شعوب الربيع العربي لازلت غير مستقرة هل تعاني من هزات إرتدادية؟

شعوب دول الربيع العربي وخاصة تونس ومصر وليبيا لا زا لت تعاني من آثار إنتفاضاتها . وهي إنتفاضات اطاحت بالطغاة ولم تجلب الرفاه . التحول كان مفاجئ لدرجة لم يصدقها الحكام ولا الشعوب .فاجأ ذلك حتى الدول التي تعتمد على مراكز البحوث والدراسات . لكنها قدرة الخالق
تراكم الظلم والكبت والقمع والحرمان .انتج غضب عارم ضد الحكام وبطاناتهم ممن سلبوهم حرياتهم وحقوقهم وسفهوا احلامهم زمان طويل.وعلى هذا فما نراه من توترات واضطرابات رغم زوال حكم الطغاة ووجود الديمقراطية وانقشاع الظلام. هو ردود افعال متأخرة لطاقات غضب لم تتاح لها الفرصة لتخرج في أوقاتها وإتجاهاتها المتوقعة.
هذه الشعوب عانت من ظلم تجمّع على مدى سنوات طويلة .راكم ذلك غضب شعبي هائل وإنطلق سيل جارف اندفع بقوة واطاح بالحكام .لكنه بعد ذلك لم يجد التصريف الصحيح لصالح هذه البلاد .فتوّجه نحو الجديد بغضب قديم .بقوة دفع سابقة انفرط عقد الأمن في هذه المجتمعات .
غضبة الحماهير وهزاتها الإرتدادية كانت من القوة بحيث لم تستطيع ليبيا تجاوزها بعد مرور اكثر من عامين على سقوط النظام. هذه الطاقات قد تصبح مثل نيران صديقة توجه نحو المجتمع إن لم يسرع العقلاء للتحكم فيها وتوجيهها . القادة الحكماء هم من يوجدون لها المنافذ الصحيحة لتتحول إلى طاقة منتجة بدلا من قوة مدمرة. على العقلاء رصد إشاراتها وإيجاد الأوعية الملائمة والمصبات المناسبة. يتم إمتصاصه هذها الغضب بالمشاركة الحقيقة وبالشفافيه وتحقيق العدالة وبالعمل الدوءوب والمكثف لتحقيق تنمية مدروسة مؤسسة ومستدامة.
الشعوب العربية انتبهت إلى ان الأخوان – رغم ضجيجهم وشكواهم المستمرة من عسف الحكام- كانوا في الحقيقة اكثر القوى السياسية تعاون مع هؤلاء الحكام المستبدون .اكثرهم استفادة من ظروف المعاناة التي كانت تعيشها هذه الشعوب. مصالحة أخوان السودان لنميري في 1977 م اطالت حكمه ثمانية سنوات حتى سقط اخيرا في 6 أبريل 1985 م .هنالك تحالفات اخوان مصر مع مبارك و حزب النهضة في تونس ايام بن علي.
الأخوان المسلمون هم اكثر القوى السياسية تعاون مع الطغاة ومع امريكا واوربا. يشتمونهم جهرا ويهرولون نحوهم سرا.
لم يكن الأخوان بحجم اطروحاتهم المثالية ولا بقدر ثقة الشعوب في طرحهم. وجهت مصر غضبها بإتجاه الأخوان.انها تحاسبهم على السابق مع اعمالهم من ايام مبارك والسادات وتعاقبهم على عهد مرسي الذين ارادوا معه ان يكرسوا لإستبداد جديد بثياب مدنية. مثل مصر تعيش كل من تونس وليبيا ثورة ثانية بينما يظل السودان في توتر مستمر.
يستخدمون الأموال الضخمة في المتاجرة بعرق الكاحين للمزيد من الثراء.أموال الأخوان لا تغامر بإنتاج حقيقي بل تتربح وبصورة فاحشة فيما هو منتج اصلا. بعضهم افسده الرفاه فسعى لأفساد من هم حوله. بكدح الفقراء من العمال والزراع ليل ونهار يتنعم المرفهون من القيادات في المكاتب الفخمة .بعضهم لا يتورع عن غسل الأموال القادمة من مصادر غير نظيفة . يبررون ذلك بدعوى المقاطعة الإقتصادية ومجاربة المجتمع الدولي . قسموا الناس إلى اعضاء في التنظيم أو أعداء ضده وبين الإثنان كم مهمل يجوز إستغلاله.
ما لا يريد الأخوان تصديقه هو ان التقنية الحديثة اتاحت حريات اكبر من تصورات الشعوب نفسها. اغزر معرفة واسهل استخدام واوسع تغطية واقل تكلفة واكثر امان مقارنة بوسائل النضال القديمة.كما يمكن عبر هذه التقنية الإضطلاع بسهولة على تجارب الشعوب الأخري.
في جنوب افريقيا كان القادة عقلاء.مانديلا وتابو امبيكي وجو سلوفو واوليفر تامبو وديزموند توتو وعبدالله عمر ورفاقهم الحكماء. عبروا بالبلاد بإنتقال ناعم رغم ان جنوب افريقيا كانت مثل بركان يغلي ينتظر الانفجاره في أي لحظة .خاصة بعد اغتيال القائد العسكري القوي (كرس هاني) الرمز الشاب للجنوب افريقيبن على يد متطرفين بيض.
عمل هؤلاء القادة على مواجهة التركة الثقيلة من المظالم والفقر والأحلام المصادرة وتلافوا مضاعفاتها.تصدوا لها بالحلول المدروسة الناجعه.كونت جنوب افريقيا لجنة المصالحة والمواساة لضحايا ومرتكبي جرائم التفرقة العنصرية.استفادت من طاقاتها في بناء مساكن شعبية للفقراء وبمقابل رمزي فقط.طمأنوا الشركات الكبرى وأصحاب رؤوس الأموال فلم يهربوا .انتجوا وساهموا في التنمية والسلام والإستقرار.مر على ذلك حتى الآن عشر سنوات من هذا التحول الضخم من نظام التفرقة العنصرية إلى الديمقراطية.وبينما تواجه الدولة مشكلاتها الأخرى تعالج في نفس الوقت مشكلاتها الموروثة.
ربما كان من الأفضل إعادة قراءة خطاب مانديلا الموجه لثوار الوطن العربي بتأن.
[email][email protected][/email]