أخبار السودان

ضحايا ثورة التعليم العالي

أسماء محمد جمعة

كلما وقعت أحداث عنف في إحدى الجامعات او الداخليات، وما أكثرها من أحداث، أتذكر اعتراف البروفيسور إبراهيم أحمد عمر، عراب ثورة التعليم العالي ورئيس البرلمان الحالي بجريمته في حق طلاب الجامعات، حين قال لابد من إعادة النظر في ثورة التعليم العالي لأنها تسببت في العنف الطلابي فقد أهملنا الأنشطة الأخرى وركزنا على التوسع في القبول والمباني، وليتها كانت مباني محترمة، بها كل ما يحتاجه الطلاب، بل هي مبانٍ لا ترتقى إلى مستوى الجامعات ولا تحترم اآمية الطلاب، فما من جامعة جديدة الا وتأسست على أنقاض مدرسة متوسطة أو مؤسسة قديمة ، وتم إكمالها بالمواد غير الثابتة أو مباني (على الماشي)، وكم من جامعة منحت مساحات شاسعة لم تستطع تعمير ربعها بمستوى يليق بها ، وكم من جامعة هي الآن كأنها بنيت قبل مئات السنوات ولم تطلها يد التجديد، طبعا مع عدم وجود أماكن للنشاطات عموما، فأي حصاد ينتظر من هذا التوسع غير سوء السلوك والظواهر السالبة؟

تعودنا كلما وقع عنف في أية جامعة ألا نحصل على الحقيقة فتملأ البيانات المتضاربة وسائل التواصل الاجتماعي من الجناة والمجني عليهم، كل يرمي المسؤولية على الأخر ويصوغ مبررات البراءة لنفسه، ورغم هذا لا يصدر بيان من جهة رسمية ليوضح الحقيقة .. حتى وان صدر لا يكون نزيهاً، ولا تجد العدالة طريقها لحل المشكلة أبدا رغم أن الجناة دائما معروفون، هذا لأن أرواح الطلاب لم تعد لها قيمة عند حكومة استرخصت أرواح الشعب كله، ولكنها تحاكم الطلاب حين يموت رجل شرطة أثناء تلك الفوضى حتى ولو لم يكن هناك قاتل مباشر.

صبيحة يوم الوقفة الخميس الماضي والناس منشغلة بصيام يوم عرفة والعبادة والدعوات وقعت حادثة عنف في داخلية تتبع لأمدرمان الإسلامية راح ضحيتها طالبان وثالث بين الحياة والموت وأصيب اخرون ،هذه المرة السبب ليس ركن نقاش ولا انتخابات أو رسوما دراسية أو أي من تلك الأسباب التى تعوّدنا عليها سببا للعنف، بل سبب جديد ، سلوك مخل بالآداب بين طالبين(شاذ) ، هذا ما ذكره الطلاب وجهات غير رسمية، السلوك في حد ذاته ليس جديد الحدوث في الداخليات بل الجديد تعامل الطلاب معه .. نعم السلوك صادم ومحرم ، ولكن الأكثر صدمة منه الأحداث التى وقعت بسببه ، تدخلت الشرطة وأخلت الداخلية و أسعفت المصابين، السؤال الذي يطرح نفسه أين إدارة الداخلية التى يفترض أنها عين ساهرة على أمن وسلامة الطلاب حتى تتدخل في الوقت المناسب في حالة حدوث أية مشكلة، فهذا الحدث يؤكد أن الداخلية بلا إدارة بلا حماية بلا نظام ،اذ كيف تقع أحداث في داخلية تتبع لأمدرمان الإسلامية يموت فيها طلاب من جامعة النيلين، وكيف يعاقب الطلاب زملاءهم المخطئين؟ المصيبة ان الداخلية تتبع للصندوق القومى لرعاية الطلاب الذي اثبت انه لا يرعي ولا يهتم بالطلاب .

الجامعات التى لا تعلم طلابها حسن التصرف لا فرق بينها وبين الشارع، وما حدث يوم عرفة في داخلية جامعة عريقة نتيجة سوء تصرف ليس هو الحادث الأول ولن يكون الأخير ، فهذا هو حصاد البيئة التى هيأتها الحكومة لطلاب التعليم العالي فأصبحت الجامعات وثكناتها أرض معارك وقتل وعنف وظواهر سالبة و سلوك شاذ، ليصبح الطلاب ضحايا لأرقى وأرفع المؤسسات في الدولة.

التيار

تعليق واحد

  1. التعليم اساس نجاح الحياة وهي مفتاح نحو تقدم البلاد ولكل شخص حق في تعلم لكي يساهموا في تطوير ونمو الاجيال

  2. التعليم اساس نجاح الحياة وهي مفتاح نحو تقدم البلاد ولكل شخص حق في تعلم لكي يساهموا في تطوير ونمو الاجيال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..