محامٍ يروي قصة طبيبة سودانية اكتشفت أنها مجهولة الأبوين

قصص غريبة وعجيبة تجدها بالمحاكم ومحاضر الشرطة ومكاتب المحاماة تكتشف عن مآسٍ تعيشها بعض الأسر وتمر حياتها بسيناريو قد لا يصدقه العقل. جلسنا إلى المحامي عبد الله ليروي لنا مأساة وقف عليها بنفسه فأخذ يروي لنا قصة الدكتورة (ع) التي اكتشفت بعد سنوات أنها تعيش مع أسرة أحسنت إليها وربتها وأن والدتها أجنبية.
بداية القصة:
(ع) فتاة في مقتبل العمر جميلة وفاتنة كانت منذ صغرها متميزة عن شقيقتها التي رافقتها في كل مراحل التعليم ما عدا الجامعة حيث التحقت (ع) بكلية الطب جامعة الخرطوم بينما عادت شقيقتها إلى المرحلة الثانوية، وقد كانت طيلة هذه السنوات تسأل والدتها وأشقاءها عن شقيقتها التي تماثلها في العمر والطول وهما ليستا توأماً. كبرت (ع) وكبر معها السؤال حتى توفي والدها فكانت أكثر الناس ألماً لفراقه ووفاته وبكت عليه بحرقة لكن الأيام مرت وحضر الابن الأكبر لحصر تركة والده وكم كانت المفاجأة حين أخبرها بأنها ليست من ضمن الوراث. رمى عليها هذه الإجابة وتركها تعيش أسوأ لحظات عمرها وقد صادف تخرجها من الكلية وعملت طبيبة امتياز وكان من المفترض أن تكون سعيدة ولكن حديث شقيقها جعلها تعيسة فأخذت تمسك كل واحد في أفراد أسرتها وتسأله من أنا؟! فلا تجد الإجابة بل وجدت الخلاف بين أشقائها بعضهم يكتم الحقيقة ويدافع بأنها من ضمن الورثة وآخرون يرجعون للدين والشرع فأصبحت تتلفت يميناً ويساراً وهي تحاول جاهدة أن تفهم وضعها داخل الأسرة التي عاشت فيها وهي طفلة. فخرجت إلى عملها فلحق بها شقيقها الذي قادها إلى مكتب المحامي «عبدالله» ليحثها على إثبات حقها بالقانون طاوعت شقيقها الأصغر الذي كان أكثر أشقائها قرباً إليها وداخل المكتب بدأ اعترافه الذي سمعته (ع) لأول مرة بأنها ابنة سيدة أجنبية أنجبتها عن طريق السفاح ولكن ظروفها المادية كانت صعبة وهي في دولة لا تقيم فيها بصورة شرعية فتركت طفلتها الرضيعة مع الأسرة وهاجرت لتبقى معهم وهي طفلة رضيعة وواصلت والدته إرضاعها مع شقيقته، ثم ذكر لها أحد الأشخاص كان يتردد عليهم بصفة مستمرة وقال إنه خالها، وهنا فقط تذكرت (ع) ذلك الشخص الذي كان كلما أتى إليهم يحتضنها بقوة حتى يكاد يحطم عظامها ويبكي، لحظتها عرفت لماذا كان يفعل ذلك، ثم خرجت (ع) من المكتب وفي رأسها قرار بأن تبحث عن والدتها التي وجدتها قد سافرت إلى دولتها فأصرت أن تسافر إلى أسرتها وأن تعيش معها، فغادرت تلك الأسرة وهي تحتفظ لها بكل جميل زرعته فيها وحرصها على تعليمها حتى صارت طبيبة.