لسنا.. سلة غباء العالم !

لسنا.. سلة غباء العالم !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

أنظمة الحكم العسكرية الثلاثة ، التي تعاقبت على السودان منذ العام ، 1958 من الملاحظ أنها كانت تتزايد في مدد بقائها بالتتابع ، ست سنوات انقلاب نوفمبر أ عقبتها ستة عشر عاما هي عمر الراحلة مايو ومن ثم لا زالت العجوز الانقاذ تحاول رغم بلوغها سن اليأس التجمل بمكياج لم يعد يناسب حيزبونا مثلها ، رغم كل ما بددته من عمر الشعب ، ونفاد صبره عليها ، وطبعا كل ذلك التصاعد في بقاء الديكتاتوريات كان يقابله تناقص في فترات الاستراحات الديمقراطية المتقطعة الأنفاس !
والحقيقة الأمران مرتبطان ببعضهما ، وهما يشكلان بعدين لمأساة أزمة الحكم في بلادنا ، ليس ببعيد عنهما دور الشعب بالمشاركة ولو بعدم سوء النية، لان الساسة والحكام سواء كانوا عسكريين أو مدنيين ، هم في الحقيقة من صلب الأمة التي تعيد انتخابهم كمقرر تقليدى ثابت في كل مرة رغم مرارة تجارب فشلهم في ادارة الحكم الديمقراطي الذي يتأتي بأثمان الثورات من الدماء الغالية والتضحيات الجسيمة !
وهذا بالمقابل ما يدفع لوضع المسائل في ميزان محاسبة أنفسنا ايضا من قبيل جلد الذات ، بغرض الاستفادة من الأخطاء ، وتفسير ظاهرة الترحيب بالانقلابات عند اطلاق بيانها الأول ، مما يجعل خروج الناس بالهتاف لها يوهمها بانها فعلا محبوبة الجماهير التي بالطبع ، كثيرا ما تدفعها الى ذلك كوارث زلات الساسة والأحزاب في الممارسة الديمقراطية التي يحيلونها الى لعبة هي أقرب الى التسلط الديكتاتوري عبر الصناديق منها الى الحرية التي تصبح فوضى ، تبرر وثوب العسكر ، كل تلك المرات التي شهدناها !
صحيح هنالك عدة اسباب لصمت شعبنا الطويل على حكم عسكر الانقاذ والجماعة الاسلامية الحاضنة لهم وقد فقست لنا كل هذه البلاوي التي تأكل في جسد الوطن وتقض مضجع البشر مثل ( المارقوت ) في ليلنا الطويل معهم !
و من غير الحاجة للتعرض لكل الأسباب الداعية لطول الصمت على ظلم الأنقاذ الفاحش، ولكن أكاد أجزم أن الخوف من قوة قبضتها الأمنية مهما كانت باطشة ليس من بين تلك الأسباب !
و لكن ما أردت أن أخلص اليه ، أن الديكتاتور دائما مثل المصارع الغبي الذي قد يستاثر بالحلبة طويلا ولعدة جولات ، معتمدا على عضلاته ، و لانه لا يستخدم عقله كثيرا، فلابد من أن يرتكب خطأ جسيما يجعله يخسر كل جولاته في لحظة خاطفة ليجد أن جرس النهاية قرع ، اعلانا بتثبيت أكتافه من طرف الخصم الذكي !
الان الانقاذ تترنح و ستسقط حتما خلف الحبال وتحت أقدام الجماهير ، بعد أن عبثت بنا طويلا ، وجعلتنا نخسر لقب سلة غذاء العالم ،وننحدر من علياء المنصة الى سلة غلاء العالم !
وهي بغباء المصارع المغرور بتوهم القوة التي تفتقر الى تحكيم بقية ذرة العقل ان كانت تعقل فعلا لتبادربالاعتزال والرحيل قبل الهزيمة النكراء، ولكنها لا زالت تحاول كسب الجولة بلغة مزدوجة بين مغازلة عاطفة الشعب بامتداحه أنه عظيم ومتفهم للاجراءات الأخيرة حينا ، ومحاولة تذكيره بصورة أو بأخرى بان لا يعول على معارضة وأحزاب هي السبب في مجيء دكتاتوريتها الى الحكم ،ومن جانب آخر فهي تحمّي في كفها وقبضتها لتوجيه ( أم دلدوم ) الى وجه الانتفاضة وقد أرعبتها وهي التي باتت من الضعف بلا روح وتقف مثل الخيال المستند الى أعواد تبدو سليمة من الخارج ولكن دواخلها يسكنها السوس و لن تصمد كثيرا أمام رياح الشارع اذا ما انتظمت الصفوف وتراصت السواعد والحناجر وعلا صوت المنابر ، ولن تخيف أصوات بنادقها المبحوحة عصافير الثورة التي بدأت تحلّق في سموات المجد وهاهي شمسه تلوح لها من قريب !
فهذه المرة ، حيا على الجد ، ولن نستكين لكلام مداهنتهم ، للضحك على ذقوننا وعقولنا بمعسول القول الظاهري ونفاقهم باطلاق بالونات الأئمة بالحديث عن الابتلاءات الذي لم يعد ينصت له مؤمن حقيقي!
فهم في لحظة ضعفهم كحكام فقدوا كل شرعية بالتقادم ولا زالوا يحلمون بالخلود ، يتوددون لنا بلسان فيما يبطنون لنا شر النوايا ، فتراجعنا خطوة الى الوراء بعد هذه الانطلاقة الموفقة بأذنه تعالى ، سيعني لهم ما يرددونه في دواخلهم وينعكس جليا في سوء أفعالهم التي سردبنا لها كثيرا فزادهم ذلك طيشا وعنجهية لاعتقادهم باننا أمة
( هي سلة غباء العالم )
ولكن ، فليعلموا أن الذكي هو من يكسب النتيجة أخيرا ، بغض النظر عن الأشواط التي خسرها .. واننا لقادمون ، وما النصر الا من عند الله ، والعزة لشعبنا الصابر على بلواهم !

تعليق واحد

  1. والله يااستاذ برقاوي الموضوع ده محيرنه
    هل نحن شعب غبي لدرجة تغييبنا عن حقائق الوطن ونحن من نملك الوطن
    الجماعة ديل حيرونا عديل كده
    تشوف القصور والعربات الفارهة وتسمع بالمليارات في ابوظبي
    يبدو ان ذهاب البترول غضب من الله وليس ابتلاء
    هم ديل قيلين في راسنا في قمبور ولا شنو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..