ومتى ستنحني الإنقاذ لشعب السودان

نعمة صباحي ..

إنقطع التيار الكهربائي في اليابان لمدة عشرين دقيقة في ظاهرة غريبة على تلك الدولة الصناعية الكبرى ..فجاء الوزير المختص معتذرا الى شعبه من داخل قبة البرلمان ..وانحنى باكيا بمقدار مدة الإنقطاع !
الإنقاذ حبست الشعب السوداني خلف حوائط الإنقطاع عن العالم الخارجي في كافة التعاملات الإقتصادية والدبلوماسية بما ارتكتبته من حماقات أدت الى كوارث داخلية إمتدت لمدة عشرين عاما .. ولم يتكرم لا رئيس النظام ولا أحد منسوبيه من التفوه بكلمة إعتذار واحدة عن كل الذي حاق بهذه الأمة ..ولكنهم في المقابل طفقوا يتباهون بما اعتبروه نصراً دبلوماسياً حققوه جراء هذا الإنبطاح المفضوح الذي أراقوا فيه ما تبقى من ماء وجه حكومتهم الكالح واعترفوا دون حياء بأنهم قد قدموا كل ما لديهم وليس هنالك المزيد الذي يمكن تقديمه .. وهم يعلمون علم اليقين أن مطلوبات أمريكا لن تنتهي عند هذا الحد ..طالما أن أصابع نظامهم لا زالت تحت أضراس المؤسسات الدستورية والتشريعية الأمريكية الحرة عن قيود البيت الأبيض والمنوط بها النظرفي إبقاء أورفع اسم السودان متمثلاً في حكمهم عن قائمة الدول الراعية للإرهاب ..وطالما أن الرئيس لا زال مطارداً على خلفية ارتكابه جرائم في حق الإنسانية مما جعله يتحرك في محيط محدود لا ولن يصل به الى واشنطن التي باتوا يتغنون بحسنها الفتان !
هذا النظام يريد تجاوز الماضي دون مساءلة أوحتى اعتراف بأخطائه الكارثية رغم فداحة الكلفة التي دفعها الوطن وشعبه الصابر على محنته من التأخر في كافة مجالات التنمية والخدمات الأساسية والكرامة الإنسانية التي طحنت مابين قطبي رحى العقوبات الطويلة المدى و منهجية الفساد الذى أتى على يابس الموروث ولم يترك شبراً من خصوبة حسن النوايا لينبت فيها لون الخُضرة في مستقبل الأيام !
لن يعتذروا للشعب الذي اعتقدوا أنه بات يهاب بطشهم وقد شحنوا نفوسهم المريضة بهواء الغرور بعد أن استخدموا سلاح رعبهم في إنتفاضة سبتمبر 2013..وذابت فرائصهم خوفا من تقطيبة عصيان الحليم ..ولكنهم وهم الذين لطالما تشدقوا بأنهم لن ينحوا إلا لله سبحانه تعالى ..هاهم الآن يزيدون من درجة الإنحناء لأمريكا اشبارا الى اسفل حتى وصلوا الى لعق الأحذية ..بعد أن كان رئيس النظام قد أشار بعصاه الى اسفل قدميه غير مرة و في الهواء الطلق وسط هتافات الهوس المخدوع مهددا اياها بأنها ستكون مهانة في ذلك الموضع ..وهاهي عصاها هي التي رفعت فوق راس النظام الذي خر ساجداً يستجدي العفو والمغفرة من لدن ذات التي لم ولن يدنو عذابها أبداً !
فيا له من نظام جبان يتراجف خوفا من غضب الخارج ولكنه مكابر ناحية الداخل فيستحي أن يقول للشعب الذي ذاق الأمرين من تراكم إخفاقاته ..عذرا فقد أخطأنا في حقك فسامحنا ولوهمساً ولمرة واحدة!

[email][email protected][/email]