ستخرج دابة الأرض تحدثنا عن الانتصار..

مثقلون بعدم اليقين، في انتظار امر سماوي يفسر لنا معني الحياة.. و نحن في انتظارانا بدون طائل ستخرج دابة الأرض بعد أيام من انفاق غزة تحدثنا عن انتصار حماس و الاخوان بجعلهم العدو الإسرائيلي، بعد ان زلزلوا الأرض تحت اقدامهم، يرضخ لمطالبهم و المعروفة سلفا للجميع و الإسرائيليون انفسهم و المتمثلة في دفع أجور موظفي حكومة حماس وفك الاسري و فتح المعابر و طموحهم بفتح الأجواء و الشواطئ.. وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال (في وصف دابة الأرض): إنها دابة لها ريش وزغب وحافر، وما لها ذنب، ولها لحية. وكأن الكرار يوصف إسماعيل هنية ما يجعل انتظارنا بلا قيمة طالما سيحدثنا بعد خروجه من الانفاق بانتصار حققته المقاومة.. و المعروف عن العرب انهم لا يعترفون بالهزيمة و يبحثون عن أي امر يسمونه انتصار ليعيدوا الكرة في سلسلة من الحروب اللانهائية يتخللها صراخ يفطر القلوب و يدمع الاعين و هذا ابتكار اخواني لم يكن موجود في حرب البسوس و لان قناة الجزيرة لم تقم بتغطيتها حينئذ.. حروب الاخوان كلها أينما وجدوا تفوح منها رائحة القذارة و الغدر و يصورون انفسهم ضحايا لإمالة الراي العام المسلم الي جانبهم، و في ابشع تطبيقات الميكافلية منذ ان وجدت، رفع اخوان غزة الحمساويون جثث أطفالهم المحترقة و دفعوا بصورهم الي مواقع التواصل الاجتماعي لتحقق الاعجاب و المشاركة و إعادة التغريد حتي يعود للإخوان مجدهم، واذا سمعت طفل ينشد حال الامة الإسلامية بشكل درامي مؤثر لتحفيز غددنا الدمعية فتأكد ان السفلة الاخوان دفعوا به الي اعلامهم بحثا عن التأييد الشعبي لأفعالهم، مستغلين بذلك طفولته و متسترين خلف براءته بعد ان أصبحت طلعتهم كريهة و غير محبوبة..
من اغرب الأمور في الحرب بين حماس و إسرائيل، ليس من بين أهدافها إزالة حكومة دابة الأرض هنية، و لا من بينها تحقيق السلام، و الانتصار لا قيمة له عند الإسرائيليين بقدر ما هو تضليل يستخدمه الاخوان لإسماعنا بطولاتهم و نحن مدبرون، إسرائيل تعمل علي المحافظة علي حكومة حماس في غزة بدون صواريخ حتي لو تطلب الامر ان تدفع إسرائيل 50 مليار لحماس لا تستخدمها في صناعة الصواريخ و عمل الانفاق.. و لسبب بسيط من مصلحة إسرائيل ان تكون في غزة حكومة مختلفة عن الحكومة الفلسطينية في الضفة و تسيطر علي جماعات الفكر الداعشي طالما انها بعيدة عن القدس و بيت المقدس.. و بنظرة عميقة من اجل ان يتلقى جيش الدفاع الإسرائيلي التمويل اللازم و الدعم الأمريكي لتطوير دفاعاته لابد من وجود عدو يهدد البلدات الإسرائيلية بالصواريخ ، فحماس هو العدو المناسب جدا، حتي لو استلمت ال 50 مليار و وقعت علي تعهد مكتوب علي صحف موسي، ستقسمها بين شراء البيوت الفاخرة لقادتها و صناعة الصواريخ، و لن تكون هنالك مشكلة للجيش الإسرائيلي طالما ان الخسائر المؤثرة لن تتعدي تشغيل التها الحربية، و ان الحرب ستبقي علي حماس ضعيفة تتسول الأموال القطرية و التركية و الإيرانية بعد خروج بترول جنوب السودان كمورد سريع لتسولها.. ما يجمع بين إسرائيل و حماس رفضهم لحل الدولتين و موقفهم العدائي لحكومة أبو مازن..
قبل خطف الأطفال اليهود الثلاث.. اصدر نائب الأمير القطري لشئون الجهاد ضد إسرائيل خالد مشعل تعليماته لخطف يهود ضمنها في خطابه الموجه كالعادة لإخوانهم في السجون الإسرائيلية ( ونقول لإخواننا في سجون العدو الصهيوني اننا لم ننساكم).. و بمباركة الأمير و نائب الأمير القطري لشئون الفتاوي المضللة القرضاوي تم خطف الأطفال الثلاث و التخلص منهم قتلا بعد التضييق الإسرائيلي في عملية عودة الاخوة و التي كان من ضمن اهداف الجيش الإسرائيلي فيها، بالإضافة للبحث عن المختطفين، تدمير البنية التحتية لحماس في الضفة الغربية و افشال المصالحة بين فتح و حماس.. ظاهر عملية الاختطاف و اطلاق الصواريخ المتفرق لجماعة الجهاد الإسلامي، هو تحقيق مكاسب الافراج عن كوادر حماس المسجونين و فتح المعابر، و حتي لو تم الامر بخوض حرب لأيام كما يحدث الان تحت المسمى الإسرائيلي الجرف الصامد و علي حساب أرواح و امن شعب غزة.. لكل عمل اخواني اهداف ظاهرة و اخري حقيقية باطنة لما فيها من شدة مكر و خبث.. لإحراج الحكومة المصرية و اضعاف شعبيتها عربيا و دوليا، وعدم الاعتراف بدورها المؤثر علي الصراع بين إسرائيل و حماس، و اظهار مرسي و هو يهتف من خلف زنزانته بغزة، و تذكير أمريكيا بأهميتهم كإخوان في تأجيج و تهدئة الصراع في الشرق الأوسط بعدما تخلت عنهم، تخوض حماس حربا نيابة عن المنظمة الدولية الإرهابية الاخوانية لاستعادة مكانتها و التأثير علي استقرار امن مصر، و إضافة أعباء و مسؤوليات طفيلية كبيرة علي عاتق الرئيس السيسي، رمز انتصار العالم العربي علي مكرهم، و تبديد جهده و تشتيت تركيزه لخلق استحالة تعيقه من إيجاد حلول فاعلة و ناجحة لتحسين أوضاع من حملوه المسؤولية .. و بالمقابل خاضت حماس حربها لتتهرب من مسؤوليتها امام شعب غزة و تحميل عدم قدرتها لدفع رواتب الموظفين لأخرين..
ستفي حماس بعد ان تضع الحرب اوزارها بوعدها الذي قطعته لكوادرها المسجونين.. لكن سيظل السؤال لماذا يموت الأطفال و المدنيين الأبرياء في حرب حماس؟! و من اجل ماذا يعاني المواطن في غزة من الحرمان؟!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..