صفقوا لهؤلاء!!

صفقوا لهؤلاء!!
بقلم: الدكتور نائِل اليعقوبابي
*(حين تولد روح إنسان في هذا البلد
فإنهم يلقون عليها الشباك ليمنعوها من التحليق..).
– جيمس جويس-
صورة الفنان في شبابه ص226.
.. تجاوزت طاقة إنتاج الكهرباء من مزارع الرياح البحرية البريطانية الطاقة الإجمالية لباقي دول العالم مع بدء تشغيل أكبر مزرعة رياح بحرية قبالة ساحل (كِنت). وتفيد الإحصاءات أن إجمالي الطاقة الإنتاجية البريطانية ارتفع بتشغيل المزرعة إلى 1341 غيغاواط قبل أيام، مقارنة مع إجمالي القدرة الانتاجية العالمية البالغ 1100 غيغاواط.
وضخت بريطانيا استثمارات ضخمة في مزارع الرياح البحرية في مسعى لتحقيق أهداف خفض انبعاثات الكربون، وذلك بعد معارضة محلية قوية لمزارع الرياح البرية الأرخص، والتي نُفذت بنجاح في دول مثل ألمانيا. والمعارضة أتت، على ما يبدو، من المضاربين في بورصات النفط..
وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة رينيوابل يو: “في وجه أسوأ ركود اقتصادي في الذاكرة الحية، يظهر قطاع طاقة الرياح البريطاني مجدداً قوته ومرونته بتقديم 1341 غيغاواط أخرى من الطاقة الانتاجية القائمة فعليا خلال أقل من 12 شهراً”.
وقالت المؤسسة “إن بريطانيا تحصل على تسعة بالمئة، تقريباً، من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة”.. وهي تقصد قوة الرياح في بلاد يغلفها الضباب معظم أيام الفصول..
ويا حسرة: إننا أصحاب الرياح الدائمة القادمة من البحر باتجاه مدينة بورتسودان، لم نستطع توليد ولو كيلو واط كهربائي من طاقتها.. ولم نستطع توليد ربع كيلو واط من شمس السودان الساطعة.. إذ نحن بانتظار شركات تعرض علينا خبراتها واستثماراتها وفق نظام الإذعان الموصوف بنظام الـ B.O.T .. أي نظام العقود بالتراضي.. ونظام تبويس اللحى.. و(الكوميشن) المخفي الذي يمرر من تحت الطاولات…
لدينا مخترعون كثيرون.. وأحد المخترعين، وأنا أعرفه شخصياً، صمم ما أسماه بـ (مصيدة للرياح) يمكن أن تنصَّب شرقي سنار.. وفي حيثيات تصميمه ذكر أن طاقة الرياح السنارية الآتية من جهة الغرب يمكن أن تولد ما يعادل ما تولده عنفات سد مروي من طاقة كهربائية..
وقد قوبل اختراعه بابتسامات خرقاء.. مع تشكيك في قواه العقلية.. وبدا لدارسي مشروعه أنه يستحق مكافأة ما.. فمنحوه مكافأة مقدارها خمسئة جنيه.. وأثناء هبوط المكافأة السخية فوق رأسه، عبر المجاري العبقرية التراتبية، وصل إلى جيبه مبلغ ثلاثمئة جنيه سوداني.. ولكن من دون نعوة تشير إلى دفن مشروعه.. ومن دون قراءة الفاتحة على أفكاره التخريبية..
.. أهتم كثيراً للطرائف التي يساهم بها الأطفال في المجلات الطفلية.. وآخر ما قرأته في هذا المجال طرفة يقول راويها: “في أحد المسارح، راح أحد المتفرجين يصفقُ بشدِّة بعد انتهاء كل مشهد.. وسأله صديقه: هل تعجبك المسرحيّة إلى هذا الحد؟..
أجاب المصفِّق: أبداً.. إنما أصفّق من أجل تدفئة يديَّ في مثل هذا الجو البارد”!!..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..