
في الأسابيع الماضية ظهر القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر بصورة مكثفة وراتبة وبعبارات محفوظة ومتكررة حد ( الملل) فالرجل انتقل بذات الجُمل التي كان يطلقها على حكومة البشير (الإبن الشرعي) لحزبه الى انتقاد حكومة حمدوك وأصبحت صورته (المتجهمة ) تلك محفورة في ذهنية القاري الذي يكاد يُسّمع لك عن ظهر قلب ماقاله كمال عمر امس واليوم قبل ان يقرأ تفاصيل الحوار
ولكن ماكنت أعلم ان هناك من هو اعنف منه لفظاً وعبارة إلا بعد أن قرأت ماقاله ادريس سليمان الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي الذي ذكرني بتلك المرأة الشريرة التي تخافها نساء الحي ولايدخلن في نقاش معها ابداً لان كل نقاش معها ينتهي ( بنتف الشعر ) و(خربشة الخدود) ففي كل جدل تجدها فجأة تتحدث لوحدها لأن البقيه يلزمن الصمت ويتحولن الى متفرجات ..
فالرجل (المهجوم) بإعتقال علي الحاج الأمين العام للحزب خرج عن تلك الدائرة البيضاء التي يقبع فيها بعض منتسبي الشعبي الذين يعتبرون أنفسهم اصحاب بلاغة وخطابة وهم ( اسياد النضم) ليتحول الى شخص مفترس …. أي والله … فالرجل اقسم مهددا ومتوعدا انه لو سمحوا لشباب الشعبي بمواجهة الحكومة ( لقطعوها حته حته ) وان الحكومة هشه وضعيفة لا تتحمل (المدافرة )وأضاف ان الحكومة تتحرش بنا و( السوسيو لو ضايق الفيل كتير بعفصو) وتابع ( احسن ليهم مايعافروا الكبار ) .
فالرجل أفلس منطقاً وحجة فإن كانت حكومة حمدوك تتحرش بالشعبي فواجب على قوى الحرية والتغيير ان تفتح بلاغاً بالإغتصاب لان ماواجهته من هجوم من كمال عمر لا مادة له بقانون سليمان إلا الإغتصاب
ولم يفصح لنا سليمان عن شباب الشعبي لان الرجل ربما يكون له كتائب ظل ايضا ما الذي أدرانا لانه من المستحيل ان يقصد شباب الشعبي الذين ينتمون للحزب سياسياً فالقيادات والعضوية السياسية حسب علمي لاعلاقه لها ب ( المدافرة والعفص والتقطيع ) هذه أساليب عنف إجرامية
وحذر الأمين السياسي السلطات من اي ضرر جسدي او نفسي يتعرض له علي الحاج فالرجل اختلطت عليه الاعتقالات ونسي ان عهد التعذيب والإساءة إنتهى وطوت صفحته هذه المدنية التي لا تعجبه
فالذي يسمعه يقول ان علي الحاج تم نقله الي بيوت الأشباح الم يشاهد الفديو الذي وثق لإعتقاله رجل خرج بكل احترام من بيته الفخيم مهندم كدنا نشتم رائحة عطره يودع أهله وانصاره كأنه يتوجه الى مطار الخرطوم في رحله خارجية طويلة الأجل لم يلكُمه احد ولم يتم رفعه على بوكس ولا ضرب على عنقه إهانة وذُلاً لوح للكاميرات كأنه نجم سينما يمشي على ( البساط الأحمر ) وتمت عملية الإعتقال بنجاح ..اقصد بإحترام
فنحن نجد العذر للرجل ان يناهض اعتقال أمينهم العام ويتباكى على عدم إشراكهم في الحكم ويعض أنامل الندم على خلفيتهم الإسلامية التي جعلتهم حزب معارضة للحكومة السابقة والحاضرة لكن لا نجد له العذر في ان يتحول الى ( شرير الحي ) حتى لاتجلس الأحزاب الأخرى متفرجة ليس خوفاً وإنما ترفعاً واحتراماً لذاتها ومكانتها وسمعتها السياسية .
طيف أخير :
أحياناً تُرشد التائهين ولا تعرف كيف تغادر المتاهة.
صباح محمد الحسن
الجريدة
هذا المقال جميل جداً وبلغة أدبية رفيعة ألقمت به هؤلاء الخفافيش حجراً لو كنت مكانهم لتوضأت وغسلت فمي سبعاً أتبعتهن بتراب حتى لا أتفوه بهكذا كلام معيب ومخجل!!.. عافاك الله يا كنداكة .