د. معتصم دونتاي يروي تجربة اعتقاله

د. معتصم دونتاي الكادر القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي
تجربة اعتقال:
في إحدى المرات تم اعتقالنا اثناء مظاهرات خرجت من الجامعة.
خرج آنذاك المئات من طلاب جامعة النيلين إلى الشوارع، تصدت لها الشرطة وجهاز الأمن بكل عنف من ضرب واستخدام للرصاص، وفي ذلك اليوم تم اعتقال اعداد كبيرة من الطلاب وشحنهم في عربات تتبع لجهاز الامن الى مكان مجهول، وكنت واحداً منهم.
الاعتقال كان قبل الظهر، تم اخذنا الي ميدان واسع مسور لا ادري مكانه بالضبط، وضع الجميع في حر الشمس وعلى الارض حتى المساء، وكانت التوقيت صيفي ساخن جدا، عند المساء تم تقسيم الجميع إلى مجموعات صغيرة يشرف عليها عناصر الامن. بدأ التعذيب عند صلاة العشاء وكان عبارة عن ضرب عشوائي بالخراطيش اولا وبشكل مستمر وركل بالارجل وشتائم وسباب واساءات، ومن ثم تحول الضرب بعصي صغير فوق الكوع والركب بشكل عنيف جدا لدرجة الاستفراغ والسقوط علي الارض النزيف من الفم والانف وبقية الجسم، استمر التعذيب طوال الليل وبشكل وحشي الي ان فقدت الوعي بشكل كامل من كثرت الضرب والتعذيب عندها لم ادر بشيء الا وانا مرمي علي الشارع جوار اشلاق البوليس السابق المجاور لجامعة النيلين، لم استطيع ان اقف علي ارجلي من شدة التعذيب. رآني احد عساكر السجون كان يقف على الشارع فقام بمساعدتي وتم اسعافي.
تكرر هذا المشهد في اعتقالين منفصلين، نفس التعذيب والضرب اذ كان جهاز امن النظام آنذاك يتبع سياسة عدم الاعتقال لفترات طويلة الا لقيادات الاحزاب وينتهج الضرب والقتل والتعذيب مع طلاب الجامعات.
وقد سقطت اعداد كبيرة من الطلاب برصاص النظام، أذكر منهم خالد اكد والامين شمس الدين تم قتلهم في ذلك التوقيت واحدهم امام عيني برصاص عناصر النظام وهو الطالب شريف حسب الله، عليهم رحمة الله.
حملة (صحافيون ضد الاعتقال) للتضامن مع المعتقلين
#المعتقلات_مقبرة_النظام_لدفن_حريتنا



