في ذكرى مرور عام على فض اعتصام الإخوان .. حقائق فض ميدان أنصار الإخوان…!!

عام مضى كأيام بل ساعات..فما زلت أذكر كل شيء كأنه حدث البارحة..صوت الرصاص المنطلق كالمطر من أسلحة خفيفة وثقيلة في ذات الوقت..الدخان المتصاعد من إطارات السيارات المحترقة مختلطاً بدخان قنابل الغاز المسيلة للدموع ..رائحة الموت التي ازكمت أنوفنا..لون الدماء الذي بات محاطاً بكل شيء إلا أيدي القتلة..
ضجيج التفاصيل المرتبكة هنا وهناك..فصوت مناشدات الداخلية عبر المكبرات الصوتية كان متداخلا في أذني مع صوت الآذان المتكرر المنطلق من داخل مقر الاعتصام رغم مرور وقت ليس بقليل على صلاة الفجر..زجاجات المولوتوف المتطايرة..تقابلها حجارة من أماكن مختلفة.
توزيع الأدوار
الزمان كان قبل سنة فجراً حين تلقيت اتصالاً من زملائي للتوجه إلى هناك نصيبي من التغطية كان إلى ميدان النهضة بمحافظة الجيزة لتغطية فض الاعتصام خشية أن أكون هدفاً سهلاً وسط الزحام على خلفية حادثة طردي من قبل بعض أعضاء الإخوان من تغطية أحداث رابعة العدوية بعد أكثر من إثني عشر يوما لأثر غضبهم من حديثي حول تناقص الأعداد بعض الشيء، على أن يقوم زميلي وصديقي سمير عمر مدير مكتب سكاي نيوز عربية بتغطية أحداث رابعة وقد كان له سبق الوصول حتى قبل طلوع الصباح.
كل الطرق مغلقة
وصلت بدوري بعد السادسة بقليل إلى أحد مداخل ميدان النهضة..بيد أن قوات الأمن المُشكَّلة من الجيش والشرطة كانت تغلق كافة الشوارع المؤدية إليه..حينها ناداني زميلي المثابر مراسل قناة دريم آنذاك محمد جمال فقد كان مثلي يبحث عن سبيلٍ للدخول إلى وسط الميدان،
وحاولنا سويا الوصول غير أن محاولاتنا باءت بالفشل وجاءنا كبار الضباط لتحذيرنا بانهم لن يتمكنوا من حمايتنا داخل الميدان.
بشيء من الاندفاع والشغف الصحفي غير المحمود أصرينا أنا ومحمد على موقفنا بالوصول إلى قلب الحدث مؤكدين لهم تحملنا مسؤولية ما يجري لنا وقوبلنا بالمنع أيضاً.
لكننا لم نستسلم فقد اتفقت ومحمد على إعادة المحاولة من مدخلٍ آخر،
وقد كان تلك المرة بسبب انشغال القوات حينها بالرد على مصادر النيران المنطلقة من مبنى كلية الهندسة من جهة أنصار الإخوان….نعم مصادر النيران فلم يكن الاعتصام سلميا كما يدّعي البعض وهذه شهادة حق علي أن أقولها..
فئات داخل الميدان
كثير من البسطاء المؤمنين بمعتقداتهم في انتماءاتهم وتعاطفهم مع جماعة الإخوان المسلمين كانوا حقاً سلميين وهؤلاء الغالبية الذين كانوا ضحايا يتم استغلالهم من التنظيم أو هكذا هم يصدقون ويدركون تبعات مواقفهم التي خرجوا من أجلها وللمصداقية ليس جميعهم من الإخوان فمنهم من كان على استعداد للدفاع عن شرعية مرسي كأول رئيس مدني منتخب في عملية انتخابية نزيهة حتى الموت، وإن لم تكن لهم أي علاقة بالتنظيم أو بأي حزب سياسي آخر..فقط يدافعون عن مبدأ ديمقراطي بحسب إيمانهم.
وغيرهم كانوا يدافعون من منطلق ديني بحت معتقدين أن الموت من أجل هذه القناعة شهادة ستأخذهم إلى جنات النعيم.
فئة أخرى ليست بقليلة كانت لأسر بسيطة لا تملك قوت يومها جاءت من قرى منسيَّة في محافظات لا تجد حظها من اهتمام المركز وجدت في مقر الاعتصام ملاذاً يوفر لهم مأكلا وملبساً ومشرباً وخيمة تأويهم وإن كان مستقراً غير آمنا لكنهم كانوا يصدقون ما يٌقال لهم من أعضاء التنظيم كما القرآن لا نقاش ولا جدال حوله بالنسبة إليهم لأنه الحقيقة التي لا يعرفون غيرها.
المجموعة الأخيرة داخل الاعتصام لها علاقة تنظيمية بالإخوان وهم كانوا المتحكِّمين في إدارة الموقف داخلياً وهم على درجة عالية من التدريب العكسري والأمني والسياسي.
انقسام بين الإخوان
مشاهداتي تؤكد أن الميدان شهد انقساماً حاداً قبل فض الاعتصام بين من يرون ضرورة مساعدة الناس على الخروج السلمي حقناً للدماء وبين من كانوا يؤمنون بأن وعود الشرطة والجيش بالخروج الآمن مجرد خديعة لإيقاع الكثيرين والقبض عليهم وإنهاء صمودهم من أجل إعادة مرسي إلى الحكم مرة أخرى كما كانوا يقولون ويصدقون مقدرتهم على تحقيق ذلك النصر المبين بشعار مصر إسلامية النشيد الأكثر ترديدا بينهم طوال فترة الاعتصام على حد وصفهم.
باختصار كانت هناك أزمة ثقة حتى لدى قوات الأمن التي كانت تشتبه في عدم سلمية أنصار الإخوان وتتوقع منهم الغدر بإيقاع قتلى بين صفوفهم.
تفاصيل المعركة داخل الميدان
قررت تغطية الحدث وأنا ادرك ما يجري داخل الميدانين سواء في النهضة أو رابعة فقد عايشت طبيعة الحياة في كلا الاعتصامين منذ بداية إقامتهما وحتى محاولات الشرطة والجيش المستمرة للمعتصمين بمغادرة الميدان قبل الفض بأيام سواء عبر منشورات ألقتها طائراتهم على المعتصمين إلى آخر المناشدات قبل الفض بساعات عبر المكبرات الصوتية لمغادرة الميدان سلمياً.
وصلت وزميلي محمد على بعد أمتار من الميدان لم نُلقي بالاً لنداءات بعض الجنود لنا بالتراجع.
ضميري يُملي علي سرد حقيقة أن الرصاص كان ينطلق من فوهات أسلحة الجيش والشرطة اللذين نفذ صبرهما في ذلك الوقت ودون ضبط للنفس مع سقوط قتلى بين صفوفهم واحدا تلو الآخر أيضا، فقد كان يشعر صغار العساكر والضباط أنهم باتوا هدفاً مستباحاً بدافع انتقام الإخوان الذين أصابهم الجنون حد فقدانهم لبوصلة ضبط ردود فعلهم بعدما وصلوا إلى السلطة وشعروا بالتمكين ثم فقدوا فجأة كل شيء، فغدى منطق الدفاع عن انفسهم أكبر من دورهم الحقيقي في بسط الأمن من حولهم.
أيضا الرصاص كان ينطلق بغزارة ومن أسلحة خفيفة وثقيلة من داخل مقر الاعتصام ومن منافذ كلية الهندسة المجاورة له…أكثر الأسلحة استخداما حينها كانت السلاح الآلي.
بينما كنت ومحمد نرصد ما يجري اشتد تبادل النيران إلى ما يشبه المعركة وسقط مدنياً لا نعلم انتماءاته على مقربة منّا قتيلا برصاص قناصة ملثمين يعتلون مبنى الكلية وغيرهم كانوا طرفا ثالثا يطلقون النار من أسطح الأبنية المجاورة.
وللأمانة لم أكن أعلم هل كان القتل عمداً أم أن حظ الرجل العاثر أوصل إليه تلك الرصاصة في الصدر عن طريق الخطأ ففي تلك الظروف حقاً ومن واقع معايشة يختلط الحابل بالنابل.
كل ما أذكره في تلك اللحظة أن مصادر النيران كانت من كل مكان فوقنا وبالقرب منا وبعيدا عنا من فوهات بنادق تحملها أياد محترفة.
كان الوصول إلى هناك صعباً لكن الخروج من تلك الورطة بدى مستحيلاً لي ولزميلي محمد فكل الطرق كانت تؤدي إلى الموت المحقّق تماماً كما كانت لحظات البقاء تنذر بمعايشة الفجيعة.
البحث عن منفذ للخروج
هرباً من زخّات الرصاص انبطحنا أرضاً في إحدى الأركان خشية اصابتنا وسط ذلك المشهد العبثي المجنون..في تلك الأثناء كنا نرى من يركضون وهم يحملون الجرحى لمحاولة إسعافهم وتوصيلهم لسيارات الاسعاف البعيدة عن مكانهم ،وغيرهم يتحركون بلا هدف واضح وهم يحملون موتى قد غرقوا بالفعل في دماءهم وصرخاتهم تتعالى من هول ما يجري.
كانت تتسارع ضربات قلبي وأنا ملقاة أرضاً إلى جانب زميلي محمد الذي تصبب عرقاً وهو يسألني التفكير معه في طريقة للخروج مرة أخرى فحاولنا الوقوف والاتفاق على طريقة الركض العشوائي حتى لا نكون هدفاً سهلاً لأي طرف.
وقد كان حتى وصلنا إلى مساحة لم تكن هي الأخرى بمثابة برٍ للأمان، فلم نجد أي منطقة آمنة تماماً في تلك اللحظة لكننا على الأقل كنا تمكنا من التواصل مع قنواتنا لإجراء مداخلات هاتفية بسرد ما يحدث هناك.
فكرنا سويا بالانتقال إلى أعلى كوبري الجيزة باعتباره منطقة آمنة بعض الشيء قد تٌمكننا من النقل المباشر وإن لم تكن قريبة للغاية.
خلال الطريق شاهدنا العشرات من أنصار الإخوان الملتحين تحت قبضة الأمن وفي الأرض كمية كبيرة من فوارغ الرصاص لأسلحة مختلفة كنا نبحث عن المساحة التي يتم فيها اطلاق قنابل الغاز باعتبارها الأكثر أمناً والأقل ضرراً من الرصاص الحي.
بالفعل وصلنا بعد مرورنا بين الدبابات والاشتباكات بأعجوبة حتى وجدنا مسلكا راجلين إلى أعلى الكوبري لتصوير بعض الاشتباكات الجانبية أسفله وانضممنا لبقية فريق العمل معنا من مصورين وفنيين حتى وصلت الينا سياراتنا التي جلسنا فيها أعلى الكوبري لتتيسر لنا الحركة إن جدَّ في الموقف جديد من حولنا.
كنت مٌصابة بحالة من الذهول أطرافي كانت متجمدة تقريباً أو هكذا كنت أتوهم ،وأشعر بالبرد رغم أن ملابسي تبللت عرقاً من الجري بالإضافة لشعوري بصداع ودوار خفيف غير أنني كنت أقاوم كل هذه الأعراض
لأنني على يقين بأن أي لحظة استسلام لتلك الأحاسيس المتناقضة قد تقودني وزملائي إلى نهاية رخيصة برصاصة لن يعترف بإطلاقها أحد في نهاية المطاف لتسجل القضايا ضد مجهول.
الوضع ليس أفضل حالا
أعلى كوبري الجيزة الوضع لم يكن أحسن حالاً رغم اختلاف جغرافيته فبعد وصولنا إليه بدقائق قليلة زادت حدة الاشتباكات التي لم تقتصر على قوات الأمن المصرية وانصار الإخوان فقط بل كان يدخل مواطنون في المنتصف للاشتباك مع أنصار الإخوان معتقدين أنهم يؤدون واجباً وطنياً لمساعدة السلطات في التخلص من الإخوان للقضاء على الإرهاب على حد اعتقاداتهم، فبات التعامل بالنسبة إلينا مع العقل الجمعي والطقس المحتقن المشحون بالشك والارتياب والتحفز أمراً صعباً للغاية.
اقتربت الاشتباكات حتى وصلت إلى بداية الكوبري وأسفله وبتنا محاصرين أعلاه وراءنا في نهايته قوات الأمن التي تستخدم قنابل الغاز لفض الاشتباكات بين المواطنين وانصار الإخوان أسفل الكوبري وقوة أخرى من الامن تستخدم الرصاص الحي أمامنا في بدايته للرد على مصادر نيران باتجاههم من قبل قنّاصة أعلى الأبنية وبلطجية ملثمين لم اتمكن من تحديد لأي جهة يعملون غير أنني رأيت نيرانهم صادرة باتجاه الاشتباك الدائر بين المواطنين وانصار الإخوان.
بين الرصاص المستخدم ذلك الوقت بأسلحة مختلفة وبين قنابل الغاز كانت تصل إلى الكوبري زجاجات ملوتوف حارقة وإطارات سيارات محترقة بينما كان بعض انصار الإخوان يقومون بتكسير زجاج السيارات الموجودة في الشارع أسفل الكوبري بالإضافة لتكسير واجهات عدد من المحال التجارية.
حصار وسط الأحداث
وجودنا داخل السيارة لم يعد آمناً بعد أن شاهدنا أحد المواطنين سقط من شرفة منزله بينما كان يتابع الأحداث مصاباً برصاصة في الرقبة وآخر كان يقف على بعد عشرة أمتار منا تقريبا أعلى الكوبري سقط أرضا مصابا برصاصة في الرأس بالإضافة إلى سقوط جرحى وقتلى بين صفوف أنصار الإخوان والمواطنين المناهضين لهم الموجودين أسفل الكوبري.
فلجأنا جميعا للانبطاح أرضاً أسفل سياراتنا للاحتماء من خطورة الوضع من حولنا مرت ساعات علينا وأنا وزميلي محمد نجري مداخلات هاتفية لسكاي نيوز عربية ودريم كل منا لقناته ونحن أسفل السيارة حتى هدأ الوضع قليلا وتمكّنا من الخروج بمساعدة بعض أفراد الأمن بعد أن قاموا بتفتيشنا وتأكدوا من هويتنا كصحفيين.
وعدنا جميعا وسط الأدخنة المتصاعدة التي تحكي ضبابية المشهد تلك اللحظة بالقرب من ميدان النهضة مرة أخرى لإجراء لقاءات مباشرة من هناك رغم استمرار الاشتباكات بين مسلحين داخل مبنى كلية الهندسة وبين بعض قوات الأمن ظلت دائرة حتى قبل المغرب بقليل.
الأمن يسيطر
حوالي السابعة مساءا تقريبا كانت قوات الأمن قد اعلنت سيطرتها التامة على المكان وبدأ الناس يخرجون من داخل مبنى الكلية من رجال ونساء واطفال وشيوخ يتم تفتشيهم ثم إطلاق سراحهم مع توقيف كل من يتم الاشتباه بهم وكان بعض الجرحى ماتوا محاصرين لعدم تمكن وصول سيارات الإسعاف اليهم هؤلاء الضحايا تم تبادل الاتهامات حولهم فالداخلية قالت إن الإخوان يتاجرون بدمائهم لتحقيق مكاسب من وراءهم باستخدامهم كدروع بشرية والإخوان قالوا إن الشرطة منعت وصول سيارات الإسعاف إليهم وهو ما نفته الشرطة لاحقا وما نفاه الإخوان بدورهم أيضاً الكل تبرأ من مسؤولية دماءهم.
النهاية
انتهى المشهد في ميدان النهضة مساءا بمعركة كلية الهندسة الأشد ضراوة في كل تلك الأحداث بميدان النهضة.
كل ما رأيت في النهاية كان إلقاء القبض على أعداد كبيرة من أنصار الإخوان من مختلف الأعمار مقيدين ب(كلابشات) الأمن عبر صفوف وكلما زادوا في الهتاف مرددين (يسقط يسقط حكم العسكر او الداخلية بلطجية وراجعين راجعين لحماية الدين والانقلاب هو الارهاب) زادت حدة التعامل معهم بشيء من القسوة ومن ثم تم اقتيادهم إلى مديرية أمن الجيزة القريبة من مكان الحدث ولا أدري ما حدث بالداخل.
ظللت أعمل وبعض الزملاء من مختلف القنوات حتى الثانية عشرة منتصف ليل اليوم الثاني للفض حتى طلبت منا قوات الأمن المغادرة لتمشيط المنطقة بأكملها لاشتباههم باختباء بعض أنصار الإخوان لزرع قنابل في المكان.
أخيييراً رحلنا بذاكرة تضج بالأحداث الأليمة ومشاهد الدماء فاقت حد الانهاك البدني الذي وصلنا إليه نفسياً بين صراعات قد تتوه فيها بعض الحقائق.
ما تلا الفض من مبالغات وتشويه واتهامات وأكاذيب لأي طرف يدفعني لعدم تصديق التاريخ طالما يتم تشويه وتزوير الحقائق التي عايشتها بنفسي.
ملحوظة:سردت ما كنت شاهدة عليه وما يمليه علي ضميري قد تكون غابت عني بعض المشاهدات التي جرت خلال تنقلاتي أو في مكان لم أصل إليه لكنني اجتهدت قدر المستطاع بسرد ما أعرف وما رأيت على الأقل في الأماكن التي وصلت إليها وحاولت أن اكون دقيقة في تذكر الوقت وتفاصيل الأحداث التي عايشتها،فقبل يومين من الفض كنت أشم رائحة توتر قادم فكتبت اقتربت الساعة وانتشر العسكر ،ولكن بعد الفض اعترف بأن ما جرى فاق كل توقعاتي حد طفح الوجع الخرافي باستباحة دماء أبناء الوطن الواحد لبعضهم البعض لأنني مؤمنة بأن الدم كل سواء حرام بأمر الله، وإن اختلفت المعتقدات سأظل دائما أحلم بأوطان تسع الجميع أسأل الله الأمن والاستقرار لمصر بلدي الثاني كما أتمناه لبلدي الأول السودان وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
حمدا لله علي سلامتك
اللهم أحفظ الأرواح وأحقن الدماء
صورة بليغة ومعبرة تعكس تعايش حقيقي مع الحدث المأساوي لتراجيديا ذلك اليوم الدموي
كما يقولون ليس من رأي كمن سمع
فعلا إن كان بالإمكان تزوير حقائق حدثت امام أعيننا فما بالكم بروايات تاريخية حدثت قبل قرون وقبل معرفة التاريخ بماهية التدوين
وكما يقولون أيضا ( يذهب الحديث شبرا فيأتينا ذراعا )
من أجرم هو صاحب المصلحة في عدم إجراء تحقيق حتى الآن بعض أن مضى عام على المذبحة .. قتل المئات بدم بارد و الإعلام المأجور و منعدم الضمير يدلس و يبرر للقتل .. أنتم شركاء أصيلون في ما حدث .. سيأتي يوم لا ينفع فيه مال و لا بنون و لا فضائيات الغرب .. حينها سيخاصمك هؤلاء و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
ربنا هيسالك يا بنت الناس علي شهادتك دي….انتي مش عارفة انو كل منظمات العالم ادانت الحكومة المصرية واتهمتها بارتكاب مجزرة هي الافظع في التاريخ الحديث, العالم كله شاف صور المجزرة بس انتي الوحيدة الشفتي عكس كدا????
من المهنية ان تسمى الاشياء بمسمياتها بعيدا عن اعلام التأطير, ما وقع مجزرة ضداعتصام انصار الديمقراطية والشرعية لا فض انصار الاخوان.
وتعليق بسيط على هذه العبارة التى وردت فى المقال:(وقد كان تلك المرة بسبب انشغال القوات حينها بالرد على مصادر النيران المنطلقة من مبنى كلية الهندسة من جهة أنصار الإخوان….نعم مصادر النيران فلم يكن الاعتصام سلميا كما يدّعي البعض وهذه شهادة حق علي أن أقولها..)
ويؤكد على ذلك أيضاً خالد محيى الدين وهو أحد الضباط الأحرار فى كتابه (الآن أتكلم) صــ 304، 305 فيقول :
( وثمة واقعة أخرى لابد من وضعها فى الإعتبار ، فقبل زيارة الملك سعود مباشرة وقعت ستة إنفجارات دفعة واحدة فى مدينة القاهرة ، منها إنفجاران فى الجامعة وإنفجار فى جروبى وآخر فى مخزن الصحافة بمحطة سكة حديد القاهرة ، صحيح أنها لم تتسبب فى خسائر مادية كبيرة لكنها أثارت هواجس شديدة وسط الجميع حول مخاطر إنفلات الوضع ومخاطر إطلاق العنان دون قبضة حازمة للدولة ، وبدأ البعض يستشعر أن الزمام يفلت وأن الأمن غير مستقر وأنه من الضرورى إحكام قبضة النظام وإلا سادت الفوضى ، وقد روى لى بغدادى أنه فى أعقاب هذه الإنفجارات زار جمال عبد الناصر فى منزله ومعه كمال الدين حسين وحسن إبراهيم ليناقشوا معه تطورات الأوضاع وأبلغهم عبد الناصر أنه هو الذى دبر هذه الإنفجارات لإثارة مخاوف الناس من الإندفاع نحو طريق الديمقراطية والإيحاء بأن الأمن قد يهتز وأن الفوضى ستسود البلاد وبطبيعة الحال فإن الكثيرين من المصريين لا يقبلون أن تسود الفوضى بصورة تؤدى إلى وقوع هذه الإنفجارات .. إنتهى .
كنت مثلك تماما تلك الأيام فى مصر وليس بعيدا عن الأحداث، منذ وصولي للقاهرة لاحظت أن الجو كان مشحونا تماما حتى قبل حدوث الإنقلاب، الشعب المصري كله قد تحول ضد مرسى فى الوقت الذى كان فيه الأخوان لا يراعون ذلك ويتحدثون عن شرعية ويستمرون فى القرارات الكارثية والممارسات التى نفرت الشعب ووضعته فى شك عظيم من سياستهم وأهدافهم، ويا سبحان ويا لتغير الحال فعقبت الإنتخابات كنت هنالك كذلك وكان من الصعب أن تنطق بكلمه ضد الأخوان فالشعب المصرى كان كله على قلب رجل واحد خلفهم، لا أدرى كيف أستطاع الأخوان فى عام واحد إضاعة هذا التأييد وتحول الأمر لرعب شعبى من سياستهم وشك كبير تجاه أهدافهم فى الوقت الذى لم يعد الأخوان يبالون بالشعب ولا موقفه منهم فقد كانوا عميان تماما وسدوا أذانهم عن صوت العقل وذلك كان المدخل للكارثة، التحرشات والمضايقات والخناقات بين الأخوان والناس كان تحصل يوميا وفى كل مكان، دائما ما أسأل نفسى هل كان من الممكن تجنب الكارثة وإجابتى دائما بأنه نعم ولكن ذلك كان فى يد شخص واحد وهو (مرسى) كان فى إمكانه أن يحدث تغييرات تقربه من الشعب أو حتى أن يستقيل وأن يبدأ حوارا مع الشعب والقوى الأخرى ولكن يبدو لى أن الرجل كان مغيبا تماما عن الواقع وعن شعبه ولم يفعل شئ لإقناع المصريين بانه يعمل لصالحهم لم يقنعهم بأنه رئيس لهم جميعا ومن أجلهم وقد فشل فى ذلك فشلا ذريعا، أقول ذلك ولا أنفى بأن أطراف أخرى تتحمل جزء من المسئولية وإن أختلفت النسب، ومن أهم ما ذكرته الأخت رفيدة وأوافقها عليه تماما هو أن الجو المشحون قد جعل القيادة والفعل فى يد جنود الشرطة المصرية والمواطنيين الغاضبين وأنصار الأخوان المتعصبين وفى لحظة ما تيقنت بأن الأمر قد خرج عن سيطرة القيادات سواء للاخوان أو لمناوئيهم.
اولا اهنى نفسى بعودتك بعد غياب طويل
الحمد لله على سلامةك من كل هذه المخاطر التى واجهتيها وانتى تمتهنين مهنة البحث عن الموت ( حفظك الله )لتسطرى لنا الاحداث بالثانيه … اما اجترار الذكرى فهو عوده الى مشاهدة فلم يصعب عليك تصديق انك كنت احد ابطال هذا الفلم الذى نقلهو لاصوره والصوت والقلم فى كل انحاء العالم
هنيئا لنا بك وسكرا جميلا والى الامام مع الحرص على سلامتك
بالرغم من كرهني لنظام الكيزان و سعي لاسقاطه اليوم قبل باكر.
لكن المظلوم هو من يشعر بظلم الاخرين.
تستخدمين كلمه اخوان كلما سنحت الفرصه لتخاطبي الصورة الزهنيه السيئه لهم عندنا في السودان (الكيزان).
و لماذا هذا التوقيت و الانحياز لطبقه اعلام مصر المنحرف المتعاليه و المتجنيه دايما علي السودان.
و انت اليوم جزء منه بانحيازك علي حساب الحقيقه او غض الطرف عن الحقيقه كما يبدو كمصريه منتميه لفريق اعلام مبارك.
فنحن لا ندافع عن مظلوميتنا بايقاع الظلم عى الاخرين و لو اختلفنا معهم.
نشكرك يا اخت رفيدة على هذه الشهادة ونثمن مهنيتك فانت سفيرة لبلدي لدى أمة الاعلام…
والحمد لله الذي أزاح هذا الكابوس الاخواني عن مصر والعاقبة للسودان…
يااااسلام اخيرا عادت اميرة الراكوبة والله يارفيدة قصرت في حقنا على الاقل تنويه بس لكن تنقطعي كدا بدون مقدمة ؟طيب لو كانت اسباب غيبتك غير محرجة قولي لينا الحاصل شنو؟بعدين فقدناك وفقدنا قلمك الجريئ يعني كنت الوحيدة في الساحة تسخني لينا فصحاء المدينة المهم مرحب بيك ونتوقع منك المزيد.
صحافة مين يا عم أهو كله أكل عيش .
ما حدث مذبحه فعليه مات فيها الاف وتبعها موت الضمير الانسانى فى العالم
حتى الان لم يتخذ العالم اجراء فعلى بملاحقة المجرمين السيسى واعوانه وقبله اعلامهم الفاسد الذى ادى لهذه الفتنه
فى اعتقادى مصر ماتت مع هذه المذبحه وفقط القتلى يستحقون القصاص اما غالبية الشعب المصرى فهو شعب تافه فى سبيل لقمة العيش لا يضيره ان يقتل او يسحل اخاه ولذا عاش فى عبوديه منذ فرعون والى الان يستثنى منه عام مرسى ولانه شعب لا يستحق الحريه سلبت منه
العالم ينتظر فقط القصاص من المجرمين ليشفى غليله وليكون عظه للاخرين امامعظم شعب مصر لا يستحق الحياة اساسا
ربناء يحفظ كل مسلمين