حكاية للجمعة .. من أكل الرغيف الثالث

يروى أن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام
كان في سفر وبصحبته رجل من اليهود، وكان معهما ثلاث أرغفة من الخبز، ولما أرادا أن يتناولا طعامهما وجد عيسى أنهما رغيفان فقط، فسأل اليهودي: أين الرغيف الثالث، أجاب: والله ما كانا إلا اثنين فقط.
لم يعلق نبي الله وواصلا سيرهما حتى أتيا رجلاً أعمى فوضع عيسى عليه السلام يده على عينيه ودعا الله له فشفاه الله عزّ وجلّ ورد عليه بصره، فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله! وهنا سأله عيسى مرة أخرى: بحق من شفى هذا الأعمى ورد عليه بصره
أين الرغيف الثالث، رد اليهودي: والله ما كانا إلا اثنين. واصلا السير وأيضاً لم يعلق سيدنا عيسى على الموضوع حتى أتيا نهراً كبيراً، فقال اليهودي: كيف سنعبره؟ فقال له النبي: قل باسم الله واتبعني، فسارا على الماء، فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله! وهنا سأل عيسى صاحبه مرة ثالثة: بحق من سيّرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟ فأجاب: والله ما كانا إلا اثنين، وكالعادة لم يعلق سيدنا عيسى إلى أن وصلا الضفة الأخرى، جمع عليه السلام ثلاثة أكوام من التراب ثم دعا الله أن يحولها ذهباً، فتحولت إلى ذهب، فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله! لمن هذه الأكوام من الذهب؟! فقال عليه السلام: الأول لك، والثاني لي، ثم سكت، فقال اليهودي: والثالث؟ فقال عليه السلام: الثالث لمن أكل الرغيف الثالث!، فرد اليهودي بسرعة: أنا الذي أكلته! فقال سيدنا عيسى: هي كلها لك، ومضى تاركاً اليهودي غارقاً في لذة حب المال والدنيا. فلم يلبث اليهودي مع الذهب إلا قليلاً حتى أطل عليه ثلاثة فرسان، فلما رأوا الذهب ترجلوا، وقاموا بقتله شر قتلة فمات المسكين تاركاً الذهب! بعد أن حصل الفرسان الثلاثة على الغنيمة بدأ الشيطان يلعب برؤوسهم جميعاً، فدنا أحدهم من أحد صاحبيه هامساً في أذنه: لمَ لا نأخذ أنا وأنت الأكوام الثلاثة بدلاً من توزيعها على ثلاثة، فقال له صاحبه: فكرة رائعة! فناديا الثالث وطلبا منه أن يذهب للبلدة ليشتري طعاماً يتناولونه قبل الانطلاق، فوافق ومضى لشراء الطعام؟ وفي الطريق حدثته نفسه بالتخلص من رفيقيه والاستئثار بالذهب كاملاً،
فقام بتسميم الطعام! وهو لا يعلم المكيدة التي دبرها له صاحباه اللذان استقبلاه عندما رجع بطعنات قاتلة أماتته في الحال، ثم أكلا الطعام المسموم فما لبثا أن لحقا به وماتا. وعندما رجع نبي الله عيسى عليه السلام في طريق عودته وجد أربع جثث ملقاة على الأرض وأكوام الذهب الثلاثة مكومة على حالها، فقال: هكذا تفعل الدنيا بأهلها فاعبروها ولا تعمروها، فهل من معتبر؟!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. دايرين قصة تانية !!! خليك كدا احسن ليك ويا حبذا لو عملت مسلسل على حلقات نقلته من كتاب كليلة ودمنه مثلا . صحفيين اخر زمن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..