الى ثوار لجان المقاومة

حمدي حاج هلالي
كل ما تقومون به من أنشطة في سبيل إخراج وطنكم الجريح من محنته ليعود وطنا سليما معافى لكل السودانيين على اختلاف السنتهم وسحناتهم وثقافاتهم، لهو عمل جميل نعتز به جميعا كسودانيين .. وهو جهد مقدر ومشكور لم يأت بمثله آباؤكم الأوائل من قبل .. فهذه من مكارم الثورة التكنلوجية والفضاءات المفتوحة العابرة للقارات إذْ تطل عليكم لتنهلوا من معينها لتأخذوا بأحسنها صُنعاً وتتركون ما خبث منها وراء ظهرانيكم فتستبين لكم منهاج الحياة وقدسيتها على أكمل ما يكون .. وكما كتبت لكم من قبل أنه يجب عليكم تجديد وتنويع مظاهر احتجاجاتكم ليس وقفا على المسيرات المليونية نحو القصر فحسب ولكن هنالك أساليب كثيرة لرفض هذا الانقلاب الذي يجثم على صدورنا جميعا رغما عنا .. فهؤلاء القلة هم عصابة يمتلكون المال والسلطة دون مؤهلات لقيادة البلاد حيث يجب أن تكون كمثيلاتها ليستظل المواطن العادي تحت ظلالها وينعم بالراحة والهدوء دونما يعكر صفوه مثل هذه المشاحنات العبثية التي لا طائل من ورائها غير خراب الوطن. وفي النهاية هم قلة قليلة والكثرة غلبت القلة كما جاء في الاثر .. فكلما وضعتم أهدافا واضحة نُصبَ أعينكم وإجتمعتم على كلمة سواء هانت لكم من الامور أصعبها .. فهذا النظام لا نقول آيل للسقوط ولكن بالفعل هو ساقط أصلا ولكن يحتاج فقط من يلكزه باصبع سبابته، أو من يحل بديلا عنه .. فهذه الاحزاب كما ترون أعجز من أن تدير بما تليها من أمور شأنها فكيف بحكم السودان .. فالأمل معقود عليكم أنتم فلا تنتظروا من احد أن يأتي ليقطف ثمار ما تزرعونه فانتم القوة الحقيقية الوحيدة الضاربة على الارض والتي بمقدورها تركيع هذا النظام لمطالبه العادلة، فقط عليكم بالصبر والحكمة والتريث والتكاتف والتعاضد بينكم مع تنويع مصادر الاحتجاجات كما سبق عينا القول .. فمثلا على سبيل المثال لا الحصر فالاعمال التي تقومون بها كاقامة افطارات الرمضان في منازل الشهداء لهو عمل مشهود له بالاخلاص والوفاء لروح الشهداء ولكن لماذا لا تقومون في ذات اللحظة باطلاق اقرب شارع أو ميدان سقط فيه الشهيد وتطلقون عليه أسمه ، بهذا ستخلدون هذا الشهيد أو ذاك ليكون نبراسا للناس من بعده في مقاومة الطغاه .. فمثلا ميدان الشهيد فلان وشارع الشهيد علان وهكذا ولا يهمكم الاسماء القديمة الموجودة في السجلات فبكثرة تداول اسماء الشهداء للميادين والشوارع بين أهل الحي سيعتاد الناس على التسمية .. أما الاسماء القديمة فدعوها ستتلاشى من تلقاء نفسها .. وهذه التسميات ستحرج النظام وستوجعه وتؤلمه كثيرا .. أوَلمْ تروا ان النظام في هذه الايام منهمك لاستصدار قانون يجرم قولا او عملا او كتابة للمساس بالذوات المقدسة (المسئولين) المبرَّأه من كل نقيصة وعيب .. هذه الذوات المتألِه التي تريد ان تجلس في ابراجها العاجية لتسرق وتنهب كما كان يفعل النظام السابق .. فالفاقد لضميره وأخلاقه لا يردعه القرآن فلا نتركهم لضمائرهم الميته عل ولعسى أن يرتدعوا .. فمثل هؤلاء لن يرتدعوا إلا باستخدام قوة القوانين الرادعة والفورية التي لا تحابي أبدا .. هذا النظام الذي يريد أن يجثم فوق صدور الشعب وكاد أن يقول كما قال فرعون (لا أريكم إلا ما أرى) .. فالذي يفرعن المسئول هم من صنف الناس أضعفهم نفسا وايمانا وخلقا فيزين له شر أعماله حتى يتفرعن ولكن اذا تجاهله الناس فسيعود الى حجمه الطبيعي دونما يبخس للناس ما لهم وما عليهم .. ولكن ضعاف النفوس هؤلاء طالما صنابير المال المسروق مفتوحه عليهم فلا مناص إلا باقتلاع هؤلاء من جذورهم لكي لا تكون لهم قائمة ابدا .