
يلتقي مساء اليوم السبت فريقا الهلال السوداني والأهلي المصري بملعب الأول الذي يطلق عليه (الجوهرة الزرقاء)، في مباراة فاصلة وحاسمة في الجولة السادسة لدور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا، لحسم بطاقة التأهل للدور ربع النهائي، ويتحدد على ضوء نتيجة المباراة الفريق الصاعد للدور التالي من المنافسة الافريقية، ويكفي الفريق المصري التعادل بأي نتيجة ليقصي الهلال بينما هي عند الهلال لا تقبل القسمة على اثنين فلا سبيل له للصعود للدور التالي سوى الفوز ولا شئ غيره، اذ يحوز الأهلي عشر نقاط فيما للهلال تسع منها، وتتسم هذه المباراة بحسابات معقدة الأمر الذي أضفى عليها حساسية كبيرة، فالفريق التونسي النجم الساحلي المنافس للفريقين، يمتلك بحسب المحللين الرياضيين فرصة كبيرة لاحتلال أحد مقعدي التأهل، حيث تنتظره مباراة سهلة أمام بلاتنيوم الزيمبابوي سهل المنال في تونس، والفوز المتوقع للفريق التونسي هو ما يضع فريقي الهلال والأهلي في (فتيل)..
والى هذا الحد تعتبر المباراة قياساً بأدبيات كرة القدم ومنافساتها مباراة عادية ومعتادة واجه كلا الفريقين العديد من أمثالها، تبدأ بمصافحة وتنتهي بوداع، ولكن ما يجعلنا نخشى ان يتكرر فيها ما جرى في فاصلة سابقة جرت بين المنتخبين الجزائري والمصرى باستاد المريخ، مما أدى إلى توتر دبلوماسي بين مصر والجزائر والسودان،هو التهويل و(الردحي) الذي مارسه الاعلام المصرى عامها واساءته للسودان بلدا وشعبا، حتى ان وزير خارجية مصر وقتها ابو الغيط اعترف على رؤوس الاشهاد بمسؤولية الاعلام المصري عن تلك الازمة المصنوعة اعلاميا، ومن عينة هذا الردحي الاعلامى اتصال احدهم بإحدى الفضائيات وهو يصرخ (الحقونا نحنا بنمووووووت)، وعندما سأله مقدم البرنامج (طيب فين الأمن السوداني) رد وهو ما زال يصرخ: (أمن آيه؟ مفيش أمن) واخر اتصل من فندق بالدوحة وادعى أن العصابات الجزائرية تحاصر الفندق، وثالث زعم أن الجزائريين احتلوا الخرطوم، وأن مشجعات مصر يختبئن تحت السيارات في الشوارع هرباً من البرابرة الجزائريين)، وهذا ما نرفضه ونخشى حدوثه مجددا مع هذه الفاصلة، اذ حاول الاعلام المصري ان يخلق زوبعة كبيرة من مقاطع فيديو نشرها مهاويس سودانيين تتوعد الفريق المصرى وجماهيره، والاعلاميون المصريون اكثر من يدرك ان مثل هذا النشر غير المسؤول لا يمثل سوى ناشريه وقد القت القبض عليهم السلطات السودانية، كما انهم يدركون جيدا ان هذا الفضاء الاسفيري المفتوح على مصراعيه يلجه من يشاء وينشر فيه ما يشاء بلا ضابط أو رابط، وكان غريبا منهم المطالبة بنقل المباراة إلى خارج السودان بحجة حالة عدم الاستقرار الأمني الذي يشهده السودان منذ اندلاع ثورته، وهذه والله جناية كبرى على الثورة السودانية وحضاريتها وسلميتها التي شهد بها كل العالم، الا أن الاتحاد الأفريقي الذي يعلم حضارية الثورة وسلمية الشعب السوداني رفض هذا الطلب، وأكد إقامة المباراة في أم درمان وفي موعدها دون أي تعديل، كما اكدت كل المنظومات الامنية السودانية حرصها على تأمين المباراة وعدم السماح بأي تجاوز في حق النادي الأهلي وجماهيره المقرر حضورها المباراة..العبوا كورتكم وبس خلاص على رأي شعبولا رحمه الله..
حيدر المكاشفي
الجريدة