فيصل محمد صالح والعذر الأقبح من الذنب ..

طاهر عمر
فيصل محمد صالح الصحفي الأزهري المعجب بعلي شمو لدرجة قد سمى الاستديو الجديد وفي زمن ثورة ديسمبر التي جاءت لكنس ربيب الدكتوريات علي شمو اذا بفيصل يسمي الاستديو في زمن كان فيصل وزير الاعلام استديو علي شمو.
وربما يكون فيصل معجب بعلي شمو لأن الأخير يشبهه في مسيرته في مسيرة دراسته في مصر زمن انبهار السودانيين بالأزهريين وهم بذرة لشجرة كبيرة تضم المدافعيين عن الثقافة العربية الاسلامية التقليدية في السودان وقد نتجت منهم مجموعة الوقوف بجانب التراث والدين و الامة ومن حيث لا يدرون قد أصبحوا بيئة صالحة لنبتة الكيزان.
سبب الكساد الفكري نتاج التفاعل الموضعي الذي يقطع أي تجربة لنجاح فكرة التحول الهائل في المفاهيم الذي يسعى لترسيخ مفهوم الدولة كمفهوم حديث ومفهوم السلطة وإذا بالتقليديين يجسدون مفهوم السلطة بمعنى سلطة الاب وميراث التسلط في غياب مفهوم الفرد الساعي للحرية كقيمة قيم وبدلا عن الفرد قد سيطر مفهوم الراعي والرعية وبالتالي ضاعت فرصة أن يزدهر علم الاجتماع كشريعة مجتمع وخاتم علوم.
بجانب سيطرة مفهوم الراعي والرعية في ثقافة التقليديين السودانيين المدافعيين عن الثقافة العربية الاسلامية التقليدية كانت هناك مجموعة الشيوعيين السودانيين بنسختهم المتخشبة بدلا من الإهتمام بالفرد فاذا بهم يتوهمون في مفهوم الطبقة وفكرة الصراع الطبقي. في زمن قد قال أن الفرد بديلا للطبقة والفرد بطبعه عقلاني واخلاقي في لحظة قد اتضح فيها خطاء فكرة نهاية التاريخ وإنتهاء الصراع الطبقي.
وما بين التقليديين والشيوعيين السودانيين بنسختهم المتكلسة كسد الفكر وأنتج ميداس الخشبي بديل لميداس صاحب اللمسة الذهبية وميداس الخشبي نجده بين النخب من حين لآخر واللحظات الاخيرة قد مثله فيصل بلعب دور وزير ثقافة فاشل وقد إعتذر على ذلك بتقديم عذر أقبح من الذنب وهو يزعم أن أخطاءه قد جاءت لأنه جاء للسياسة من جانب المهتمين بحقوق الانسان ونحن نسأله متى كان إهتمام المهتميين بالحق في الحقوق مخالف مع المهتمين بالسياسة كشرط انساني؟.
بالمناسبة إعتذار فيصل محمد صالح الأقبح من الذنب يجب أن يكون مدخل لدراسة حالة النخب السودانية كافة وهم يخرجون للعمل العام بلا أي مؤهل وفي الغالب تكون النتيجة كارثية وإذا بالعذر أقبح من الذنب. حيث يقول أنه قد جاء للسياسة كصحفي قادم للصحافة من إتجاه الصحافة وليس من إتجاه الفلسفة أو علم الاجتماع أو الاقتصاد المهتم بالحقوق وهذا يدخل في حكم أي كلام كما يقال لكي يخرج من مأزقه الذي أدخل نفسه فيه وهو يمثل حال كثر من المثقفين السودانيين وقد رأينا تلفيقهم وترقيعهم و توفيقهم الكاذب.
لماذا نقول توفيقهم الكاذب أتذكر جيد كيف كان يلعب الطيب زين العابديين بالنخب السودانية و كان الطيب ككوز يدافع عنه النخب بانه انتقد الكيزان وفي حقيقة الامر كان الطيب كوز ماهر يلعب بأمثال فيصل محمد صالح والشفيع خضر والحاج وراق وحتى محجوب محمد صالح الصحفي الكبير وكانت آخر لجنة وثورة ديسمبر في قمة مقاومتها للكيزان حاول الكوز الطيب زين العابدين إحياء لجنة كان من ضمنها امثال المذكورين لكي تتفاوض مع نظام الكيزان وهو يتهاوى وتتساقط أجزاءه أمام جسارة شباب ثورة ديسمبر وعندما أيقن المذكورين من نجاح الثورة اعتذروا بانسحابهم من لجنة الكوز الطيب زين العابدين. إعتذار فيصل بأنه جاء للسياسة من اتجاه الصحافة يجب أن يعيد للأذهان تهافت نخب كثيرة ملحاحين كالذباب وهو يتساقط على المائدة بغير ما يكون لديهم أي فكر غير تنافسهم بينهم بعضهم بعض تدفعهم قوة محاكاة الغريم لا غير.
أتذكر جيد بعد نجاح ثورة ديسمبر هناك صحفي كوز إقترح أن يكون فيصل محمد صالح رئيس وزراء لأنه يعرف أن فيصل سوف يغطس حجر الثورة كما فعل وهو وزير إعلام . المضحك فيصل في لقاء معه قرأءته في الراكوبة قال أنه يفكر في الاقتراح لكي يكون رئيس وزراء ولك ان تتصور كيف يكون الحال وياتي بعدها ليقدم عذر أقبح من الذنب؟ وهذا يدلنا على النخب السودانية لا يهمها شئ تجرب و خلاص وهذا هو عدم المسؤولية وعدم تقدير النفس وهو ان تقارن نفسك بنفسك حيث لا ترى احسن منك وعندما تحل المصيبة يعتذر بعذر أقبح من الزمن.
أتذكر حينها كتبت تعليق على قوله في الراكوبة وذكرت فيه يجب أن يكون رئيس الوزراء من الاقتصاديين ووزير الاقتصاد كذلك من الاقتصاديين لأن الاقتصاديين هم الأنسب لقيادة دول العالم الثالث والخروج بها من حيز المجتمعات التقليدية ولهذا الانسب لرئاسة الوزراء حمدوك وليس فيصل محمد صالح كصحافي جاء للسياسة من إتجاه الصحافة.
وفعلا بعدها جاء حمدوك لرئاسة الوزراء وفيصل وزير اعلام و للأسف هو وحمدوك قد قالوا أنهم لم يأتوا لقطع رزق أحد عندما طالبهم الشعب بتفكيك التمكين والتعامل مع الكيزان بلا رحمة.
وقد كانوا بالواضح ضد سير ثورة ديسمبر وهي من الثورات الكبرى التي تعقبها تشريعات كبرى وبموجبها تتيح فرصة تفكيك التمكين بلا رحمة مع الكيزان و لكن فيصل وقف ولعب دور الحجّاز ودافع عن رأيه بأنه لا يقطع رزق الكيزان الحرامية سارقي قوت الشعب المتمتعين بمال الشعب المنهوب وفيصل لا يهمه أن تكون مصادرة المال المنهوب يجب ان تذهب لمجانية التعليم ومجانية العلاج. لم نسمع لفيصل محمد صالح نقدا لمحاصصة الاحزاب مثلا لتقسيم كيكة السلطة ولم نسمع لفيصل أي حس ولا صوت عندما إختفت ملامح الدولة في ضل تهافتهم على السلطة والوزارات ولكن كان فالح جدا وصالح في رده القاسي عندما يطلب منه التعامل بحزم مع الكيزان وتفكيك التمكين في الصحافة والتلفزيون وغيره من أعشاش هم كدبابير بأنه لم يأتي لكي يقطع رزق أحد.
ولم يسأل نفسه لماذا أتى أصلا في حكومة ثورة؟ وهو بهذا المستوى المتردي عندما يحوّل عملته كعملة رديئة من عملة الصحافة لعملة السياسة ومن أتى به وكان الشعب لحظات دنياه قبائل ثورة كما يقول اهلنا والدنيا قبائل عيد أي عيد ثورة ديسمبر؟.
وزاد الطين بلة عندما سمى الأستديو الجديد على علي شمو ربيب الدكتوريات وهذا يكشف عن شئيين لا غير اما جهل فيصل محمد صالح بفكرة التحول الديمقراطي الذي يفارق تخليد أمثال على شمو أو إعجابه حد التخمة بامثال على شمو وهذا يدل على ان فيصل لم يدرك ان ثورة ديسمبر كانت حدا فاصل بين نهاية النخب الفاشلة وهو يمثل آخر أشعتها وان عهد جديد قد بداء رغم عرقلة أمثال فيصل محمد صالح. وفي الختام مثل إعتذار فيصل محمد صالح إعتذار مضحك ولا يسعنا إلا ان نقول له زدنا فيك تحيّر.
قال ثورة قال!!! وين في ثورة بدون قيادة كل ماسمي بثورة في السودان منذ أكتوبر لم يكن سوي انقلاب أحزاب على حزب او عساكر لافتقادها للقائد الملهم صاحب الفكر والابداع الذي يغير حياة الشعب تماما من السئ للأحسن. القائد الذي لا يحمل اي حقد على اي فرد اوجماعة او حزب مهما كان صغيرا او كبيرا. السودان الان يفتقد تماما لنوعية هذا القائد والي ان يتوفر سنظل في هذا التردي المريييييييييع
اتفق معك مالم يتوقف الحسد السياسي لن تتقدم لا احزاب لا مجتمع مدني.
ألفي البر عوام يا كاتب المقال.. هو حمدوك وفيصل قالوا لن نقطع أرزاق الناس ومع ذلك طيروهم من السلطة امال لو قطعوا أرزاق الناس كان حصل ليهم شنو…بعدين القطعوا أرزاق الناس من أمثال محمد ألفكي ووجدي صالح عملتوا ليهم تكريم ولا شلتوهم على الأكتاف في الشوارع.. فقط قضوا أيامهم في السجن وخرجوا مثلهم مثل أي سجين.
رغم اغفالك لألف التنوين لكن الموضوع شيق جدا لانه يلمس وترا حساسا جدا وهو ما فعله الوزراء في حكومة الثورة الأولى ونقدهم جائز جواز التيمم في غياب الماء فيصل مجرد رجل لا يحمل الا بعض أفكار عن الثورة وليس له جراءة الثوار ولا أقدامهم وهو لا يعتقد بأنه ثوري ولا ينتمي فكرا وثقافة لجيل الثوار الشباب ولذا اخفق واقر بذلك لا يهما اعترافه فقد مضى الجمل بما حمل وعليه وزر ما أضاع من زمن غال ونفيس.
اما محادلتك في حق المرحوم د. الطيب زين العابدين فأنا لا ادافع عنه ولا اقول فيه الا الظاهر منه وهو نصح واخلص النصح للانقاذيين وحذرهم من مغبة ما هم فيه واختار الغربة لسنوات طويلة بعيدا عن البلد وكان دائما بعيدا عن استغلال الكيزان و لصوصيتهم اما لجنته فارجع الي أهدافها لتعلم انه كان يريد الخروج الديمقراطية خروجا امنا لانه يعرف مالات الخروج القسري وها انت تري هل ما يحدث الان ابعد مما طرحه الدكتور. حرام ان نساوي بينه وبين القتلة والارزقية.
أوافقك الراي فيما قلته في شأن المرحوم طيب الذكر بروف الطيب زين العابدين والغريب أني لم أسمع طيلة حياتي التي قضيتها مع صديقي المرحوم الطيب لم أسمع ابدا” شخصا” يعيبه ..دكتور الطيب ..بروف تيجاني عبد القادر حامد..المرحوم بروف عبد الله حسن زروق ..نعم كلهم ينتمون للاخوان المسلمين لكنهم والحق يقال أنظف من الذهب …هل تذكرون رواية المرحوم الطيب و”فضيحة رئيس برلمان الأنقاذ أحمد إبراهيم الطاهر حينما كتب الأول عن امتيازات ومرتب أحمد إبراهيم الطاهر في وقت لا “يجد الرضيع حق الحليب”-كما قال بروف الطيب؟ ألم يهدده أحمد إبراهيم قائلا” “بوديك السجن”؟!!!!!!!! بالطبع لم يتوقع أحمد إبراهيم أن المرحوم الطيب سوف يكتب ما دار من حديث وتهديد بينهما علي التلفون في الصحف السيارة فتاريخهم دائما” يقول أنهم “يسترون بعضهم البعض”
– ثانيا”- …ألم يفضح بروف الطيب ذلك الأخ “المسلم” “المعتق” علي حد تعبيره -الذي أرسل للدكتور مصطفي إدريس حينما كان مديرا” لجامعة الخرطوم- أرسل له ذلك المسؤول “ظرفا” كبيرا” وقال له “دي هدية لاولادك” فحكي مصطفي إدريس للطيب فما كان من الطيب ألا أن أقنع مصطفي إدريس بان يفتح الأمر للعلن فكتب الطيب مقالا” مطولا” في احدي الصحف فاضحا” ذلك المسؤول “الأخ المسلم المعتق” كما جاء في وصفه له.. للحقيقة وللامانة هنالك نفر منهم عفيف وطاهر اليد ولم يتلوثوا مثل اخوتهم في الأنقاذ ..ولعلمك يا كاتب المقال علي عثمان كان يكره الطيب كراهية التحريم ..أما بروف تيجاني فهو كذلك مكروه منهم جدا” حتي تاريخ اليوم لانه وصف نظام الأنقاذ بعبارته المشهورة :- وهي :- “تحالف الأمن والمال والقبيلة” …الامانة تقتضي أن نفرق يا جماعة..
مقال متشنج يتميز بركاكه وعدوانية شديدة جدا لا تستند الى منطق تجاه فيصل محمد صالح وعلى شمو والعرب والثقافة العربسلامية ، انها نفس لغة واساليب الفاقد التربوى من راكبى السمبك الذين بلغوا سواحل اوروبا من الهامش السودانى التشادى
انا ايضا لمست هذا التشنج وهذه العصبية والتحامل على الثقافة العربية ولا غرو فالنقال ملئ بالأخطاء اللغوية. ومغالطة الواقع للأسف الشديد