وداعاً رائد الفكر التقدمي النير المناضل رفعت السعيد

بالأمس القريب عمت بلادنا موجة من الحزن العميق إثر رحيل قائدة الحركة النسائية السودانية المناضلة فاطمة احمد ابراهيم التى انضمت الى صفوف الحزب الشيوعى فى وقت مبكر وتشرفت فيما بعد بعضوية لجنته المركزية. اليوم يفتقد الشعب المصرى وخاصة الوطنيون التقدميون والشيوعيون المفكر القائد المناضل الدكتور رفعت السعيد الذى فاضت روحه وانتقل الى دنيا الخلود مساء يوم الاربعاء الموافق السادس من شهر أغسطس الجاري.

رحل الدكتور رفعت السعيد تاركاً خلفه ميراثاً من العطاء الفكرى والسياسى يعتبر خسارة كبيرة للشعبين المصرى والسودانى ولكل التقدميين المناضلين فى العالم العربى.

إنضم الدكتور رفعت السعيد للحركة الشيوعية المصرية منذ تكوين حلقاتها الأولى واصبح أحد رموزها البارزين على المحيطين المحلى والعالمى، كما انه إنضم فى وقت مبكر لحركة السلام المصرية التى مثلها فى مجلس السلام العالمى.

لعب الراحل الدكتور رفعت السعيد دوراً كبيراً فى نشر وترويج الفكر الاشتراكى العلمى والشيوعى فى مصر والمنطقة العربية. كما ناضل بشدة بقلمه ولسانه ضد الافكار الغيبية الظلامية التى تتخذ من الدين سلاحاً لمناهضة الفكر الاشتراكى العلمى. ظل الراحل رفعت السعيد طيلة حياته الفكرية والسياسية فى حالة صراع مع تيار حركة الاخوان المسلمين فى مصر التى تعتبر أم الحركات الاسلامية فى الوطن العربى خاصة فى السودان ووصفهم بأعداء الله والوطن.

على الرغم من رحيل الفارس المغوار الدكتور رفعت السعيد ظلت قضية مجابهة ومكافحة إرهاب الاخوان فى مصر ونظام الإنقاذ فى السودان قضية مشتركة بين الشعبين السودانى والمصرى لابد من وضعها فى أجندة الكفاح المشترك كما كان عليه الحال فى بواكير الحركة الوطنية المناضلة ضد الاستعمار البريطانى والتى تكللت بانتصار الشعبين وتحقيق الاستقلال.

الشيوعيون والقوى التقدمية السودانية لن ينسوا الهجمة الشرسة التى شنها الدكتاتور الهالك جعفر نميرى إثر ردة يوليو 1971 التى راح ضحيتها قادة الحزب الشيوعى السودانى عبد الخالق محجوب، الشفيع احمد الشيخ وجوزيف قرنق وقادة حركة الضباط الأحرار هاشم العطا وبابكر النور وفاروق حمدالله والآخرين من الضباط والجنود الشرفاء الأشاوس.

نذكر أن الهجمة الشرسة كانت بإيعاز من الاتحاد الثلاثى مباشرة من قبل معمر القذافى والرئيس “المؤمن” محمد أنور السادات الذى قال: (الاتحاد الثلاثى ولد بأسنانه التى برزت فى الخرطوم)!

إننا لن ننسى الوقفة البطولية التى وقفها الشيوعيون المصريون وقادة التجمع الوطنى الديمقراطى وفى مقدمتهم الراحل رفعت السعيد، خالد محي الدين رئيس التجمع، حسين عبد الرازق وفريدة النقاش وبقية جماهير الشعب المصرى الذين أدانوا المجازر بشدة وكشفوا مؤامرة الاتحاد الثلاثى ودافعو بشدة عن الشيوعيين والضباط الأحرار.

فى هذا السياق لابد أن نذكر أن الرفاق فى قيادة التجمع الوطنى الديمقراطى وفى مقدمتهم الراحل رفعت السعيد كانوا العين الساهرة على أمن وسلامة الرفيق الراحل التجانى الطيب ورفاقه المقيمين فى القاهرة فى ذلك الوقت. منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لم تنقطع الصلة بيننا وبين الرفاق فى قيادة التجمع الوطنى الديمقراطى.

أثناء زيارة خاصة قمنا بها للعاصمة المصرية القاهرة فى شهر يونيو هذا العام سجلنا زيارة لمركز التجمع الوطنى الديمقراطى التقينا فيها بالراحل رفعت السعيد والرفيق حسين عبد الرازق والرفيقة فريدة النقاش.

إلتقانا الرفيق رفعت فى مكتبه وكان كعادته باشاً حميماً. القلم فى يده والأوراق على الطاولة. قال لنا أنه يكتب مقالة حول دور الحركة الإسلامية التونسية فى الصراع المسلح الدائر فى سوريا والعراق وذكر أن هذا الموضوع يشكل خطورة كبير على حاضر ومستقبل التونسيين.

الحوار الذى دار بيننا كان بالطبع حول الأوضاع السائدة فى مصر والسودان فى ظل نظام الإنقاذ والخطر الذى تمثله الحركة الاسلامية تحت قيادة الاخوان المسلمين فى مصر.

تحدث بتركيز حول الأوضاع السائدة فى مصر وعدم الاستقرار الذى يعيشه الناس كنتيجة للتفجيرات التى أرهقت أرواح المواطنين أطفالاً ونساء وشباب خاصة من بين المسيحيين. لخص الموضوع بقوله أن مصر فى الوقت الحاضر تجابه خطراً عظيماً داخلياً وخارجياً تحت قيادة الرئيس السيسى. فى سؤالنا حول دور الحركة السياسية أحزاب ومنظمات أشار الى ضعف الحركة السياسية وكذلك السلطة وأن الذي يدير الأمر حقيقة هو المال الذى تراكم فى يد الاسلاميين منذ عهد الرئيس السادات وخلفه الرئيس حسنى مبارك.

لم يغب عن باله وهو العالم والعليم التحالف السياسى القائم بين الحركتين فى مصر والسودان خاصة اثناء العام الذى قضاه الرئيس محمد مرسى فى الحكم. فى ختام الزيارة شكرناه على الحفاوة وحسن الاستقبال والحوار المثمر الذى دار بيننا وتمنينا له الصحة والعافية على أن نلتقى مرة ثانية فى القريب العاجل فى ظرف أفضل من الظروف التى يعيشها شبابنا اليوم. كما هو معلوم امتدت يد القدر ورحل الدكتر رفعت السعيد ودفنت مع رفاته أمانينا بلقاء آخر معه فى المستقبل القريب.

فى الختام لايسعنى إلا أن اتقدم بالعزاء الحار لكل الاخوة والرفاق والرفيقات اعضاء التجمع الوطنى الديمقراطى فى القيادة والقاعدة متمنياً لهم الصبر الجميل والمزيد من العمل والنشاط لملء الفراغ الذى خلفه الراحل العظيم الدكتور رفعت السعيد.

التعازى الحارة للرفيق صلاح عدلى السكرتير العام للحزب الشيوعى المصرى ولكل أعضاء الحزب.

العزاء الحار لكل رفاقنا السودانيين المقيمين فى جمهورية مصر العربية.

د. محمد مراد ? براغ

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..