أخبار السودان

“ذاكرة الأمة” و”مبعث فخرها”

الخرطوم – عرفة وداعة الله
بالأمس وعبر العالم الأسفيري كان الكثير من طلاب جامعة الخرطوم يبدون امتعاضهم ويعبرون عن غضبهم من خلال العديد من الهاشتاقات، بعدما راجت أنباء عن نقل كليات الجامعة إلى سوبا. ولم ينس الخريجون والأساتذة والعمال أيضاً نصيبهم من السخط، أعقاب الخبر الذي نشرته وكالة السودان للأنباء (سونا)، وجاء فيه أن النائب الأول لرئيس الجمهورية، حسبو محمد عبد الرحمن، أعلن لدى لقائه بمكتبه بالأمانة العامة لمجلس الوزراء يوم (الاثنين) البروفيسور أحمد محمد سليمان مدير جامعة الخرطوم وبحضور بروفيسور سمية أبوكشوة، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، أعلن عن دعمه لمشروع تطوير جامعة الخرطوم بمبلغ 10 مليارات جنيه. ونقلت سونا عن أحمد محمد سليمان قوله إن اللقاء تناول دور جامعة الخرطوم في المجتمع ودورها عالمياً وتطرق إلى تأمين جامعة الخرطوم ونقل كليات الجامعة إلى سوبا. وأمن حسبو ?كما جاء في النبأ المتداول على نطاق واسع- على أهمية التوسع واستغلال أراضي الجامعة. وعقب انتشار الخبر ازدادت وتيرة الغضب وملأت صورة مكتبة جامعة الخرطوم كل وسائل الاتصال الأسفيري حيث عبر الكثيرون عن رفضهم لمثل هذا القرار.
وبالنسبة لمحمد الفكي سليمان خريج كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم فإن القرار صعب التنفيذ لعدة أسباب؛ فالحكومة ليس لها قدرة مالية على تمويل مشروع ضخم مثل نقل الكليات والـ10مليارات التي تكلم عنها اللقاء لا يمكن أن تؤسس كلية مثل الهندسة، فالجامعة الموجودة حالياً مجهود مائة عام من عمل أبناء الشعب، لذلك يصبح التنفيذ في غاية الصعوبة. ويقول الفكي أثناء حديثه لـ(اليوم التالي) إن الجامعة تمثل إرثاً وذاكرة تاريخ لآلاف السودانيين وأسرهم، الأمر الذي يجعل من المستحيل تخطي رغباتهم بعدم زحزحة الجامعة من موقعها، وخريجو جامعة الخرطوم مؤثرون جداً في الحياة العامة ولا يمكن تجاوز رغباتهم بسهولة لذلك أتوقع ?والحديث مازال لمحمد الفكي- أن تدرس الحكومة الأمر قبل الدخول في مواجهة مع هؤلاء، وهو ما قد يتصاعد إلى خيارات أبعد، سيما وأن الجامعة مرتبطة في أذهان السودانيين بأنها عصية على التطويع وقادرة على المواجهة.
وبالقرب من استراحة بشارع “المين” تجمعت العاملات وهن يعددن أمرهن للعمل فبعضهن أبدين انزعاجًا من فكرة تحويل الكليات لسوبا بسبب بعدها بجانب أن لجامعة الخرطوم ومبانيها ارتباطاً خاصاً في وجدانهم.
في الأثناء يرى محمد فتح الله النتيفة، أستاذ بكلية الجغرافيا، أنه اذا كان تحويل كليات جامعة الخرطوم كما جاء في نص الخبر لتوسع الكليات الجامعة في سوبا فهذا أمر لا ضير فيه. أما إن كان الأمر كما تم تداوله هو نقل الكليات لاستثمار موقع الجامعة فهذا أمر في غاية الخطورة، كما يقول، ولا ينبغي له أن يتم لأن لكل أمة شامة من التراث ومنارات الفكر والتاريخ، وتمثل جامعة الخرطوم ذاكرة الأمة السودانية، ومبعث فخرها، ليس فقط بما قدمته، ولا زالت من عطاء فكري وثقافي وسياسي واجتماعي، بل حتى رمزية مبانيها ?والحديث مازال يسترسل على لسان النتيفة- وموقعها في داخل الخرطوم ولذلك فإن مجرد التفكير في التخلص منها وافراغها وتحويلها إلى سوبا يعتبر كارثة وموات ضمير وتنكر لحضارة الأمة السودانية ومثبتات هذه الحضارة وتنميتها فجامعة الخرطوم لا تقل أهمية عن الأهرامات التاريخية ولها مكانتها التي يجب أن تصان فالكل ذاهب وهى الباقية، ويختتم النتيفة إفادته بالقول: فلتكن الدعوة لتطويرها وتطوير كوادرها بعيداً عن الحسابات الخاطئة .
حسناً، لاحقاً كانت تغريدة في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) لحساب يحمل إسم جامعة الخرطوم تنفي الأمر وتشير إلى أنه (لاصحة لما يتم تداوله عن نقل مقر الجامعة الرئيسي لمجمع سوبا وما تم بالإجتماع هو مجرد نقاش مقترح إنشاء كليات صحية قرب مستشفي سوبا الجامعية)
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. كلمة واحدة من عمر البشير: لن تباع جامعة الخرطوم…بس هذه الكلمة لن تخرج من فمه …فكل هذا الجدل يمكن حسمه بكلمة واحدة من البشير.. البيع تم فعلا….والسمحة فعلا مرحلة…وبعدها شارع النيل اصبح خلا….مرحلة الى سوبا تووووووووش….يا حليلك يا جامعة الخرطوم التى كنت جزءا غاليا من حياتى

  2. لعنة الله على عصابة الرقاص واقعين فى البلد بيع يا ناس المعارضة منتظرين شنو بعد ده البيع سيكون للمقابر لان عصابة الرقاص لم تترك موقع الا وقامت ببيعه وخاصة فى عهد اللصين المتعافى والخضر واللمبى جا لقاها قاعا صفصفا وضرب الكوراك قال انا ما لقيت لى حاجة ابيعها ويبدو ان الرقاص اراد بتعيينه لالمبى واليا على الخرطوم ان يغتاله سياسيا والان الولاية عاجزة عن سداد مرتبات العاملين .

  3. فى عام 2005 سمعت شخص موضع ثقه يقول اقتراح غريب جدا ذكره الرئيس البشير هو اخلا جامعات الوسط مثل الخرطوم ,السودان والنيلين الى خارج المدينة القديمة لاسباب عده من ضمنها دواع أمنية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..