أخبار السودان

تقرير المصير.. استحقاق أم سقف تفاوضي ؟

  تقرير:ناهد عباس  
مطالبة  الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو بحق تقرير المصير لمنطقة جبال النوبة، والذي أقراه المؤتمر الاستثنائي للحركة الذي عقد بمنطقة هيبان بجنوب كردفان قبل أيام، لم تكن المرة الأولى فقد كانت هذه الخطوة السبب المباشر في الخلاف بين الحلو ورفقاء دربه من قادة الحركة، مالك عقار وياسر عرمان، عندما إتهمهما بتجاهل الأمر وتعمد عدم طرحه على طاولة المفاضات مع الحكومة بأديس ابابا.   لكن تبني مؤتمر الحركة لحق تقرير المصير (لشعب جبال النوبة، جنوب كردفان) يجعل منه أمراً واقعاً، وربما تصدر أجندة الحركة في المفاوضات المتوقعة مع الحكومة، على الرغم من أن الأخيرة وعلى لسان الدكتور أحمد بلال عثمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي أكد أن الحكومة لم ولن تقبل بأي شروط مسبقة أو مزايدات حول التفاوض، ولن تقبل برفع أي سقوفات حول المنطقتين، ليغلق الباب أمام الحلو في المطالبة بحق تقرير المصير في المفاوضات القادمة، فهل سيجد الحلو طريقاً لفرض مطلبه على طاولة التفاوض؟شعار للاستقطاب السياسي:رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي وصف اعتماد الحركة الشعبية لحق تقرير المصير لاقليم جبال النوبة بـ(المؤسف)، وقال إن قضايا التهميش لن تحلها دعاوى تقرير المصير، واستنكر قرار الحركة الشعبية بتقرير مصير جزء من البلاد، معلناً عن اتجاهه لمراجعتهم ومناصحتهم للعدول عن حق تقرير المصير.فيما اعتبر عضو وفد التفاوض الحكومي في المفاوضات حسين كرشوم المطالبة بحق تقرير المصير بأنها شعار للاستقطاب السياسي، ولرفع سقف المطالبات في عملية التفاوض ولم يعد مبدأ، والهدف منه الحشد والتنافس السياسي، حيث أن ياسر عرمان يتحدث عن قيام مؤتمر، لذلك تعتبر المطالبة به وسيلة للحشد.وأضاف أن طرحه في مؤتمر استثنائي لايمثل كل الحركة، وإنما جزءاً يسير منها، وأن تقرير المصير حق من حقوق الإنسان ولكن إذا حدث سوف يتضرر منه الجزء المنفصل أكثر، لاختلاف طبيعة المنطقة والتركيبة السكانية فيها، والتي توجد فيها أثنيات متعددة خلاف جنوب السودان، الذي توجد فيه أثنية واحدة، إضافة الى تعقيد منطقة جنوب كردفان، وقلة موارد المنطقة مقارنة بالجنوب، لذلك سيكون الوضع أكثر سوءاً.واستبعد طرح القضية في المفاوضات القادمة لجهة أنها محسومة بمسارات معينة، ولم يتم طرحها في المفاوضات السابقة سوى في العام 2003م كمرة واحده أثناء التفاوض، وذكروا في ذلك الوقت أن قضية تقرير المصير تمت مناقشتها في مشاكوس ولم تطرح من جبال النوبة، ورفضوا طرحها مجدداً.رفع سقف التفاوض:أستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري محمد الشقيلة يرى أن الحركة الشعبية جناح الحلو طرحت مسألة تقرير المصير لجبال النوبة، لإدراكه باستحالة تحقيق وطن تسوده الحرية والعدالة والمساواة، أو مايعرف بالسودان الجديد.. وقال: ذلك المطلب أوردته اتفاقية نيفاشا، وكان مطلب غير معلن، ولكي يتسنى لهم حمل قضاياهم التي يطالبون بها، يرون بأنه لن يتم ذلك إلا في إطار الانكفاء إقليمياً والتركيز على قضايا مناطقهم عبر المطالبة بحق تقرير المصير والضامن الوحيد، لذلك في تقديرهم هو الحفاظ على قواتهم أي الجيش الشعبي وعدم القبول بأي دمج لها مع القوات المسلحة، وعدم قبول اي تفاوض مع الحكومة ليصبح هنالك خياران إما قبول الحكومة بوطن تسوده الحرية والمساواة حسب اعتقادهم، أو منح المنطقتين حق تقرير المصير.وتوقع الشقيلة أن يتم القبول بخيار تقرير المصير إذا وجدت الحكومة نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما، وأضاف أن المطالبة بحق تقرير المصير ستنعكس على مستقبل المفاوضات القادمة، ويدخل هذا المطلب لرفع سقف التفاوض للحركة لأقصى مدى، حتى يتسنى الحصول على حكم ذاتي واسع السلطات.. ويمكن أن تنتهى المطالبة بحق تقرير المصير الى حكم ذاتي للمنطقتين.مطلب متوقع: وقال الشقيلة: إن انفصال الجنوب يعتبر الخطوة  الأولى في تفتيت السودان، ويمكن أن يكون محفزاً للآخرين للمطالبة بحق تقرير المصير، وفي ذات السياق قال المحلل السياسي راشد التجاني إن مطلب حق تقرير المصير متوقع من خلال توجهات الحركة الشعبية، وتركيز الحلو على قضايا المنطقتين يختلف عن حال الحركة في عهد عرمان وعقار، والتي كانت تبحث في قضايا قومية، وقال إن تحقيق رؤية الحلو تلك مربوطة بالمفاوضات القادمة، فيما إذا كانت أجندتها محددة أم غير محددة تحتمل إضافة مسارات أخرى.
آخر لحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..