ماعلاقة الدفتردار بمحمد علي باشا

نور ونـار

عاجل إلي الرئيس …ماعلاقة الدفتردار بمحمد علي باشا

م.مهدي أبراهيم أحمد
[email protected]

كانوا ثلاثة شابين ومعهم إمرة عندما إستدعوني لإجراء المعاينة لي بعد صف طويل قضيته في أنتظار الدخول لأجراء تلك المعاينة الخاصة بتوظيف طلاب الهندسه في مؤسسة سيادية كبري جاء الدور علي دلفت الي الداخل فأشاروا الي بالجلوس وتوهطت بينهم فجأة سألتني المرأة ندخل للغة العربية فسألتن عن أدوات الشرط الجازمة والناصبة دهشت لهذا السؤال فمالبثت أن جاوبتهم سألوني عن علاقة الدفتردار بمحمد علي باشا طفقت أنظر في وجوههم أن كانوا يمزحون فوجدتهم يبادلوني النظر الجاد والتطلع مني للأجابة أجبتهم فعاجلوني بالسؤال ماهو هدف محمد علي باشا من غزو السودان افأجبتهم وأنا مستغرب فجأة سألوني عن مايجري في مصر فأجبت بأنها ثورة التغيير قد أطاحت بالرئيس مبارك وأحدهم يباغتني كم بلغ عدد شهداء الثورة المصرية فأسقط من يدي كرروا لي السؤال مرات ومرات فلما أيقنوا عن فشلي بالأجابة أشاروا لي بالخروج وأستدعاء من بعدي ليجيب علي السؤال وأنا أهم بالخروج أيقنت أني قد طرت من الوظيفة طيرة (أبو الريش من الدريش ) وقد كان .
والشاب الخريج يقسم لي بما حصل له عند أجراء المعاينه ضحكت عاليا عند سماعي ذلك وأجزم أن كل القارئين سيضحكون عند قراءة تلك القصة التي لم تكن خيالا حتي نتعجب ولكنها حقيقة وواقع جعل من جل الخريجين ينأون بأنفسهم عن دخول المعاينات لأنها تبقي في نظرهم ديكورية القصد منها أضفاء الشرعية علي ذلك الفساد الأختباري الذي يحاول الممتحنون فيه تعجيز من يطلب الوظيفة ولو عبر الأساليب البغيضة التي يبغضها الله في تلك المواطن التي تنشد المصداقية والألتزام الخلقي النزاهة الكافية التي تبيح الأمتحان العادل والمنافسة الشريفة التي تؤدي الي الغرض المقصود والهدف المنشود والمرأة تباغت الخريج ماهي علاقة الدفترداار بمحمد علي باشا .
والرئيس يفطن أخير لغبن الخريجين ويعترف بالفساد الحاصل في أختبارات ومعاينات الخريجين وهويصدر قرار بتشكيل مجلس للخريجين والرئيس يتفاءل بأن الخطوة ستجد الترحيب اللازم من المعنيين بالأمر ولكن في نظري أن الخطوة قد جاءت متأخرة وهي خطوة أملاها الراهن وواقع التغيير االذي يحدث حولنا وقد يكون في الطريق الينا .
لقد تجرع الشباب كؤؤس الظلم والضيم من الحكومة بفعل التعطيل والبطالة وقاسي الكثير جراء ذلك بل دفعت الظروف ببعضهم الي أمتهان أشياء لم تكن في نياتهم وضد رغباتهم بفعل السياسات التي فرضها عليهم النظام فلا وظيفة لغير الموالين له ويحرم الكثير منهم بدواعي الجوع الي ملفاتهم وأخذ شوري الأجهزة الأمنية في تعيينهم دونما أخذ في الأعتبار الكفاءة والقدرة علي أنجاز االعمل المطلوب .
وحتي الثورا ت التي قامت من حولنا كان الدافع الأساسي للتغيير هو البحث عن حياة أفضل تكفل للشباب العمل والوظيف وفي مجاله الذي يتيح له أبراز المواهب ورفع مهارات القدرات وزيادة الأنتاجية وقد نجحت الثورات بفعل القضايا العادلة والمطالب المستحقة التي لابد أن تتحقق طالما أن وسيلة لتحقيق العدل الأجتماعي والمساوة المطلقة بين الجميع في الحقوق والواجبات .
الشارع علي سعته يمتلئ بالخريجين ولاتزال السنين حبلي بالمزيد وماعون البلد الواسع في العمل والتوظيف يضيق بفعل سياسات الحكومة الأقصائية التي تري في المالاة شرطا للتوظيف والتعيين ولكن الحكومة تفطن أخيرا وهي تدرس الوضع والواقع فقد أستبق الرئيس الجميع بأنشاء مفوضية الفساد في خطوة فسرت بأنها أعتراف به ووسيلة أقتضاها الواقع للأصلاح السياسي والآن يسير الرئيس علي نفس ا المسيرة والرئيس يعترف بحقوق الشباب ومطالب الخريجين في حق العمل والتوظيف
ولجنة المعاينة لاتجد حرجا في سؤال الخريج عن كمية شهداء الثورة المصرية والخريج عليه أن يدرك رسالة السؤال في الخروج والأبتعاد والفهم المباشر وقصص الخريجين في تلك المعاينات تحتاج للأسفار الضخمة التي منها الجانب الدرامي والفكاهي ولكنها جميعها تصب في خانة الفساد وخطوة الرئيس في أنشاء مجلس الخريجين المتأخرة قد تكون تأصيل لتلك الأشياء وأضفاء شرعية لها بغرض تفادي واقع التغيير العربي علي البلاد.