أقرع الواقفات

أقرع الواقفات
الصادق المهدي الشريف/
[email protected]
? ذكرت ولاية الخرطوم أنّها بصدد إنارة عدد من أحياء وشوارع الولاية، بعد الإتفاق مع وزارة الكهرباء… بميزانية مفتوحة، تبدأ بمبلغ 400 مليون جنيه.
? والرقم بالجنيه الجديد لا يمنح القارئ المتابع شعوراً بالقيمة الحقيقية… فالميزانية تبدأ بمبلغ 400 مليار جنيه (بالقديم).
? وأذكر هُنا أنّ إثنين من القراء قد إحتّجُوا على الطريقة التي تتعامل بها الولاية مع إنارة الطرق… فذكر الأول أنّ الإنارة في شوارع الصحافة تعمل ليلاً ونهاراً دون إهتمامٍ بإغلاقها بالنهار … بينما ذكر الآخر أنّ الولاية قد أنفقت مالاً لُبدا على إنارة شارع الوادي بمدينة الثورة… والحصيلة كانت أنّ أعمدة الكهرباء لا تعمل لا بالليل ولا بالنهار.
? وقد لا حظت خلال الأشهر الفائتة أنّ شارع الشنقيطي بالثورة يُحظى بعددٍ كبيرٍ من أعمدة الإنارة التي (لا تعمل)… وحينما استقصيتُ الأمر علمتُ أنّ الرجل الذي كلفته الولاية بالإشراف على الإنارة هو الذي (لا يعمل).
? من الواضح أنّ هناك خللاً كبيراً في الطريقة التي تتعامل بها الولاية مع مشروعاتها الخدمية… وإنارة الأحياء والطرق هي أحد مكامن الخلل، وليست كلها.
? فمثلاً يجدُ تحصيل رسوم النفايات رفضاً ممانعةً كبيرة من المواطنين، وتقع معظم هذه الممانعات على رؤوس العاملين في تحصيل تلك الرسوم.
? رغم أنّ جباة/وجابيات الرسوم (ومن بينها رسوم النفايات) هم مواطنون سودانيون يحملون الجنسية السودانية، ويتحلون – معظمهم – بالأخلاق السودانية الفاضلة.
? وفي بعض الأحيان يكون الجباةُ طلاباً (وطالبات) بالجامعات والمعاهد العليا، دفعتهم الحاجة الى القبول بتلك الوظيفة… لكن ما يجدونه من المواطنين يورثهم الندم على العمل في تلك الوظيفة.
? والمشكلة – كما أسلفنا – تكمن في الطريقة التي تدير بها الولاية مشروعاتها الخدمية… فالمواطنون الذين (لا) تأتيهم عربات النفايات، أو تأتيهم بصورة موسمية يشعرون أنّهم غير ملزمين بدفع الرسوم للولاية بصورة منتظمة.
? وتكون النتجة أن يسمع الموظف/الطالب جابي الرسوم ما لا يرضيهُ… وقد إقترح أحدهم أن ياتي محصِّل الرسوم مع عربة النفايات للتحصيل تقليلاً للجدل.
? وأعتقد أنّ هذا المقترح أكثر منطقية إذا فشلت الولاية في إيجاد مقترحٍ أفضل يمكّنها من إدارة المشروع بصورة تضمن (تقديم خدمة مستمرة مقابل رسوم منتظمة).
? وكذلك الحال بالنسبة لمتابعة إنارة الطرقات والأحياء والأسواق… فإذا حددت الولاية مُشرفاً لإنارة الطريق ? ايِّ طريق- فإنّ عليها أن تُعين مشرفاً أعلى درجة وظيفية من هؤلاء المشرفين الصغار (وظيفياً).
? أو أن تبدأ بتفعيل المبدأ الإداري المعرف (المحاسبة مقابل المسؤولية)… فتمنح المسؤوليات للأكفاء (وليس أهل الولاء) وأن تقوم بمحاسبة هؤلاء المسؤولين بصورة حاسمة وعلنية. فعلنية المحاسبة تكونُ رادعاً لمن (كسلتْ) همته عن أداء مسؤولياته.
? وفي الفقرة أعلاهُ أشرت لتعيين أهل الكفاءة، لسببين : الأول هو أنّهم الأقدر على أداء المهام التي توكل إليهم، والثاني هو أنّه يمكن محاسبتهم، فأهل الولاء (من البدريين والمجاهدين) تصعب على نفوس القادة محاسبتهم، وفي قصة (المجاهد) الذي إختلس مالاً من جامعة الخرطوم خير دليل على ما نزعم.
? وبناءاً على هذا أعتقد أنّ على ولاية الخرطوم أن تؤجل البدء في مشروعها الجديد لإنارة أحياء وطرق الولاية حتى (تُحسِن) إدارة المشروعات الموجودة… وإلا فسوف تنفق كل ذلك المال (400 مليار جنيه) ثمّ تكون النتيجة مثلما هو الحال الآن… وهو حالٌ يغني عن السؤال.
صحيفة التيار
أخي وأستاذي الصادق
لقد أسمعت إن ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
وناراً إن أنت نفخت بها أضاءت
ولكنّك تنفخُ في رمادِ
متعك الله بالصحة يأستاذ
لكن الهدف الحيقي وراء جيوش الجباة في المرور والنفايات والعشور وضريبة الدقنية هي جباية المال وليس تقديم الخدمات
لهذا لن ينصلح حال البلد بهذه العقلية التي تديرها ةتدير ظهرها لها بعد تحصيل الرسوم
لماذا لا يقف المواطنون وقفة واحدة ولا يدفعون النفايات؟
ما الذي ستفعله حكومة الكيزان؟
هل سيدخلون كل الشعب للسجن؟؟
الحل في أيدي المواطنين دون أن يحرقوا أنفسهم
لماذا يحرقون أنفسهم والكيزان عايشين؟