عن النظام والمعارضة الأليفة والاستعمار الجديد

كان نزار خالد محجوب عضو القطاع السياسي بالحزب الحاكم وهو يصرِّح بما حملته صحف الخرطوم، الثلاثاء العاشر من سبتمبر؛ أن “المعارضة ضعيفة”؛ كان يعلم مثلما تعلم الأحزاب أن هذه (المعارضة الضعيفة) هي المعارضة الوحيدة التي يعترف بها النظام؛ كونها معارضة (أليفة) لا تنفك تصرِّح كلما واتتها الفرصة بأنها (ضد استخدام العنف) ورفع السلاح في وجه النظام! وأنها تعارض (سلمياً)!… الخ ما كاد يُحفظ من كثرة ترداده على الأسماع.
يعترف النظام بهذه المعارضة التي يكيل لها السباب متى شاء، وتطمئنه هي كل مرة بأنها لن تقاتله، ويعرف تماماً من أين يأكل كتفها، وكيف يستخدمها لإحباط الشعب وتثبيط همته بل و(تطميم بطنو)، وهو استخدام توافق هذه المعارضة عليه إذ يمنحها المقعد الثاني (أو الاحتياط) على كاهل الشعب، فإن انزلق أو طار النظام صاحب المقعد الأول الآن؛ فستغتنم المعارضة فرصة كونها المقعد الاحتياطي وتحتل مباشرة مكانها لتجثم على كاهل الشعب.
ما يشترك فيه النظام ومعارضته الأليفة هذه؛ هو التوجس والتهجس من أنواع المعارضة الأخرى (غير الشرعية) التي تشكل خطراً عليهما معاً، إذ لا يمكن التحكم فيها أو ضبطها بحيث لا تلغي البنى القديمة والتقليدية التي أنشئت لضمان السيطرة لقلَّة باتت مكشوفة مؤخراً للكثيرين، وإن لم يكن للكافة.
إن معارضات أخرى (غير أليفة)؛ مثل الجبهة الثورية، أو حركات الشباب التي لم تقم بعد ونحلم بها؛ تشكل ?كما أسلفت- الكابوس الذي يحاول النظام وأصدقاؤه في المعارضة الشرعية تفاديه بشتى السبل وباستماتة مفزعة، وضمن هذا تُقرأ الحرب، ومحاولات الاحتواء، ومحاولات التفتيت،… الخ الأدوات التي يستخدمها النظام وأصدقاؤه في المعارضة الأليفة ضد (مفهوم) الجبهة الثورية، قبل أن يكون ضد (الجبهة الثورية) ذات نفسها، وفي هذا ما يغري بالتوقف عنده.
فلو استطاعت الجبهة الثورية إغلاق الثغرات التي يستخدمها النظام للحد من انتشار التأييد لها في مناطق نفوذه، وأكبرها الثغرة العرقية التي تخوِّف بأن الحرب قبليَّة بين (العرب) وغير العرب، وما يجرّه الخيال بعد ذلك على المتخيِّل عن فظاعات سـ(ترتكب) في حق العرب لو انتصرت الجبهة الثورية التي لا ينفك النظام ينعتها بـ(العنصرية)، وهي ثغرة نبّه إليها رئيس حركة العدل في حوار معه منشور في عدد من المواقع مؤخراً، وعزاها إلى “فشل المقاومة في التعريف بنفسها وعرض بضاعتها للشعب بالشكل المطلوب”. أقول لو استطاعت الجبهة سد مثل هذه الثغرات؛ إذن لتغير الكثير في خريطة الصراع، إذ أن الكثير من البنى التي تقف عليها اللعبة الآن تحكمها موضوعات مظلمة تحتاج إلى ضوء يبين هشاشتها.
إن توجس النظام وأصدقائه الأليفين؛ يمتد ليغطي التكوينات الشبابية التي تثبت فعاليتها في الحركة والعمل دون أن تستعين (بحكمة) الشيوخ، أو بـ(ذهب المعز)، حتى لو كانت التشكيلات في الطور النووي فإنها تشكل صداعاً نصفياً للمعارضة الشرعية، قبل أن تزعج النظام؛ إذ تحس المعارضة أن هناك من سيسرق الثمرة التي لم تفعل الأحزاب طيلة ربع قرن سوى انتظار هبَّة ريح تسقطها في حجرها لتأكلها هنيئاً مريئاً.
وعلى الرغم من هذا التخوف، وحتى لو قامت تشكيلات شبابية على خصام مع البنى التقليدية المسوِّسة، يبدو من الصعب تكرار السيناريو المصري في العمل على إسقاط النظام، إذ أن النظام هنا (وأنظمة قبله) قام بعملية تفتيت اجتماعية ممنهجة على مدى عقود ليضع حواجز بين كل مكون اجتماعي والآخر بما يضمن ?في ما بعد- تبخّر الثقة بين مكونات الشعب أولاً، وسهولة اللعب على الموضوعة العرقية ثانياً، وهو ما كثَّف النظام العمل به مؤخراً بإدخاله حتى إلى الشرطة (القومية!!) التي صار فيها سؤال (قبيلتك) سؤالاً لا يثير الدهشة حين يوجه إليك حتى لو كان بلاغك عن فقدان (لستك إسبير) كما حكى لنا ?ذات ونسة- صاحب (سودانايل) طارق الجزولي. وحين أقول يبدو من الصعب تكرار السيناريو المصري.. فهذا يكفي لإثارة الرعب من القادم، إن لم نبدأ منذ الآن محاولات فتح الدمامل لتفويت الفرصة على الخراب.
تقوم المعارضة الأليفة بذات الدور الذي كانت تقوم به إبان الاستعمار، وهو الدور الذي أتى بها بعد ذهاب الاستعمار لترثه وتتحكّر على كاهل الناس زمناً تقاسمته مع المؤسسة العسكرية الملوثة بالأيديولوجيا في تمثلاتها اليسارية أو اليمينية. هو ذات الدور، طالما أن النظام يكاد يشبه النظام الاستعماري، بل ويتجاوزه في الجوانب السلبية، فهذا النظام -مثله مثل المستعمر- استنزف خيرات الأرض والناس من أجل قلة تعيش رفاهيتها على جثث الآخرين، وهذا النظام استخدم النظرية الاستعمارية القديمة (فرق تسد) بضراوة أشد مما استخدمها مبتكروها، كذلك يتعامل النظام بعنف ووحشية مع أي مطالب إنسانية للشعب يحس بأنها تنتقص من حصة الأقلية التي تمتلك كل شيء.
إن الرهان على فعل تغيير جذري كامل لن يكون ذا جدوى ما لم يصبح رهاناً على تغيير للنظام وللمفاهيم التي أنتجته والمفاهيم التي قام بزراعتها. وأي فعل أقل من هذا فهو (بندق في بحر).
إن تغييراً مثل هذا بالتأكيد لا مكان فيه للبنيات القديمة التي كانت ذات نفسها ثغرة ضد الوعي الجمعي بالكينونة الوطنية، وبالحقوق الإنسانية، بل كانت هي السبب المباشر في الفوضى الحالية وشفا الحفرة الذي يقف عليه الجميع الآن، كونها غذّت النظام الاجتماعي الذي أنجب في نهاية المطاف كل هؤلاء الطفابيع.
(( وهي ثغرة نبّه إليها رئيس حركة العدل في حوار معه منشور في عدد من المواقع مؤخراً، وعزاها إلى “فشل المقاومة في التعريف بنفسها وعرض بضاعتها للشعب بالشكل المطلوب ))
يا راااجل!
مش ديل اول من بدوها بالكتاب الأسود؟
الخازوق النفسي الركب بغباء منقطع النظير نتيجة لماكتب ويكتب بحقد عنصري ظاهر سبب اساسي في صمت الشارع
دي الحقيقة الموضوع لا احزاب خايفه ولا يحزنون .
بالمناسبة يا محفوظ رغم إنه كلامك يبدو كمن ياسى على الاحزاب ويطالبها بمواقف مصادمة لكن في الحقيقة كلامك ينطلق من منصة اعلام الانقاذ
الاحزاب دي قايمة على جماهير فاذا كانت الجماهير محبطة وغير راغبة في تحريك الشارع لن تنجح أي قيادة حزبية اوحركة ثورية او شبابية في دفعة للخروج الشعب السوداني لا يخشى الثورات يا محفوظ
ولكن احبط بالاعلام العنصري الذي افلحت الحركات الثورية في بثه
لقد قاوم وحارب الجنونيون كل الانظمة الحكمت السودان من 1955 ولكن لم يبنو ادبياتهم على العنصرية بل على الحقوق لذا لم يحدث شرخ على النطاق الشعبي بين الشمال والجنوب وكان الجنوبيون يفضلون اللجوء للشمال عندما تستعر الحرب ولكن ما ذا يحدث الان ناس دارفور بلجؤا لتشاد وناس النيل الازرق للجنوب لماذا
لان حركات المقاومة المسلحة في تلك الجهات فسرت التهميش والمعاناة بطريقة عنصرية ولدت الكراهية وعملوها جلابة وزرقة وحداحيد وفور وزغاوة وشايقية وجعلين واحيان مثلث مين ما عارف أو ولاد بحر وغرابة ومش عارف أيه وبقت كتابات المستنيرين كلها تدور في فلك التفسيرات العنصرية عشان كدا الشعب صمت وفضل القبول بالحاصل رغم مرارته الشعب السوداني يمكنة اسقاط حرامية الانقاذ في فد يوم ومافي شئ معطله غير اصحاب الفكر العنصري البغيض ديل ولوما استعدلنا الفهم دا مافي ثورة شعبية بتحصل حقو نعرف الحقيقة عشان نعالجها .