أغبياء نحن.. نتجاهل الأزمة وتثيرنا مظاهرها!

تسابقنا اهتماما بالمجاعة التي ضربت الجنوب.. ونتنادى لتقديم الدعم العاجل.. أصابت أم لم تصب هذه الدعوات.. استجاب لها الناس أو لم يستجيبوا ليست هذه هي القضية.. القضية سادتي أننا كلنا حكومة وشعبا.. قد نسينا.. أو تناسينا.. أن المجاعة لم تكن هي الأزمة.. بل هي في الواقع مظهر عارض من مظاهر الأزمة الحقيقية التي ظللنا نتفرج عليها فقط.. طوال سنوات خلت.. بل وبعضنا لم يكتف بالفرجة.. بل راح يذكي عود النار لتزيد اشتعالا بين الفرقاء الجنوبيين.. حتى تخلقت الأزمة السياسية في كامل هيئتها.. حربا أهلية شاملة.. ونحن نتفرج.. حتى مؤسساتنا المسؤولة عن ما يسمى بأمننا القومي.. لم يفتح الله عليها ببديهة أن ثمة احتمال أن ما يجري هناك يمكن أن تكون له انعكاسات هنا.. أما خارجيتنا فحدث ولا حرج.. فهي تأتي في الآخر دائما.. حتى السفير الذي سحبته من هناك.. لم يفتح الله عليها هي الأخرى كي تبعث بديلا له فقط للمتابعة..!
كل سفراء العالم هناك.. يتابعون.. يرصدون.. يحللون.. يوجهون.. وفق مصالح دولهم.. إلا السودان.. فهو غائب كالعادة.. يوغندا دفعت بمدير مخابراتها سفيرا في جوبا لخطورة المحطة.. واشنطن التي غيرت السفراء في كل العالم.. أبقت على سفيرتها هناك.. لأهمية المحطة وحساسية الموقف.. فأين الخارجية السودانية..؟!
أما آن للسودان أن يترك مقاعد المتفرجين وانتظار الآخرين (الإيقاد) للتدخل الإيجابي الذي يمكن أن يوقف سقوط الجنوب في هاوية اللاعودة.. العالم ينظر للسودان.. والسودان يقول.. نحن ندعم جهود الإيقاد.. وفي إطار الإيقاد.. وما أدراك ما الإيقاد.. ومن هي الإيقاد؟ إن هي إلا السودان وآخرين..!
أشحذ ذهني لتذكر زيارة آخر مسؤول سوداني لجنوب السودان.. لا تسعفني الذاكرة.. لكني أذكر أن دينق ألور كان هنا قبل أسابيع.. ومسؤولين سياسيين وأمنيين جنوبيين مروا من هنا.. ثم هاك هذه المفارقة.. فخلال الفترة الماضية فقط زار رئيس وزراء إثيوبيا جوبا على رأس وفد عالي المستوي.. وزار الرئيس المصري السيسي يوغندا بهدف معلن.. هو الأوضاع في جنوب السودان.. ثم عرج أيضاً على كينيا لنفس الغرض.. ثم زار موسيفيني جوبا لنقل نتائج زيارة السيسي لكمبالا.. فأثمرت الزيارتان زيارة سالفا كير الشهيرة إلى مصر.. حتى ملك المغرب زار جوبا على رأس وفد مهول.. ثم كان ختام هذا العرض الشيق.. ونحن نتفرج.. زيارة الرئيس سالفا إلى أديس أبابا على رأس كل حكومته تقريبا.. ونحن لا زلنا عند محطة أن على الجنوب تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين..!
إن أمر الجنوب يحتاج إلى فهم جديد.. ونمط تفكير جديد.. تفكير خارج الصندوق.. فلم لا تسحب رئاسة الجمهورية الملف وتتولى أمره.. كسابقاته التي نجحت فيها.. وتحيله إلى الفريق طه عثمان؟.. فهو من المؤكد يحتفظ بصلات جيدة مع كل أطراف الأزمة في جنوب السودان.. بل وقادر على الوصول إلى العواصم الأفريقية المؤثرة.. (وعلى الأقل سعادة الفريق رجله أخدت على أفريقيا)..!! لمَ لا سيدي الرئيس؟.. جرب فلن تخسر شيئا..!
اليوم التالي
ياخي لكن قفلتك للمقال ملعوبة من زول عرف من زمان من اين تؤكل الكتف..انت اكتشفت الرئيس دا قريبك متين بالمناسبة..موضوع الجنوب دا عندك فيه شنو داير تستورد اناناس …قلت لي برضو كسيير تلج لي طه والمنطق انه رجله اخدت علي افريقيا..بالله يا لطيف دي لغة محلل سياسي وصحفي..لكن الانتهازية خلت فيصل محمد صالح يشتغل عندك وبي غادي مناضل المانع شنو.
إقتباس:
“ن أمر الجنوب يحتاج إلى (فهم) جديد..ونمط (تفكير) جديد.(تفكير) خارج الصندوق”.
متي كان لنا ولحكوماتنا عامة ولحكومة الإنقاذ خاصة “فهم” و”تفكير”؟؟ متي ياخ؟؟!!
….يعني خلاص حلينا مشاكلنا عشان محل مشاكل الجنوب…
كسار تلج بدرجة صهر رئاسي.
قضية الجنوب هي قضية كل السودان فنحن فرطنا في اخوتنا و اشعلنا بينهم المعارك دعمنا مشار ضد سلفا.
فكما شققنا الاحزاب و الحركات السودانية بسطنا روحنا الاجرامية لتمزق الجنوب