تاج السر: صنعت في رواياتي تاريخاً وهمياً

أمير تاج السر، روائي تتسع رقعة الكتابة لديه عبر لغة سردية تهتم بالتفاصيل والاحتفاء بأماكن النشأة والطفولة، ومن خلال ذلك يناقش التحولات الاجتماعية والسياسية في السودان، وقد أنجز عدداً من الروايات منها: “العطر الفرنسي”، “صائد اليرقات”، “توترات القبطي”، “مهر الصياح”، وقد بدأ رحلته الأدبية شاعراً، وهنا حوار معه .
بدأت بكتابة الشعر لماذا لم تكمل الطريق في هذا المجال؟
– في منتصف السبعينات من القرن الماضي وجدتني أكتب في مرحلة الصبا، بعض الأشعار باللغة العامية السودانية الدارجة، ومعظمها كان يدور عن الحب، بعدها كتبت مجموعة من الأغاني حتى جاء العام 1985 ومعه انتفاضة مارس إبريل، وجاء سوار الذهب، وفي تلك الفترة كنت أدرس الطب في مصر، ووجدتني بلا وعي أدخل معترك الشعر الفصيح، وكان عليّ وقتها أن أطور من أدواتي الشعرية، فبدأت أقرأ في كل أنواع الشعر، بداية من العمودي والأوزان الخليلية، وتمكنت بعد فترة من كتابة قصائد رصينة، وبدأت أنشر هذه القصائد في الصحف والمجلات المصرية، مثل: “القاهرة”، “إبداع”، “الشعر”، وكان من الممكن أن أواصل في طريق الشعر، لكنني غادرته إلى عالم الرواية في نهايات الثمانينات .
كيف كان الانتقال من الشعر إلى الرواية؟
– كان ذلك عام 1987 حين بدأت علاقتي تتوطد بالروائيين المصريين أمثال عبد الحكيم قاسم وإبراهيم أصلان، وسألت نفسي وقتها لماذا لا أكتب رواية؟ وكتبت “كرمكول”، التي امتلأت بلغة الشعر من خلال كثافة السرد، وقد لاقت الرواية وقت صدورها ترحيباً نقدياً، وكان كثير من أصدقائي يعتبرونها “بيضة الديك”، لكنني فاجأتهم بعد ذلك بأكثر من 15 بيضة على مدى عشرين عاماً، ونسي الكثيرون تجربتي الشعرية .
ما الذي يدفعك إلى كتابة رواية جديدة؟
– أكتب نصي حين يريدني النص أن أكتبه، وأحياناً أظل شهوراً طويلة من دون أن أستطيع كتابة حرف واحد، كما حدث لي مؤخراً، فبعد أن أنهيت كتابة روايتي “طقس” لم أكتب حرفاً واحداً حتى الآن، وأذكر أن ممرضة اسمها كاترين كادويلي فرنسية الجنسية عملت معي في فرق الإغاثة في أقصى شرق السودان منذ عشرين عاماً، وطلبت مني أن أكتب عنها في إحدى رواياتي، لكنني لم أكتب عنها إلا في رواية “العطر الفرنسي” الصادرة عام 2009 .
في رواياتك نرى احتفاء بالمكان الأول بأساطيره وشخصياته المتنوعة، كيف ترى هذه التأثيرات؟
– هذه البلاد كانت فيها نشأتي وشبابي لم أكتب عن سواها، في شرق السودان الذي خبرت بيئته جيداً، وكتبت عنها في معظم أعمالي، لكنني أحس في زياراتي إلى السودان أن الناس ينظرون إلى الكاتب المغترب نظرة أخرى، من دون مراعاة أنه خرج بحثاً عن حياة أفضل، وأن الدنيا مفتاح لكل من أراد الخروج، وكان أكثر ما آلمني أن أحد النقاد كتب مرة أنني غير سوداني وعليّ أن أكتب عن بيئة أخرى غير السودان، وهذا فيه تعدٍ على مواطنتي، فلم يكن ميلان كونديرا فرنسياً رغم إقامته في فرنسا، ولم يكن بول بولز سوى كاتب أمريكي أنفق عمره كله حتى مات في طنجة، التي عشقها وكتب عنها روايته “السماء الواقية” .
أحياناً ما تقدم هوامش تاريخية وأسطورية في نصك الروائي ما مرجعية ذلك عندك؟
– في روايتي “مهر الصياح” التي صدرت منذ أكثر من عشر سنوات لم أكتب تاريخاً حقيقياً موثقاً أو مدوناً كما يفعل البعض، حين يتحدثون عن فترة تاريخية معينة، لكنني صنعت تاريخاً وهمياً، حيث زمن الكتابة يصح إطلاقه على أي زمن، وكانت “سلطنة أنسابة”، التي جرت فيها وقائع النص هي أي مكان يمكن أن تجري فيه الوقائع .
الخليج
يا سلام عليك ياخ ،، إبن أخت الوز عوام (الطيب صالح رحمه الله)، لك الأمنيات الغاليات،،
(فبعد ان انتهيت من روايتي «طقس» لم اكتب حرفا واحدا حتى الآن)
لا اسكت الله لك حرفا ايها المبدع، ننتظر منك المزيد من الابداع ان شاء الله تعالى.