النحافة كالبدانة كلتاهما تؤخران فرص الحمل

ركزت جل الدراسات على مخاطر السمنة على خصوبة المرأة ومدى تأثيرها على فرص حدوث الحمل واكتماله، بينما توجه اهتمام جملة من الباحثين إلى إثبات أن النحافة بدورها، لا تقل خطرا عن البدانة وأنها نتيجة لما تسببه من سوء في التغذية تحدث اضطرابات كبيرة في هرمونات التبويض المسؤولة عن الحمل.

العرب
القاهرة – مثلما تؤثر السمنة بالسلب على التبويض لدى السيدات وتقلل من فرص حدوث الحمل، تؤثر النحافة الشديدة أيضا بشكل مباشر على صحة المرأة الجنسية والإنجابية، حيث تقلل فرص حدوث الحمل لما ترتبط به من سوء تغذية وقلة تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية اللازمة لبناء الجسم.

وقد سبق أن أكدت دراسة إيطالية أجريت في جامعة سيينا أن الوزن المثالي هو الوزن المناسب لحدوث الحمل، وأن البدانة والنحافة الزائدتين تؤثران بالسلب على معدلات التبويض وتسببان العقم وتأخر الحمل.

وقد أوضحت الدكتورة كارينا رينالدي المشرفة على الدراسة أن ولع السيدات بالنحافة الشديدة، قد يدفعهن إلى اتباع حميات غذائية قاسية عن طريق الامتناع عن الطعام واستخدام أدوية إنقاص الوزن، وبالتالي حرمان الجسم من العناصر الغذائية التي يحتاج إليها. وهو ما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في هرمونات التبويض وبالتالي تقليل فرص حدوث الحمل وتأخر الإنجاب. كما أنه يؤثر بالسلب على انتظام الدورة الشهرية وأحيانا انقطاعها والذي يعني حدوث اضطرابات الغدد الدرقية أو غدة ?الهيبوثالامس? التي تعتبر من أكثر الأسباب شيوعا في عدم حدوث الإباضة.

وأكدت رينالدي أنه لا بد من اتباع نظام حمية معتدل يمد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة.

وأوضحت د. نجلاء الشبراوي، رئيس قسم النساء والتوليد بجامعة الأزهر، أن نحافة المرأة لها تأثير سلبي كبير على فرص حدوث الحمل والإصابة بضعف التبويض.

وأشارت إلى أنها تقصد تلك النحافة التي يصاحبها ضعف عام وسوء تغذية ونقص في العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم والذي يؤثر تدريجياً على كفاءة وظائف الجسم، ما يؤثر على انتظام الدورة الشهرية ويسبب اضطرابها بل أحيانا انقطاعها، وهو ما يؤثر بالسلب على التبويض وانتظامه وتقليل فرص الإنجاب.

البدانة والنحافة الزائدتان تخفضان معدلات التبويض وتسببان العقم وتأخر الحمل

وتضيف الشبرواي أن المرأة النحيفة تعاني أيضا خلال فترة الحمل، حيث تؤثر نحافتها بالسلب على نمو الجنين ووزنه وغالبا ما يولد أقل من الحجم الطبيعي وبالتالي التأثير بالسلب على صحته. كما أن فرص اكتمال الحمل تكون في الكثير من الأحيان ضعيفة بسبب نقص جسم الأم من العناصر الغذائية اللازمة التي يحتاجها الجنين والتي تساعده على النمو خلال فترة الحمل.

وأشارت إلى أن إصابة الحامل بسوء التغذية وفقر الدم تزيد من معاناتها في فترة الحمل، من خلال الإصابة بالتعب والإرهاق المستمرين وعدم القدرة على القيام بأي مجهود بدني.

وتوصلت دراسة أجرتها جامعة هارفارد الأميركية إلى أن النساء اللاتي يبدو مؤشر كتلة أجسامهن منخفضا جدا، يعانين من نقص في اللبتين وهو هرمون يتحكم في الجوع. ويتسبب انخفاض مستوى هذا الهرمون في غياب فترات الحيض.

وبينت الدراسات السابقة أن البدانة أيضا تخل بانتظام الدورة الشهرية وأنه كلما زاد الوزن تعطلت وظيفة التبويض. وأثبتت دراسة، نشرت في مجلة الخصوبة والعقم، أن النساء اللواتي يعانين من السمنة في سن الـ18 كن أكثر عرضة لتطور متلازمة المبايض متعدد التكيسات ولمشاكل في العقم.

ويفسر العلماء عملية تأثير السمنة على إنتاج المبايض، إذ يتمّ إفراز هرمون الإستروجين داخل الجسم من مصدرين، وهما المبايض والغدة الكظرية. تفرز المبايض الإستروجين بكميات محددة اعتمادا على مرحلة دورة الحيض. أما الغدة الكظرية فتفرز مادة تسمى ?اندروستينيديون?. وتقوم الخلايا الدهنية بتحويل هرمون الاندروستينيديون إلى نوع من الإستروجين يسمى بالإسترون. لذلك، ففي حالة زيادة الوزن المفرطة أو المعاناة من السمنة، يزداد إفراز الإستروجين داخل الجسم نتيجة عملية تحول الاندروستينيديون التي تؤثر على وظيفة المبايض بشكل أساسي، مما يتسبب في اختلال دورة التبويض الطبيعية ويؤدي إلى حدوث العقم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..