وطن واطي “5”

لم أقف للحظة للتفكير في صحة زعمي الذي يحمله عنوان تلك السلسلة ” وطن واطي” بل كنت على يقين ان الكل يدرك تلك الحقيقة الصادمة، رأعي ” الضان” في الخلاء يدرك وبدرجة الاستيقان ان ما يجري في هذا الوطن هو إضطهاد وسط صمت سقيم ، ليجتمع هذا ” الاضطهاد” مع ذاك ” الصمت” لتكون المعادلة انه ” وطن واطي”.
رأعي الضان في الخلاء، يدرك تماما انه لا احد يقبل على خدمة الوطن، وذات راعي الضان لا يستطيع توجيه “لومه” الى الرافضين، لانه يدرك ان الاوطان تنال حب بنيها بحبهم، وتنال البر عندما تنفق تلك الاوطان مما تحب، وهذا الوطن الواطي بخل على بنيه ” بالمياه النقية ” أو العكر للشرب والماء يجري تحت منازلهم وربما يمسح بها الارض في إحدى المواسم، ليتركهم في العراء.
لن تنال الاوطان البر وحب بنيها حتى تنفق مما تحب ..!! ولكن ما بال وطننا يرفض حتى ان ينفق مما يكره..!! وعلى قول الشاعر ” نيلين والامة عطشانة” قوله هذا يلخص الكثير للغاية خصوصا اذا نظرنا الى قاطني ضفاف النيل وهم عطشى.
راعي الضان الذي أدرك عاليه وهو والضان والمساء والنجوم، أدرك انه لا أحد يتعجب لشكوى وزير الدفاع للوطن الواطي حول عزوف الشباب عن الانخراط في القوات المسلحة،القوات المسلحة شرف كل امة ومبتغى كل الشباب في الاوطان السّوية التي تحترم ذاتها لانها ترتبط بتقديم العطاء ومبادلة البر بالبر والحب بالحب والوفاء بالوفاء..!!
وذات راعي الضان وهو في سموه الازلي يدرك تماما ان من تقدمو لوظائف الجيش القطري من شباب السودان بلغ عددهم في ساعة واحدة ضعف تعداد الشعب القطري، وذات الراعي يدرك ان خيم قوات الوطن الواطي المسلحة منصوبة في الاسواق وقارعة الطرقات تذيع رغبتها في الجنود بصوت مشروخ عبر مايكرفون سخيف وتردد اهازيج سمجة تدعي انها تثير الحماس وتزكي نار الشهامة التي كذب الشعراء وقالوا انها فينا نحن شعب ” الوطن الواطي”.
عندما لايثير امر تقدم شباب سودانيين يساوي عددهم في ساعة واحدة ضعف تعداد شعب قطر للإلتحاق بالجيش القطري الريبة والتساؤلات ويمضي الامر سيان دون توقف فهنا نجزم باننا وصلنا الحضيض، وصار الامر اعتيادي، والمؤسف ان تلك الدويلة قطر حاولت ان تتجراء على مصر وساعات قليلة حجتى ألقمت حجر في فاهها السمج، تم تأديبها حتى أدركت حجمها وعرفت ان الشعوب تاريخ وحضارات وليس حفنة دريهمات قليلة تجنيها من بيع الغاز، ولكن تلك الدويلة ” تصعلكت” على السودان، وتجرأت وتلاعبت به، وصارت كما ” عشيقه” يابى ان ينام الوطن الواطي والا هي راضية عنه.
راعي الضان هذا يعرف ان لا احد سوف يتوقف ويثير السؤال المفترض ان يثيره كل وطن محترم، لماذا عزوف الشباب عن جيشهم وتقدم بالمئات لجيش دويلة اجنبية..!!!
انه الوطن الواطي، لاشي فيه يثير التعجب أفعل ما تشاء واصنع ماتشاء ولن يتعج أحد ولن يتوقف احد، ففي هذا الوطن الواطي يضع رئيسه دستور ويقسم باحترامه ويعود هو ليخرق الدستور، ولا احد يتعجب، في هذا الوطن الواطي شعب امدرمان القاطن على ضفاف النيل وبينه وبين النيل عدة خطوات يساهر الليالي لتصل اليه تلك المياه العطنة، شعب الوطن الواطي هذا يدرك تماما ان انتشار السرطان وامراض الكلى في مناطق بيعينها لاسباب منطقية ولكن لا احد يحفل أو يقف ليعرف اسباب تلك الامراض ومعالجتها.
عزيزي راعي الضان ” باللهي تاني ما تتصل تلفونيا في وقت متأخر” كل وجباتي ” فتة فول” لا استطيع استهلاكها في السهر ..!!
هذا مع تحياتي
ناصر حسين
14/ نوفمبر/2014
[email][email protected][/email]
لك مفهومك ولنا مفاهيمنا وقد نجد لك العذر بل نلتقي معك اذا عرفنا ان في البلاغة ابواب اهتمت بمعالجة مثل كلامك ففتحت باب التشبيه والاستعارة وغيرها بحيث يتكلم المتكلم عن المكان وهو يعني ما في المكان من بشر وقد قالوا انه “التشبيه البليغ” وهنا معك نلتقي في معنى “الوطاوة” فهي صفة تلحق بالانسان ولا تلحق بالمكان خاصة اذا كان ذلك المكان هو الوطن……
اولا: اسلوبك هو الواطي. كان يمكن ان تصل الى ما تريد دون الاسفاف و الهبوط الذي اراه ينضح و يرشح ليؤذي و لا يصلح.
ثانيا: كلما غلفته باسفافك كلام معلوم لكل سوداني علموه من كتاب ( غير واطين ).
ثالثا: الم تسمع بمصطلح النقد البناء؟ انت فقط تنفث قيحا و تفح فحيحا ، لم ار في كتاباتك معالجة او حلول . لا اظنك ستجيب بأن ليس عند شيئ لانك واطي.
اعزائي قراء الراكوبة آسف لاستخدام تلك المفردة الوا…… ز
العيب ليس فى الوطن ولكن العيب فى قاطنية الوطن ليس واطى ولكن الواطين من ضيعوه بغبائهم وصلفهم
ياخينا الوطن عبارة عن رقعة جغرافية تقطنها مجموعة من السكان، هؤلاء السكان يقع عليهم واجب ادارة الموارد الموجودة وتسخيرها ليعود ريعها علي السكان، المشكلة في حالتنا السودانية هي ان السكان لم يستغلوا الموارد بل وقعوا تقتيلا في بعضهم البعض وسرقة للموارد وتسخيرها لمصلحتهم الشخصية، يعني باختصار المشكلة في المواطن وليس الوطن ولو في مجموعة واطية فهي المجموعة التي احدثت الدمار والمجموعة التي وقفت تتفرج ولم ينهوهم عن ذلك.
أرجو ان تكون الفكرة قد وضحت لك