شف النقاب عن الخريطة الجينية للقمح

كشف فريق من العلماء الدوليين النقاب عن الخريطة الجينية للقمح وهو إنجاز في مجال البحوث الزراعية ربما يفتح الباب لاستنباط أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية من هذا المحصول الغذائي المهم.
وأزاح الباحثون الستار عن نتائج مشروع جينوم قمح الخبز وهو النبات الذي يعرف علميا باسم «تريتيكوم ايستيفوم».
وهؤلاء الباحثون ضمن كونسورتيوم دولي لبرنامج جينوم القمح أسسته عام 2005 مجموعة من منتجي القمح وعلماء النبات وخبراء تربية النبات.
وقال فريدريك شوليه عالم وراثة النبات في المعهد الفرنسي الوطني للبحوث الزراعية وهو أحد المشاركين في الدراسة إن هذا الجهد يجعل من اليسير تحديد الجينات المسؤولة عن صفات مهمة من الوجهة الزراعية منها حجم المحصول ومدى مقاومته للأمراض والآفات وصمود المحصول في ظروف الجفاف.
وقال شوليه «قمح الخبز محصول رئيس. إنه أكثر المحاصيل انتشارا في كل أنحاء العالم والغذاء الرئيس لثلث سكان العالم. إلا أن خريطته الجينية معقدة للغاية وكان من المتصور أنه من الصعوبة بمكان رسم هذه الخريطة».
وأضاف «هذا الإنجاز جوهري في مجال الأمن الغذائي والنهوض بالزراعة المستدامة في ضوء الزيادة السكانية والتغير المناخي».
وأسهمت ضخامة التسلسل الجيني للقمح وتكراره في تعقيد الجهود الرامية إلى فك شفرته الوراثية.
وتضمن البحث الذي وردت نتائجه في دورية «ساينس» نحو 60 في المائة من جينات نبات قمح الخبز. وتشير تقديرات الباحثين إلى أن عدد جينات القمح يصل إلى 124 ألف جين وهو ما يمثل 40 مثلا لجينات الأرز وسبعة أمثال جينات الذرة. وكان العلماء قد انتهوا من فك طلاسم الشفرة الوراثية لنباتي الأرز والذرة.
وقال الباحثون إن عدد جينات القمح يعادل خمسة أمثال جينات الإنسان.
وتضمنت نتائج البحث أيضا إلقاء نظرة جديدة على كروموسومات (صبغيات) القمح وعددها 21 كروموسوما.
وأكد العلماء ضرورة استنباط أصناف جيدة من القمح. وقال بيان الكونسورتيوم «يجابه العالم تحديات هائلة حيث تشير التقديرات إلى أن عدد سكان العالم سيتجاوز تسعة ملايين نسمة بحلول عام 2050. ويتعين زيادة إنتاج الغذاء بنسبة تتجاوز 50 في المائة دون التوسع في الرقعة الزراعية وذلك في مواجهة ظاهرة التغير المناخي وعدم توافر المخصبات الزراعية وندرة المياه وتراجع فاعلية مكافحة الآفات».
وأشار العلماء إلى أن القمح من المحاصيل التي يمكن زراعتها في مختلف الأقاليم المناخية والبيئية فضلا عن سهولة تخزينه وتحويله إلى دقيق (طحين) لصنع المخبوزات.
وقال الباحثون إنهم سينتهون من استكمال من الخريطة الجينية للقمح في غضون ثلاث سنوات.
الشرق الاوسط
!!!!
!!!!