خالد المبارك ومحمد مراد: ليس كل ما يهتف نضالاً

سألت جمهور إحدي محاضراتي في 2006 في واشنطون:”من منكم قرأ الأستاذ على أفندي نور أو يعرف من هو؟” وخيم صمت. لم يتعرف عليه أحد. وأردفت ذلك بالسؤال: “من منك يعرف الشيخ بابكر بدري؟”. وهمم الحضور بما فهمت أنهم استنكروا سؤالي واستجهالي لهم. وتابعت: “أنا آسف فلم أرد أن استفزكم بالسؤال عن هذا الرجل المعروف بالضرورة. ولكن سأعود بكم إلي عام 1938. فلو استدبرنا أمرنا 70 عاماً وسألتكم في ندوة بدار الخريجين بأم درمان هذا السؤال عن الرجلين لما جهل أي منكم
المهندس على نور شاعر مؤتمر الخريجين بلا منازع وريحانة منابره. ولكنتم استنكرتم سؤالي عن بابكر بدري لا جهلاً به بل استخفافاً. فقد اشتهر بين أمثالكم من المناضلين في المؤتمر وغيره بأنه من المخلصين للاستعمار ولا يستحق ذكراً. وقال الدكتور عبد الله الطيب أنهم كانوا في كلية غردون التجهيزي إذا قالوا لك “يا مخلص” فقد طعنوا وطنيتك طعنة نجلاء.
سنعود لهذه القصة بعد شهادتي بحق الدكتور خالد المبارك الذي رأينا الدكتور محمد مراد يعيد علينا مأثور الشيوعيين عنه وهو أنه ممن “خفت موازينه” بطَلاقه للنضال وملازمة المستبدين. وحكى في السياق واقعة لم يحسن حكايتها عن فصله لطلاب أو أساتذة بمعهد الموسيقي والمسرح على عهده كمدير له في أوائل الثمانينات.
من بين الفرص القليلة التي اسعدتني حين استقلت من الحزب الشيوعي في 1978 فرصة عضوية المجلس الأكاديمي لمعهد الموسيقي والمسرح التي وفرها لي خالد. كان معي الطيب زين العابدين والطيب حاج عطية. وغير خاف أن كانت تلك ذاكرة لخالد من عهد اتحاد طلاب جامعة الخرطوم أيام التمثيل النسبي. وأتاح لي ذلك التعرف على خالد في غير شرط الجامعة التي لم يبق فيها لسوى سنة حين دخلتها عام 1960. ولكنه كان صحوة قدوة. كنت أغبطه علي وقاره الجم وخلوه من عادات الشباب الشيوعيين من تدخين ومعاقرة بنت الحان. لقيته أول مرة في غبش مساء عند ممر النخيل الكاذب أمام المكتبة ورسخ عندي كصورة لرفيق أريد أن أكونه ويحول نزقي وتسخطي دون ذلك. وأذكر ضحي يوم جمعة تنادينا في “حشد” رفاقي لنتبرع بالدم لأمه إثر عملية جراحية بمستشفى الخرطوم. وكان بنك الدم حديث عهد يسقيك شراب البرتقال بعد دفق دمك في أنابيبه.
لم أعرف متى وكيف خرج خالد من الحزب ولماذا وكيف. فالخروج من جماعة تُعرف نفسها بأنها “اتحاد طوعي لمناضلين” لا يستوجب التفتيش عن دخائل الناس. ولكنهم يقولون ذلك مكاء وتصدية. والحق أن الحزب “زواج كاثوليكي” وهي من أوائل العبارات التي سمعتها في أروقة الحزب بمعنى أن من يريد الخروج منه فباب الطلاق فاتح لا كما في الزواج الكاثوليكي. ولكن فهمت منه أنه يريد أن يفرغ بالكلية للخدمة الأكاديمية. وكان. وقد جاءت به هذه الخدمة مديراً لمعهد الموسيقي والمسرح في عهد وزيرها دفع الله الحاج يوسف، قد وضع لنفسه هدفين. أولهما أن يُقَوم شهادة المعهد وسط حمى رغبة كل طلاب التعليم فوق الثانوي الحصول على إجازة جامعية (لا دبلوم) التي تتنزل بهم في الدرجة “كيو” التي كان يستأثر بها خريجو جامعة الخرطوم حصرياً. وعاقبة هذه الحمي أن فقدنا كليات التدريب التكنولوجي والمهني بما أتفق للناس أنه كارثة التعليم التقني. وكان على المعهد، متى طلب الإجازة الجامعية أن يأخذها بشرها: أي بشروط التعليم العالي التي لا اعتبار فيها للموهية. والموهبة عماد شغل المعهد. وقد كتبت عن هذا الشاغل مقالة عنوانها “معهد الموسيقي والمسرح: شَهد الموهبة وإبر الشهادة” نشرتها في كتابي “عبير الأمكنة”. وقد أنجز خالد مهمة تقويم شهادة المعهد بما جمع بين الشهد والإبر بنجاح.
كان شاغل خالد الثاني أن يبني مقراً خاصاً للمعهد. وكان المعهد على عهده، ولزمن بعده، “شايل بيتو” كما وصفته في مقال قديم. فهو أُجَري (في لغة أهل بري للمؤجر) طاف أنحاء العاصمة الأربعة على رجل كلب. وكان مطلب خالد في أن يكون للمعهد بيته الخاص في أصل خلافه مع الشيوعيين الذي ساء ثم ساء ثم ساء. وتداول مجلس إدارة المعهد بند تدبير الأرض الخاصة تلك وأجازها. وربما كانت عينهم على الأرض الخلاء آنذاك أمام شقق الجامعة والبنك العقاري المقابلة لمعسكر الجيش الرياضي. واتفق لهم أن أسرع طريقة لها هو أن يرعاها الرئيس نميري كجاري عادة الاستبداد. ولما بدا الاستعداد لمناسبة تبني الرئيس مشروع دار المعهد “نجر” الشيوعيون والطلاب. وقرر اتحاد الطلاب مقاطعة المناسبة. وتضامن معهم أساتذة شيوعيون ويساريون هم محمد شداد، وجعفر النصيري، ومامون زروق، وعوض سرالختم ممن عينهم خالد نفسه بالمعهد اعترافاً بالزمالة وبخبرتهم في المسرح التي كان هو طرفاً فيها بجامعة الخرطوم. وعينك لا ترى إلا النور. تدخل الأمن وجرى فصل الطلاب والأساتذة الذي يعاب خالد عليه.
لقيت خالد خلال هذه المحنة. وأذكر له كلمة من تلك التي قدحت في فكري شرراً سياسياً مختلفاً. قال لي يا عبد الله ممكن جامعة الخرطوم دي تضرب، وظلت تضرب بالطبع، لنحو قرن. ولكن تعود بعد كل إضراب مؤسسة لا تستغني عنها البلاد. لكن المعهد دا لو أضرب يوم نميري ببساطة ممكن يشلعو لأنو مكتوب بقلم الرصاص في سجل ثقافتنا. وهو مكتوب بقلم الرصاص عند الناس الذين لم يتخلصوا بعد من الإزراء بالفنان كخالي شغل وصعلوك ومشخصاتي.
طرب ذهني لكلمة خالد. فهي من القول يصيب المقاصد الكلية ندرأ به عاجلة النضال الذي لا نعرف له مصرفاً سوى الاحتجاج حتى لو إنهد السما. لا تساوم ولو . . . ماعارف شنو وبطيخ. وفتحت الكلمة باباً إنتهيت به في مابعد إلى التفريق المفهومي ما بين المقاومة والنهضة. ففعل طلاب المعهد وأساتذتهم باب في المقاومة لا تثريب. ولكن قول خالد هو النهضة كمقاومة. لا يريد بموقفه المهني تسجيل موقف، أو إتباع عادة في
لقاء المستبدين، بل أن يحفر للمعاني الغراء مثل تعليم الغناء والموسيقي حفراً يؤسسها لا في وجه الطاغية بل في وجه جمهرة كبيرة من الشعب نفسه قد تقول لك هو نعلم الناس طب وتكنولجا ولا غنا. فالمقاومة النهضة هي أن تعرف أن لك عدواً ظاهراً وعدواً مدفوناً. وهذا طريق التغيير البطيء في تركيبة المجتمع لا في دست الحكم. نعم. ومعروف أن مؤسسة في علم جامعة الخرطوم وألمعيتها كانت قد طردت كلية الفنون من حظيرتها لتلزقها في معهد الخرطوم الفني. Good Riddance
وأذكر أنني رتبت لقاء مع بعض الاساتذة ممن فصلوا لاحقاً اشرح لهم فكرة خالد كباب آخر للنضال طويل المدى. ولم يسمعوا مني.
ثم نعود لقصة بابكر بدري وعلى أفندي نور لنتأمل إن كانت المعارضة المقاومة قد استعدت لمثل خدمة خالد المهنية في الدولة لا تكلفه ولا غيره من مثله ما لاطاقة به. ولاتحمل عليه إصراً.
نحن لا نبحث ونشخّص حالة خالد المبارك بالماضي
الأمس فات بخيره وشرّه فلا تجتر ماضيك معه بسب علاقتك الشخصيّة وتفرضه علينا
أين خالد اليوم (وطنيّا) و (فكريّا) ونضاليّا)!واسأل أجهزة الإعلام عن سقطاته
أليس هو من يستغل الكذب والنفاق ليبرّر أفعال الشموليّة بلا خجل ؟
أشر إلي نحو موقف واحد كان فيه أمينا وصادقا إبّان عمله بسفارتنا النتنةفي لندن
ثلاثة سوف ينالون المراتب الأولى في الكذب (البشير، خالد (البارك) وربيع (العاضي)
لست بشيوعيّ ولكنّي أكبر واحترم وطنيتهم وطهرهم وصدقهم منذ نهاية الخمسينات
لكنّي أراك قد أدمنت التزوير والتأليف الكاذب ولم يسبقك في ذلك سوى أحمد سليمان
قديتناباْستاذنا بتاعتك دى ياخ .. تيب لما انت معلق فى موال الاساتذة ده من كم سنة ليه ما تكتب عن صديقك الراحل الاْستاذ بمعهد الادارةخسوساانت كنت قريب منو ومن اسرتو حتى بعد ماجو امريكا. ينوبك ثواب .
مقال له رائحة …تشمها من بين الحروف وليس شهادة للتاريخ كما يقال …الاثنين يبصقون على تاريخهم -وليس تاريخ الحزب الشيوعي ..بل انهم يتبولون على تاريخهم ..ويحاولون التبرير …ولغرض ما او لامر ماوفي زمان محدد ..تعديلات وزارية وحيكومات تجي وجيكومات تغور …(شوفوا لينا شوية ملحق ثقافي حتى لو في جزر القمر )…ما تفهمونا يا جماعة ….يعني ما تتوسط لينا بالواضح كدا (والواضح ما فاضح)……اف افوووو …عفن …في كل الاركان …
يا زول تلفيقاتك دى ما يتركب معانا لى تعريفة الزول دة كان مصدر من مصادر الأمن مدفوع القيمة راجع مقالات كمال الجزولى عنه
بعدين ياخ ما تشركوا نهضة ومقاومة وبطيخ الزول دة حاليا موقفو وين ورينا ياتو نهضة سعى ليها ولا ساعى ليها فى شغلوا ودفاعو عن الحكومة دى
هذا الكهل المتلون أتفه شخصية شفتها فى حياتى والمتشبهين بالكيزان اوسخ منهم وبالمناسبة تعلم الصلاة فى سفارة لندن
اننا نتفهم مقاصد الناس على اختلاف احوالهم وتبدل افاركهم وفي ذلك لهم الحق والخيار هنا امر شخصي لا يزيده او ينقصه ارتقاء او نزول من عتبة حزب لكن ما بال خالدنا يخدم الانقاذ كل هذه السنين وقد كان لها المعارض الاكبر؟ ما الذي استجد في الانقاذ؟ هل تغيرت سياساتها ومفاهيمها وطريقتها في ادارة البلاد وتغير وجهها الدكتاتوري البشع؟ هل انزلت علينا الديموقراطية وجلعت منا شعبا حرا؟ هل اوقفت الفساد؟ هل اوقفت الحروب؟ هل للمستنيرين من امثال خالد ومدير المعهد الوحيد للموسيقى والمسرح في بلادنا الفقيرة ان يخدم سلطة بكل هذه الخطايا والجرائم والقبح؟ ما الذي يدفعه لذلك؟ اذا اتخذ خالد هذا الموقف، فقد صح موقفنا من معارضته لارجاعه لجادة الصواب وليس لحرقه كما قد يتوهم البعض، فقد اصبح خالد شخصيةعامة عليها تقبل النقد واراء الغير …
1. بغض النظر عن استقامة المقارنة (او عدم استقامتها) التي تعقدها بين الشيخ بابكر بدري و د خالد المبارك، فانطباعي ان الناس لا يهاجمون خالد المبارك (او حتي يترفعون عن ذلك احتقارا للرجل) الآن لمشاركتة في موقع قيادي تحت نظام مايو (فمن الآن مشغول بنقد ابيل الير او بونا ملوال او فرانسيس دينق او منصور خالد؟)، بل للدور الذي يلعبة حاليا ولسنين في الدفاع عن النظام القائم الآن، والذي سيوافقك كل من كره مايو انه اسؤا منها بسنوات ضوئية. الناس تتساءل: كيف لرجل بمستوي ذكاء خالد المبارك ان يفعل ذلك؟ اذا اردت الدفاع عن خالد المبارك، فهلم اخبرنا _ كيف لرجل بمستوي ذكاءه ان يفعل ذلك؟
2. 【ولكنهم يقولون ذلك مكاء وتصدية. والحق أن الحزب “زواج كاثوليكي” وهي من أوائل العبارات التي سمعتها في أروقة الحزب بمعنى أن من يريد الخروج منه فباب الطلاق فاتح لا كما في الزواج الكاثوليكي.】
الكنيسة الكاثولوكية لا تستطيع _ في عصرنا هذا _ منع احد من تابعيها عن الطلاق (رغم كرهها له)، ولكنها لن تبارك زواج المطلق بزوجة ثانية او المطلقة بزوج ثاني _ حسب علمي، وقد تتبرأ منه (بمعني انها قد تعلن خروجه/ها عن مله الكاثولكيين). وهذا في حد ذاتة رادع كاف عن الطلاق، اذ ان كل الكاثوليكيين شديدو الحرص ان تكون الكنيسة راضية عن كل قراراتهم واختياراتهم و حركاتهم وسكناتهم (لذا يذهبون ويعترفون لها بكل ذنوبهم _ حتي بجرائم القتل _ لغسلها ومحوها واكتساب الخلاص = redemption). هل نفهم من سوق هذة المقاربة، اذأ، انه تهمك مباركة الحزب الشيوعي (المستحيلة) اذا انت طلقته ووقعت في حب حزب آخر؟ هذا اقوي اعتراف حب-لم-ينتهي-بعد اسمعه في حياتي من رجل للحزب الشيوعي! اليس من الاسهل ان ترمي عنك “كاثولكيتك”، وترسل الحزب الشيوعي ومباركتة لك الي جحيم دانتي، وتتوقف عن نقدهم (فربما لا يستحقون)، وتعيد استكتاب الاديب والمسرحي الذين يسكناك؟
و لم تكتب كلمة واحدة عن حالة تملق الكيزان و الدفاع عن إجرامهم التي آل إليها خالد المبارك. يكون عشان دي نفس المرحلة الإنهيت ليها إنت؟؟ عموما لا خير يرجى منك و بالضرورة من الطبال المامبارك
سجا على مغزى هذا المقال القيم, تنظر فترى ان المناضلين غالبا, غالبا ما يتركون معتركا حقيقيا للنضال وينشغلون بل يتكلسون فى صورة واحدة له. وكمثال لهذا قضية الجنسية المزدوجة لشعوب التماس, الملايين بثرواتهم الحيوانية التي موتا تموت ان سدت الحدود.
هذه القضية المعركة لم تجد من المناضلين اي نصيب من الاهتمام, وهي حياة ملايين الناس.
لماذا؟ لأن افئدتنا مشدودة الى التظاهرة الهادرة التى تقتلع الانقاذ.ومادرينا ان الجنسية المزدوجة مسار واصل فى اقتلاعها وبجدارة.
وفى منطقة ابو جبيهة علم الناس عن نية راسماليين انشاء مصنع لتعدين الذهب. رجوت لو أن الجبهة الثورية تنشط عبر مثقفيها فى المنطقة وغيرهم للتلاحم مع اهل المنطقة فى معركة حقوقهم من عائدات المصنع وسلامة البيئة والصحة.
لكن لا. فالنهج واحد غير مرن . فقط اقتلاع النظام جملة واحدة.ويجب فقط عرقلة قيام المصنع.
نقول نعم لاقتلاع النظام. ولكن معركة محددة حول حقوق الناس هي افضل واقوى فى مسار اقتلاعه.
ما سيحصل هو قيام المصنع باسوأ انتهاك للبيئة وينهب الذهب ويضيع حق المواطنين.
وقوف الدكتور خالد المبارك في اخريات ايامه يمسح عن تاريخه اي اثر مشرف
هو قد اختار ان يكون وسط اللصوص والقتلة ويستميت دفاعا عن الباطل و لذلك لن تنفعه مثل مقالاتك هذه لاننا شهود على ما نسمع و نرى
شهادتك خليها عندك لانها لا تفيدنا في شيء طالما اختار الرجل بملء حريته ان يكون لسانا و مدافعا عن اسوأ خلق الله.
كتب كمال الجزولى عن هذا القمىء خالد الذى يجلس في سفارة النظام في لندن ليدافع عن أسوأ الأنظمة التي مرت على السودان ورغم ما يعرفه عنه حتى راعى الضأن في الخلاء عن دفوعاته التي يظهر بها في الفضائيات الكاذبة والخاوية عن اى منطق الا انه رغما عن ذلك يأتينا مثل عبدالله على إبراهيم ليدافع عنه ويبدو ان عبدالله على إبراهيم جند قلمه الضدىء للدفاع عن كل خونة الشعب السودانى ( الكلب بينبح خوفا على ضنبه ) لإن عبدالله نفسه مثقف جبان رعديد ليست له موقف تاريخى يحسب له في ساعات الازمات وعندما تشد الظهور والقامات ، فتجده يكتب عن أشياء انصرافيه بعيدا عن القضايا الحقيقية التي تهم البلاد والعباد .
كتب كمال الجزولى عن العقربة خالد المبارك قائلا :-
العَقْرَبَةُ!
كمال الجزولي
جعلوا جُرحي دواةً ،
ولذا فأنا أكتبُ شِعري بشظيَّة”!
(سميح القاسم)
“يا هذا المنطفئُ المنكفئُ الحالِكْ ،
أتعلَّقتَ بأطرافِ ثيابي .. والحَتفُ هنالكْ”؟!
(جيلي عبد الرحمن)
(1)
يا سبحان الله .. عشنا وشفنا خالد المبارك يحدثنا ، على آخر الزمان ، عن .. (الاضطرابات النفسيَّة)! ما كدنا نغمز قناة مقالته الأولى بأربعة أسئلة ، فحسب ، حتى ثاوره ، نفرة واحدة ، ثور دائه القديم المقيم ، فقال يجرِّب أن يرمينا به وينسلَّ ، عله يصيب مجداً على حسابنا ، ولكن .. هيهات أن يُحيىَ خوص النخل ناراً! أربعة أسئلة ، فحسب ، توتر بها قوسنا ، ولم ينطلق بعد ، قلنا عساها ، بمحض التوتر ، تكسر كعوب اللؤم في هذا الأبقع الفهيه ، أو تجعله يعيد النظر ، ولو بالغريزة إن تقاصر العقل ، فيرعوي ، فيستقيم ، وقديماً قال زيادٌ الأعجم:
“ألمْ ترَ أنني وتَّرتُ قوسي/ لأبقعَ من كلاب بني تميمْ/ عَوَى فرميته بسهام موتٍ/ تردُّ عواديَ الحَنِق اللئيمْ/ وكنتُ إذا غمزتُ قناة قوم/ كسرتُ كعوبَها أو تستقيمْ”!
لكنه لا ارعوى ولا استقام ، بل عاد ، في مقالته الثانية ، يهضرب ، للأسف ، ويطربق ، متقافزاً ، كالممسوس ، في جهات الأرض الأربع ، ما يكاد يسقط من نخلة حتى يتسلق خروعة ، وما يخرج من حفرة إلا ويقع في أخرى ، يَلدغ ، يَلدغ ، يَلدغ ، هنا ، وهنا ، وهناك ، مثل عقربة محاصرة ، لشوكتها أزيز ، ولذيلها تطواح ، ما تنفكُّ تخبط ، يمنة ويسرة ، تنفث سُّمَّها الزعاف ، كيفما اتفقَ ، في الوجوه والأجساد ، والماء والهواء ، وحتى في الحجر الصلد والعشب الطرىِّ ، فما ، ترى ، يكون آخر العلاج؟!
ذاك هو سؤال الحكمة الشعبيِّة البسيطة القائمة ، في أصلها ، على حقيقة أن مِن الناس مَن يخاف ولا يختشي! ولم أجد ، شخصياً ، مناصاً من اتباعها مع هذا النموذج في تلك الواقعة التي أوردَها مشوَّهة ، لطبع متأصِّل فيه ، بل أعطى انطباعاً قصدياً كما لو حدثت قبل أسابيع (!) بينما تعود بملابساتها إلى أواخر سبعينات ومطالع ثمانينات القرن الماضي! وكان دفعَنا فيها ، هو نفسه ، دفعاً ، لا إلى “مضغ لحمه” أو “قرقشة عظامه” ، كما زعم في سياق هضرباته السايكوباتيَّة ، فلو كنا فعلنا لما كان حيَّاً يجعجع الآن كطاحونة معطوبة ، وإنما لمواجهته بمحض (تحذير وإنذار) كثيرى الصرامة والشدَّة ، حيث ما كان لشئ سواهما أن يجدي معه ، بعد أن تجاوز ، بفاجر الخصومة ، كل المسموح به في اختلافات المثقفين المتحضرة ، ومضى يتسلل إلى ما وراء الخطوط الحمراء ، فى ظروف كنا فيها محض (مثقفي هامش) ، بالمصطلح الذي ساد وقتها ، ما نكاد نغادر السجن حتى نعود إليه ، بينما كان هو خادم الذراع المايويَّة الباطشة التى ما تنفكُّ تستهدفنا صباح مساء! ومع ذلك ، ليتنا كانت لنا ، مثله ، شبكة أسلاك بلاستيكيَّة ، في تكويننا البشريِّ ، بدلاً من هذى الأوتار المشدودة ، محدودَة الطاقة على التحمُّل ، كونها مجبولة من خلايا حيَّة تفعل وتتفاعل وتنفعل!
لكن ، ما لنا نذهب بعيداً ، والأيام قد أثبتت ، بالفعل لا بمحض القول ، جدوى ذينك (التحذير والانذار) الصارمين شديدي اللهجة ، إذ طار من وجهنا خادم الاكليروس السلطوىِّ هذا ، طيرة أم ريش من الدريش ، فكفَّ عنا أذى خبثه منذ ذلك الحين وحتى الانتفاضة الباسلة التي أطاحت بسلطة كانت تسوخ مفاصله في حضرة سادتها ، من جهة، وتورثه (العُقدَ النفسيَّة) ، من جهة أخرى ، مواقفُ مَن ثبتوا ينازلونها غير هيَّابين ولا وجلين ، وبالأخصِّ مواقف مَن تراءوا له ، مِن فرط وَهْمِه الواهِم ، حركيين (خطيرين!)، بينما هو واقف ينظر موتوراً راجفاً ، لا يكفيه أن “يتأخر سرجه يوم الزحف” ، كما وصفه منصور خالد ، بل وتحتقن دواخله عليهم بحقد أشد حُلكة مِن سجم الدواك ، لا يفشُّ غبينته سوى أن يراهم رازحين في المعتقلات ، أو مشرَّدين مقطوعي الأرزاق! وقسماً بالله لو كان فيه مثقال ذرَّة من الحياء الانسانيِّ لقضى بقيَّة عمره نادماً مستغفراً على قبيح فعال كنا اجتزأنا ، في مقالتنا السابقة ، إيماءة د. منصور إلى بعضها ، وقد أفقد بها معهد الموسيقى والمسرح أساتذة كعثمان جعفر النصيري ومامون زروق وفتح الرحمن عبد العزيز وعمر سر الختم ومحمد شدَّاد وعمر الخزين ، بأكثر مِمَّا أفقدهم وأسرهم مصدر رزقهم ، بدلاً من أن يأتي ، الآن فقط ، وبعد قرابة ثلاثين سنة على تلك الفعلة ، وسبع سنوات على وخزة د. منصور له بها ، (ليحاول) أن يسوِّقها (للشباب) بمبرِّرات خائبة من صنف: “كان الخيار أمامي بين الحفاظ على المعهد أو الحفاظ على الأساتذة”! ألا ما أتعس الخور وما أبأس التبرير!
ومن عجب أن (فرويد) آخر الزمان هذا يفزعُ إلى (علم النفس) يفسِّر به مواقف كل من لا يروق له من الناس ، بينما ينسى أن يفسِّر لنا ، نفسياً أيضاً ، بعض أنماط سلوكه هو ذاته! ومن ذلك ، مثلاً ـ ولا نرغب في الاستفاضة إلا مضطرين (!) ـ ما حدث يوم تكرَّم أهل المنتدى المدني عليه بدعوته ليشارك في ندوتهم عن التنوُّع والسلام في السودان. ولأن لديه نظراً مشاتراً في الأمر ، فما كاد يجلس للحديث ، ويجيل عينيه في القاعة المكتظة بجموع (أهل الهامش) الذين اجتذبهم ، ولا بُدَّ ، عنوان الندوة المعلن ، حتى راح يبرطم بذلك الصوت الذي يصطنع تفخيمه اصطناعاً ، مِمَّا يحتاج ، وحده ، إلى درس عصر منفصل في (علم النفس) ، متهماً مضيفيه بما يعني أن في (المسألة) رائحة (مؤامرة) ضده و(تدبير) مقصود! طيِّب .. أتراه يسعد إن أحلنا ، بالمقابل ، هذا الأمر برمَّته إلى (علماء النفس) أيضاً؟! أم أنه فالح ، فقط ، في حمل موساه (يُطهِّر) الأغيار ، مستثنياً نفسه؟!
(2)
أما الآن ، وقد تقيأ كلَّ تلك (الهضاريب) و(الطربقات) في مقالته الثانية ، فلا عتب علينا إذا استشعرنا إغواءً خاصاً من وقوع مدَّعي الذكاء والمفهوميَّة هذا ، بكل يُسر وسذاجة ، في مصيدة الأسئلة التي نصبناها له ، كي نكيل في ماعونه المزيد منها! فطالما كان كريماً أجواداً بـ (المعلومات) ، إلى هذا الحدِّ ، فلن نتركه .. لن نتركه البتة حتى يتقيَّأها ، من تلقاء نفسه ، إلى آخر قطرة ، ولسان حاله يقول: خذوني!
وأول ما نبدأ به هو مطالبته بأن يروي ، بعظمة لسانه ، الحقيقة كاملة في شأن مواجهتنا له ، ليس صباح (جمعة الانذار والتحذير) فحسب ، ولا الخميس السابق عليها مباشرة فحسب ، بل الجمعة السابقة عليها بأسبوع ، بدلاً من أن يعود ، وقد (لسعته) أسئلتنا ، يلغلغ بأنصاف القصص وأرباع الحقائق في مسائل أبعد ما تكون عن (اتحاد الكتاب) ، ويولول ، بلا أدنى ذرَّة حياء: “أنا ضئيل الحجم .. كان سينتصر عليَّ بالضربة القاضية .. كان سيمضغ لحمي .. كان سيجرش عظامي .. كان سيكسر نظارتي”! واستطراداً ، فقد أضحكتني الأخيرة كثيراً ، إذ ما حاجة كاوبوى الطين هذا “للنظارة” بعد أن يكون لحمه قد “مُضِغ” عن آخره ، وعظمه قد “جُرش” حتى النخاع؟! لقد ، والله ، ذكرتني هذه بحكاية الإعرابيِّ الأبله الذي وجد نفسه مضطراً ، ذات يوم ، لعبور دغل من الشوك ، ففكَّر ، ثمَّ قدَّر ، ثمَّ حزم أمره وخاض في الشوك حافياً ، حرصاً منه على .. مركوبه الجديد! ثمَّ مَن ذا الأخرق الذي نَصَحَ له بأن يسند ادعاء (براءته) و(وداعته) المزعومتين إلى تلك الحجة الخائبة الزعيمة بأن جسامة الأذى مرهونة بجسامة الأحجام؟! طيِّب .. أفلا يسيل الدم من شكَّة (إبرة) صدئة قد لا ترى لشدة حقارتها؟! و(العقربة) التي لا (لحم) يُذكر فيها ولا (شحم) .. ألا تقتل أحياناً بمحض لدغة؟! ثمَّ هَبْ أننى من أكلة البشر ، فما شهيَّتي إلى (لحوم) مهترئة و(عظام) نخرة (مضغتها) مايو و(قرقشتها) ، عن آخرها ، قبل سنوات طوال من شروع (الانقاذ) في الاجهاز على ما قد يكون تبقى منها؟! وهل ، تراه ، انتبه مارشال المديريَّة هذا ، إلى الترميز العميق الذي يتجاوز (الجسوم) إلى (الفهوم) في الكثير من ابداعات شعبنا وأمثاله وحِكمه ، حين وقف (ينقز) في وسط (دارة) هضربته ويصيح ، لا فضَّ فوه: “مانى الفافنوس ماني الغليد البوص”؟! ومع ذلك لا يستحي سيادته من الهترشة بما أثبته وما لم يثبته (علماء النفس) .. ياخي بلا لمَّة!
أما (النصيحة) التى يزعم أنه أسداها لمهدي بشرى فهي حكاية أخرى مسلية! قال إنه (نصح) لمهدي بعدم (الرَّد) علينا حتى لا يهدر وقته في ما لا يفيد! أنظروا مليكنا العريان الذي يهرف بما لا يعرف ، واسألوه من أىِّ (محطة) ركب! فمن الواضح أن المسكين وحده لا يعرف ، بينما الجميع يعرفون ، أن الذي كتب ، أصلاً ، هو مهدي نفسه! مقالات ثلاثة آثرت عدم الرَّد على أىٍّ منهن لأسباب لا تهمُّ خالد المبارك في كثير أو قليل ، على حين يعلمها مهدي جيِّداً ، وربما أشار لبعضها في بعض ثنيَّات ما كتب ، وبخاصَّة فى مقالته الثالثة! والأهم من ذلك أن مهدي ، رغم الخلاف القائم الآن بيننا ، وهو خلاف مبدئي ما في ذلك شك ، كان وما يزال عضواً مؤسِّساً في الاتحاد ، ولم يقل إنه انعزل منه “لأن فكرته نشأت في الاتحاد السوفيتي”! فمن حقه ، بالتالي ، وبالغاً ما بلغت درجة الاختلاف ، أن يضع عينه في عين أىِّ عضو في لجنة الاتحاد التنفيذيَّة ليسأل كم ثلث الثلاثة. ولعله يشهد ، وقد تبوَّأ مقعده في اللجنة لدورات عدَّة ، وشارك في اتخاذ كل القرارات ، بأن ما مِن أحد جحده ، يوماً ، هو أو غيره هذا الحقَّ الديموقراطيَّ الأصيل في حدود ما توافقنا على الاحتكام إليه من قواعد يرتبها نظامنا الأساسي ، فما شأن خالد ، إذن ، بذلك؟! أم أن ضرس الوشايات الرخيصة الذي تنشأ عليه ما زال يثاوره كلما وجد إلى ذلك سبيلاً؟! حقاً إن الذي يأتي مع المشيمة لا يذهب إلا مع الكفن!
(3)
وإذن ، فقد كانت أسئلتنا محض أربعة في غاية الوضوح والبساطة ، طلبنا أن يجيب عليها يوم ألفيناه قد صدَّق ، بالفعل ، أن طويل الجرح يغري بالتناسي ، وظنَّ ، وبعض الظنِّ إثمٌ ، أن مضىَّ ما يربو على ربع القرن لا بُدَّ قد أنسانا قبيح فعال كبَّدتنا ، وقتها ، ما كبَّدتنا ، واستحقت غضبتنا عن حق! ويوم يمتلك الشجاعة ويروي حقيقة ما جرى ، بلا زيادة أو نقصان ، ولو لأجل خاطر الشباب الذين يتشدَّق بحقهم في الالمام بالتاريخ ، يومها سنعود لنحتكم إليهم ، وأغلب الظنِّ أننا لن نجد بينهم إنساناً سوياً واحداً لا يضع كلتا يديه فوق رأسه ، يستعيذ بالله!
بقيَّة الأسئلة الاضافيَّة سنقسمها إلى جزئين: الجزء الأول يتصل بالأسئلة الأربعة الأصليَّة التى جاءت ، ابتداءً ، في سياق ردِّنا على قوله إنه ليس عضواً في اتحاد الكتاب “لأن فكرته نشأت في الاتحاد السوفيتي” ، وهي: (1) هل سعى خالد ، أبداً ، لاكتساب عضويَّة الاتحاد؟! (2) وإذا كانت الإجابة بـ (نعم) ، فهل اكتسبها؟! (3) وإذا كانت الإجابة أيضاً بـ (نعم) ، فعليه أن يوضح كيف فقدها؟! (4) كما وسيتحتم عليه أن يفسِّر كيف جاء ، بعد أكثر من عشرين سنة ، ليعلن أنه ليس عضواً فى الاتحاد لأن فكرته نشأت في الاتحاد السوفيتي؟!
واضح أنه لم يستطع تحمُّل ضغط هذه الأسئلة الأربعة كثيراً ، رغم أن (محاولة) الردَّ عليها قد استغرقته شهراً بحاله! سوى أنه ، وبرغم الطربقة والهضاريب التي لا أول لها ولا آخر ، (عافر) قدر قدرته ليتفادى وقائع بعينها ، فمضى يلفُّ ويدور حولها ، أو يُغرقها عامداً ، وبوعى كامل ، في سيل من الشتائم والبذاءات ، حتى يتوِّهنا ويتوِّه القارئ عنها ، مع أن فيها ، بالذات ، مرابط الأفراس! مع ذلك ، فإننا نقبل إجابتيه (1) ، (2) ، على علاتهما ، بأنه لم يكن فقط عضواً في الاتحاد ذات يوم ، بل كان مؤسساً فيه! ولا يفوتنا ، بطبيعة الحال ، أن نسجِّل له صوت شكر على (تراجعه) غير المنتظم عن قوله (المدغمس) السابق الذي قصد ، بالفعل ، أن يعطي به (الشباب!) انطباعاً قوياً بأنه (لم يكن عضواً في أيِّ وقت) منذ تأسيس الاتحاد عام 1985م وحتى تاريخ كتابته لعموده ذاك!
لكن إجابته على السؤال (3) لا يمكن أن تكون مقبولة إطلاقاً ، إذ كيف نقبل مِمَّن شارك في تأسيس الاتحاد وفي انتخاب لجنته التنفيذيَّة الأولى أن يردَّ على سؤال واضح عن كيفيَّة فقدانه لتلك العضوية بقوله: “لا علم ولا شأن لي بأىِّ (موقف) اتخذوه تجاهي”؟! يا راجل! هذا هروب لا يليق ، ولذا فإننا ما نزال مصرِّين على ضرورة أن يجيب على هذا السؤال بوضوح ، بدلاً من إكثار اللغو عن “اتفاقيَّة أديس أبابا .. واتفاقيَّة كامب ديفيد .. ومضغ اللحم .. وقرقشة العظم .. ومحاولته المضحكة لإقناع القراء الشباب ، أو قل الضحك عليهم ، بأنه (عارض) دكتاتوريَّة مايو بتصميم غلاف مسرحيَّته (ريش النعام) حيث وضَع (تاجاً) على رأس النعامة” .. لا يا شيخ!
كذلك فإن إجابته على السؤال (4) ليست مقنعة البتة! ونحن ، من جانبنا ، نعرف جيِّداً لماذا التوى منطقه ، وما هي مشكلته الحقيقيَّة! لكن ، فلنسلم معه ، جدلاً ، بأنني مجرَّد (محامى مصارع) ، كتاباتي لا تقرأ ، وليست لديَّ (ثقافة) ، أو حتى (عقل) ، فكيف يريد من الآخرين أن (يبلعوا) تفسيره الهروبيَّ لعبارته “لست عضواً في اتحاد الكتاب السودانيين لأن الفكرة نشأت في الاتحاد السوفيتي” بأن المقصود منها ليس فكرة (إتحاد الكتاب السودانيين) ، بل فكرة (إتحاد الكتاب السوفيت)! أين ، تراه ، يريد مارشال المديريَّة هذا لفكرة (إتحاد الكتاب السوفيت) أن تنشأ إذن؟! أليس هذا كلاماً ملتوتاً معناه أن القرَّاء أجمعهم ليست لديهم عقول؟!
(4)
حسناً ، دعونا ، الآن ، نأتى إلى الجزء الثاني ، وربما الأهم ، المتصل بما لم نثره نحن في أسئلتنا الأولى حول اتحاد الكتاب ، بل (كشف!) عنه هو بنفسه ، من خلال هضاريبه المرتجفة ، البعيدة كل البعد عن موضوعنا الأساسي ، مِمَّا يغوي برميه بالمزيد من الأسئلة الاضافيَّة. ففي روايته عن البلاغ الذي فتحه بعد الانتفاضة ضد (نقد) ، ترك خالد ثقوباً غامضة loopholes لا يكتمل السرد إلا بتوضيحها ، وهي:
(1) قال إنه (ذهل) عندما (رأى) ، ضمن ملف المحامي أبو جديري ، رئيس هيئة الدفاع عن (نقد) ، رسالة على الورق المروَّس لجهاز الأمن تقول: “تصدَّق للدكتور خالد المبارك بعربة لأبحاثه” ، فاستنتج أن الورقة مسروقة من الجهاز! والسؤال: إذا كان مسموحاً لكل متقاضي أن (يستنتج) وحده ما يشاء ، فما فائدة (المحكمة) إذن؟! ثمَّ ما هي المسألة التي (أذهلته) على وجه التحديد ، بمعنى أنه فوجئ بها ، ولم يكن يتوقعها ، فشغلته أكثر من غيرها: واقعة وجود المستند نفسه في يد خصمه ، أم واقعة سرقته من جهاز أمن مايو (خايف على العِدَّة بصراحة)؟!
(2) كيف تمكن ، أصلاً ، من رؤية المستندات المشمولة بملف الدفاع؟! هل سمح له أبو جديري بذلك ، لمجرَّد علاقة قديمة ، كما يقول ، ربطته به في براغ ، مع علم أبو جديري بأن خالد هو خصم موكله ، مِمَّا يعني طعناً مباشراً في شرف ونزاهة ذلك المحامي الكبير والمحترم؟! أم أنه تلصَّص خلسة على ذلك الملف دون إذن من الدفاع ، مِمَّا يعني اعترافاً صريحاً بارتكاب عمل لا أخلاقي؟!
(3) قال: إن محاميه اتبع “استراتيجيَّة التأجيل ثمَّ التأجيل ثمَّ التأجيل لإنهاك الطرف الآخر (نقد) الذي كان مقبلاً على الانتخابات”!! والسؤال: طالما أن القاعدة هي أن الموكل يعتبر راضياً عن أداء محاميه إلا إذا أقاله ، فماذا كان موقف خالد المبارك من الناحية (الأخلاقيَّة) إزاء (استراتيجيَّة) محاميه؟! بل ولماذا (التأجيل) ، أصلاً ، من الناحية (العمليَّة) ، طالما أن خالد هو الشاكي في بلاغ (ردِّ شرف) ، ومن مصلحته ، منطقياً ، (الاسراع) في الاجراءات ، لا (التأجيل) الذي لا يلجأ إليه إلا شاكٍ (اكتشف) ، في مرحلة لاحقة على فتح بلاغه ، أنه ليس من (مصلحته) مواصلة السير في الدعوى؟! أم الحقيقة أن محامي خالد كان ، في البداية ، وبالاستناد ، طبعاً ، إلى رواية موكله ، مطمئناً إلى أن المسألة لا تعدو مجرَّد (طق الحنك)! لكنه ما لبث أن فوجئ بأن فيها مستندات ، مسروقة أو غير مسروقة ، فأصيب باليأس والاحباط ، فلجأ إلى بناء (استراتيجيَّة) أخرى تقوم على التأجيل ثمَّ التأجيل ثمَّ التأجيل ، إعتماداً على الله وعلى حكمة الشيخ فرح ود تكتوك “يا البعير ، يا الأمير ، يا الفقير”؟!
(4) قال: إن مستنداته ضاعت من المحكمة ، والسؤال: هل طلب منها إصدار أمر (للمراقب) بإجراء تحقيق في تلك الحادثة؟! وإذا كان قد طلب ، فما هي نتيجة التحقيق؟! وإذا لم يكن قد طلب ، فلماذا؟! وإذا كان قد طلب وقرَّرت المحكمة عدم الاستجابة لطلبه ، فهل استأنف هذا القرار؟! ثمَّ ، وبما أن القضيَّة مؤسَّسة ، أصلاً ، على شكوى منه ضد (نقد) لكون الأخير نسب إليه واقعة عمله لدى جهاز أمن مايو قبل الانتفاضة ، وعبء الإثبات ليس على خالد ، بل على (نقد) ، وإلا كسب خالد القضية ، فعن أىِّ مستندات ، إذن ، يتحدَّث خالد؟! وما طبيعة تلك المستندات؟! وكيف تسنَّى له أن يودعها لدى المحكمة، أصلاً ، قبل بداية الاجراءات؟!
(5) مهما يكن من أمر ، كيف تخلى خالد عن بلاغه: هل طلب شطبه بنفسه بعد أن (رأى) المستندات و(ذهل)؟! أم أن البلاغ شطب بقرار من المحكمة؟! وإذا كان قد شطب بقرار من المحكمة ، فهل استأنف ذلك القرار؟! وإذا كان قد طلب شطبه بنفسه ، فما السبب: هل لأن (رؤية) المستندات (أذهلته)؟! أم يريدنا أن نصدِّق أنه طلب شطبه لمجرَّد أنه (زهج) من (استراتيجيَّة التأجيل) التي اتبعها محاميه؟! وبافتراض أننا صدَّقنا ، فهل وقع (زهجه) ذاك من منطلق (إجرائي) أم (أخلاقي)؟! وفي كل الأحوال لماذا لم يُقدِم على إقالة محاميه وتعيين غيره طالما أن (استراتيجيَّته) قد (زهَّجته)؟! وإجمالاً: كيف يُعقل أن يتخلى شخص عن قضيَّة (ردِّ شرف) يطالب فيها بتعويضه بنصف مليون من جنيهات ثمانينات القرن الماضي ، وتتابعها الأوساط الثقافيَّة والأكاديميَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة كلها باهتمام تريد أن تعرف حكم القضاء فيها ، وذلك لمجرَّد (زهجه) من (استراتيجيَّة التأجيل) التى اتبعها محاميه؟! أم الحقيقة هي أنه آثر (الانسحاب) بعد أن تأكد بنفسه من أن المسألة ليست مجرَّد (طق حنك)، وأن فيها (مستندات)؟!
(6) ماذا رأى خالد أيضاً من مستندات الدفاع؟! وبتحديد أكثر:
أ/ هل رأى تقريراً منسوباً إليه ضدِّى وموجَّهاً إلى جهاز الأمن يستهله بإبداء استغرابه من الخطأ الذي ارتكبه الجهاز بالموافقة على إطلاق سراح “شخص مثلي” من المعتقل ، ويتهمني فيه بأنني عميل للمخابرات السوفيتيَّة ، وأنني ناشط ، بتكليف من الحزب ، في تأليب حركة الطلبة ضد النظام وقتها ، وأننى أستثمر علاقاتي مع رجال الأعمال في جمع التبرعات للحزب؟!
ب/ قال إن علاقته بالمرحوم علي المك كانت مشوبة “بعدم استلطاف من أول نظرة” إستمر “حتى وفاته”!! وبصرف النظر عن البرود وغلظة الكبد التي يتحدث بها عن أن شخصاً في طيبة ورقة المرحوم علي المك قد مات وهو مخاصم له ، فإن من المعلوم أن المرحوم قد تولى ، حتى وفاته ، رئاسة اتحاد الكتاب ، خلفاً للمرحوم جمال محمد أحمد ، فهل كان أىٌّ منهما شيوعياً؟! ثم متى كانت (أول نظرة) تلك؟! وهل وقع ذلك من جانب خالد أم من جانب المرحوم؟! فإذا كان من جانب خالد ، فكيف يفسِّر (نفسياً) أيضاً “عدم استلطافه من أول نظرة” لإنسان أجمع الناس على محبته كالمرحوم علي؟! وإذا كان من جانب المرحوم ، فما هو السبب الحقيقي ، يا ترى ، بعيداً عن حكاية “من أول نظرة” هذه؟! وهل رأى خالد ، سواء داخل المحكمة أو خارجها ، تقريراً منسوباً إليه أيضاً ، أى إلى خالد ، وموجَّهاً إلى جهاز الأمن، يتهم فيه المرحوم ، على أيام إدارته لدار النشر بجامعة الخرطوم ، بأنه حوَّل مكتبه إلى “مقهى” يلتقي فيه أصدقاؤه من “فلول أعداء ثورة مايو” ، ويتناولون سيرة “الرئيس القائد” بالسوء والسخرية ، وأن المرحوم ظلَّ يتلقى بصفة منتظمة ، خلال نفس الفترة ، وعن طريق طيار بسودانير من أقارب صديقه المرحوم صلاح أحمد ابراهيم المقيم بباريس ، نسخة من إصدارة (البديل) المعارضة ، والتي دأب صلاح على إصدارها هناك ، فيستنسخ منها المرحوم ، بإمكانيات دار النشر ، نسخاً يشرف على توزيعها داخل السودان ، بإمكانيات الدار أيضاً؟! إذا كانت الاجابة (بنعم) فما هو تاريخ ذلك المستند؟! هل كان سابقاً على إقالة المرحوم من إدارة دار النشر وتعيين خالد محله؟!
(7) هل علم خالد ، في أي وقت بعد أن تخلى عن قضيَّته ، بأن المرحوم الخاتم عدلان ، مسئول النشر الثقافي بـ (الميدان) ، وقتها ، قد أعلن عن اعتزام (الملف الثقافي) نشر تلك الوثائق في عدد قادم ، وأن (نقد) تدخل وسحبها ، باعتبار أن خالد ليس مهماً لهذه الدرجة ، وطالما أنه شطب بلاغه فلا معنى للنشر ، وأن الحزب يكتفي بما أعلنه في ميدان المدرسة الأهليَّة؟!
(5)
أما بعد ، فلعل خالد أدرك ، الآن ، كم كان ساذجاً وهو يمخر ، بلا تحسُّب ، فى بحر لجِّيٍّ من (الطربقة) و(الربربة) و(الهضربة) حتى تناسلت الأسئلة الأربعة البسيطة فأنجبت ثلة أخرى من البنين والبنات! كما ولعله انتبه إلى كوننا لم نبادر لاتهامه بشئ محدَّد ، بل ولم يحرِّكنا ، أصلاً ، فى كلامه ، وهو البادئ ، سوى تهجُّمه على اتحاد الكتاب؟! وأننا ظللنا ننتظر ، فقط ، أن يجيب على أسئلتنا الأربعة تلك ، محاولين دفعه بعيداً عن السجال المجاني ، باتجاه تطوير حوار يقوم على طرح الأسئلة وتلقيها ، وفحص ما يمكن أن يترتب على ذلك من اتفاق وما يتبقى من اختلاف؟! وأننا ، بإيراد مجتزأ منصور خالد ، إنما كنا نسعى لتشجيعه على النأي عن المكابرة السمجة في الحق ، والاقدام على الاعتراف المستقيم بالخطأ ، أو تقديم أىِّ تفسير آخر يقبله العقل! فهل ، تراه ، أدرك شيئاً من كل ذلك؟! لا يبدو ، للأسف ، وإلا لما ألجأنا ، مجدَّداً ، إلى انتظار آخر بلا جدوى ، لإجابات غالباً ما لن تأتي ، على أسئلة تسبَّب فيها هو بنفسه ، ولم نفترعها نحن؟! أم أنه كان يتوقع أن يُترك يلهو ويلغو ويلثغ ويلغلغ كما يشاء دون محاسبة أو مساءلة؟! أم ، تراه ، كان يظن السَّبَّ والشتم والتباذؤ عملاً (خارقاً) لا يقدر عليه سواه؟! ما كان ضرَّه لو كان أجاب على أسئلتنا الأربعة بلا ولولة أو زعيق أو شتائم أو بذاءات لا معنى لها ، ويقيننا أن له في تجاربه من الدروس ما يكفي لاتقاء الأخطاء السابقة لو كان يسمع أو يعقل؟! ولكن ما عسانا نفعل مع أمثولة المرأة البلهاء التي تضربها عتبة الباب سبع مرات .. دون أن تنتبه؟!
(6)
يلزمني ، في الختام ، أن أسوق من الشكر أجزله ، ومن الاعتذار أحرُّه ، لكل الأخوات والاخوة الذين راسلوني أو هاتفوني بنبرة الحدب والاخلاص ، من داخل السودان ومن خارجه ، وبعضهم ، علم الله ، لم أتشرَّف بمعرفته بعد ، حيث ساقوا إليَّ نصحهم السديد بعدم مجاراة تلك السجاليَّة الفجَّة التي أراد صاحبها ، كما قالوا ، أن يصرفني عن القضايا الجادَّة ، وأن يثبت بها لمخدِّميه الجُدد أنه (جدير) بثقتهم! وهي نصيحة سديدة بلا شكَّ ، بل إن حكمتها تتجذر في عمق الحكمة الشعبيَّة التي تحضُّ على ترك الرماد يعلق بمن يخوض فيه وحده ، وتحذر من اتباع البومة ، إذ لا تقود إلا إلى الخرابات! لكن ما باليد حيلة ، فيقيني أن هذه ، أيضاً ، قضيَّة جادة ما أضرَّ بنا سوى تعففنا عنها في السابق! وهذه (العقربة) عوَّدتنا أن تبقى كامنة في جحرها طالما بقيت مظلة السلطة مسحوبة عنها، غير انها ما أن تعود لتستظلَّ بها ، حتى تنتفش (إبرة) ذيلها المسمومة ، وتعود تئز من جديد! لذا وجدتني مضطراً لأن أبعث بهذه الرسالة أثبت عبرها أن الشتائم والبذاءات والاهانات الشخصية (ماهيَّاش شغلانة) ، على رأي أهلنا المصاروة! وأن الصاع يُردُّ ، في العادة ، صاعين ، وأن المناورات (العقربيَّة) مقدور عليها مهما تحامت بالسلطة!
كما ويلزمني ، في ما يبدو ، إعتذار له هو نفسه ، فقد حسبَني أحط من (قدره) ، حين وصفت (منصبه) الجديد الذي ركل لأجله التدريس في جامعة الخرطوم بأنه (ملحق إعلامي) ، فسارع لتصحيح معلوماتي بأنه ، في الحقيقة ، (مستشار إعلامي)! حسناً ، فهمنا ، خلاص ، نأسف جدَّاً ، سوى أن السؤال يبقى قائماً عن ماهيَّة عمله الحقيقي وسط الجالية في بريطانيا .. وبرضو (بخيت وسعيد)!
سودانايل
بالمناسبة يادوك عايزك تستمتع معاى بى اْغنية المطرب المحبوب اْبوعركى البخيت لو كنت ناكر للهوى زيك .بعدين زى كاْنوا متاْثر بيك لمن يقول:لو كنت ناكر للهوى زيك كنت غفرت ليك كل العذاب العشتو فى حبك وكل حقى العليك . اْناذاتى بتاْثر اتخيل .
بابكر بدري سلك طريق النهضة بعد أن جرب فشل طريق المقاومة و الرجل ذكي حصيف تماماً كاهلنا الربطاب و ما ضره أن يكون “مخلصاً” او مصانعاً و قد قدم للسودان أكثر مما قدم على افندي نور! مين على افندي نور؟ لا شك ان حنجرته لم تتجاوز زمان نادي الخرجين … اتمنى ان يفهم المناضلون ان للنضال سكك كثيرة فلا يأخذوا بايسرها و أحبها الى انفسهم .. الحناجر لا تبني الحضارات .. شكرا بابكر بدري علمتنا حيا و ميتا.
ذكرت كثيرا بابكر بدري والشيخ ابوزيد احمد بمدني .هذان لا غبار علي وطنيتهما وطريقتهما لمناهضة الانجليز وهما بختلعان كليا عمن تدافع عنه
نحن لا نبحث ونشخّص حالة خالد المبارك بالماضي
الأمس فات بخيره وشرّه فلا تجتر ماضيك معه بسب علاقتك الشخصيّة وتفرضه علينا
أين خالد اليوم (وطنيّا) و (فكريّا) ونضاليّا)!واسأل أجهزة الإعلام عن سقطاته
أليس هو من يستغل الكذب والنفاق ليبرّر أفعال الشموليّة بلا خجل ؟
أشر إلي نحو موقف واحد كان فيه أمينا وصادقا إبّان عمله بسفارتنا النتنةفي لندن
ثلاثة سوف ينالون المراتب الأولى في الكذب (البشير، خالد (البارك) وربيع (العاضي)
لست بشيوعيّ ولكنّي أكبر واحترم وطنيتهم وطهرهم وصدقهم منذ نهاية الخمسينات
لكنّي أراك قد أدمنت التزوير والتأليف الكاذب ولم يسبقك في ذلك سوى أحمد سليمان
قديتناباْستاذنا بتاعتك دى ياخ .. تيب لما انت معلق فى موال الاساتذة ده من كم سنة ليه ما تكتب عن صديقك الراحل الاْستاذ بمعهد الادارةخسوساانت كنت قريب منو ومن اسرتو حتى بعد ماجو امريكا. ينوبك ثواب .
مقال له رائحة …تشمها من بين الحروف وليس شهادة للتاريخ كما يقال …الاثنين يبصقون على تاريخهم -وليس تاريخ الحزب الشيوعي ..بل انهم يتبولون على تاريخهم ..ويحاولون التبرير …ولغرض ما او لامر ماوفي زمان محدد ..تعديلات وزارية وحيكومات تجي وجيكومات تغور …(شوفوا لينا شوية ملحق ثقافي حتى لو في جزر القمر )…ما تفهمونا يا جماعة ….يعني ما تتوسط لينا بالواضح كدا (والواضح ما فاضح)……اف افوووو …عفن …في كل الاركان …
يا زول تلفيقاتك دى ما يتركب معانا لى تعريفة الزول دة كان مصدر من مصادر الأمن مدفوع القيمة راجع مقالات كمال الجزولى عنه
بعدين ياخ ما تشركوا نهضة ومقاومة وبطيخ الزول دة حاليا موقفو وين ورينا ياتو نهضة سعى ليها ولا ساعى ليها فى شغلوا ودفاعو عن الحكومة دى
هذا الكهل المتلون أتفه شخصية شفتها فى حياتى والمتشبهين بالكيزان اوسخ منهم وبالمناسبة تعلم الصلاة فى سفارة لندن
اننا نتفهم مقاصد الناس على اختلاف احوالهم وتبدل افاركهم وفي ذلك لهم الحق والخيار هنا امر شخصي لا يزيده او ينقصه ارتقاء او نزول من عتبة حزب لكن ما بال خالدنا يخدم الانقاذ كل هذه السنين وقد كان لها المعارض الاكبر؟ ما الذي استجد في الانقاذ؟ هل تغيرت سياساتها ومفاهيمها وطريقتها في ادارة البلاد وتغير وجهها الدكتاتوري البشع؟ هل انزلت علينا الديموقراطية وجلعت منا شعبا حرا؟ هل اوقفت الفساد؟ هل اوقفت الحروب؟ هل للمستنيرين من امثال خالد ومدير المعهد الوحيد للموسيقى والمسرح في بلادنا الفقيرة ان يخدم سلطة بكل هذه الخطايا والجرائم والقبح؟ ما الذي يدفعه لذلك؟ اذا اتخذ خالد هذا الموقف، فقد صح موقفنا من معارضته لارجاعه لجادة الصواب وليس لحرقه كما قد يتوهم البعض، فقد اصبح خالد شخصيةعامة عليها تقبل النقد واراء الغير …
1. بغض النظر عن استقامة المقارنة (او عدم استقامتها) التي تعقدها بين الشيخ بابكر بدري و د خالد المبارك، فانطباعي ان الناس لا يهاجمون خالد المبارك (او حتي يترفعون عن ذلك احتقارا للرجل) الآن لمشاركتة في موقع قيادي تحت نظام مايو (فمن الآن مشغول بنقد ابيل الير او بونا ملوال او فرانسيس دينق او منصور خالد؟)، بل للدور الذي يلعبة حاليا ولسنين في الدفاع عن النظام القائم الآن، والذي سيوافقك كل من كره مايو انه اسؤا منها بسنوات ضوئية. الناس تتساءل: كيف لرجل بمستوي ذكاء خالد المبارك ان يفعل ذلك؟ اذا اردت الدفاع عن خالد المبارك، فهلم اخبرنا _ كيف لرجل بمستوي ذكاءه ان يفعل ذلك؟
2. 【ولكنهم يقولون ذلك مكاء وتصدية. والحق أن الحزب “زواج كاثوليكي” وهي من أوائل العبارات التي سمعتها في أروقة الحزب بمعنى أن من يريد الخروج منه فباب الطلاق فاتح لا كما في الزواج الكاثوليكي.】
الكنيسة الكاثولوكية لا تستطيع _ في عصرنا هذا _ منع احد من تابعيها عن الطلاق (رغم كرهها له)، ولكنها لن تبارك زواج المطلق بزوجة ثانية او المطلقة بزوج ثاني _ حسب علمي، وقد تتبرأ منه (بمعني انها قد تعلن خروجه/ها عن مله الكاثولكيين). وهذا في حد ذاتة رادع كاف عن الطلاق، اذ ان كل الكاثوليكيين شديدو الحرص ان تكون الكنيسة راضية عن كل قراراتهم واختياراتهم و حركاتهم وسكناتهم (لذا يذهبون ويعترفون لها بكل ذنوبهم _ حتي بجرائم القتل _ لغسلها ومحوها واكتساب الخلاص = redemption). هل نفهم من سوق هذة المقاربة، اذأ، انه تهمك مباركة الحزب الشيوعي (المستحيلة) اذا انت طلقته ووقعت في حب حزب آخر؟ هذا اقوي اعتراف حب-لم-ينتهي-بعد اسمعه في حياتي من رجل للحزب الشيوعي! اليس من الاسهل ان ترمي عنك “كاثولكيتك”، وترسل الحزب الشيوعي ومباركتة لك الي جحيم دانتي، وتتوقف عن نقدهم (فربما لا يستحقون)، وتعيد استكتاب الاديب والمسرحي الذين يسكناك؟
و لم تكتب كلمة واحدة عن حالة تملق الكيزان و الدفاع عن إجرامهم التي آل إليها خالد المبارك. يكون عشان دي نفس المرحلة الإنهيت ليها إنت؟؟ عموما لا خير يرجى منك و بالضرورة من الطبال المامبارك
سجا على مغزى هذا المقال القيم, تنظر فترى ان المناضلين غالبا, غالبا ما يتركون معتركا حقيقيا للنضال وينشغلون بل يتكلسون فى صورة واحدة له. وكمثال لهذا قضية الجنسية المزدوجة لشعوب التماس, الملايين بثرواتهم الحيوانية التي موتا تموت ان سدت الحدود.
هذه القضية المعركة لم تجد من المناضلين اي نصيب من الاهتمام, وهي حياة ملايين الناس.
لماذا؟ لأن افئدتنا مشدودة الى التظاهرة الهادرة التى تقتلع الانقاذ.ومادرينا ان الجنسية المزدوجة مسار واصل فى اقتلاعها وبجدارة.
وفى منطقة ابو جبيهة علم الناس عن نية راسماليين انشاء مصنع لتعدين الذهب. رجوت لو أن الجبهة الثورية تنشط عبر مثقفيها فى المنطقة وغيرهم للتلاحم مع اهل المنطقة فى معركة حقوقهم من عائدات المصنع وسلامة البيئة والصحة.
لكن لا. فالنهج واحد غير مرن . فقط اقتلاع النظام جملة واحدة.ويجب فقط عرقلة قيام المصنع.
نقول نعم لاقتلاع النظام. ولكن معركة محددة حول حقوق الناس هي افضل واقوى فى مسار اقتلاعه.
ما سيحصل هو قيام المصنع باسوأ انتهاك للبيئة وينهب الذهب ويضيع حق المواطنين.
وقوف الدكتور خالد المبارك في اخريات ايامه يمسح عن تاريخه اي اثر مشرف
هو قد اختار ان يكون وسط اللصوص والقتلة ويستميت دفاعا عن الباطل و لذلك لن تنفعه مثل مقالاتك هذه لاننا شهود على ما نسمع و نرى
شهادتك خليها عندك لانها لا تفيدنا في شيء طالما اختار الرجل بملء حريته ان يكون لسانا و مدافعا عن اسوأ خلق الله.
كتب كمال الجزولى عن هذا القمىء خالد الذى يجلس في سفارة النظام في لندن ليدافع عن أسوأ الأنظمة التي مرت على السودان ورغم ما يعرفه عنه حتى راعى الضأن في الخلاء عن دفوعاته التي يظهر بها في الفضائيات الكاذبة والخاوية عن اى منطق الا انه رغما عن ذلك يأتينا مثل عبدالله على إبراهيم ليدافع عنه ويبدو ان عبدالله على إبراهيم جند قلمه الضدىء للدفاع عن كل خونة الشعب السودانى ( الكلب بينبح خوفا على ضنبه ) لإن عبدالله نفسه مثقف جبان رعديد ليست له موقف تاريخى يحسب له في ساعات الازمات وعندما تشد الظهور والقامات ، فتجده يكتب عن أشياء انصرافيه بعيدا عن القضايا الحقيقية التي تهم البلاد والعباد .
كتب كمال الجزولى عن العقربة خالد المبارك قائلا :-
العَقْرَبَةُ!
كمال الجزولي
جعلوا جُرحي دواةً ،
ولذا فأنا أكتبُ شِعري بشظيَّة”!
(سميح القاسم)
“يا هذا المنطفئُ المنكفئُ الحالِكْ ،
أتعلَّقتَ بأطرافِ ثيابي .. والحَتفُ هنالكْ”؟!
(جيلي عبد الرحمن)
(1)
يا سبحان الله .. عشنا وشفنا خالد المبارك يحدثنا ، على آخر الزمان ، عن .. (الاضطرابات النفسيَّة)! ما كدنا نغمز قناة مقالته الأولى بأربعة أسئلة ، فحسب ، حتى ثاوره ، نفرة واحدة ، ثور دائه القديم المقيم ، فقال يجرِّب أن يرمينا به وينسلَّ ، عله يصيب مجداً على حسابنا ، ولكن .. هيهات أن يُحيىَ خوص النخل ناراً! أربعة أسئلة ، فحسب ، توتر بها قوسنا ، ولم ينطلق بعد ، قلنا عساها ، بمحض التوتر ، تكسر كعوب اللؤم في هذا الأبقع الفهيه ، أو تجعله يعيد النظر ، ولو بالغريزة إن تقاصر العقل ، فيرعوي ، فيستقيم ، وقديماً قال زيادٌ الأعجم:
“ألمْ ترَ أنني وتَّرتُ قوسي/ لأبقعَ من كلاب بني تميمْ/ عَوَى فرميته بسهام موتٍ/ تردُّ عواديَ الحَنِق اللئيمْ/ وكنتُ إذا غمزتُ قناة قوم/ كسرتُ كعوبَها أو تستقيمْ”!
لكنه لا ارعوى ولا استقام ، بل عاد ، في مقالته الثانية ، يهضرب ، للأسف ، ويطربق ، متقافزاً ، كالممسوس ، في جهات الأرض الأربع ، ما يكاد يسقط من نخلة حتى يتسلق خروعة ، وما يخرج من حفرة إلا ويقع في أخرى ، يَلدغ ، يَلدغ ، يَلدغ ، هنا ، وهنا ، وهناك ، مثل عقربة محاصرة ، لشوكتها أزيز ، ولذيلها تطواح ، ما تنفكُّ تخبط ، يمنة ويسرة ، تنفث سُّمَّها الزعاف ، كيفما اتفقَ ، في الوجوه والأجساد ، والماء والهواء ، وحتى في الحجر الصلد والعشب الطرىِّ ، فما ، ترى ، يكون آخر العلاج؟!
ذاك هو سؤال الحكمة الشعبيِّة البسيطة القائمة ، في أصلها ، على حقيقة أن مِن الناس مَن يخاف ولا يختشي! ولم أجد ، شخصياً ، مناصاً من اتباعها مع هذا النموذج في تلك الواقعة التي أوردَها مشوَّهة ، لطبع متأصِّل فيه ، بل أعطى انطباعاً قصدياً كما لو حدثت قبل أسابيع (!) بينما تعود بملابساتها إلى أواخر سبعينات ومطالع ثمانينات القرن الماضي! وكان دفعَنا فيها ، هو نفسه ، دفعاً ، لا إلى “مضغ لحمه” أو “قرقشة عظامه” ، كما زعم في سياق هضرباته السايكوباتيَّة ، فلو كنا فعلنا لما كان حيَّاً يجعجع الآن كطاحونة معطوبة ، وإنما لمواجهته بمحض (تحذير وإنذار) كثيرى الصرامة والشدَّة ، حيث ما كان لشئ سواهما أن يجدي معه ، بعد أن تجاوز ، بفاجر الخصومة ، كل المسموح به في اختلافات المثقفين المتحضرة ، ومضى يتسلل إلى ما وراء الخطوط الحمراء ، فى ظروف كنا فيها محض (مثقفي هامش) ، بالمصطلح الذي ساد وقتها ، ما نكاد نغادر السجن حتى نعود إليه ، بينما كان هو خادم الذراع المايويَّة الباطشة التى ما تنفكُّ تستهدفنا صباح مساء! ومع ذلك ، ليتنا كانت لنا ، مثله ، شبكة أسلاك بلاستيكيَّة ، في تكويننا البشريِّ ، بدلاً من هذى الأوتار المشدودة ، محدودَة الطاقة على التحمُّل ، كونها مجبولة من خلايا حيَّة تفعل وتتفاعل وتنفعل!
لكن ، ما لنا نذهب بعيداً ، والأيام قد أثبتت ، بالفعل لا بمحض القول ، جدوى ذينك (التحذير والانذار) الصارمين شديدي اللهجة ، إذ طار من وجهنا خادم الاكليروس السلطوىِّ هذا ، طيرة أم ريش من الدريش ، فكفَّ عنا أذى خبثه منذ ذلك الحين وحتى الانتفاضة الباسلة التي أطاحت بسلطة كانت تسوخ مفاصله في حضرة سادتها ، من جهة، وتورثه (العُقدَ النفسيَّة) ، من جهة أخرى ، مواقفُ مَن ثبتوا ينازلونها غير هيَّابين ولا وجلين ، وبالأخصِّ مواقف مَن تراءوا له ، مِن فرط وَهْمِه الواهِم ، حركيين (خطيرين!)، بينما هو واقف ينظر موتوراً راجفاً ، لا يكفيه أن “يتأخر سرجه يوم الزحف” ، كما وصفه منصور خالد ، بل وتحتقن دواخله عليهم بحقد أشد حُلكة مِن سجم الدواك ، لا يفشُّ غبينته سوى أن يراهم رازحين في المعتقلات ، أو مشرَّدين مقطوعي الأرزاق! وقسماً بالله لو كان فيه مثقال ذرَّة من الحياء الانسانيِّ لقضى بقيَّة عمره نادماً مستغفراً على قبيح فعال كنا اجتزأنا ، في مقالتنا السابقة ، إيماءة د. منصور إلى بعضها ، وقد أفقد بها معهد الموسيقى والمسرح أساتذة كعثمان جعفر النصيري ومامون زروق وفتح الرحمن عبد العزيز وعمر سر الختم ومحمد شدَّاد وعمر الخزين ، بأكثر مِمَّا أفقدهم وأسرهم مصدر رزقهم ، بدلاً من أن يأتي ، الآن فقط ، وبعد قرابة ثلاثين سنة على تلك الفعلة ، وسبع سنوات على وخزة د. منصور له بها ، (ليحاول) أن يسوِّقها (للشباب) بمبرِّرات خائبة من صنف: “كان الخيار أمامي بين الحفاظ على المعهد أو الحفاظ على الأساتذة”! ألا ما أتعس الخور وما أبأس التبرير!
ومن عجب أن (فرويد) آخر الزمان هذا يفزعُ إلى (علم النفس) يفسِّر به مواقف كل من لا يروق له من الناس ، بينما ينسى أن يفسِّر لنا ، نفسياً أيضاً ، بعض أنماط سلوكه هو ذاته! ومن ذلك ، مثلاً ـ ولا نرغب في الاستفاضة إلا مضطرين (!) ـ ما حدث يوم تكرَّم أهل المنتدى المدني عليه بدعوته ليشارك في ندوتهم عن التنوُّع والسلام في السودان. ولأن لديه نظراً مشاتراً في الأمر ، فما كاد يجلس للحديث ، ويجيل عينيه في القاعة المكتظة بجموع (أهل الهامش) الذين اجتذبهم ، ولا بُدَّ ، عنوان الندوة المعلن ، حتى راح يبرطم بذلك الصوت الذي يصطنع تفخيمه اصطناعاً ، مِمَّا يحتاج ، وحده ، إلى درس عصر منفصل في (علم النفس) ، متهماً مضيفيه بما يعني أن في (المسألة) رائحة (مؤامرة) ضده و(تدبير) مقصود! طيِّب .. أتراه يسعد إن أحلنا ، بالمقابل ، هذا الأمر برمَّته إلى (علماء النفس) أيضاً؟! أم أنه فالح ، فقط ، في حمل موساه (يُطهِّر) الأغيار ، مستثنياً نفسه؟!
(2)
أما الآن ، وقد تقيأ كلَّ تلك (الهضاريب) و(الطربقات) في مقالته الثانية ، فلا عتب علينا إذا استشعرنا إغواءً خاصاً من وقوع مدَّعي الذكاء والمفهوميَّة هذا ، بكل يُسر وسذاجة ، في مصيدة الأسئلة التي نصبناها له ، كي نكيل في ماعونه المزيد منها! فطالما كان كريماً أجواداً بـ (المعلومات) ، إلى هذا الحدِّ ، فلن نتركه .. لن نتركه البتة حتى يتقيَّأها ، من تلقاء نفسه ، إلى آخر قطرة ، ولسان حاله يقول: خذوني!
وأول ما نبدأ به هو مطالبته بأن يروي ، بعظمة لسانه ، الحقيقة كاملة في شأن مواجهتنا له ، ليس صباح (جمعة الانذار والتحذير) فحسب ، ولا الخميس السابق عليها مباشرة فحسب ، بل الجمعة السابقة عليها بأسبوع ، بدلاً من أن يعود ، وقد (لسعته) أسئلتنا ، يلغلغ بأنصاف القصص وأرباع الحقائق في مسائل أبعد ما تكون عن (اتحاد الكتاب) ، ويولول ، بلا أدنى ذرَّة حياء: “أنا ضئيل الحجم .. كان سينتصر عليَّ بالضربة القاضية .. كان سيمضغ لحمي .. كان سيجرش عظامي .. كان سيكسر نظارتي”! واستطراداً ، فقد أضحكتني الأخيرة كثيراً ، إذ ما حاجة كاوبوى الطين هذا “للنظارة” بعد أن يكون لحمه قد “مُضِغ” عن آخره ، وعظمه قد “جُرش” حتى النخاع؟! لقد ، والله ، ذكرتني هذه بحكاية الإعرابيِّ الأبله الذي وجد نفسه مضطراً ، ذات يوم ، لعبور دغل من الشوك ، ففكَّر ، ثمَّ قدَّر ، ثمَّ حزم أمره وخاض في الشوك حافياً ، حرصاً منه على .. مركوبه الجديد! ثمَّ مَن ذا الأخرق الذي نَصَحَ له بأن يسند ادعاء (براءته) و(وداعته) المزعومتين إلى تلك الحجة الخائبة الزعيمة بأن جسامة الأذى مرهونة بجسامة الأحجام؟! طيِّب .. أفلا يسيل الدم من شكَّة (إبرة) صدئة قد لا ترى لشدة حقارتها؟! و(العقربة) التي لا (لحم) يُذكر فيها ولا (شحم) .. ألا تقتل أحياناً بمحض لدغة؟! ثمَّ هَبْ أننى من أكلة البشر ، فما شهيَّتي إلى (لحوم) مهترئة و(عظام) نخرة (مضغتها) مايو و(قرقشتها) ، عن آخرها ، قبل سنوات طوال من شروع (الانقاذ) في الاجهاز على ما قد يكون تبقى منها؟! وهل ، تراه ، انتبه مارشال المديريَّة هذا ، إلى الترميز العميق الذي يتجاوز (الجسوم) إلى (الفهوم) في الكثير من ابداعات شعبنا وأمثاله وحِكمه ، حين وقف (ينقز) في وسط (دارة) هضربته ويصيح ، لا فضَّ فوه: “مانى الفافنوس ماني الغليد البوص”؟! ومع ذلك لا يستحي سيادته من الهترشة بما أثبته وما لم يثبته (علماء النفس) .. ياخي بلا لمَّة!
أما (النصيحة) التى يزعم أنه أسداها لمهدي بشرى فهي حكاية أخرى مسلية! قال إنه (نصح) لمهدي بعدم (الرَّد) علينا حتى لا يهدر وقته في ما لا يفيد! أنظروا مليكنا العريان الذي يهرف بما لا يعرف ، واسألوه من أىِّ (محطة) ركب! فمن الواضح أن المسكين وحده لا يعرف ، بينما الجميع يعرفون ، أن الذي كتب ، أصلاً ، هو مهدي نفسه! مقالات ثلاثة آثرت عدم الرَّد على أىٍّ منهن لأسباب لا تهمُّ خالد المبارك في كثير أو قليل ، على حين يعلمها مهدي جيِّداً ، وربما أشار لبعضها في بعض ثنيَّات ما كتب ، وبخاصَّة فى مقالته الثالثة! والأهم من ذلك أن مهدي ، رغم الخلاف القائم الآن بيننا ، وهو خلاف مبدئي ما في ذلك شك ، كان وما يزال عضواً مؤسِّساً في الاتحاد ، ولم يقل إنه انعزل منه “لأن فكرته نشأت في الاتحاد السوفيتي”! فمن حقه ، بالتالي ، وبالغاً ما بلغت درجة الاختلاف ، أن يضع عينه في عين أىِّ عضو في لجنة الاتحاد التنفيذيَّة ليسأل كم ثلث الثلاثة. ولعله يشهد ، وقد تبوَّأ مقعده في اللجنة لدورات عدَّة ، وشارك في اتخاذ كل القرارات ، بأن ما مِن أحد جحده ، يوماً ، هو أو غيره هذا الحقَّ الديموقراطيَّ الأصيل في حدود ما توافقنا على الاحتكام إليه من قواعد يرتبها نظامنا الأساسي ، فما شأن خالد ، إذن ، بذلك؟! أم أن ضرس الوشايات الرخيصة الذي تنشأ عليه ما زال يثاوره كلما وجد إلى ذلك سبيلاً؟! حقاً إن الذي يأتي مع المشيمة لا يذهب إلا مع الكفن!
(3)
وإذن ، فقد كانت أسئلتنا محض أربعة في غاية الوضوح والبساطة ، طلبنا أن يجيب عليها يوم ألفيناه قد صدَّق ، بالفعل ، أن طويل الجرح يغري بالتناسي ، وظنَّ ، وبعض الظنِّ إثمٌ ، أن مضىَّ ما يربو على ربع القرن لا بُدَّ قد أنسانا قبيح فعال كبَّدتنا ، وقتها ، ما كبَّدتنا ، واستحقت غضبتنا عن حق! ويوم يمتلك الشجاعة ويروي حقيقة ما جرى ، بلا زيادة أو نقصان ، ولو لأجل خاطر الشباب الذين يتشدَّق بحقهم في الالمام بالتاريخ ، يومها سنعود لنحتكم إليهم ، وأغلب الظنِّ أننا لن نجد بينهم إنساناً سوياً واحداً لا يضع كلتا يديه فوق رأسه ، يستعيذ بالله!
بقيَّة الأسئلة الاضافيَّة سنقسمها إلى جزئين: الجزء الأول يتصل بالأسئلة الأربعة الأصليَّة التى جاءت ، ابتداءً ، في سياق ردِّنا على قوله إنه ليس عضواً في اتحاد الكتاب “لأن فكرته نشأت في الاتحاد السوفيتي” ، وهي: (1) هل سعى خالد ، أبداً ، لاكتساب عضويَّة الاتحاد؟! (2) وإذا كانت الإجابة بـ (نعم) ، فهل اكتسبها؟! (3) وإذا كانت الإجابة أيضاً بـ (نعم) ، فعليه أن يوضح كيف فقدها؟! (4) كما وسيتحتم عليه أن يفسِّر كيف جاء ، بعد أكثر من عشرين سنة ، ليعلن أنه ليس عضواً فى الاتحاد لأن فكرته نشأت في الاتحاد السوفيتي؟!
واضح أنه لم يستطع تحمُّل ضغط هذه الأسئلة الأربعة كثيراً ، رغم أن (محاولة) الردَّ عليها قد استغرقته شهراً بحاله! سوى أنه ، وبرغم الطربقة والهضاريب التي لا أول لها ولا آخر ، (عافر) قدر قدرته ليتفادى وقائع بعينها ، فمضى يلفُّ ويدور حولها ، أو يُغرقها عامداً ، وبوعى كامل ، في سيل من الشتائم والبذاءات ، حتى يتوِّهنا ويتوِّه القارئ عنها ، مع أن فيها ، بالذات ، مرابط الأفراس! مع ذلك ، فإننا نقبل إجابتيه (1) ، (2) ، على علاتهما ، بأنه لم يكن فقط عضواً في الاتحاد ذات يوم ، بل كان مؤسساً فيه! ولا يفوتنا ، بطبيعة الحال ، أن نسجِّل له صوت شكر على (تراجعه) غير المنتظم عن قوله (المدغمس) السابق الذي قصد ، بالفعل ، أن يعطي به (الشباب!) انطباعاً قوياً بأنه (لم يكن عضواً في أيِّ وقت) منذ تأسيس الاتحاد عام 1985م وحتى تاريخ كتابته لعموده ذاك!
لكن إجابته على السؤال (3) لا يمكن أن تكون مقبولة إطلاقاً ، إذ كيف نقبل مِمَّن شارك في تأسيس الاتحاد وفي انتخاب لجنته التنفيذيَّة الأولى أن يردَّ على سؤال واضح عن كيفيَّة فقدانه لتلك العضوية بقوله: “لا علم ولا شأن لي بأىِّ (موقف) اتخذوه تجاهي”؟! يا راجل! هذا هروب لا يليق ، ولذا فإننا ما نزال مصرِّين على ضرورة أن يجيب على هذا السؤال بوضوح ، بدلاً من إكثار اللغو عن “اتفاقيَّة أديس أبابا .. واتفاقيَّة كامب ديفيد .. ومضغ اللحم .. وقرقشة العظم .. ومحاولته المضحكة لإقناع القراء الشباب ، أو قل الضحك عليهم ، بأنه (عارض) دكتاتوريَّة مايو بتصميم غلاف مسرحيَّته (ريش النعام) حيث وضَع (تاجاً) على رأس النعامة” .. لا يا شيخ!
كذلك فإن إجابته على السؤال (4) ليست مقنعة البتة! ونحن ، من جانبنا ، نعرف جيِّداً لماذا التوى منطقه ، وما هي مشكلته الحقيقيَّة! لكن ، فلنسلم معه ، جدلاً ، بأنني مجرَّد (محامى مصارع) ، كتاباتي لا تقرأ ، وليست لديَّ (ثقافة) ، أو حتى (عقل) ، فكيف يريد من الآخرين أن (يبلعوا) تفسيره الهروبيَّ لعبارته “لست عضواً في اتحاد الكتاب السودانيين لأن الفكرة نشأت في الاتحاد السوفيتي” بأن المقصود منها ليس فكرة (إتحاد الكتاب السودانيين) ، بل فكرة (إتحاد الكتاب السوفيت)! أين ، تراه ، يريد مارشال المديريَّة هذا لفكرة (إتحاد الكتاب السوفيت) أن تنشأ إذن؟! أليس هذا كلاماً ملتوتاً معناه أن القرَّاء أجمعهم ليست لديهم عقول؟!
(4)
حسناً ، دعونا ، الآن ، نأتى إلى الجزء الثاني ، وربما الأهم ، المتصل بما لم نثره نحن في أسئلتنا الأولى حول اتحاد الكتاب ، بل (كشف!) عنه هو بنفسه ، من خلال هضاريبه المرتجفة ، البعيدة كل البعد عن موضوعنا الأساسي ، مِمَّا يغوي برميه بالمزيد من الأسئلة الاضافيَّة. ففي روايته عن البلاغ الذي فتحه بعد الانتفاضة ضد (نقد) ، ترك خالد ثقوباً غامضة loopholes لا يكتمل السرد إلا بتوضيحها ، وهي:
(1) قال إنه (ذهل) عندما (رأى) ، ضمن ملف المحامي أبو جديري ، رئيس هيئة الدفاع عن (نقد) ، رسالة على الورق المروَّس لجهاز الأمن تقول: “تصدَّق للدكتور خالد المبارك بعربة لأبحاثه” ، فاستنتج أن الورقة مسروقة من الجهاز! والسؤال: إذا كان مسموحاً لكل متقاضي أن (يستنتج) وحده ما يشاء ، فما فائدة (المحكمة) إذن؟! ثمَّ ما هي المسألة التي (أذهلته) على وجه التحديد ، بمعنى أنه فوجئ بها ، ولم يكن يتوقعها ، فشغلته أكثر من غيرها: واقعة وجود المستند نفسه في يد خصمه ، أم واقعة سرقته من جهاز أمن مايو (خايف على العِدَّة بصراحة)؟!
(2) كيف تمكن ، أصلاً ، من رؤية المستندات المشمولة بملف الدفاع؟! هل سمح له أبو جديري بذلك ، لمجرَّد علاقة قديمة ، كما يقول ، ربطته به في براغ ، مع علم أبو جديري بأن خالد هو خصم موكله ، مِمَّا يعني طعناً مباشراً في شرف ونزاهة ذلك المحامي الكبير والمحترم؟! أم أنه تلصَّص خلسة على ذلك الملف دون إذن من الدفاع ، مِمَّا يعني اعترافاً صريحاً بارتكاب عمل لا أخلاقي؟!
(3) قال: إن محاميه اتبع “استراتيجيَّة التأجيل ثمَّ التأجيل ثمَّ التأجيل لإنهاك الطرف الآخر (نقد) الذي كان مقبلاً على الانتخابات”!! والسؤال: طالما أن القاعدة هي أن الموكل يعتبر راضياً عن أداء محاميه إلا إذا أقاله ، فماذا كان موقف خالد المبارك من الناحية (الأخلاقيَّة) إزاء (استراتيجيَّة) محاميه؟! بل ولماذا (التأجيل) ، أصلاً ، من الناحية (العمليَّة) ، طالما أن خالد هو الشاكي في بلاغ (ردِّ شرف) ، ومن مصلحته ، منطقياً ، (الاسراع) في الاجراءات ، لا (التأجيل) الذي لا يلجأ إليه إلا شاكٍ (اكتشف) ، في مرحلة لاحقة على فتح بلاغه ، أنه ليس من (مصلحته) مواصلة السير في الدعوى؟! أم الحقيقة أن محامي خالد كان ، في البداية ، وبالاستناد ، طبعاً ، إلى رواية موكله ، مطمئناً إلى أن المسألة لا تعدو مجرَّد (طق الحنك)! لكنه ما لبث أن فوجئ بأن فيها مستندات ، مسروقة أو غير مسروقة ، فأصيب باليأس والاحباط ، فلجأ إلى بناء (استراتيجيَّة) أخرى تقوم على التأجيل ثمَّ التأجيل ثمَّ التأجيل ، إعتماداً على الله وعلى حكمة الشيخ فرح ود تكتوك “يا البعير ، يا الأمير ، يا الفقير”؟!
(4) قال: إن مستنداته ضاعت من المحكمة ، والسؤال: هل طلب منها إصدار أمر (للمراقب) بإجراء تحقيق في تلك الحادثة؟! وإذا كان قد طلب ، فما هي نتيجة التحقيق؟! وإذا لم يكن قد طلب ، فلماذا؟! وإذا كان قد طلب وقرَّرت المحكمة عدم الاستجابة لطلبه ، فهل استأنف هذا القرار؟! ثمَّ ، وبما أن القضيَّة مؤسَّسة ، أصلاً ، على شكوى منه ضد (نقد) لكون الأخير نسب إليه واقعة عمله لدى جهاز أمن مايو قبل الانتفاضة ، وعبء الإثبات ليس على خالد ، بل على (نقد) ، وإلا كسب خالد القضية ، فعن أىِّ مستندات ، إذن ، يتحدَّث خالد؟! وما طبيعة تلك المستندات؟! وكيف تسنَّى له أن يودعها لدى المحكمة، أصلاً ، قبل بداية الاجراءات؟!
(5) مهما يكن من أمر ، كيف تخلى خالد عن بلاغه: هل طلب شطبه بنفسه بعد أن (رأى) المستندات و(ذهل)؟! أم أن البلاغ شطب بقرار من المحكمة؟! وإذا كان قد شطب بقرار من المحكمة ، فهل استأنف ذلك القرار؟! وإذا كان قد طلب شطبه بنفسه ، فما السبب: هل لأن (رؤية) المستندات (أذهلته)؟! أم يريدنا أن نصدِّق أنه طلب شطبه لمجرَّد أنه (زهج) من (استراتيجيَّة التأجيل) التي اتبعها محاميه؟! وبافتراض أننا صدَّقنا ، فهل وقع (زهجه) ذاك من منطلق (إجرائي) أم (أخلاقي)؟! وفي كل الأحوال لماذا لم يُقدِم على إقالة محاميه وتعيين غيره طالما أن (استراتيجيَّته) قد (زهَّجته)؟! وإجمالاً: كيف يُعقل أن يتخلى شخص عن قضيَّة (ردِّ شرف) يطالب فيها بتعويضه بنصف مليون من جنيهات ثمانينات القرن الماضي ، وتتابعها الأوساط الثقافيَّة والأكاديميَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة كلها باهتمام تريد أن تعرف حكم القضاء فيها ، وذلك لمجرَّد (زهجه) من (استراتيجيَّة التأجيل) التى اتبعها محاميه؟! أم الحقيقة هي أنه آثر (الانسحاب) بعد أن تأكد بنفسه من أن المسألة ليست مجرَّد (طق حنك)، وأن فيها (مستندات)؟!
(6) ماذا رأى خالد أيضاً من مستندات الدفاع؟! وبتحديد أكثر:
أ/ هل رأى تقريراً منسوباً إليه ضدِّى وموجَّهاً إلى جهاز الأمن يستهله بإبداء استغرابه من الخطأ الذي ارتكبه الجهاز بالموافقة على إطلاق سراح “شخص مثلي” من المعتقل ، ويتهمني فيه بأنني عميل للمخابرات السوفيتيَّة ، وأنني ناشط ، بتكليف من الحزب ، في تأليب حركة الطلبة ضد النظام وقتها ، وأننى أستثمر علاقاتي مع رجال الأعمال في جمع التبرعات للحزب؟!
ب/ قال إن علاقته بالمرحوم علي المك كانت مشوبة “بعدم استلطاف من أول نظرة” إستمر “حتى وفاته”!! وبصرف النظر عن البرود وغلظة الكبد التي يتحدث بها عن أن شخصاً في طيبة ورقة المرحوم علي المك قد مات وهو مخاصم له ، فإن من المعلوم أن المرحوم قد تولى ، حتى وفاته ، رئاسة اتحاد الكتاب ، خلفاً للمرحوم جمال محمد أحمد ، فهل كان أىٌّ منهما شيوعياً؟! ثم متى كانت (أول نظرة) تلك؟! وهل وقع ذلك من جانب خالد أم من جانب المرحوم؟! فإذا كان من جانب خالد ، فكيف يفسِّر (نفسياً) أيضاً “عدم استلطافه من أول نظرة” لإنسان أجمع الناس على محبته كالمرحوم علي؟! وإذا كان من جانب المرحوم ، فما هو السبب الحقيقي ، يا ترى ، بعيداً عن حكاية “من أول نظرة” هذه؟! وهل رأى خالد ، سواء داخل المحكمة أو خارجها ، تقريراً منسوباً إليه أيضاً ، أى إلى خالد ، وموجَّهاً إلى جهاز الأمن، يتهم فيه المرحوم ، على أيام إدارته لدار النشر بجامعة الخرطوم ، بأنه حوَّل مكتبه إلى “مقهى” يلتقي فيه أصدقاؤه من “فلول أعداء ثورة مايو” ، ويتناولون سيرة “الرئيس القائد” بالسوء والسخرية ، وأن المرحوم ظلَّ يتلقى بصفة منتظمة ، خلال نفس الفترة ، وعن طريق طيار بسودانير من أقارب صديقه المرحوم صلاح أحمد ابراهيم المقيم بباريس ، نسخة من إصدارة (البديل) المعارضة ، والتي دأب صلاح على إصدارها هناك ، فيستنسخ منها المرحوم ، بإمكانيات دار النشر ، نسخاً يشرف على توزيعها داخل السودان ، بإمكانيات الدار أيضاً؟! إذا كانت الاجابة (بنعم) فما هو تاريخ ذلك المستند؟! هل كان سابقاً على إقالة المرحوم من إدارة دار النشر وتعيين خالد محله؟!
(7) هل علم خالد ، في أي وقت بعد أن تخلى عن قضيَّته ، بأن المرحوم الخاتم عدلان ، مسئول النشر الثقافي بـ (الميدان) ، وقتها ، قد أعلن عن اعتزام (الملف الثقافي) نشر تلك الوثائق في عدد قادم ، وأن (نقد) تدخل وسحبها ، باعتبار أن خالد ليس مهماً لهذه الدرجة ، وطالما أنه شطب بلاغه فلا معنى للنشر ، وأن الحزب يكتفي بما أعلنه في ميدان المدرسة الأهليَّة؟!
(5)
أما بعد ، فلعل خالد أدرك ، الآن ، كم كان ساذجاً وهو يمخر ، بلا تحسُّب ، فى بحر لجِّيٍّ من (الطربقة) و(الربربة) و(الهضربة) حتى تناسلت الأسئلة الأربعة البسيطة فأنجبت ثلة أخرى من البنين والبنات! كما ولعله انتبه إلى كوننا لم نبادر لاتهامه بشئ محدَّد ، بل ولم يحرِّكنا ، أصلاً ، فى كلامه ، وهو البادئ ، سوى تهجُّمه على اتحاد الكتاب؟! وأننا ظللنا ننتظر ، فقط ، أن يجيب على أسئلتنا الأربعة تلك ، محاولين دفعه بعيداً عن السجال المجاني ، باتجاه تطوير حوار يقوم على طرح الأسئلة وتلقيها ، وفحص ما يمكن أن يترتب على ذلك من اتفاق وما يتبقى من اختلاف؟! وأننا ، بإيراد مجتزأ منصور خالد ، إنما كنا نسعى لتشجيعه على النأي عن المكابرة السمجة في الحق ، والاقدام على الاعتراف المستقيم بالخطأ ، أو تقديم أىِّ تفسير آخر يقبله العقل! فهل ، تراه ، أدرك شيئاً من كل ذلك؟! لا يبدو ، للأسف ، وإلا لما ألجأنا ، مجدَّداً ، إلى انتظار آخر بلا جدوى ، لإجابات غالباً ما لن تأتي ، على أسئلة تسبَّب فيها هو بنفسه ، ولم نفترعها نحن؟! أم أنه كان يتوقع أن يُترك يلهو ويلغو ويلثغ ويلغلغ كما يشاء دون محاسبة أو مساءلة؟! أم ، تراه ، كان يظن السَّبَّ والشتم والتباذؤ عملاً (خارقاً) لا يقدر عليه سواه؟! ما كان ضرَّه لو كان أجاب على أسئلتنا الأربعة بلا ولولة أو زعيق أو شتائم أو بذاءات لا معنى لها ، ويقيننا أن له في تجاربه من الدروس ما يكفي لاتقاء الأخطاء السابقة لو كان يسمع أو يعقل؟! ولكن ما عسانا نفعل مع أمثولة المرأة البلهاء التي تضربها عتبة الباب سبع مرات .. دون أن تنتبه؟!
(6)
يلزمني ، في الختام ، أن أسوق من الشكر أجزله ، ومن الاعتذار أحرُّه ، لكل الأخوات والاخوة الذين راسلوني أو هاتفوني بنبرة الحدب والاخلاص ، من داخل السودان ومن خارجه ، وبعضهم ، علم الله ، لم أتشرَّف بمعرفته بعد ، حيث ساقوا إليَّ نصحهم السديد بعدم مجاراة تلك السجاليَّة الفجَّة التي أراد صاحبها ، كما قالوا ، أن يصرفني عن القضايا الجادَّة ، وأن يثبت بها لمخدِّميه الجُدد أنه (جدير) بثقتهم! وهي نصيحة سديدة بلا شكَّ ، بل إن حكمتها تتجذر في عمق الحكمة الشعبيَّة التي تحضُّ على ترك الرماد يعلق بمن يخوض فيه وحده ، وتحذر من اتباع البومة ، إذ لا تقود إلا إلى الخرابات! لكن ما باليد حيلة ، فيقيني أن هذه ، أيضاً ، قضيَّة جادة ما أضرَّ بنا سوى تعففنا عنها في السابق! وهذه (العقربة) عوَّدتنا أن تبقى كامنة في جحرها طالما بقيت مظلة السلطة مسحوبة عنها، غير انها ما أن تعود لتستظلَّ بها ، حتى تنتفش (إبرة) ذيلها المسمومة ، وتعود تئز من جديد! لذا وجدتني مضطراً لأن أبعث بهذه الرسالة أثبت عبرها أن الشتائم والبذاءات والاهانات الشخصية (ماهيَّاش شغلانة) ، على رأي أهلنا المصاروة! وأن الصاع يُردُّ ، في العادة ، صاعين ، وأن المناورات (العقربيَّة) مقدور عليها مهما تحامت بالسلطة!
كما ويلزمني ، في ما يبدو ، إعتذار له هو نفسه ، فقد حسبَني أحط من (قدره) ، حين وصفت (منصبه) الجديد الذي ركل لأجله التدريس في جامعة الخرطوم بأنه (ملحق إعلامي) ، فسارع لتصحيح معلوماتي بأنه ، في الحقيقة ، (مستشار إعلامي)! حسناً ، فهمنا ، خلاص ، نأسف جدَّاً ، سوى أن السؤال يبقى قائماً عن ماهيَّة عمله الحقيقي وسط الجالية في بريطانيا .. وبرضو (بخيت وسعيد)!
سودانايل
بالمناسبة يادوك عايزك تستمتع معاى بى اْغنية المطرب المحبوب اْبوعركى البخيت لو كنت ناكر للهوى زيك .بعدين زى كاْنوا متاْثر بيك لمن يقول:لو كنت ناكر للهوى زيك كنت غفرت ليك كل العذاب العشتو فى حبك وكل حقى العليك . اْناذاتى بتاْثر اتخيل .
بابكر بدري سلك طريق النهضة بعد أن جرب فشل طريق المقاومة و الرجل ذكي حصيف تماماً كاهلنا الربطاب و ما ضره أن يكون “مخلصاً” او مصانعاً و قد قدم للسودان أكثر مما قدم على افندي نور! مين على افندي نور؟ لا شك ان حنجرته لم تتجاوز زمان نادي الخرجين … اتمنى ان يفهم المناضلون ان للنضال سكك كثيرة فلا يأخذوا بايسرها و أحبها الى انفسهم .. الحناجر لا تبني الحضارات .. شكرا بابكر بدري علمتنا حيا و ميتا.
ذكرت كثيرا بابكر بدري والشيخ ابوزيد احمد بمدني .هذان لا غبار علي وطنيتهما وطريقتهما لمناهضة الانجليز وهما بختلعان كليا عمن تدافع عنه
يا فاروق بشير وابراسن
ما تسمعوا كلام المتخاذل عبدالله على ابراهيم
فهذا الرجل لا تاريخ له فى اى نصضال مد اخريات مايو والان الانقاذ
كل كتاباته تتجنب نقد الانقاذ
ثم
للمعارضة السودانية تاريخ مشرف فى النصال فى كل الجبهات لدرجة تقديم النصح لهولاء العواليق
عندك تجرية اعداد المدارس بالعون الزاتى فى عهد نميرى والجمعبات التعاونية وخدمات النقابات
عندك محولات اقتلاع اللجان الشعبية من الانقاذين
ثم عندك تجربة نفير فى الامطار الاخيرة وتجريةشارع الحوادث وغيرها من المبادرات اتى تحاربها الانقاذ
عبدالله عاوز يقول ادهنسوا عشان تحققوا مطالبكم ذى ما عمل خالد وعزم السفاح نميرى للمعهد
وللسيد المتكوزن نصيحة كان قد قدمها للمعارضة يتريق فيها منهم انهم لو ما دايرين نشوفوا وجه الانقاذ الكالح تدخلوا جواها كما نصح احدهم الناس
وقد كتب ذبك فى مقالاته المهببة مثله
يعنى يادوك قعدت تدافع عن زول مافى زول بدافع عنو لغاية ماجبت ليه الهوا واْهو طلعوا ليه مقال كمال الجزولى تانى ..وزى ماقال ترباس جايى تفتش الماضى .غايتو جنس شلاقة .
يا فاروق بشير وابراسن
ما تسمعوا كلام المتخاذل عبدالله على ابراهيم
فهذا الرجل لا تاريخ له فى اى نصضال مد اخريات مايو والان الانقاذ
كل كتاباته تتجنب نقد الانقاذ
ثم
للمعارضة السودانية تاريخ مشرف فى النصال فى كل الجبهات لدرجة تقديم النصح لهولاء العواليق
عندك تجرية اعداد المدارس بالعون الزاتى فى عهد نميرى والجمعبات التعاونية وخدمات النقابات
عندك محولات اقتلاع اللجان الشعبية من الانقاذين
ثم عندك تجربة نفير فى الامطار الاخيرة وتجريةشارع الحوادث وغيرها من المبادرات اتى تحاربها الانقاذ
عبدالله عاوز يقول ادهنسوا عشان تحققوا مطالبكم ذى ما عمل خالد وعزم السفاح نميرى للمعهد
وللسيد المتكوزن نصيحة كان قد قدمها للمعارضة يتريق فيها منهم انهم لو ما دايرين نشوفوا وجه الانقاذ الكالح تدخلوا جواها كما نصح احدهم الناس
وقد كتب ذبك فى مقالاته المهببة مثله
يعنى يادوك قعدت تدافع عن زول مافى زول بدافع عنو لغاية ماجبت ليه الهوا واْهو طلعوا ليه مقال كمال الجزولى تانى ..وزى ماقال ترباس جايى تفتش الماضى .غايتو جنس شلاقة .