هجليج بين الحقيقة والضجيج

د.الريح دفع الله عبد الرحيم

لاتزال الساحة السودانية مشغولة بالاحداث المؤسفة التي شهدتها منطقة هجليج البترولية جراء احتلالها لبضعة ايام من قبل جيش دولة جنوب السودان…لا أحد يتفق مع الحركة الشعبية فيما قامت به..فهذا عمل عدواني صبياني غير مسؤول …لكن من هو المسئول عن هذا التقصير البين ؟؟؟ .

الإدانات الدولية تسارعت وتوالت وبشكل واضح وصريح من كافة الجهات الرسمية و الشعبية ..وجاءت الإدانة كذلك واضحة صريحة من الهيئة الدولية على لسان أمينها العام السيد بان كي مون…

حقل هجليج ينتج نصف إنتاج السودان من النفط بعد الإنفصال بواقع 60ألف برميل في اليوم ,وهي تقع على بعد معقول نوعا ما,,, 70كلم شمال حدود 1956 ..هل يعقل أن تترك هكذا منطقة بدون تأمين كافي والتوتر على أشده بين الشمال و الجنوب,,,, والحرب مستعرة على طول الحدود ..في جنوب كردفان والنيل الازرق …

أكثر من ثمانين في المائة من ميزانية البلاد تصرف على أجهزة الأمن والجيش والشرطة…وبعد ذلك كله تخفق في حماية هدف متوقع….واستراتيجي بالدرجة الأولى…مثل إخفاقات اخرى كثيرة ..فحينما وقعت احداث ام درمان المأساوية وراح ضحيتها عدد هائل حاول بعضهم تبرير الفشل بأنهم أرادوا استدراج المهاجمين إلى الداخل ومن ثم القضاء عليهم …حجة ساذجة وتنطوى على استخفاف لا مثيل له بالعقول و الأرواح وهما أقدس مافي الحياة…لم نر في تلكم الاحداث تحقيقا من لجنة يعتمد عليها ويعتد بقولها تحاسب المقصرين وتنحي باللائمة على جهة من الجهات ..وتنشر نتائج التحقيق للراي العام ..تحقيقا ولوصوريا يحفظ ماء الوجه ..ويحفظ للضحايا حقوقهم وللوطن هيبته…بل رأينا عكس ذلك ,,قائد الفشل يتبختر فينا بلا حياء ..وبلا إحساس ..يحسد عليه ..فوق شينو قوة عينو..كما يقولون..

لا ادري هل هو تراخ ام تواطؤ …؟؟؟كلما حدث أمر جلل كهذا رأيت في البلدان التي تحترم ذاتها ومواطنيها ,سارعت إلى المحاسبة,,,, ولطالما قدمت حكومات استقالاتها وترجل وزراء ومسؤولون كبار عن مناصبهم اعترافا منهم بتقصيرهم وباهمالهم لكن هذا لا يحدث في بلداننا رفع الله كربتها…

دخلت قوات الحركة الشعبية ثلاثة مرات ..دخلت ثم خرجت ثم دخلت مرة اخرى..أغراها الهوان الذي وجدته ولذلك استباحت المدينة.لم تكن محتاجة إلا إلى عشية أو ضحاها لتفعل ما تريد ..و كان لها ما أرادت …تخريبا للمنشات وازهاقا للارواح وتشريدا …وقد أظهرت الصور مقدار الدمار الذي حاق بالمدينة وهو بلا شك دمار وخراب تسأل عنه الحكومة بتقصيرها في حماية هكذا منطقة حيوية….مع يقيني الكامل بأن الحركة الشعبية نسخة نيفاشا وليد شرعي للمؤتمر الوطني…فقد نالت من سني حكمها ومشاركتها من الخبرة الكثير في فنون الإلتواء والإنعراج والإعوجاج والعمل على مصلحتها دون مراعاة لمصلحة شعبها والمتاجرة به من غير وازع..تعلمت الحركة الشعبية كذلك اختلاق الأزمات والأعداء وذلك لينصرف الناس عن مشكلاتهم الحقيقية لعلمهما (الحركة والمؤتمرالوطني) أنه لا عيش لهما إلا في أجواء الحروب والأزمات ..لا يهمهما أن يجوع الناس أو يعروا أو يموتوا..المهم البقاء في السلطة وبأي ثمن …

المتابع يلمس الخطاب الهستيري واللغة الرديئة والنعرة العنصرية التي تخرج من كل الأبواق وصرنا كالمنبت تماما لا أرضا قطعنا ولا ظهرا أبقينا…الحق لا يحتاج الى كل هذا النعيق والزعيق….لا يحتاج إلى بث الكراهية بين الشعبين في شطري الوطن ,,هذه الكراهية التي لن تثمر إلاالحنظل …ويتبارى الان المرتزقة في كيل الشتائم والسباب واستخدام أقزع الأفاظ لإظهار أنهم وطنيين ويغارون على الوطن ..ومن كانت له عصا تأبطها شرا وبحث عن منبر او مكبر صوت نافخا أوداجه ومدعيا شجاعة رعناء وموسعا حلقه بكل ألوان السباب…شعاره في الحياة سب وارتق..كأن الوطنية سباب وتهريج…فهذا انحطاط غير مسبوق في التاريخ الخطابي السياسي السوداني…

أزمة هجليج أعادتنا الى الوراء ..الى المربع الاول,, سنة أولى إنقاذ…وأولها مصادرة الحريات..والمعاشات بدواعي أمنية ,,فأجزم أنهم الان في أسعد أوقاتهم وأمتعها…فهم الان في حل من أي مساءلة تجاه الصحة والتعليم..والتنمية….بحجة أنه لا صوت فوق صوت المعركة….بحجة المجهود او الجهد الحربي..فالحكومة الان تطلب وتتطلع للدعم بدلا عن الصرف..والحجة جاهزة ..الاستنفار والنفرة وهلم جرا…..

بعد ثلاثة وعشرين عاما نجد انفسنا أسوأ بكثير من مما كنا عليه…اقتصاد منهار ..وطن مقسم ..وسلام اجتماعي مفقود بين أبناء الوطن الفضل وجماعات مهووسة تحرق دور العبادة على عين الحكومة…هل سنحتاج لثلاثة وعشرين عاما اخرى لتحريرسوبا من جمهورية شمال الجزيرة؟؟؟

د.الريح دفع الله عبد الرحيم
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لابد من المحاسبة علي التفريط فهذا وطن ونحن جميعا ملامون في ذلك ان تركنا المؤتمر الوطني وعصابة الغابات من الحركة الشعبية تنهش فيه كانها كلاب مسعورة فكلنا ملامون من صغيرنا الي كبيرنا فالان هلموا ان نقيم مأتماً علي اللبن المسكوب اه اه ياوطن .

  2. هو المنطق المطرووح
    فلنكن واقعيينن ،أنا اقسم لا خير لا في البشير وجماعته ولا في المعارضة الحالية
    وليغضب من يغضب ، فالكل موجوود منذالازل ، ولا شيئ يتغير.
    وانا الوم المعارضة اكتر ، لأنها المتضررة وساكته ، انتو المفروووض بتتكلمه بلسان الشعب السوداني ، لكن للأسف ، اجندات خاصة هي الأولى لديهم .
    لو شعر الناس بمصداقيتككم للحقو بكم ، لكن انتم اسواء تنظيما من البشير واقل مصداقية لدى العامة.
    وبالتالي الشعب السوداني هو الضحية .
    يا عالم بس عايزيين اي زول ان شاء الله شماشي من السوق الشعبي . بس يكون قلبه على البلد
    ويفكنا من السجم ( الحكومة ) والرماد ( المعارضة ) .

  3. نسال الله انكم تظلوا مبومين كدا لما يجيكم الطوفان ويجرفكم الي مزابل التاريخ يا شبه البوم..

  4. التحية لك يا دكتور فقد تحدثت بما يجول فى خاطرى فالمتابع لكل القنوات يجد هذا الهوس ولا احد من مقدمى البرامج سال السؤل المنطقى بعد ان انجلى الامر اين كان الجيش؟واين كان وزير الدفاع ؟؟؟؟فهو ملازم للريس اين ما ذهب وما يغيظنى استشهادهم بالقران والسيرة وكمان الائمة الكرام ذهبوا مع التيار ايها الناس ان لنا عقول فاحترمونى هداكم الله …ولو كانت هذه الحكومة رشيدة لجلست وناقشت اسباب الهزيمة ولكن غيبوا الشعب بالهتاف الاجوف وكمان استقطاع مرتب يوم للمجهود الحربى وهذه فرصة شيطانية فاين هى الحرب؟؟؟؟
    ما زلت على قناعة ان العلة وكل اعلة فى هذا البشير العريس
    ارجوا من كل متابعى اراكوبة ان يكتروا ن قول 0حسبنا الله ونعم الوكيل فانها اخرجت سيدنا ابراهيم من النار وانتصر بها بها المسلمون فانقلبوا بنعمة من الله وفضلا…
    اكثروا من الدعاء عسى الله ان يفرج الكرب ويزيح هذا الحكم الشيطانى من السودان
    اميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين

  5. شكرا يادكتور علي الحديث الضافي
    اقوليك حاجه يادكتور صاحب الضمير هو البستقيل بعدين الجواب بكفيك عنوانه من الفاظ الشماسة
    مع احترامي للشماسه اما امن الوطن دي موضع منتهي اذا كان دكتور خليل ساق ليه سيره من الحدود
    التشادية حتي القصر الجمهوري وساق سيرته تاني رجع الي حيث اتي تخيل معاي المسافه القطعاها كم طويله وارض كاشفه زول قال ليه تعال ارقص معانا مافي

  6. الاستنفار والنفرة ماهي الا هروب من تحمل المسئولية الكاملة في تأمين السلم الاجتماعي واصلاح الاقتصاد وتوفير ادنى حد من الحرية للمواطن تحفظ فيه كرامته.
    لكن للاسف نجد كل من الرئيس ونوابه ومستشارية ومساعدية….الوزراء وولاة الولايات وقادة المجاهدين في خطاباتهم الحماسيةالتي تتسم بالنعيق والزعيق ماهي الا مرحاض وسيفونات قذرة متحركة مابيننا شئ لايصدق ان تكون المرحاض تملئ مساحات برامج التلفاز القومي وتعتلي المنابر الرئاسية والقيادية. صيحة اخر الزمن من منابع الانقاذ. اقترح في توزيع لكل مشاهدي القناة السودانيةالقومية والذين يكبرون باصوات عالية اثناء سماعهم لقادة الانقاذ مناديل معطرة حتى يعرفون انه توجد رائحةغير رائحة المرحاض.

  7. عاد يا منغا حيرت نافع على نافع و علي عثمان
    هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..