متأثرون بحروب سابقة : لا مجال للعودة إلى الحرب حتى وإن أرادها السياسيون

لم تجد الصحفية والناشطة مديحة محمد عبدالله مفراً غير أن تطلق دموعاً سخينة سبقتها عبرات متقطعة وهي تستمع لروايات لمتأثرين بالحرب في ورشة عن تقرير المصير والدور الإعلامي أمس.

وبدا المتحدثون في الورشة التي شارك فيها قيادات وناشطون وجمعيات تدعو للسلام بعدد من معسكرات النازحين حول الخرطوم منزعجين مما تتناقله وسائل الإعلام حول الاستفتاء، ونُذر الحرب التي يحذر منها البعض.

وروى المشاركون في الورشة -من المجموعات المحلية التي تمثل النازحين- بمرارة تجربتهم مع الحرب وما أفرزته من آلام وجراحات مازالت في طور الاندمال، وشددوا على أنه لا مجال لحرب أخرى حتى وإن أرادها السياسيون، وعبّر المتحدثون عن قلقهم المتزايد على مستقبل السلام في ظل التصريحات (النارية) -حسب قولهم- للسياسيين حول الاستفتاء.

ودعا المحلل السياسي د. الطيب حاج عطية إلى ما أسماه بإعلام الموضوع، وتجنب الإثارة الصحفية؛ نظرا للمرحلة البالغة الحساسية والتي تمر بها البلاد، وشدد على ضروة الدعوة لما يقوي السلام الاجتماعي الموجود حالياً مع الالتزام بالحق المكفول وفقاً لاتفاقية السلام في الدعوة للوحدة أو الانفصال. وقال عطية إن إجراء الاستفتاء في أجواء مشحونة يمكن أن يقود إلى أنواع متعددة من العنف بحسبان أنّ القضايا ليست سياسية فقط "هناك قضايا اجتماعية واقتصادية وغيرها" لابد أن توضع في الحسبان وتفادي العنف لفظياً كان أو قتال.

من جانبها دعت الصحفية مديحة عبدالله في ورقتها وسائل الإعلام إلى ضرورة حرية التعبير عن خياري الاستفتاء وتجنب كل ما من شأنه المساس بالسلم الاجتماعي، إلى جانب التعريف بقانون الاستفتاء.

أجراس الحرية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..