لا .. ترحل .. !!

· المعارضة تدشن حملة تحت شعار ( أرحل ) .. وسمعنا ورأينا تصريحات كثيرة وكلام حشو ومؤتمرات صحفية وخلافات داخل التحالفات المعارضة مع ظهور تحالفات معارضة جديدة كزيادة عدد للموجودة أصلا والجميع يتحدث عن إسقاط النظام ويطالب بالرحيل ..
· عشرات الاجسام الشبابية المعارضة كل جسم أو مجموعة ترفع شعار وتطلق على نفسها إسم ثوري رنان ( قرفنا، التغيير الآن، أبينا، كفاية، نبادر، نبصم، شباب التغيير… الخ ) من المسميات التي لا نسمع عنها ولا نراها إلا عبر صفحات الفيس بوك واغلب ظني شخص أو شخصان يمكنهما ادارة صفحة وكتابة ميئات التدوينات يوميا وتنزيل عشرات الصور ولكن كل هذا الفعل يظل فقط داخل العالم الافتراضي، نعم هناك غضب وهناك معارضة وهناك ثورة عارمة ولكنها حبيسة الشاشات والجوالات ولن تخرج الى أرض الواقع، نعم نجح الشباب المصري في إشعال الثورة المصرية عبر الكيبورد ووجدت دعوات الخروج للشارع صدا واسعا بين الشباب ولكن التجربة الشبابية المصرية لم تنجح في السودان وكلما حاولت مجموعة جاهدة تحريك الشارع، وتحديد ساعة صفر تجد المجموعة الشبابية نفسها وحدها في الشارع (حضرنا ولم نجدكم) ويتعرضون حينها للإعتقال والضرب بعد ان ينكشفوا أمام الاجهزة الامنية المترصدة ..
· الأسر السودانية تسب وتلعن الوضع الاقتصادي المتردي، وتسب وتلعن السلطات سرا وجهرا، ولكن في النهاية يقفون في الصفوف بالساعات وتحت أشعة الشمس الحارقة في إنتظار أنبوبة غاز أو صف عيش أو في إنتظار المواصلات، وإذا هتف أحدهم في هذه الاماكن غضبا بعد ان يفقد صبره، تجد الجميع يتفرج عليه بإستغراب هذا اذا لم يقم بتصويره احدهم وبعضهم يتمتم سرا ( نحن في شنو والزول ده في شنو ) وبعد كل هذا يذهب بعضهم ليصوت للمؤتمر الوطني وهو يقول ( مافي بديل ليهم يعني نصوت للشيوعيين ولا للصادق المهدي ولا للميرغني ديل برضو ضيعوا البلد أخير البقولوا الله ديل ) يعني من الآخر الناس لا تعرف ماذا تريد هل تريد الانقاذ أم أنبوبة الغاز أم الحرية والديمقراطية ..!!
· كل هذا يحدث تحت سمع وبصر الحكومة، واحيانا كثيرة لا تحرك ساكنا وتواصل في مشوارها، وهي على يقين أن كل مايحدث لن يؤثر في حكمها فليهتف الجميع ( أرحل ) في النهاية سيصابون بالإرهاق من كثرة الهتاف، وفعلا هذا هو الحاصل، المواطن في واد والحكومة في واد والمعارضة في واد آخر، وكل طرف يمارس عادته اليومية، المواطن يسب ويلعن في الحكومة وفي الوضع، المعارضة تهتف وتطلق الشعارات من داخل دور الاحزاب وتوقع المواثيق ، النظام يواصل في مشوار التمكين والتمكن..!!
· في الحالتين الوطن هو الضائع، اذا هتف الجميع ( أرحل ) أو اذا هتف الكل ( لا ترحل ) سيظل الوضع كما هو، ولكن حتى تحافظ المعارضة على ماتبقى من ماء وجه عليها برفع شعار ( لا ترحل ) ربما هذا هو الشعار الوحيد الذي يمكنهم تحقيقه في الوقت الراهن، عبر الإمكانات المتاحة من ( منحة هامش الحريات و قانون الاحزاب ) ويكفي حليمة أنها فعلا حليمة ولا حدود لصبرها الجميل .. !!
مع كل الود
صحيفة الجريدة
عبارة (حضرنا ولم نجدكم ) كذبة وفبركة انقاذية نفاها المرحوم محمد ابراهيم نقد عندما سأل عنها وأصبح الناس يتداولونها كأنها حقيقة لان الانقاذيين يتعاملون بقاعدة اكذب أكذب حتى يصدقك الناس
الاخ نور الدين ، هل ستقرأ تعليقي هذا ؟ ام تعتبر نفسك قد اديت الواجب برميك مقالك ومن ثم تذهب الى حال سبيلك؟ كالذي خرج من صلاة الجمعة و تصدق لاحد المتسولين ثم ذهب راضيا مرضيا عن نفسه؟
1- اكتوبر كانت الحل في ذات سنه و مارس ابريل كذلك و في رقعة جغرافية اخري في تونس و القاهرة قد تم الامر حسب مواصفات اكتوبر .لكن هذا لا يعني بالضرورة ان يكون الحل للمعضلة السودانية الراهنة سيكون بنفس الطريقة. فازمن تغير و تغير كثيرا “للخلف على اقل تقدير 500 سنة” و كل احوال في السودان قد جرى عليها هذا التغيير “سنة الحياة”.
الان تتكون خلايا المقاومة السرية بفكر و فلسفة جديدتين ولن يكون الاستعجال صفه من صفاتها . فاليهرم من يهرم . الشباب و له كل المستقبل لن يساوم على ارضاء بعض الشيوخ الذين عاصروا ثورات الماضي و يحلمون باعادة التجربة كانهم يعيشون في ظروف معملية.
2- جهد الشباب الذين ذكرتهم ، ناس قرفنا و اصدقائهم يكفيهم فخرا ان حركوا الشارع بصبيان ولدوا في ظل الانقاذ، واستطاعوا ان يضعوا نورا في نهاية النفق بتضحياتهم باكثر من 500 شهيد اي اكثر من شهداء الثورة المصرية و اكثر مت شهداء الثورة التونسية. ولكن لان الوضع هنا لا يطابق الاوضاع هنال ، لم يستطيعوا تحقيق النصر.
3- الجولة القادمة ستكون جولة ” حرب عصابات المدن” ، فهل ستقول اذهبوا قاتلوا وحدكم و هنا نحن قاعدون؟