها، وقبيل أوقات منح تأشيرات (الإذن بالخروج) في مواسم الأعياد، وفي تواريخ سابقة بعينها، ليته يفعل ونحن نضمن له أن يرى عجباً ..! ليت وزارة العدل ? عوضاً عن الاستعراض السياسي المعتاد بالحديث عن تأهيل السجناء! – تفتح ملف الطبقية داخل السجون، ومنطق شريعة الغاب الذي يحكم الحياة بين تلك العنابر والزنازين، وكيف أن البقاء بسلام فيها هو للأقوى/ الأقدر على دفع الثمن في مقابل بعض الكرامة التي تكفلها كاملة حقوق السجناء في النظم والقوانين والمواثيق الدولية التي تتحدث عنها وزارة العدل باطمئنان محير، ناهيك عن الصورة الطيبة التي يتحدث عنها السيد الوزير ..! قليلاً من الواقعية في اقتراح الحلول، أرجوكم .. دعونا من تأهيل السجناء، بحفنة لا تذكر من الشفافية والصراحة والشجاعة، أوليس الحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية جريمة ؟! .. أليست الرشوة جريمة ؟! .. أوليس الإكراه الأدبي والمعنوي كذلك .. ناهيك عن الإكراه المادي بوازع من سوء استغلال السلطة ؟ .. النزاهة ? في هذا المقام – تقتضي الاعتراف بحاجتنا إلى تأهيل السجان أولاً ..!

التيار

تعليق واحد

  1. إكراه أدبي ومعنوي …. علي الطلاق يا بت أبو زيد ربما أي Perhaps رئيس الجمهورية ذاتو لا يأتي على باله معرفة الخطوط القانونية العريضة لمعنى حق أدبي وحق معنوي، وبهذه المناسبة أطلب من سلاح الموسيقى هذه الأيام أن تكون الأهزوجة التي تصاحب انتهاء الرئيس من خطاباته العامة هي أغنية ( العندي أنا ما بدي وحق الناس بقالع في) لأنها الانسب للخطابات الرسمية للرئيس في الفترة القادمة بسبب سياسة القلع العسكري بعد انتهاء القلع السياسي) ،

    إكراه أدبي ومعنوي تعتبر مصطلحات عابرة للحدود في سودانا مثلها ومثل الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية Transnational Organized Crime

    مشكورة على مواضيعك التي تكتبيها عن قراءة وهي أشبه بدراسات الشواهد Case Studies وعلى الأقل تتحفينا نحن القراء بمعلومة فلسفية أو أدبية كما نرجوا إبلاغ زميلك الصحفي عثمان ميرغني الذي أتحفنا بمقال اليوم طلعنا فيهو كلنا كضابين من خلال سؤال تقريري بأنه لكي يخرج نفسه من دائرة الاتهام الذي نجره في مقال اليوم ما الذي فعله في موضوع صاحب الكشك الكان داير ينتحر وأولادوا طشو .. إنتحر والا لسه وهل الوالي الذي (لا يظلم عنده أحد ) قام بالواجب … والتحية للجميع … وسنظل في الراكوبة نستفسر عن صاحب الكشك في مقالات كافة الكتاب لنغرس فلسفة لا يضيع حق وراءه مطالب …

  2. إذ كيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟! ( اقتباس )
    نحن يئسنا من العود ولكن العبقرية في أن نصلح الظل.
    اسمعي هذا الحوار :
    عمك ( يقود مريضه ويحمل أمر الدخول ) المستشفى طبعا وليس السجن : وين العنبر يا ولدي
    الممرض : كدي يا حاج ورقك ( يأخده ويدخل الغرفة )
    الممرض : أنت عارف ياحاج مافي سراير فاضية
    عمك : لكن يا ولدي نحن جايين من بعيد
    الممرض : طيب أسوي ليك شنو؟
    عمك : رمي بقجته أمام الباب وبدأ ينزل العفش .
    الممرض : يا حاج ما تخت لينا الحاجات دي هنا.
    عمك : بعقد هنا لامن يطلع زول.
    الممرض ( يدخل يتشاور مع زميل ): تعال شوف عمك دا.
    الزميل : خليو ( ويخرج لعمك )
    الزميل : يا حاج السراير كلها مليانة لكن في سراير بيع
    عمك : بيع كيفن يا ولدي ؟
    الزميل : أنا كلمتك لو داير تريح روحك.
    عمك ( فكر قليلا ) : خلاس يا ولدي شوف لينا واحد .
    ارفع …انفض … جرجر… رتب الملاية… عمك رقد مريضو و طلق ضهرو.

    الفصل الثاني
    الممرضة : يا حاج أنتو الليلة خروج .
    عمك : يعني نمشي ؟ دا كلام الدكتور ؟
    الممرضة : آآآآآآآآي يا حاج. فضي لينا السرير دا الليلة.
    عمك ( لنفسه ) : أفضيه ليكم !!
    الممرضة ( عادت بعد فترة ) : يا حاج أنت لس قاعد.
    عمك : خلاس يا بتي بطلع ( عمك جاب الحبل وربط السري تربيط رحيل كربوا قوي )
    الممرضة : ياحاج دا شنو ؟ مالك عليو ؟ هوي !!
    عمك ( شغال يربط ويرتب ) : يا بتي أنا ما اشتريتو .
    الممرضة : اشتريت شنو ؟
    عمك : السرير .
    هرج ومرج جا صاحبنا الأول .
    الممرض : تعال ياحاج دا شنو ؟ ديل قروشك خلاس أمرق .
    عمك كان فوق راي .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..